"Un adolescente chileno cuenta con humor y ternura las peripecias del exilio de su familia"
La historia de Lucho, un adolescente de catorce años, exiliado en Alemania, que refiere en primera persona sus dificultades de adaptación a un medio desconocido. Este hilo argumental permite la constitución de un clima poético, de suaves tonalidades líricas, que recubre la iniciación del joven en un mundo hostil y misterioso.
Esteban Antonio Skármeta Vranicic was a Chilean writer, scriptwriter and director descending from Croatian immigrants from the Adriatic island of Brač, Dalmatia. He was awarded Chile's National Literature Prize in 2014.
“تقوقع الآباءُ في هَوَسِهم إذْ كانوا يؤمنون بنُبْل الحياة، بينما ينشغلون بالوطن المَقموع، أو بتقديم الدَّعم لمن كانوا يحاولون المقاومة في تشيلي، أدَّى هذا إلى أن تعيش الأسر في صراعاتٍ. تحطَّمتْ عائلاتٌ كثيرةٌ، بعدما لمْ تعُدْ قادرةً على الحياة بين قوسين، في أرض الضَّياع بين البلد الحقيقيّ الذي لا يقبلونه، والبلد الشَّبحيّ الذي لم يكن يقبلهم. تواتَر الانفصالُ والطَّلاق”.
“بينما كنت ألعب كرة القدم أنظر إلى المهاجم الساقط على الأرض وأقول: "لمْ يحدثْ أيّ شيءٍ”. كنت أقول هذه العبارة دائمًا. وهكذا أطلقوا عليَّ: "لمْ يحدثْ أيّ شيءٍ” كاسم شهرةٍ، وما زال بعضهم يرفعون أيديهم عندما يرونني ويقولون: أهلًا يا "لمْ يحدثْ أيّ شيءٍ”.
“شمسُ برلين هي الشيء الوحيدُ الرَّخيصُ، لكنّها شحيحةٌ للغاية”.
“لا أعرف إنْ كنتُ قد أخبرتكم أنّني خبيرٌ في مراكمة الأشياء؛ قد يمرُّ عامٌ من دون أنْ يحدث لي أيّ شيءٍ، وفجأةً يقع كل شيءٍ في اليوم ذاته”.
“لماذا لا تبقى الأشياء التي يحبّها المرْءُ معه إلى الأبد؟”.
“دائمًا ما تقول أمّي: إنّ الكرامة هي الشيء الأخير الذي يفقده المرء. الشيء الآخر الذي تقوله أمّي دائمًا: إنّ فقدان الكرامة يُشعرها بالخَجل أمام الآخرين”.
على إثر اغتيال الرئيس "الليندي" ، هاجرت العديد من العائلات التشيلية إلى أوروبا... يأخذك "أنطونيو سكارميتا" إلى ألمانيا حيث الفتى المراهق "لوتشو" يعيش مع والديه...وعليك أنت أن ترصد الوجع والغياب ولكنك سرعان ما تنسل بينهم ..تعيش اللحظة ذاتها معهم.. تشعر بأن الشعب التشيلي لا يُسلم للهزيمة ..شعب يؤمن بأنه مُنتصر مهما كانت الأوضاع البائسة التي يعيشونها حتى وإن كان هناك آلاف الأميال تفصلهم عن وطنهم... حيث البالغين لا يستطيعون تذوق أي شيء في الدولة التي تقدم لهم ملاذاً...كما لو أن كل بيت هو نموذج مُصغر للوطن.. تنصت إلى صوت نشيجهم عند سماع الأخبار ، عصيانهم على تعلم اللغة الجديدة ، تتردد أصداء أغانيهم مُشبعة الهواء ، تنضم أنت بين أذرعهم في عناقاتهم وتتلقى أمانيهم التي لا تنطفيء..... يتمتعون بحماسة جامحة يثب معها قلبك وتهتف معهم مؤمناً بانتصارهم ولوهلة يجتاحك الأسى علي من يعيش ممزقاً ومتماسكاً باللحظة ذاتها....!! وبالرغم من ذلك تبقى حقيقة كونهم أشباحاً يتجولون بأرض المهجر ليتيقنوا بأنهم مازالوا على قيد الحياة بينما أرواحهم غادرتهم حنيناً إلى الوطن..