يحاول الكاتب رسم صورة واقعية لمدينته في تلك السنوات بكل تفاصيلها الجغرافية و أبعادها الإنسانية حيث الشوارع المغبرة والبيوت القديمة والتقليدية، الأسواق والأضرحة، والحدائق والبساتين الجميلة الأنهار و أفرعها، والأهم من ذلك الناس البسطاء والشخصيات الشعبية والمرتبطة بمورثات ومهن توارثوها والتي تشكل محطات تاريخية مميزة للميناء البحري والنهري للعراق، حيث اختلاط الأجناس والأسواق من خلال التجارة والزراعة والتصدير وتزاوج وتداخل الطقوس والتقاليد في الأعياد والأفراح .. في الأحزان والمآتم .. في فترات الأفراح القليلة والاتراح العامرة ..
إن غاية الكاتب هي رسم المدينة بريشة الذاكرة الأولى حسب المخزون الطفولي والتلقائي والذي يشكل " ضباب " أشعاره ونثره ، حيث النخيل الباسقات وجداول الأنهار تتمدد بين بيوت القصب والطين وحيث السطوح والسلالم والشناشيل والمواقد والقدور والحكايات التي تدور حولها.