وحين أرهقتنا الطائرات قصفاً، احتمينا بورقة، وقلم. كلّ الذين استظلوا تحت سقف حروفهم نجوا، كل الحروف التي تنجو من الموت تستحق أن تُكتب. لم أكن أعرفُ هل سنحيا حتى هذه اللحظة، لكني حينَ كتبتُ رسالتي الأولى إليكِ ختمتها: سنسخر من الموتُ معاً يا رفيقة، سنحيا رغماً عن بني إسرائيل، لأننا لم نعبد العجل، ولم نحيا على أنقاض تاريخ. حين يبدو الموتُ خياراً منطقياً وسط الحرب، تُصبح الحياة مصطلحاً يختلف تماماً عن الذي يرويه الشعراء، والكتّاب؛ غير التي يتحدثُ عنها النثّار كل مساء. وحدها الحرب يا صديقتي من تجعل للأشياء مسمّياتٍ أخرى.
وقد كان؛ ها نحنُ نسخرُ من الموت مرّةً أخرى، رغم أنه يُوهمنا أنه قد رحل، وهو في محض استراحة مقاتل، لا أكثر. ولأن التفاصيل وحدها لا تكفي لأخبركِ عن كل شيء، فقد خبّأتُ رسائلي إليكِ، مع ذكرياتي، لأتلوها عليكِ كلما استطعتُ إلى الحياة سبيلاً.
وحين قرر الحرفُ النجاة من الموت، أراد أن يجمع نفسه بين دفّتي كتاب، ليُخاطبكم من ذات مسافة الموت التي عشناها .. المسافة صفر.
أن تغلب العاطفة في ذكر الحقيقة، أن تتوثق الحرب بالكثير من المشاعر، هذا غير جائز سوى في فلسطين .. وبالأخص، في غزة .. تلك التي تنقطع عنها شرايين الحياة .. تلك المعزولة عن جميع المباهج الحياتية.. تلك التي تفوق مكانتها الأماكن في قلوبنا ..
لم أر بحياتي وثائق كتبت بهذه الطريقة البديعة، لذلك أرى أن هذا الكتاب شديد الفخامة ..
------------ كانت قرائتي الأولي لهذا الكتاب منذ ما يقرب أربعة أعوام .. وشعرت أنني أريد إعادة قراءته في غمرة الأحداث الجارية .. وقد أصابني الذهول حقًا! فما أشبه اليوم بالبارحة! كأن غزة قد كُتب عليها القتال لأبد الدهر !
حين كان السادة يرفعون بنادقهم فى وجه العدو،يعلمونه كيف تتلاشى المسافات،كيف تبدو البطولة صفرية،فيتجمدون من الخوف،كيف تكبر القيم الحسابية فى الحرب،فتؤول النهايات الى الصفر/العزة. تحت وقع القذائف، من على قارعة الموت،كنا نخطف الحروف من فوهات االبنادق،نتبادل الرسائل التى يحملها الحمام رغم القصف ،أسلنا الحب حين كان يسيل الدم، ونحن نعلم أن المحتل يخنقه قل، كما تقتله رصاصة!!!
كانت معادلتنا بسيطة،رغم تعقيدات الحرب.قلم ومحبرة وبضعة أوراق، وكانت معادلتهم أكثر بساطة،بندقية،رصاصة،ومسافة صفر!!!!
وحين قرر الحرف النجاة من الموت،وضع نفسه بين دفتى كتاب ليخاطبكم من ذات المسافة .... المسافة صفر.
ان تكتب فتاتان عن وقائع حرب غزة .. ان تجعلك كلههما تتبرأ من العرب و من والااهم .. رسائل قصيرة تنقل لنا تطورات احداث حرب غزة 2014 المزاامنة لكأس العالم في البرازيل .. اسلوب سلس يميل الى رسائل عتااب لكنها بلغة بسييطة و بريئة .. يجذبك ذلك العبق الفلسطيني فيها .. اهل غزة لله دركم .. اهل غزة في اي زمان و مكان بوركتم ..