تتوق لتتلقى رصاصة هناك ولا تظل مُعلقة بين سماء وأرض غريبة عنهم ... تتحرك عدسة الرصد لتثبت على الفتى المراهق "لوتشو" والذي كان نموذجاً لتقبل العيش في مجتمع جديد بما يحمل من محاولة اتقان اللغة الجديدة ، عقد الصدقات ، مرارة الخيبات...ودقات القلب الأولى التي يستعصى تجاوزها والحذر من المشاحنات التي تورط بمآزق لا يمكن الخروج منها ، ومع ذلك تغالبه فورة الدماء التشيلية.... كل ذاك ولم ينس الفتى يوماً وطنه الأم فهو حاضراً...لا يغيب... بينما كنت ألعب كرة القدم ، انظر إلى المهاجم الساقط "على الأرض وأقول " لم يحدث أي شيء ، كنت أقول هذه العبارة دائماً وهكذا أطلقوا عليّ " لم يحدث أي شيء"... ترى هل حقاً لم يحدث أي شيء ؟!!.....
2.5⭐ قصة عائلة اضطرتها ظروف الحرب الأهلية والانقلاب العسكري في تشيللي للهجرة إلى برلين. من المفروض أنها قصة تاريخية- اجتماعية لتوضيح هذه الفترة وأحوال المهاجرين وطريقة تأقلمهم في المهجر، لكني وجدتها سطحية. ربما لو لم اكن قرأت سفينة نيرودا لايزابيل الليندي لاختلفت نظرتي لها!
نقرأ القصّة من وجهة نظر مراهق، اضطرت عائلته للجوء إلى ألمانيا من التشيلي بعد انقلاب بينوشيه ضد الرئيس سلفادور أليندي في عام 1973.
يصف لنا المراهق الحساس حياته متجوّلًا بين المدرسة ومحل الموسيقى ومنزله، النزاعات والحنين والآمال. غالبًا ما تعجبني طريقة سرد سكارميتا، التسلسل يشد لدرجة أن أغلب رواياته التي قرأتها أنهيتها في جلسة واحدة.
هذه الرواية كانت تسير في خط أعلى درجة من السطحية وأقل من العمق بدرجة. ولكن الغرض منها نقل الواقع على لسان مراهق يتخبط بين أفكاره الداخلية ومحيطه، ما يجب أن يكون وما لايجب، أعتقد بأنه نجح في ذلك.
نوفيلا على لسان مراهق، هاجر رفقة عائلته إلى ألمانيا هربًا من تشيلي بعد اغتيال الليندي، ويروي هنا مقتطفات من حياته الجديدة، بلسان بسيط دون عمق، يلائم سنه الصغير وقلة خبرته في الحياة وسذاجته
رواية قصيرة للأديب والروائي التشيلي أنطونيو سكارميتا بعنوان "No paso nada" الصادرة سنة ١٩٨٠، وقد نقلها من الإسبانية إلى العربية بترجمة جيدة جدا عبد السلام باشا، بعنوان "لم يحدث أي شيء".
تأتي أحداث هي الرواية - كما بين الكاتب في مقدمته - في أعقاب الانقلاب العسكري لأوغستو بينوشيه (القائد الأعلى في الجيش التشيلي في حينه) المدعوم أمريكيا بالسلاح والعتاد، على الرئيس الإشتراكي المنتخب من الشعب ديمقراطيا، سيلفادور ألليندي في ١١ سبتمبر ١٩٧٣ والذي انتهى باغتيال ألليندي وتسنم الدكتاتور والعميل الأمريكي بينوشيه الحكم في تشيلي، والذي استمر حكمه الإستبدادي الدموي (المدعوم أمريكيا) إلى سنة ١٩٩٠ حين أسقطته غالبية الشعب التشيلي عبر العمل النضالي ، المقاومة وأخيرا الاستفتاء، الذي قاد إلى تنحيته عن السلطة ثم محاكمته بعد اعتقاله في لندن.
