سحر تستفيق لتجدها قطعة غمام منفردة عن السرب، أطرافها بالكاد تتعرف عليها، شعرها يغطي كَـتفًا عوجاء وتلك الوضعية من النّوم،"معتّز" يُناجي ملائكته بابتسامة متعبة.. الساعة الحادية عشر والصباح ارتدى ملاءة الشمس الحارقة مُعلنًا عن يومٍ فارّ من جهنّم، لم تكن تدري أن الليل كامرأة غاوية، كعب عالٍ بوقت حاد ينصل الذكريات، يخترقها بقسوة فتكسرها إلى شظايا أحداث بلا بداية ولا نهاية، فستانها الأحمر كالحب المنسدل على كتفه، امرأة الليل كليلها الذي باع لها الذكريات البائتة ولاكها معًا، لا جدوى.. قالتْ وهي تحضن طفلها المحدق ببراءة إليها، تنتظر منه أن يواسيها على أحلامها التي ما عادت تملك منها إلا أسماء أبطالها، الاحلام التي توقظ عمق الأسئلة، لكأن بالفضاء العبق، إشارات يرسلها إليك القدر كي توقظ أنين الكلام، في سقف الحديث لا يوجد غير الحب وبعض الحياة التي تلخص يومها. يومها "إبراهيم". بيدين مرتجفتين، مسكت بوجهها تطوقه كسماء تلف خصر الأرض، العينان بحر ميت تطفق على سطحه آلاف الأسئلة المقيتة التي سممها الليل، المخيلة بحجم الغابة، وأشجار الكلمات باسقة ومتشابكة، ترتعد، وسُمّ "خالد" ينبت كأفاعٍ أمازونية، اللسان يبلع بعشوائية ريقها، بالكاد تبعثه إلى معدة يضج بها خواء. ما بي؟ ترددت الأسئلة في يمّ ما قيل ليلاً، كحجر أصم يُرقص بحيرتها دوائر تتشكل ثم تتصاغر في تماهٍ متناهي الدّقة، صوّبت رأسها المتعب الثقيل، على الثلاجة قلب أحمر، تناولته ببرودة، قرأته بعياء واضح المعالم. الكلمات.. تختلط عليها الدموع، العينان كجلمود ثلج يُصادف خطًا مسترسلاً من نور.
فاتح شهية؛ مجموعة قصصية عن مطبعة السعديين 2010 علاقة غير شرعية؛ مجموعة قصصية عن دار الرحاب بيروت 2011 تراجيم؛ رواية عن دار كيان القاهرة 2014 لقاء يفك أزرار السماء؛ مجموعة قصصية عن دار كيان القاهرة2015
حاولت الكاتبة فاطمة الزهراء عبر ثمان فصول أن تفصل بين المكان و الزمان الحب و الحب الاول وثورة الحب عن ثورة الوطن و أشياء أخري كثيرة ...مفككة بذلك تراجيم رحلة أنثي للبحث عن الحب بين دول عربية مختلفة لحد متشابه جدا. الرواية بها الروح المغربية بأمتياز.. هوس الأكتشاف , الغوص في ماهية الأخر والخيالات التي ينسجها العقل العربي عن سحر و الغموض الذي يلتحف المغربيات و الطبيعة الفريدة التي خلقت منها وطن قائم جدا بثقافته و تفرده و بنفس الوقت يندمج في الاخر حتي الهوس . الرواية تشي بذكاء شديد عن عوالم تتورط فيها المرأه و تفاصيل لم و لن يلتقطها كاتب رجل مهما تعب و أمضي وقته تفكيرا و تأملا ...علي سبيل المثال تفاصيل محاورتها لأبنها , توريط زملاتها لنوباتهم الليلية لها متعللين لظروفهم العائلية و علاقتها بالأشياء. تميزت الكاتبة بحس متجدد في الأبداع اللفظي و الصورة البلاغية- تجلي مثلا وهي تصف لين – كما أن المقاطع الشعرية جائت متفوقة عن السرد مما أحيانا يسيطر علي الكاتبة فتأتي بع الجمل مطولة مزينة مصطنعة بعض الشئ . جاء الحوار الاول بينها وبين زوجها ابراهيم غير موفق جاء كاشفا لكل تفاصيل العلاقة مبكرا . كما أن الأبطل كانوا أقرب للشخصيات النمطية و تعمد مستمر أن تظهر البطلة ملائكية ,طيبة , ودودة أقتربت لأفلام الأبيض و الأسود . الكاتبة متمرسة فهي ألمت بخيوط الرواية فحين يكون المغرب حاضرا ستشم رائحة كاسات الشاي المنعن و حين تأتي القاهرة ستسمع الضجيج و ضحكات المصريين و هتافات الثورة و حين ترجع لبيروت ستشتشعر نقاء فيروز و انوثة المدينة . شرحت كطيبية محترفة طلاسم العلاقة بين الرجل و المرأه بتنوعها و أختلافها من كل أقطار الوطن العربي و كان القاسم المشترك خذلان الرجل..
