تدور أحداث هذا الكتاب في عام 1889. رحل الكاتب إلى مصر مستطلعًا وباحثًا، واستمر هناك لمدة عام كامل. وفي رحلة له في الصعيد، استطاع أن يشتري مومياء امرأة من "جرجا"، وقد سافر بها وأهداها إلى نادي البوهيميين في سان فرانسيسكو، هذا وقد استطاع القنصل الأمريكي شولر أن يحصل على مومياويتين وأرسلهما أيضًا إلى سان فرانسيسكو.. لكنها جميعًا تبددت في الحريق الشامل الذي ساد مدينة سان فرانسيسكو عام 1906.
في عام 1898، سافر جيرميا لنش إلى ألاسكا باحثًا عن الذهب ومعه فريق مكون من مائة عامل، واستمر في هذا الجو القارس لمدة ثلاث سنوات، وابتكر وسيلة جديدة للتنقيب عن الذهب وعاد بثروة طائلة، وكما سبح في نهر النيل، سبح أيضًا في نهر يوكون شبه المتجمد.
عاد إلى مصر عام 1912 باحثًا عن مومياء جديدة ليهديها إلى ناديه المحبوب، لكنه تعذر عليه ذلك لأن كل المومياوات المكتشفة في ذلك الحين كانت تُبعث إلى متحف القاهرة. لكنه علم أن أحد الباشاوات المتوفين يحتفظ بمومياء في قصره، فاستطاع أن يقنع أبناءه أن يشتري منهم هذه المومياء. وبالفعل استطاع أن يحصل عليها وأمكن له بمعونة ووساطة اللورد كتشنر أن يرسلها إلى سان فرانسيسكو لتستقر في ناديه المفضل.
نبدأ بالمميزات: المذكرات ترجمتها محترمة كعادة ترجمات دار العربي، وحبيت الصور المرفقة. ترجمة النوع ده من الأعمال بتكون ممتازة للاستدلال على نظرة المستشرقين المتعجرفين والغرب الجشع لنا في القرن ال١٩ - وعلى الأغلب نفس النظرة مستمرة لحد النهارده - فيما عدا ذلك، لا يصح أبدًا التعامل مع هذه المذكرات الشخصية شديدة السطحية والتعالي على إنها مرجع تاريخي للتعرف على حقيقة مصر شعبًا وحكومة وتاريخًا ودينًا في هذه الفترة، لأن يوميات جناب السيناتور الأمريكي عديم البصيرة، حول رحلته في مصر من القاهرة لحد أسوان ما هى إلا مزيج دنيء من بلادة وعنصرية الأمريكان البيض، وعنجهية وغرور المستعمر الغربي، وتفسيرهم الجاهل لطبيعة الشعوب المختلفة عنهم. وأخيرًا، العنوان للأسف مضلل لأن الصعيد ذكر في آخر كام فصل فقط، باقي اليوميات بتحكي عن القاهرة باستفاضة.
مش عارف ليه كتاب زي ده ياخد اهتمام ويتترجم أصلا. كعادة الغرب المتعجرف كتاب عنصري ومكتوب بنظرة تعالي، والاستفادة الوحيدة من انه يتترجم اننا نفهم نظرتهم لينا. عتبي الأول على دار النشر.