هذه السيرة الشعرية شبه الذاتية شبه الموضوعية هي استمرار لرحلة المؤلف الفكرية يسعى فيها إلى القاء الضوء على بعض اللحظات الدالة في حياته من خلال صياغات شعرية وصور مجازية
أما نحن.. فلأننا نتحلى بهدوء الفلاسفة وصفاء أذهانهم فإننا لا نبكي، لا.. ولا يُمِضُّنا الجوى.. بل نذهب للمعاجم ودواوين الشعر ونُهرَع إلى أسفار الحكمة القديمة نبحث عن معنى الكلمات سويًا: عن علاقة الدال بالمدلول، عن كُنه الصور المجازية، عن سر الله في الإنسان، ثم نثرثر عن الألوان والألحان.. والأحزان والثورة!
لكل هذا، حينما أسافر.. فلن أذكرك إلا في المناسبات القليلة التالية: حينما يدق جرس التليفون، أو أحتسي قهوة عربية دون سكر، حينما أغمس الخبز في الزعتر، أو أمر على حقول النعناع والنرجس. حينما ينشد المنشدون أغانيهم، أو يتلو الشعراء قصائدهم. حينما أفتح نافذة غرفتي كي أرى غروب الشمس أو أسمع نغمة متوترة حزينة تغيب وراء السحب. ساعتها.. سأذكرك، وسأبتلع حزني في هدوء الفلاسفة، ثم سأبحث وحدي، عبثًا، عن معنى الكلمات!
°°°°°
وحينما أتوق إليك، لا أدري هل أرتب الزهور والنغم أم أعزف المراثي؟!
وحينما أتوق إليك، أجلس في الحديقة الخضراء والفراغ صامتًا، أخبئ الأغاني والأناشيد.
وحينما أتوق إليك، لا يفيدني الرأي أو الرؤى، ولا يبقى إلا الرثاء والحنين إليك.
المرة الأولى التي أعرف فيها أن المسيري يكتب الشعر، هو ليس شاعرًا مميزًا لكنه يمتلك حس شعري جميل تجلى في هذه القصائد. مجموعة جيدة من القصائد كُتبت ما بين 1956 إلى 2002
حسناً ، ثلاثة نجوم ، أمر مُبالغ فيه ولكن للأسماء رهبة ! رهبة أوصلتني إلى الحد الذي أشك فيه أن النصوص رائعة ، كل ما في الأمر أنني لم أفهمها ، ربما لجهلي وربما لتفوق فكر المسيري وربما لإجتماع الأمرين معاً رغم أن بداخلي إيمان عميق أن النصوص ضعيفة و أنني ضيعت وقتي في قراءة هراء لم أعي منه سوى صفحة أو اثنين على الأكثر !!
ولكنني سأترك التقييم مُحتفظاً بالثلاث نجوم ، ربما لأُذكر نفسي دوماً أن تقييم أي عمل أدبي ، محض هراء لا فائدة منه خصوصاً أننا قبل أن نشرع في القراءة نحيط أنفسنا بحدود كثيرة كإسم الكاتب والتقييم المُسبق للكتاب و آراء القراء السابقين ، والذي يحدث أحيانا أن تخشى أن تُخالف رأيهم لكيلا تُصبح جاهلاً !!
لا اعرف إذا يندرج هذا الكتاب تحت ما يسمى بقصيدة النثر أم لا ولكن عمومًا هي مجموعة من الخواطر قسمها المؤلف حسب السنوات التي كتبت فيها للأسف لم تترك أي أثر في نفسي باستثناء قصيدة غنائية عامية بعنوان منديل حبيبي .
اعتقد ان الدافع الوحيد لنشر هذا الكتاب هو اسم مؤلفه - والذي بالمناسبة أحد الكتاب المفضلين لدي - عدا ذلك فالقصائد تقليدية للغاية ولا اسمع فيها صوت مميز للمسيري، ولم اتعرف فيها على سيرته شبه الذاتية كما ذكر.
من سيقرأ هذا الكتاب متصوراً ان الكاتب شاعر ستخيب آماله كثيراً و لهذا يفضل ان من يقرأ الكتاب يكون على معرفة مسبقة بعبد الوهاب المسيرى و أعماله لتفادي الصدمة. الافكار و الكلمات و المصطلحات مكرره بشكل كبير مما يجعله قراءة رتيبه بعض الشيء و خاصة في الجزء الاول و لكن بدايه من "أميرة القهوة " تصبح الاشعار الطف و لكن تظل صفة التكرار، و لكن على الجانب الاخر فهذا التكرار اثار فى بعض الفضول عن ما وراء كل هذا في حياة المسيرى. اثرت في بعض الاشعار و لكن حتى لا نحمل الكتاب اكثر مما يستحق، يفضل النظر اليه علي انه مجموعه من الخواطر الخاصه جداً مما يجعل الكثير منها غير مفهومة. قد تظهر بعض الأشعار على أنها مختلفة عن فكر المسيرى و لكنها تظل سيره شعرية معبره عن حياته و الذي خاض فيها المسيرى مجموعة من التغيرات الفكريه.