تراجيم! أَ من الممكن حقَّا أن يُفاجئنا عالمنا الإفتراضي بالظهور في حياتنا ليُحيلها إلي فوضي؟! .. ذكرتني هذه الرواية بما تفعله بنا تواقعتنا المُسبقة المُبهرة تجاة الآخرين، لا يمر الكثير من الزمن حتي تقلب كلّ شيء فوق رؤوسنّا وحينها لا ينفع ندمـ .. والرجوع يصبح ما هو إلا تضييع وقت .. تضييع عمر! "سحر" امرأة يتناوب روحها بين الإفتراضي والعالم القائم بآنٍ واحد تبحث عن شيء ما ربما الحُبّ، ربما تبحث عن امرأة داخل امرأة. تخيّل معي، امرأة تعشق الكتابة، بل دعنا نقول امرأة تتنفسها.. تتنفس الكتابة لكَ أن تتخيل حياة امرأة أنتَ تسكنها وهيّ تتنفس غير الذي تتنفسه أكسجينها ليس هو الأكسجين.. بالتأكيد مزاجيتها لا ولن تصبح كمثيلتها من بنات حواء!
كلًا منا عندما يكون حديثه عن الكتابة والقراءة يكن مختلف لا تتعجب.. فَكلاهما يعطي لكَ ما لا يعطيه لِغيرك. الكاتبة تعرض في هذا العمل شيء ليس بالغريب أو البعيد عن متناول الأعمال الأخيرة، ولكن سحره هنا مع الـ "فاطمة" غريب، يجدد بداخلك عشق لما أنت تعشقه وتهيمـ بهِ بالفعل. لغة الكتابة المتماسكة الخفيفة كانت خير دليل علي ما تنوي الكاتبة الحديث عنه لديها قدرة مدهشة علي خلق الأحداث .. لتكتب وتكتب وتكتب دون أن تمل هيّ ولا القاريء.. حكاية سحر تتقرر وهذا ما لم يُعجبني أمقت الحديث عن أشياء لا تحتمل نقاش أو تغيير أشياء كتلك التي لا تُكتب ولا تُحس .. المصنفة من الرومانسية والخيانة والعفو وتلك العوالم الشائكة.
هنا: تطرح الكتابة ومأزقها وشباكها المميتة. وسحرها. وشغفها بها تتكلم بلسان الكتابة "السكن" وعن "ساكنيها" الحاضرين بما يكفي! ..
تراجموا بالكلام: تسابُّوا الرجيم: الملعون و عليه هل معنى "تراجيم" : لعنات أم تعويذات سحرية أم ماذا؟ و ما مفردها؟ هل لها أصل في اللغة؟
لغة الكاتبة قوية، إحساسها بالكلمات عالي، لكن هناك خطأً و مشكلة ما، الرواية أشبه بخواطر متناثرة تم الزج بها داخل قصص غير مكتملة الأركان، هناك بعض الجمل جميلة الوقع على الروح، القصص ليست متماسكة، هناك تخلخل و عدم ترابط، و عدم إعطاء كل قصة أو زاوية حقها في السرد.
بعض التعليقات اللغوية:
ص13: القطعتين موضوعتين ص58و114و147: لا أستصيغ..لا يستصيغها...لاأستصيغ ص109: كان وجه سحر أسمر قمحيًا، الصبية الشقراء ذات العينين الزرقاء الواسعة. ص111: تجزم أن كل إنسيّي العالم سائقون... من أين أتت"إنسيّي" .. جمع ماذا؟ ص149: حتى يستمعون ص151: لم يستطع أن ير
تعليقان آخران:
ص88: الرسالة مكتوبة بالفرنسية! لماذا؟! هل الرواية مكتوبة فقط لقارئي الفرنسية!؟ ص155: 14 يناير عيد الشرطة... عيد الشرطة المصري يوم 25 يناير و ليس 14.