كتاب رجعني اقرأ تاني بعد طول انقطاع كلمات لا تملك معها دمعك احيانا و ابتسامتك احيانا و قد تفاجأ بهما معا :-) غزة العزة و المسافة صفر و تحت القصف شكرا :-)
شهادة للكاتبتين على إحدى حروب غزة. من الناحية الإنسانية والإنتماء، فهذه شهادة جيدة، مصاغة ببراعة. الجانب الآخر هو الكتاب كفن، وكعمل ،، فكان يلزمه التنوع في طرح الصور والمواقف المختلفة عما تفعله الحرب، بالتركيز في جوانب غير الألم فقط. فقد شعرت بإنهزامية في معظمه، رغم أن الحرب المقصودة كانت مختلفة ومميزة للمقاومة. أيضًا كان من الأفضل ترتيب الشهادات بالتاريخ وذلك أدعى لتركيز القارئ. الإخراج الفني جيد نوعًا ما. قرأتُ لرنا العلي منذ زمن، من أيام منتدى الساخر، وأتابع تسجيل مواقفها بصورة شبه منتظمة، ويعجبني أسلوب كتابتها رغم الإختلاف أحيانًا بوجهات النظر. قلمها ساخر، ومؤلم كلسعة النار، وضربة السوط. إلا أنها لديها أفضل من ذلك. لم أقرأ لآلاء القطراوي من قبل. قلمها رشيق، وأنيق، وبه روح عذبة، وجدتها تعلو في الأسلوب ثم تدنو قليلا فتعلو وهكذا. الآلام التي رصدتها كانت كوخز الإبر. ورقة حرفها مع الألم المرصود يعطيك إنطباعًا بخيبتك وعجزك، وبلطف !
"تحت وقع القذائف من على قارعة الموت، كنا نخطف الحروف من فوَّهات البناق، نتبادل رسائل الحمام رغم القصف. أسلنا الحبر حين كان يسيل الدم، ونحن نعلم أن المحتل يخنقه قلم كما تقتله رصاصة ! كانت معادلتنا بسيطة رغم تعقيدات الحرب. قلمٌ ومحبرةٌ وبضعة أوراق، وكانت معادلتهم أكثر بساطة. بندقية ورصاصة ومسافة صفر ! وحين قرر الحرف النجاة من الموت، وضع نفسه بين دفتي كتاب ليخاطبكم من ذات المسافة.. المسافة صفر"
"إلى الذين نسيهم المذيع بعد نشرته الإخبارية حين تحولوا إلى أرقام، وإليهن وهن يتحولن إلى أسماء كبيرة ممتلئة بالحسرة في قلوب أمهاتهن، منهم الكلمات، وإليهم"
"حين كان السادة يرفعون بنادقهم فى وجه العدو، يعلمونه كيف تتلاشى المسافات، كيف تبدو البطولة صِفرية، فيتجمدون من الخوف، كيف تكبر القيم الحسابية فى الحرب، فتؤول النهايات الى الصفر في كل شيء.تحت وقع القذائف، من على قارعة الموت، كنا نخطف الحروف من فوهات البنادق، نتبادل الرسائل التى يحملها الحمام رغم القصف ،أسَلْنا الحبر حين كان يسيل الدم، ونحن نعلم أن المحتل يخنقه قلم كما تقتله رصاصة!كانت معادلتنا بسيطة،رغم تعقيدات الحرب.قلم ومحبرة وبضعة أوراق، وكانت معادلتهم أكثر بساطة، بندقية،رصاصة ، ومسافة صفر! وحين قرر الحرف النجاة من الموت، وضع نفسه بين دفَتى كتاب ليخاطبكم من ذات المسافة .. المسافة صفر."
لم تعش حرباً! اقرأ هذا الكتاب.. ستموت وتضحك وتبكي وتتغبر من ذكريات الحرب! ستعجز ثم تقول "يارب" ولا تستأنف دُعائك على بني اسرائيل.. الحرب لا تُقيم سوى بعدد الشهداء وصبر ذويهم وانتصارنا بالصبر على من عَادّانا..
هذه الرسالة من الأرشيف .. كانت رسالة فيسبوكية إلى الصديقة رنا كمراجعة عن قراءتي الأولى لكتابها الأول .. لم نكن معتادين على goodreads.
رنا اختفت من وقت طويل .. ولا نعرف بأي حال خرجت من آخر حرب .. عساكِ بخير رنا، حماكِ المولى يا رفيقة :(
----------------
عادتي حين أمسك كتاباً لأول مرة أن أغمض عيناي، أفتح صفحة عشوائية وأقرأ أول ما أراه منها، هذا الجزء أحفظه في قلبي من كل كتاب، وكان هذا الجزء الذي حفظته من المسافة صفر// "لا تسأليني كم سنحيا؟ نحن الأحياء رغماً عن إسرائيل وجبروتها، وإن متنا فيزيائياً، فإن حاخامات التوراة لم يخبروا نتنياهو أن الشهداء أحياءٌ في الجنة. سيكون عمرك أطول، وسنبتسم حين انتهاء كل شيء، وسنهزأ بالموت كثيراً ي�� رفيقة .. فقط قولي: يارب يارب ." قرأته وابتسمت، كتاب وجع الحرب أبدؤه بابتسامة.