وقد خلف بينوشيه بنفوقه في سنة ٢٠٠٦ إرثا من انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة، ونظاماً رأسمالياً صمم ليبقي الفقراء أكثر فقراء والأغنياء أكثر غنى، وفسادا شهدت عليه حساباته المليونية في البنوك الخارجية التي جمعها من السطو على المال العام وافقار الشعب التشيلي.
يقدم لنا سكراميتا نصا روائيا يسرد من خلاله معاناة الأسر التشيلية مع اللجوء السياسي القسري- في ألمانيا هربا من بطش نظام بينوشيه الدكتاتوري اليميني - والغربة؛ غربة المكان الجغرافي وغربة الزمان الذي توقف عند جيل الآباء من اللاجئين (الذين غرقوا في المعاناة، العزلة والرغبة في العودة)، بينما تميزت مواقف الأبناء بالإقبال على الحياة دون التخلي عن الرابط والإنتماء الذي يجمعهم بآبائهم ووطنهم المستباح، حيث ركز المؤلف على هذين الملمحين وعلى ابرازهما عبر التفاصيل والمشتركات الإنسانية البسيطة التي يمكن لأي قارئ أن يتماهى معها ويستشعرها.
الأسلوب الروائي الذي تبناه المؤلف هو أسلوب "السرد الشخصي" واللجوء (في فواصل عدة) إلى مخاطبة جمهور القراء (من خلال الشخصية الراوية الرئيسية) بشكل مباشر، وهو أحد الأساليب الروائية المعروفة والشائعة، ومن ما يدل على انتهاج هذا الأسلوب، للذكر لا الحصر:
"وبينما كنت أقوم بهذا، عندما ... أراهن أنكم لا تستطيعون تخمين من كان حاضراً بشحمه ولحمه وسط البروليتارية الأممية كلها. لا، لقد أخطأتم هذه المرة إذاً. لم يكن مايكل. أيها الجمهور المحترم، لم يكن هذا الشخص سوى إيديث كرامير، زميلتي في الفصل." ص٥٦
"ولا أفهم النساء أيضاً ما إن سمعت ما قال أبوها حتى أطلقت صيحةً، وقفزتُ بهجة، كأنني خطيبها، وإن لم يكن هذا كافياً أيُّها السيدات والسادة، طبعت قبلة على وجنتي." ٥٩
كما أبرز التفاوت بين عقلية الآباء المتشربة للنضال بالمفهوم الاشتراكي وأهمية المطالبة بالحقوق من حرية ومساوة وعدالة اجتماعية، وبين جيل الأبناء المتأرجح بين المفاهيم والمتأثر بمظاهر الثقافة الاستهلاكية الغربية وبروباغندتها المعولمة المصاحبة.
"عندما يربح أبواي شيئاً من المال، أريد الحياة في شقّةٍ؛ حيث تكون لي غرفة بمفردي، أمتلك فيها مشغل أسطوانات وأملأ الجدران بالبوسترات، كما أود أيضاً شراء مجلات حيث تظهر نساء، وأحتفظ بها في مكانٍ له مفتاح؛ لكي لا يطلع عليها أخي، ويصبح فاسقاً مثلي." ص٢٦
مأخذي على الكتاب كان في تضمينه مقدمة (نافلة) من عشرة صفحات يشرح فيها الكاتب التفاصيل والحيثيات التي دعته لتبني مقاربته للرواية، وأطر واسقاطات تلك المقاربة من حياته الشخصية، مبينا عن طبيعة العلاقة وحجم الفجوة بينه وبين جيل ابنه، في ظل ظروف ومعاناة اللجوء السياسي.
رواية سلسة، تستحق القراءة.
