«زمن الرجل الطائر» رواية تاريخية نفسية تدور أحداثها في المغرب خلال مطلع القرن السادس عشر، زمن الصراعات بين الوطاسيين والبرتغاليين. تتناول الرواية سقوط الرجال والأسر والحكم، وتغوص في أعماق شخصيات ممزقة بين الولاء والخيانة، الإيمان والنجاة. يقدّم نوفل الشعرة عملاً يتأمل الهوية والسلطة والمصير، ضمن عالم روائي متشابك يعيد رسم لحظةٍ مفصلية من تاريخ المغرب.
رواية تاريخية تجمع بين المتخيل و ما هو واقعي في فترة حساسة من تاريخ المغرب : أواخر الدولة الوطاسية و الامتداد البرتغالي في المغرب بين ثغور المتوسط و المحيط الأطلسي . العمل يمتد على خطين : أ/خط الرسائل التي كتبتها شخصيات مغربية حقيقية : محمد البرتغالي، الناصر ، زيان و التي كانت المتن للدخول الى عالمهم الداخلي و انسنتهم بعيدا عن الصورة المتعالية أحادية البعد لرجل السياسة ب/خط حكاية الهجوم الذي تعرضت له قرية صغيرة في الجبل أثناء احتفالها بعرس مع يوسف و سفيان و إدريس و سلمى و حمو و عبو و المفضلة و كذلك المهاجمين اسبيكترو و لورينسو حيث تتقاطع الحكايات و المصائر . بين الخطين الكثير من الدموع و الدماء و التحالفات و الخيانات فالسياسة فعل قذر لا يراد به دائما المصلحة العامة (ادعوكم لقراءة العمل). العمل بين ذهاب و إياب في الماضي و الحاضر يضوي على تلك الفترة الزمنية و يعيد الاعتبار لأناس بسطاء لم يعيشوا مع أحبائهم و بقوا مع الذكريات القاتلة . العمل مكتوب بلغة قوية تزاوج بين اللغة العربية المدينة في تلك الفترة و الامازيغية الحاضرة في المكان منطقة الشمال و البرتغالية الدخيلة و الإسبانية القشتالية لغة الموريسكين المطرودين من فردوسهم المفقود و هذا مع الحالات و هوامش تعريفية حتى لا تترك القارئ يسقط في فراغ المعلومة 👍👍👍. بالنسبة لي كمحبة للتاريخ فالعمل ملئ بالأحداث و بالكثير من الادرينالين (أدعوكم مرة أخرى لقراءته)متحمسة للجزء الثاني
في قلب القرن السادس عشر، حين كان البرتغاليون يشدون قبضتهم على السواحل المغربية،تنفجر هذه الرواية مثل نافذة تطل على عالم منسي،عاش فيه المغاربة بين الحلم و الأمل، بينما تدور حولهم أساطير و خرافات تستخدم كدرع ضد المجهول. الرواية لا تكتفي بسرد تاريخ فعلي مضى،بشخصيات حقيقية عاشت وسط أبطال الرواية،بل و تسلط الضوء على حياة أشخاص و بطولات وهمية،و كيف تولد الخرافة و تعيش الاسطورة. انها رحلة تشد القارئ مع أول سطر،تواريخ و اماكن و معارك دارت بالفعل على أرض المغرب،رواية تستدعي الكثير من الانتباه للفواصل و ربط الأحداث بحبكة كاتب محترف. إنها رواية لا تكتفي بأن تروى، بل.. تعاش. وتدفع القارئ إلى التوغل في دهاليز تاريخ مكتوم كان يستحق أن يسمع.
هوامش قرائية في رواية زمن الرجل الطائر لنوفل الشعرة . * اللغة قوية جدا ومميزة: العربية الفصحى المتألقة استعملت في السرد، والدارجة المغربية القديمة والامازيغية السوسية والريفية والغمارية في الحوارات؛ وايضا القليل من البرتغالية والاسبانية... مزيج رائع جعل النصوص الروائية تحفة لغوية فريدة. . الرواية أحداث مكثفة، وشخصيات كثيرة بأسماء مغربية او اوروبية. اضطررت شخصيا للاستعانة بخريطة أسماء حتى أتذكر أهم الاحداث في حياة الشخصيات . . الرواية اجتماعية أحداثها مستوحاة من فترة تاريخية معينة (القرن السادس عشر)، حيث كانت هناك محاولات برتغالية للاستيلاء على جزء من شمال المغرب ووسطه(منطقة دكالة وعبدة حاليا)، ونهاية العهد الوطاسي و بداية وصول السعديين للحكم . . تحكي الرواية عن معارك التاريخ وما تخلفه من جروح جسدية ونفسية وأخلاقية وعن الخوف وما يغيره في دواخل الشخوص، وعن المعتقدات الخرافية المرسخة في أذهان المؤمنين بها حد التضحية بكل شيء، وما تغيره في فطرة أشخاص لا يملكون إلا الإيمان بها دفاعا عن ما يكتسبون. . الرواية جميلة.. مؤلمة.. ناضجة، تجعلك تغضب وتضحك وتبكي وتتحسر .. حماسية تشاكسك احداثها.. بكل بساطة الرواية كما كتب صاحبها: تسكنك طويلا بعد أن تطوي صفحتها الأخيرة