افكار شعرية بسيطة .. مرتبة ككراسة طفلٍ مجتهد .. تعبت من الضجر و أنا أقرأ .. مشاهد فنتازية و اسلوب أقرب للسذاجة ٫ رحمه الله .. الترتيب والتصميم والأرشفة أجمل مافي الكتاب ، وعليه قيمته بنجمتين !
ليس فرض على المسيري اتخاذ خط واحد في الكتابة وليس عليك كقارئ أن تتناسى تخصصه في الأدب
إذا ما اخترت هذا الكُتيب لا لفحواه بل لاسم الكاتب فقط، فلن تجد المسيري الذي عهدت ، كما كُتب على الغلاف : سيرة شعرية شبه ذاتية شبه موضوعية.. اذا الكثير من المسيري الانسان والقليل من المسيري السياسي
تحذير! لا يصلح هذا الكتاب الادبي الروحاني مع من يبدأون في قراءه فكر المسيري فأنا قرأت له مالا يزيد عن 3 كتب و بالكاد أولت بعض النصوص من فهمي البسيط لرحلته الفكرية ، اما من يبحث عن مدخل للمسيري فهذا الكتاب رغم بساطته وقصره مدخل مضلل قليلا يعرفك،بالاديب والحالم قبل المفكر والفيلسوف ويعرفك بالرموز قبل شرح معانيها لذا لن يستيغه القارئ البادئ في فكره.
تجربة جديده مغايره لما يكتبه المسيري عامه فإذا احب الناس ان يضعوه في قالب المفكر الاسلامي صدمهم بميله للشعر والادب و رغبته في الكتابه فيهما ، فاذا قولبوه في قالب الاديب المرهف ، فاجأهم بكتابته لقصص الاطفال وشخصيات الجمل و الذئب وغيرهم!
الاستنتاج ان المسيري عقليه فذه و شخصيه مرهفه و إنسان عظيم ، ليس له قالب محدد!
ينقسم الكتاب لعده الاقسام الاول" الافراح الاولي" نصوص مبهجهه طفل فرح بالعالم شاب في ريعان الحب و انسان يتنعم في الطبيعه و يلاحظ هنا تاثر المسيري في تلك السنون بالفكر المسيحي كونه دارسا للادب الغربي فطبيعي ان ينطبع علي فكره والفاظه بعض الصبغات المسيحيه اللفظيه ك فكره" الاولي " ذكرتني كثيرا بالخطيئه الاولي للانسان وهو معتقد مسيحي خالص ، كذلك الكثير من الاشارات للمسيح /المذبح/المعبد في بعض نصوصه ثم تبدا نصوص الفردوس الارضي كما يسميها و تبدا العناصر في الاختلاف فهي ليست لاهوتيه وأنما طبيعيه وبشريه فيتكلم عن عناصر الارض والسماء والمخلوقات والتاريخ،والزمن. يدخل المسيري في فصل جديد فكريا يسميه" الحيره و العوده" فتبدا المصطلحات الإسلامية بالظهور الصراط المستقيم /حمامه الغار /العروبه/ لفظه (الله)./الرسول وتتجلي تلك الصحوة في هذه القصيدة: (ربات الشعر) في مسامعي النغم فلقد ولد الشاعر كلمات جديدة صغيرتي : لقد زال عني الزكام وضيق النفس دون اللجوء إلى أدوية القرن العشرين رغم أني من المؤمنين بالعلم وبقوانين الحركة ولا أومن بما وراء المادة ! يعبر عن انتقاله من الماديه للروحانيه.
ثم في فصل بعنوان" اميره القهوه" يلخص المسيري رحلته بسطور عن كل مرحله ماقبل الميلاد وبراءته الطفوله و حلاوتها بدايه ونهايه الصبا ولعبه الشباب و فورته ثم الانتفاضه وثورتها و سطور تحت اسم وجه الله ذو الجلال والإكرام ربما يعبر به عن عودته لطريق الاسلام ثم لحظه الفراق و الكهوله ويكتب وثنياً كنت ... أجلس في فم البركان أسير فوق الزلازل حتى أصل إلى حافة الموت والعدم أما اليوم .. فسأقف يا ربي عند عتباتك خاشعاً وانتظر مشيئتك أن تهطل رحمتك
ويختتم الكتاب بعده اغاني عذبه في فصل "اغاني اللقاء والوداع" يحدث فيها صغيرته - ولا ادري الي ماذا ترمز بالضبط - ولكنها نصوص احتفاليه سماويه جميله تتوج نهاية الكتاب و تلك الرحله الروحانيه بإكليل من الورود المزهره! و يؤرخ المسيري لكل فتره بعدد محدد من السنون وفيه تعبير عن خلاصه فكره - ادبيا- في الفتره من كذا لكذا ويالها من رحله فكريه مثمره!