اقتباسات:
"من وجهة النظر الشعورية لللاجئ، ينقسم العالم إلى الوطن الذي فقده وسائر الكوكب." ص٨ *المقدمة
"يواسي -اللاجئون التشيليون- بعضهم بعضاً بتبادل دعوات العشاء لتناول أطباق تقليدية تشيلية يطهونها ببهجة، ويفتقدون الرّغبة في عقد علاقات مع كل من لا يجعل من ألمهم وفعالياتهم السياسية همه الأول." ص٨ *المقدمة
كيف كانوا يُصفون حساباتهم مع بلدهم الأم، الذي كان يبتعد كل يوم باطراد، ويتركز في أربعة، أو خمسة رموز فقط: القصر الرئاسي الذي تلتهمه النيران بعدما قصفه الانقلابيون، وصورة لألليندي، وأسطوانات كيلابايون، والعَلَم ثلاثي الألوان ذو النَّجمة الوحيدة، والزميل الذي وصل من «الداخل»، الذي يجب أن يقدموا له فراشاً خلال بضعة أيام." ص١٤ *المقدمة
كانوا يأكلون المخبوزات وشطائر الذرة، ويقبلون أن سلسلة جبال بلادنا هي الأعلى، وأن نبيذنا هو الأكثر قوّةً، وأن أفكارنا السياسية هي الأعدل وأن شهداءنا هم الأكثر خلوداً." ص١٥ *المقدمة، الشباب من أبناء المهاجرين التشيليين إلى ألمانيا
"هناك في تشيلي، فصلوا الكثيرين من وظائفهم، وأصبح كل شيء باهظا الآن." ص١٧ *تشيلي بعد انقلاب بينوشيه واثناء فترة حكمه.
"هناك في تشيلي كان الكثير من الأطفال يموتون من الجوع، وعندما جاء الليندي أمر أن يحصل كل أطفال تشيلي على نصف لتر من الحليب كل يوم، وكان هذا أمراً طيباً للغاية؛ لأنهم لم يعودوا يموتون. الأولاد هنا لا يعرفون ماذا يعني بلد فقير، فقير بالفعل. لم يروا من قبل بيتاً مصنوعاً من الكرتون والصفيح." ص٢١
"الرّجُل لا يُدرك أنَّ يوم سقوط بينوتشيه سيكون عيداً قومياً في أنحاء العالم كلّها، ستمتلئ الشوارع بالأعلام وستنطلق الطيور في الطيران بجنون. باستثناء عائلة الجنرال بينوتشيه، أعتقد أن سقوطه لنْ يُثير حُزن أي شخص آخر، وعندما سيذهب إلى السجن، أعتقد أنّ تلقيه للزيارات سيكون صعباً. من الصعب للغاية أن يذهب شخص ما لزيارته في السجن ، ولا حتى الراهبات، هذا هو رأيي." ص٢٣
"كنت أفتح ذراعي، وأنظر إلى المهاجم الساقط على الأرض، وأقول: «لم يحدث أي شيء». كنت أقول هذه العبارة دائماً. وهكذا أطلقوا عليَّ : لم يحدث أي شيء» كاسم شُهرة، ومازال بعضهم يرفعون أيديهم عندما يرونني ويقولون: أهلاً يا «لم يحدث أي شيء." ص٢٣
"لأنّ أبي أخبرنا أنَّ الطّفولة قد انتهت بالنسبة إلينا بدءاً من تلك اللحظة، وأنّ الظروف ستكون صعبة للغاية، وأننا يجب أن نتصرف بدءاً من الآن كرجُلَيْن، وألا نطلب أشياء؛ لأننا لم نكن نجد ثمن الطعام، وأنَّ الألمان لديهم روح تضامنية أكبر من السفن، لكن يجب علينا أن ننبش بأظافرنا لكي نظلّ على قيد الحياة، وأنّ المال الذي نجمعه من الألمان يجب أن يذهب إلى الرفاق الموجودين داخل تشيلي، وأنّ كلّ «بيسو» ينفقونه علينا هنا يُطيل عُمر الفاشية هناك يوماً آخر." ص٢٩