رواية بسيطة وسلسلة فى قرائتها <3 لكن لم يعجنى كثرة التشبيهات وايضا بعض جوانب الشخصياات كانت ناقصة شعرت بان هناك شيء ناقص لم يكتمل :/ لكنها فى المجمل رقيقة وجميلة ^_^
_توقع دائما أن تكون الإشادة المذكورة ع الغلاف الخلفى للعمل مخالفه لسقف توقعاتك..الأفضل الا تتوقع مطلقا،،
معظم خيبات المرأة التى تدفعها للكتابه تكون نابعه من قلبها..ومع ذلك لطالما أحببت حب المرأة للكتابه عن الكتابة والحزن والألم
الكتابات الأنثوية لا تخلو أبدا من نوع من أنواع المؤازرة المعنوية، وكأن المرأة الأديبة تطمئن بنات جنسها..بأنهن لسن وحدهن، وأن معظمنا سواء ف الخبيات وانتكاسات القلوب،،
عمل جيد..شعرت ببعض الملل ف بدايته، ولكنه انطوى ع متعة بعد ذلك بالذات فيما يتعلق باللغة، تظل التعبيرات القوية هى سلاح المرأة الأديبة دائما وأبدا،،
رواية جيدةوأسلوب أكثر من جيد.. سِحر الصور الشعرية يذكرنا بأسلوب أحلام مستغانمي، كلمات منمقة وذات أثر جميل لكن هناك فوضى في ترتيب الأحداث ربما تُعزى كليا لاضطراب سحر وتخبطها بين الحاضر والماضي شخضية خالد غير مكتملة ومعالمها غير جلية إلا أن القصة عموما راقتني كثيرا وقد تأثرت أيما تأثر في الجزء الذي تعرض لموت ماجدة
تراجيم، رواية ذات طابع أنثوي راقي، تحكي عن الممرضة والكاتبة المغربية سحر، حيث تحكي لنا سحر حياتها ما بين خيباتها وتوقعاتها والمها، ما بين حب اول، حب بعيد، حب مقدر لها، وهم من بلدان مختلفة، راينا أوجه كثيرة لسحر العاشقة، الزوجة، المحبطة، اعجبني وضوح اختلاف التفكير بين عادات بلداننا العربية بالرغم من اننا " عرب " كما فكرت سحر ذات القلب العربي الواحد، لم تكن تعلم مدئ ان العادات العربية مختلفة تمامآ عن بلدها، اعجبني معرفة " فلسفة " ان تكون الزوجة " كاتبة "، فقد أقنعتني الكاتبة بمدئ تعلق سحر بكتاباتها حتي بعد ان تزوجت، راينا البرود العاطفي بعد الزواج لكن النهاية كانت بلسم علي جراح سحر العميقة، فكل ما اردته حب صادق و حسب. اُسلوب الكاتبه خورافي، بالرغم من تداخل الازمنه في بعض ولكنني لم أَتَوْه و بالرغم من فصاحة لغتها لكنني استمتعت بتذوق الكلمات في مخيلتي!. لم يعجبني اقحام ثورة مصر، وكأنه مجرد جسر وصول من اجل تظهر لنا شخصية اخرئ، أمانة النهاية كنت أخاف منها كثيرا و الامر بديهي فأنت في أزمنه مختلفة في عقل امرأة متزوجة، لكن ابهرتني النهاية خصوصا كان واضح من كلمتها " قرر ان يفتش عنها بين السطور وان يحبها من جديد ". ابدعت الكاتبة كثيرا في النهاية السعيدة، جعلتني ابتسم بحق
انتهيت اخيرا و بحمد الله من قراءة رواية تراجيم انها رواية ذات اسلوبا شيقا و ممتعا و لما لا فانها رواية حتى و ان بدت معقدة و صعبة الفهم في البداية الا انها لامست قلبي و عقلى اكثر ما لفت انتباهى هى تصالح صاحبة القصة مع فكرة التقبل و التسليم لقضاء الله و تعايشها مع ذكرياتها الاليمة و التى بلاشك تقول عنها أنها برغم ان هذه الذكريات الاليمة و الخاذلة لها احيانا الا انها تجعل تشعر بأهمية حياتها الان المستقرة بعد هذه الأحزان الاليمة التى خاضتها اكثر ما لفت انتباهى عى جملة قالتها الكاتبة "كل شيء فى مصر يوحى انك ستعيش قصة ما أسطورة" و بالفعل هى صادقة ان مصر هى كنز من الكنوز الغامضة و التى تعلمك من خباياها الثمينة معنى ان تصمد و ان تخلق من الضعف قوة ومن القوة قوة اشد رواية رائعة تستحق القراءة
افتتاحية القصة معجبتنيش وكان ممكن تتسبب في اني مكملش القصة اصلا لكن اسلوب القصة جيد والكاتبة كمان الفاظها جميلة ؛ مندمتش عالوقت اللي قضيته في قراءتها عيب الرواية الاكبر من وجهة نظري ان الخيانة عدت عادي كده من غير حساب والبطلة استسلمت عادي برضه لوضع كارهاه بالرغم من ان ده واقعي جدا الا اني مكنتش احبه يكون كمان في الروايات
نحن تجربة سردية مثيرة للاهتمام وثرية بالجماليات ولا تخلو كونها رواية من اركان الحبكة والاثارة رغم اني مللت في حكاية السفر إلى مصر المقحمة في الاحداث واحداث الثورة شعرت أن الكتابة أرادت عنوة أن تدسها في الأحداث. بناء الشخصيات الرئيسية متماسك.. احببت الرواية لأني قرأتها بقلبي. وأثرت في رغم أنها رواية تقليدية اجتماعية تتحدث عن قصة لا ضير فيها.