الخلاصة انها نصوص لطيفه وبعضها مرهف و رائع كأدب نثري ، ولكن الاروع هي جرأه المسيري في الخروج عن القالب والتعبير عن ذاته الحقه المحبه للشعر والادب و الباحثه عن التوريه لا عن تفكيك اللفظ و تعريته من جذوره لمحاولة فهمه و تحليله
هنا يجلس الفيلسوف والمفكر داخله قليلا ليستمع الي الشاعر والكاتب :)
كل ليلة في الصقيع الجامد ودموعي الباردة تأتيني عين حبيبي مثل نور دافئ وربيع وشموس ساطعة. آه يا شمس الربيع الساطعة مزقي ما حول قلبي من غيوم ذوبي ما حول صدري من جليد ضمدي جرحي الذي لا يندمل واجعليني مثلها طيراً يرفرف صادحاً نجماً يشعشع بالضيا لا ينطفئ. ......... هل امضغ قلبي من حزني؟ هل أفقأ عيني؟ هل أصرخ؟ او أُغرِق ذاتي في لجة وأذيب نفسي الحيرانه؟ هل أبكي وأعفر وجهي؟ .......... سمكة أنت اذاً في قاع المحيط بقبة السماء الزرقاء تحلمين! طائر انت يحلق وراء السحب ويحلم بأعماق المحيط! ........... وثنياً كنت.. أجلس في فم البركان أمشي تحت الرعد وأسير فوق الزلازل حتي أصل إلى حافة الموت والعدم فتقبلني ألسنة النيران أما اليوم فسأقف عند عتبتك خاشعاً أحمل غصن صفاء المودة وأنتظر مشيئتك أن تهطل رحمتك فيكلل قطر الندى الزهر. .......... وتسيرين يا صغيرتي تحملين في قلبك الأفكار النبيلة وتحلمين بالعدل والأفكار النبيلة فتتوج البراءة رأسك بأكاليل الزهور ثم تتذكرين،يا صغيرتي، أحزان الإنسان في العصر المقرور في زمن الإعلام والنفاق والأكاذيب، فتثقل الخبرة رأسك بتيجان الشوك. ............. عبرتها وحيداً صحاري الظلام يا سحابة الضياء عبرتها وحيداً شريداً كسيراً أسيراِ سجيناً حزيناً طليقاً سعيداً فريداً شريكاً، عبرتها جميعاً ،صحاري الظلام، يا سحابة الضياء وواحة الصفاء. ......... ربما أضعت وقتي بقراءة هذا، ربما لو تعرفت علي الدكتور المسيري رحمة الله عليه لعرفت إلام يرمي بما كتب
This entire review has been hidden because of spoilers.
هذه السيرة الشعرية شبه الذاتية شبه الموضوعية هي استمرار لرحلة المؤلف الفكرية يسعى فيها إلى القاء الضوء على بعض اللحظات الدالة في حياته من خلال صياغات شعرية وصور مجازية
هذه السيرة الشعرية شبه الذاتية شبه الموضوعية هي استمرار لرحلة المؤلف الفكرية يسعى فيها إلى القاء الضوء على بعض اللحظات الدالة في حياته من خلال صياغات شعرية وصور مجازية
هذه السيرة الشعرية شبه الذاتية شبه الموضوعية هي استمرار لرحلة المؤلف الفكرية يسعى فيها إلى القاء الضوء على بعض اللحظات الدالة في حياته من خلال صياغات شعرية وصور مجازية
الكتاب غريب ومختلف ليس في جملة ما اعتدته من كتابات المفكر رحمه الله إلّا أنّي لمست فيه روحًا أدبية رقيقة بريئة وخيال واسع لطيف وجه فريد للمفكر العبقري عبد الوهاب المسيري رحمه الله وغفر له
الكتاب يحمل معنى طيبة تنم عن شخصية فى غاية الرقة لكن على مستوى "الحرفة" المسيرى مفكر مذهل ونابغة لكن ليس شاعر سأعطى الكتاب نجمة واحدة إكراما للمعانى الطيبة التى يتضمنها لكن على مستوى الشعر ليس جيد