"لكن على كلّ شيء، كانت إحدى أفضل الحصص التي أتذكرها طوال حياتي؛ لأنَّ السّيّد كولبيرجير جعلنا نتناقش حول عمل لبريخت، وكان الفصل قد شاهده في الأسبوع السابق في ميدان هانزا. عنوان العمل "الاستثناء والقاعدة"، ويبدو لي عملاً رائعاً؛ لأنه يبرهن على أن الأغنياء يشترون القضاء، وأنّ القُضاة ليسوا محايدين على الإطلاق. أنا مهتم بهذا العمل كثيراً؛ لأنّ القُضاة في تشيلي كانوا يوقعون العقوبة على الفقراء بسبب أي شيء بسيط، وعلى العكس كان يمكن للأغنياء أن يقتلوا، ولا يحدث لهم أيُّ شيء. هناك في تشيلي كان القُضاة منتمين إلى اليمين. لا أعرف ما هي انتماءاتهم في ألمانيا." ص٤١
"يوم الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عُقِدَت فعالية هائلة في كريو تسبيرج، وقمنا نحن التشيليين بتعليم الألمان الهتاف بالشعارات التي كنا نستخدمها في تشيلي، وهم يفعلون هذا على نحو رائع، تعلموا "الشعب المُتحِد لن يُهزم أبداً"، "التحالف الشعبي (يو بي) إلى الأمام"، "الرفيق سلفادور ألليندي حاضر". يبدو أنهم يعرفون شعاراً واحداً فقط، الذي يقول: "أممية بروليتارية"." ص٥٥
"كان اليانصيب يُصيبنا بالجنون. كنا جميعاً في الفصل نرغب في أن نكون مليونيرات." ص٥٧
"ظل يُدير المِقْبَض. خطر في بالي ما سمعته في المدرسة عن الهنود عندما رأوا الغُزاة الإسبان يصلون على متون الخيول؛ حيث إعتقدوا أنّ الحيوان والإنسان كانا وحشاً واحداً." ص٦٥
"هذا يبدو لي لطيفاً». قلت له. - متى ستعود إلى تشيلي؟ - عندما يسقط بينوتشيه. في أول طائرة. ومتى سيحدث هذا؟ - قريباً." ص٧٩ *حوار لوتشو ومايكل
لطيفة وبسيطة، بتقولك برضه إن الكتابة البسيطة تقدر تعرض أفكار عظيمة، من غير تعب أو عناء أو تكلف. هو طبعًا كل إللي حب ساعي بريد نيرودا، ممكن يشوف العمل ده ضعيف أو عادي، بس هو الرّاجل كتب ده في مقدمة النوفيلا؛ هو إنه حب يخوض تجربة، كانت في دماغه وهو بيكتب ساعي بريد نيرودا أساسا.
عمل لطيف على لسان مراهق، هذا الكتاب الذي تُرجم بعد 40 سنة من إصداره الأول يأتي في رأيي في مستوى أقل جزئيا من ساعي بريد نيرودا، العملات القصيران جميلان وأفضل في رأيي من (عرس الشاعر)
رواية قصيرة على لسان مراهق تشيلي لاجئ وأهله في ألمانيا إبّان الانقلاب العسكري في بلادهم. يروي لنا لوتشو أو no paso nada كما يناديه زملاء الدراسة معاناة سن البلوغ (coming of age) في بيئة غريبة و شح في المال والطعام. بساطة في الأسلوب، ثلاثية الأبعاد في الوصف. مضحكة، مبكية... إنه السهل الممتنع، انه سكارميتا.