(كل ذلك ولا يهم) تلك الجلمة كانت هي بداية كل شيء و نهاية كل شيء في ذلك النص العبثي المعقد الحميمي في تفاصيله، ذو اللغة الجميلة الشاعرية و المتقنة في آن واحد.
تتحدث الرواية عن (سحر)، الزوجة المتعقلة التي تتمني عودة سحر الكتابة إليها مرة أخري، بعد إنقطاع دام لفترة طويلة، كي تحكي عما بداخلها بأستخدام الألفاظ و الاستعارات اللغوية كالطمي الذي يصنع منه الفخار لتنسج به نص يحوي ما بدواخلها من أفكار و آراء و مشاعر، (ابراهيم) زوج (سحر) الصالح و مهندس الديكور الناجح الذي صمم الشقة الزوجيه لكليهما بطابع أنثوي حتي يروي قلب إمرأته بحبه لها، كان ابراهيم زوج جيد في التعامل الأسري مع زوجته لكن كان له مشكلة واحدة، وهي القلم ، القلم الخاص بسحر زوجته، كان يعتبره خصيمه في البيت و كان يغار منه في أوقات عدة كونه يقضي مع حبيبته وقتا أطول منه، كان لا يفهم إلى ما يرمي إليه ذلك القلم حين تكتب به سحر، أيتحدث فقط عن علاقته بزوجته في إطار قصصي متخيل أم عن سائر الرجال مثله بقلم أنثوي ناقد يضع سنه على اوجاعه و نواقصه الداخليه كما يضعه على الورق بواسطة سحر، ام عن مفهوم الوطن و علاقته بمفهوم الغربة و علاقة تلكما المفهومين بالمنزل الواحد، كشكل من أشكال النقد على حياته الزوجية مع سحر التي تسير كالخط المستقيم قليل التعرجات، لكنهما يتكيفان بشكل أو بأخر مع ذلك الخط، و (سحر) على صعيدا أخر كانت تستخدم ذلك القلم كمذياع لتقول به ما يختلج به صدرها و عقلها من أفكار و مشاعر، كان تروي به ما تريد قوله عن المرأة بشكل موسع و عن الوطن و عن الرجل، تلك المفاهيم التي لا تفرق سحر في تشبيهها ببعضها البعض و كذلك عن المنازل و عن منزلها بوجه الخصوص، الذي كان بمثابة وطن بالنسبة إليها لا تستطيع الفكاك منه بكل ما فيه من تفاصيل و ذكريات سعيدة كانت أم بغيضة، كالمغترب الذي لا يستطيع الفكاك من وطنه حتي و أن أخذت الغربة من سنون عمره يظل دائما حان إلى منزله الدافئ القديم، و في نهاية النص القصصي الذي يكتب داخل الرواية المكتوبة، تجمع سحر كل تلك الخيوط المتداخلة كشباك العناكب لتبرز خيط أشمل و أمتن وهو خيط الثوارات العربية التي طرأت على الاوطان و الرجال و المنازل لتحاول أن تفسر في صيغة سؤال إستفاهمي، هل كانت الثوارات سبب لزعزعة يقين قاطني أوطانهم بهم كمنازل؟ و تحمل مشقة الغربة عن الوطن و المنزل بسبب غضب الاوطان و الشعوب و المنازل و الأزواج من بعضهم البعض أم هناك تفسيرات أخري لسرديه الغربة التي طرأت على المنازل العربية في السنين الأخيرة؟
برعت الكاتبة بأسلوب سردي رشيق في التنقل بين الراوى العليم و الراوى المتكلم و تقنية الفلاش باك، تبدأ الرواية على بقصة قصيرة لها مدلول واضح يكشف في تسلسل نهاية الراوية، ثم ننتقل للحكى على لسان (سحر) أغلب الوقت و بخفه ريشه تسبح في الهواء الطلق، تغير الكاتبة دفه الحكى إلى الراوى العليم، حيث قد يلاحظها القراء أو لا، و في بعض الفصول القليلة نأخذ جزء من سردها بشكل تنقلي على لسان (ابراهيم) و يتذكر سبب تسميه ابنيهما بأسم (معتز) حتي ننتقل بتقنية الفلاش باك عبر الزمان و المكان إلى الخليفة (المعز لدين الله الفاطمي) لتسرد لنا الكاتبة لمحه ليست بقصيرة و لا بطويلة عن فترة حكمه، ثم ترحعنا للسبب الأساسي لذي جئنا من أجله لتلك الحقبة التاريخية وهو علاقة هذا الخليفة و معزته عند (سحر) كي تضع حروفه على شاهدة ميلاد ولدها، كل ذلك في مساحة لا تتعدي الخمس صفحات من عمر الرواية، مما يعكس تمكن الكاتبة من أدواتها الكتابية في البناء الدرامي للقصة.