يحدث دائماً أن يجتذب الحرف ما تكنّه الصدور فلا تكفيه السطور، فكيف يفعل اجتماع حروف تنسج بعضاً من ذكرياتِ حرب وتفتح أبواب ذكريات حروب أخرى، ذكرياتٍ أليمة ومريرة لم تكن لتُنسى وهل ينسى الإنسان حزناً ألمّ به مراراً؟ خالدة فينا شاهدة على صمود شعبٍ تجرّع مرارة تكالب حصارين: صهيونيّ وعربيّ!
لو تعرفين كم الذكريات التي ما خطر لي بال -يوماً- أني سأختزنها في تلافيف دماغي وأنا لمّا أتجاوز العشرين ببضع شهور بعد! كيف لا ومدينتنا هذه -غزة أو كما كانت في أول التسمية عَزَّة ! - شهدت ثلاث حروب في عقد واحد من تاريخها! جُعلت بها ذاكرتنا تتسع وعيوننا تتيقظّ وأقلامنا تجري بوجع لم نعرف له نهاية بعد!
تعرفين جيداً المكان الذي أصبته في القلب بحروف رسائلك وأنت تنثرين الملح على جرح أنت تعرفين أنه لن يندمل .. أصبتِه يا رنا من مسافة صفر .. كيف كان قلبك تلك الساعات وأنت تكتبين رسائلك الناجية من الموت تحت نير الحرب؟ وأنت كما قلتِ تخطفين الحروف من فوهات البنادق، وتتبادلين الرسائل مع آلاء، تلك الرسائل التي يحملها الحمام رغم الحرب، تُسيلين الحبر حيث يسيل الدم، كنت شجاعة يا رنا .. قوية القلب .. تخنقين المحتل بالقلم كما يقتله المقاوم بالرصاصة من مسافات كثيرة آلت بمعية الله إلى الصفر. هل كانت رسائلكنّ تحت الحرب؟ بل أراها فوق الحرب .. فوق جبروت كل جنرال طاغٍ .. فوق الزنانات والقذائف الجوية والبحرية والبرية .. فوق كل خانع عربي أو مسلم .. فوق يد العرب التي كانت وما زالت تحاصرنا فتجرحنا وتدمينا وتقتلنا معهم .. ليست تحت أي شيء.. إلا الدماء والأشلاء الغزيّة الطاهرة.
"لا تخف، فكل قذيفة تسمع صوتها تأكد بأنها لم تقتلك بعد!" ما أكثر القذائف التي سمعت صوتها يا رفيقة .. كنت في كل مرة أخاف .. في كل مرة!
"من المسافة صفر" الكتاب الذي ضم رسائلك بعضها إلى بعض إلى رسائل رفيقة رقيقة الحرف كآلاء .. ابنك الأول الذي أضمه بين يديّ ورقياً اليوم .. على تغرب ولادته و نفيه عنا طويلاً .. على صغر سنه وحجمه .. فهو أهل لكل ثناء .. فحيث يكون اسمك يكون جمال اللفظ وقوة المعنى وبراعة الأسلوب .. اسمك رفيقٌ للحق الذي أدعو الله دوماً أن يهديني وإياكِ وكل إنسانٍ إليه ويبعدنا جميعاً عن القول بضده .. حماكِ الله يا رفيقة <3
هذا الكتاب وثيقة تاريخية كما قدم له الأستاذ أدهم شرقاوي. كأنه أعاد ذكريات الحرب لي مرة أخرى .. كتاب عميق جداً أعجبتني رسائل رنا، متنوعة، بعيداً عن تشابه رسائل آلاء. رائعتين كنتما .. وشرف لي حضور حفل التوقيع :))
من أكثر الكتب تاثيرا في نفسيتي الرسائل كتبت بمداد من غضب وقهر لذلك كانت " الأنسنة " فيها عالية جدا انسنة جعلتني ابكي على اغلب الرسائل خاصة رسالة " قوم يا بابا " التي كتبتها رنا وكنت احس الصورة المرفقة هي صورة ابنتي او حفيدتي
بانتظار جديدكما وخاصة رنا ومبروك حفل التوقيع الذي حضرته اخيراً