"كان هناك زمن حيث كنت أكثر اطفال برلين حزنا. أشعر بالخجل من ان أحكي ما يلي: لا أحب أن أقول كنت طفلا، لأن أبي أخبرني أن الطفولة قد انتهت بالنسبة إلينا بدءا من تلك اللحظة، وأن الظروف ستكون صعبة للغاية، وأننا يجب أن نتصرف بدءا من الان كرجلين، وألا نطلب أشياء، لأننا لم نكن نجد ثمن الطعام، وأن الألمان لديهم روحا تضامنية أكبر من السفن، لكن يجب علينا أن ننبش بأظافرنا لكي نظل على قيد الحياة، وأن المال الذي نجمعه من الألمان يجب أن يذهب إلى الرفاق الموجودين هناك، وأن كل بيسو ينفقونه علينا هنا، يطيل عمر الفاشية هناك يوما اخرا. ... أبي متخصص في القاء مثل هذه الخطب." اي حديث عن الحروب والهزائم ثقيل، سواء كان صريحا أو مواربا، وأي حديث عن الهجرة حزين، لأي بلد كانت الهجرة وأي وجهة، وأي حزن يورَد يذكّرك بحزن أخ له ينتمي لك ولوطنك، وبالعموم إنه أمر أكثر من تعيس. تميز أسلوب الكاتب هنا بأن الحديث على لسان طفل على أعتاب المراهقة، كل ما يجري في بلاده المنكوبة أو الحديثة يراه بعين مراهقته وما يريده وهي زاوية رؤية عزيزة تستحق المعرفة، ولكن الأحداث بالمجمل عادية لا براعة مفرطة أو ووصف نادر أو حتى حزن عظيم، واظن كونها نوفيلا كان لصالحها بشكل كبير، فلو طالت قليلا لكانت مملة بشكل قاتل.
يدور الكتاب حول حياة اللاجئين وتجاربهم في بلاد الغربة، وكيف أن واقع الاغتراب مليء بالتحديات والصعوبات، لكنه أيضًا يحمل في طياته قصصًا غنية بالتجارب الإنسانية والعلاقات التي تُبنى رغم قسوة الظروف. ما يميز القصة هو قدرتها على الجمع بين الجوانب المأساوية للحياة في المنفى والجوانب الإنسانية الدافئة التي تظهر في الحوارات بين الشخصيات.
ما أحببته في الكتاب هو الحوارات التي تأتي عفوية ومليئة بالحكمة والدفء. تشعر وكأنها جسر يربط بين الشخصيات المختلفة رغم اختلاف خلفياتهم ومعاناتهم، مما يعكس قيمة الصداقة والتواصل في التغلب على الألم والوحدة.
نجح سكارميتا في نقل شعور المنفى بشكل عميق، حيث كشف عن تفاصيل الحياة اليومية للاجئين الذين يعيشون بين الحنين للوطن والصراع من أجل التكيف مع حياة جديدة. يقدم الكتاب دعوة للتأمل في معاناة اللاجئين وكيف أن الاغتراب، رغم مرارته، يخلق فرصًا لاكتشاف الذات وبناء علاقات جديدة.
بكل بساطة، الكتاب يشبه لوحة صغيرة، لكن تفاصيلها تجذبك للتأمل فيها لساعات.
ايه اللطافة والخفة دي.. حبيتها اوي.. أسلوب الكتابة جميل ودمه خفيف فعلا عجبتني مقولة: "تحطمت عائلات كثيرة، بعدما لم تعد قادرة على الحياة بين قوسين، في أرض الضياع بين البلد الحقيقي الذي لا يقبلونه، والبلد الشبحي الذي لم يكن يقبلهم". ص٩
لمحة عن حياة اللجوء من زاوية ترصد التفاصيل الأقل تعقيدًا، الحياة تبدو متشابهة في كل مكان وحلم العودة للوطن وحده يجعلها حياةً فريدة كونها تصب في نقطة واحدة وإن هدرًا
عنوان هذه الرواية هي الكرامة فالكرامة هي الشيء الأخير الذي يفقده المرء ثم ليس هناك شيء نتحسر على فقدانه
من وجه المنفى الموجع والغربة يصنع انطونيو لوحة بسيطة وقصة قصيرة عن عائلة تشيلية اضطرت لترك أرضها وحياتها