تعلقت جدا بشخصيتي سحر و ابراهيم في تلك الرواية، فمن المعلوم أن الكاتب المتمكن من جميع أدواته مثلما أنه قادر على تكوين حالة فريدة في أسلوب السرد، هو كذلك قادر على تصميم شخصيات حيه من لحم و دم تكونوا عبر حبر قلمه على الورق، وهذا ما أثبتت فيه الكاتبة جدارتها إيضا.
مشكلتي الوحيدة مع تلك الراوية، هو لا منطقية و معقولية بعض الأحداث في الفصلين الخامس و السابع، و تلك كانت مشكلة شخصية في تجربة القراءة فقط ولم تقلل من ثقل الرواية ككل عندي، لانه من ناحيه أخرى إذا وضعنا بعين الاعتبار أن تلك الرواية من أدب ما بعد الحداثة و أن أسلوب السرد الخاص به من سماته هو التبعثر في بعض فقراته الخاصة بالحديث الداخلي للشخصيات و الأقرب لكونه حديث هلاوس، سنجد أن لا منطقية و معقولية الأحداث تلك في الإطار الادبي و السردي الراوية قد يبدوا منطقيا و غير منطقيا في آن واحد و سيشعر القارء بذلك بعد الانتهاء من قراءة الراوية في رآيي.
اقتباسات
(الكتابة أيضاً لها كمشرط الجراح، يجب تعقيم شعورك بالصدق كي تفتح جرح ما.. عليك كذلك أن تكون دقيقاً و مرهفا بما يكفي لتحس بالجثة الممدة أمام رحمتك..)
(يقال أن عودة الزمان إلى الوراء أصدق أمنية اتفق عليها البشر)
(القصص القصيرة التي تكتب بالعادة هي جرائم قتل مكتملة الأركان واضحة المعالم، نحن نقتل ابطال الحب في قصص، نخفي ملامحهم، نزيل آثار الجريمة..بعضنا يدفنهم داخل استعارات، بعضنا يفضل إلقاء أسمائهم في يم الكلام، هناك من يقتلهم بقلم كاتم للصوت..رصاصة التكثيف و الإيجاز و الوصف الدقيق تكون مميتة، قتل رحيم)
قرأت لفاطمة الشعر والقصة القصيرة واخيرا تجرأت ودخلت عالم الرواية...البحر العميق الرحب...الغلاف جميل انثوى شيق...البداية وعنونة الفصول به بعض الغموض الشيق..يدفعك لاستكشاف عالم سحر...الانثى المغربية الباحثة عن غاية وراء الحب...اشياءا متناثرة...كالتوابل.(بلغة الانثى) تكشف الحب ومعنى غايته...المفردات والتعبيرات بها صنعة لفظية واضحة من لغة الشاعرة فى الاصل...اجمل ما فى الرواية الثلث الاخير منها...لغة المقارنة بين المجتمع المصرى والمغربى...اثرى الرواية وزادها ثقلا...حتى النقد السلبى له مذاق بروح عتاب المحب لمعشوقته لا كعتاب الحاقد لغريمه...لم اتمنى ان تنهى النهاية....الرواية تستحق القراءة وبشدة
من نوعية الروايات التي يمكن تلخيصها ف ثلاث ورقات لتصبح قصة قصيرة ناجحة لم استفد شئ رتابه لابعد الحدود ومحاولة لبرز عضلات لغوية لا اكثر لم أكملها بعد 110 صفحة نجمتان لا أكثر