ولكنها لم تتنازل عن كرامتها حتى أن ولدها التشيلي ظلّ يصمد في مواجهة مايكل الذي يكبره لآخر نفس وخاض معه عراكا بموعد محدد، والذي هو بدوره انتفض لكرامته
فكأن الكاتب يقول لنا ان الكرامة قضية حياة وواجب ودافع وعقيدة لا يمكن للمرء أن يعيش إن فرط فيها فكان لزاما عليهما ان يدخلا هذا العراك دفاعا عن الكرامة وفي كل تأجيل بينهما كنت تشعر أنهما يتمنيان أنه لو كان لهما سلطة على هذه الكرامة لإيقافها
كما اقتنص نفس الفكرة ماركيز في قصة موت معلن والاخوان اللذان كان حتما عليهما الدفاع عن كرامتهما بالرغم من محاولاتهما لإيقاف هذا الواجب المجبرين على أدائه
وهنا قفز سؤال إلى مخيلتي هل الدفاع عن الكرامة شيء نتظاهر به فقط!؟ عند ماركيز كان كذلك وكان شعورا غريبا ينتقص من مفهوم الكرامة وهو الخوف من المجتمع، ولكنه عند انطونيو لم يكن كذلك بل حددا موعدا عند سكة قطار وفي مكان لم يتواجد فيه أحد، لكن حقيقة تبقى منازعة النفس بين الحياة والكرامة متجذرة وحتى في رواية عن الرجال والبنادق كنا نلمس شيئا من هذا المعنى الثاني عند غسان
عمق الكلمة عند سكارميتا تنبهك الى حكمة تختبئ خلفها، إنه يختار الكلمة الأكثر مناسبة والتي لن تجد أليق منها أبدا في محلها ، مثل - أدركت أنه كان جادا كميت - فكل حالة للإنسان الحيّ الجاد ممكن أن يعترضها شيء ويبدّلها حتى ولو في عزاء، والميت وحده هو الجاد الذي لا ينفك عن جديته أبدا مهما حدث
وغيرها وغيرها من الاستعارات وهو بطل الاستعارات كما نعلم مثل قوله - كانت السماعة مبللة بالعرق، كأنني من الشوكولاته وأذوب شيئا فشيئا أو من استغراقه في وصف صوفي وذات الشعر المموج فكأنك تنظر إليهما حقيقة، الكاتب مبدع جدا ولا غرابة فهو كاتب درامي وتجد أن تأثره بالسينما والمسرح جليا واضحا في كتاباته التي وبكل سهولة تستطيع أن تنقلها للشاشات لتشاهدها لأنها كتبت بدقة لا متناهية مثل قوله عن ارتباك صوفي بعد اعترافه لها بمشاعره : لا أعرف لماذا كانت تجتهد في تنظيف الطاولة إن كانت بلا شائبة ،، وهكذا فقد فاز فيلم روايته نيرودا بجوائز عدة، فلمسة الكاتب درامية بامتياز فمن يحب هذا النوع من الكتابات سيحب سكارميتا بلا شك
ثم تعريجه على المنطق من سقراط ودخول الرواية إلى الكوميديا اللطيفة الأدبية البارعة الوصف من تلصص الأمهات على أبنائهن وشرح فصول لقاءاته مع مايكل الذي كان ينتظره ليتعارك معه
الرواية فيها روح الشاعر وإن لم يصرّح بأنه شاعر، فهو يلمح إلى أنك بعد أن تطلق بعض الكلمات في مواقف كبيرة تشعر وكأنك قد انتهيت من عراك ويصبح نفسك مهتاجا، دليل على قيمة الكلمات ، ويذكرني بنفسه في نيرودا على لسان ماريو حينما قال عن الكلمات أنه يجب أن نتركها لتذوب في الفم
إذن نحن أمام كاتب يضع للكلمة ألف حساب وهذا ما يجعلني في كل مرة أصرّ أن أقرأ له، لم يحدث أي شيء عبارة بسيطة تشير إلى الرتابة ولكنها حملت قصة ملحمية عاطفية عن وطن ومنفى وأننا حينما نجعل الكرامة أسلوب حياة فستتسرب لكل من حولنا ونصبح مبشِّرين بحتمية العودة إلى الوطن باختلاف معانيه .
انطونيو .. لم يخذلني ابدا أسماء محمد الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٢
نوفيلا لطيفة على لسان طفل في أولى عتبات مراهقته.. مهجّر من تشيلي، بلده الأم إلى ألمانيا مع عائلته، اثر الانقلاب الذي أطاح بالرئيس سيلفادور أليندي. لن نجد معلومات تاريخية كبيرة مثلما يتوقع البعض، لكننا سنجد أنفسنا أمام مشاعر إنسانية حقيقية يرويها هذا المراهق الذي تغيرت حياته فجأة و وجد نفسه عالقا بين عائلته التي مازالت وفية لبلدها و رفاق السياسة وحلمها بالعودة إلى تشيلي المحررة، و بين مجتمع أوروبي جديد عليه بعادات و تقاليد وشعب مختلف.
يجب أن يعيش هذا الاختلاف ويتأقلم معه دون أن ينسى واجبه نحو بلده الأم.
نوفيلا قصيرة، مرحة حينا و حزينة حينا آخر، تخلى فيها سكارميتا عن اللغة الرشيقة والعبارات الأدبية الرنّانة ليفسح المجال لبطله المراهق كي يسرد لنا مغامراته بين وطن ومنفى.
ثالث قراءة للكاتب التشيلي انطونيو سكارميتو ، بعد ساعي بريد نيرودا وأيام قوس قزح كانت هذه التجربة لرواية لم يحدث شئ وهو لقب البطل المراهق الذي هاجر هو وعائلته من تشيلي لألمانيا بعد انقلاب بينوشيه فيحكي عن جزء من معاناة المهاجرين للتأقلم من ناحية والحنين للوطن من ناحية أخري والأمل في العودة سريعا
عمل محير، السرد سلس ولذيذ، نجح يخليني أكملها للنهاية ودا في حالتي بالنسبة للروايات شيء عظيم، بس بعد المقدمة الغريبة والممتعة والتلت الأول من الراوية طموحي ارتفع في أحداث ومسارات مختلفة وشيقة، لكن النتيجة كانت أضعف وأبسط من كده وكذلك النهاية محبطة جدا، يظل مشهد العراك مرسوم بشكل بديع، والتشبيهات واللغة بتنم عن كاتب كبير طبعا دي سكارميتا، إجمالا عمل مسلي، لذيذ ومش بطال على كل حال
Me pareció un libro poco interesante desde lo literario. La narración en primera persona del protagonista es insípida y la construcción de personajes muy superficial. Desde una lectura con perspectiva de género sí es prominente cómo se manifiestan los roles de género en la composición familiar y en la mirada de Luis en su incipiente etapa de exploración sexual juvenil; los personajes femeninos, además de la madre, no tienen ninguna profundidad además de lo que generan a nivel corporal en el adolescente, y sus características se asocian más bien a la frivolidad. También me parece interesante la formación de su identidad en los parámetros de lo masculino: reprimir las emociones, no transparentar los dolores y legitimar la violencia física como vía aceptable para resolver conflictos (castigos del padre, pelea con Michael). Fue una lectura amena, pero no me parece la mejor opción para interiorizarse verdaderamente con la vivencia del exilio y sus complejidades.
Retrato adolescente del drama de la migración forzosa ante un conflicto bélico. Narración breve y casi anecdótica que, al mismo tiempo, deja entrever la ambivalencia de ser inmigrante cuando se es adolescente y tanto uno mismo como la vida está por construir; vs enfrentarse a tal situación sobrepasada la ya cuarentena cuando adquirir conocimientos de un nuevo idioma resulta aterrador, y la búsqueda de un trabajo digno protagoniza el mayor de los terrores. Igualmente, para ambos casos, el sentimiento revolucionario de vivir lejos de la patria que sufre está más que presente. La voz narrativa nerviosa muestra con rigor la velocidad de pensamiento de un adolescente ansioso por encajar. Una lectura breve si se desea indagar en los movimientos migratorios en base a las guerras.
Short coming-of-age novella that also deals exile themes. Lucho, age 14, and his family are forced out of Chile after the military coup of 1973. They move to Germany and all experience degrees of difficulty living abroad involuntarily. Lucho, in particular, confronts the language, exile-status, girls, and other coming-of-age themes. Quick read, and on a personal level, it was neat to read in Spanish about Germany (where I lived for a year).
For anyone who likes this, I'd recommend checking out Benjamin Lebert, a teenage German author with a similar narration style.