يتميز تاريخ مصر في العصر الحديث بالديناميكية؛ فهو مليء بالأحداث الجِسام التي يصعُب على أي مؤرخ استيعابها جملةً واحدةً؛ فقد خضعت مصر للسيطرة العثمانية منذ عام ١٥١٧م، عندما استطاع السلطان سليم الأول القضاء على الدولة المملوكية وإعدام آخِر سلاطينها «طومان باي». غير أن المماليك استغلوا الضعف الذي أصاب الدولة العثمانية؛ فاستطاع علي بك الكبير أن ينفرد بالحكم، ولكن سرعان ما عاد الحكم للعثمانيين مرةً أخرى، حتى أتت الحملة الفرنسية على مصر ودامت ثلاث سنوات، تقلَّد بعدها «محمد علي» الحكم ونهض بالبلاد، ولكن أوروبا تصدت لنهضته وقضت عليها عام ١٨٤٠م، واستمر تدخُّلها في شئون مصر حتى احتلتها عام ١٨٨٢م.
أحمد علي عمر الإسكندري: هو أديب وشاعر اتسم شعره بأنه أخلاقي تهذيبي؛ حيث كان الغرض منه توجيه الطالب وتهذيبه وتقوية لغته، مع التأكيد على الاعتزاز بالعربية والعروبة والعقيدة.
وُلِدَ في مدينة الإسكندرية عام ١٨٧٥م، وعاش في الفيوم والمنصورة، تلقى دراسته في المعاهد الأزهرية، وبعدها التحق بمدرسة دار العلوم العليا بالقاهرة حيث تخرج فيها عام ١٨٩٨م.
عمِل مدرسًا ثم ناظرًا لمدرسة المعلمين بالفيوم، فالمنصورة، ثم انتقل للتدريس بدار العلوم في عام ١٩٠٧م واستمر في العمل فيها بقية عمره، انتُدِب للتدريس بكلية الآداب بالجامعة المصرية، وتم اختياره عضوًا بالمجمع اللغوي عند إنشائه في عام ١٩٣٤م.
له العديد من المؤلَّفات في الأدب العربي في مختلِف عصوره، ومنها: «تاريخ الأدب العربي في العصر الحديث» والذي نُشِر في عام ١٩١٢م، ولديه أيضًا عدد من الكتب المدرسية لتعليم الناشئين، ومنها: «نزهة القارئ» والذي يقع في أربعة أجزاء، وله بالاشتراك مختارات من النصوص.
تُوُفِّيَ في القاهرة عام ١٩٣٨م عن عمر يُناهز ثلاثة وستين عامًا.
بلغة سلسة ومحببة إلي النفس كتب مؤلفه هذا الكتاب الرائع لسرد التاريخ المصري منذ أيام دخول مصر إلي حوزة العثمانيين في عهد السلطان سليم الأول حتي عهد الاحتلال البريطاني لمصر عرض الكاتب بشكل موجز نبذة عن المماليك ثم عن أهم أعمال ولاة العثمانيين ثم الحملة الفرنسية وبعدها الدولة العلوية في مصر انتهاءا بالاحتلال البريطاني يظهر تأثير الأحوال السياسية علي كتابات المؤرخين في هذا الكتاب بوضوح وخصوصا في الجزء المتعلق بالثورة العرابية والاحتلال حيث في هذه الفترة التي نشر فيها الكتاب في العام 1916 كانت لا تزال مصر تحت سلطة الدولة العلوية وتحت احتلال بريطانيا فظهر الكاتب متحاملا علي الثورة العرابية وأنها هي السبب في الاحتلال ثم يعود ليناقض ذلك عندما يظهر الاحتلال بمظهر الساعي علي نهضة مصر وتقدمها اعتقد أنه لابد لأي مؤرخ تجنب الخوض في الحديث عن الاحداث القريبة من عصره لأن حكمه عليها سيكون موجها أو متأثرا بما يجري ولا يستطيع الحكم الصادق عليها
*** هناك فارق كبير بين "الموضوعية" و "الحيادية" في كتابة الأحداث و تأريخها و لا سيما لو كانت بأقلام معاصريها فمن المستحيل أن تجد مؤرخاً يكتب بحيادية تامة.... فهو بشر و ليس ملاكاً؛ و له آراؤه التي تبرز رغماً عنه في ثنايا السطور..... حتى أصحاب أمهات الكتب أمثال "الطبري" و "ابن كثير" و "هيرودوت" و"المقريزي"... وغيرهم؛ كان لهم ميول و انتماءات و لكن اتخاذهم للموضوعية منهاجاً هو ما جعل تلك الكتب في مصاف كتب التاريخ القديم.
**** حقيقةً ما أجمل أن تختار كتاباً عن طريق الصدفة؛ كتاباً ليس فيه من التقييمات ما يجعله من الكتب المتصدرة للقراءات ثم تجده فوق مستوى التوقعات؛ بل و لا أبالغ لو قلت أنه من أفضل مَراجع تلك الفترة المشار إليها في الكتاب.
**** كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل العصر الحاضر" تجربة جديدة ممتعة كتبت بقلمي "عمر الإسكندري" و "سليم حسن" و مراجعة أوروبية بيد "كابتن سفدج" وهي تجربة جديدة للقراء أن ترى تلك الحقبة بعيون مصرية أوروبية في نفس الوقت.
**** التصنيف :
- هو كتاب تأريخي لفترة طويلة من تاريخ مصر فهي تصل إلى أربعة قرون.... رغم أهميتها لأن تلك الفترة هي قنطرة الاتصال بين العصور الإسلامية القديمة مثل العهد العباسي و الأموي و الفاطمي؛ و ما تخلله من دول إسلامية مصرية العهد المملوكي و الإخشيدي و الطولوني و بين العصر الحديث المعاصر و البادئ من ثورة يوليو (١٩٥٢).
**** مميزات الكتاب :
- تكمن عظمة و جمال الكتاب _رغم بعض الملاحظات عليه_ في أنه : ١- نظرة موضوعية للأحداث التي حدثت في عهد الأسرة العلوية بما لهم و ما عليهم.
٢- تسليط بعدسة مكبرة لفترة مظلمة طالما مررنا عليها مرور الكرام من حملة فرنسية ثم عهد "محمد علي" و سلالته من بعده.... بما تخللتها تلك الفترة من حملة إنجليزية "فريزر" ثم الاحتلال البريطاني لمصر.
٣- الكتاب وُضِعَ بيد مؤرخين معاصرين مصريين لتلك الفترة و بالتالي كانت الدقة عنواناً لهذا الكتاب كما روجع بعينٍ أوروبية و هذا ما أراه إضافة عين جديدة و مختلفة لزيادة الموضوعية.
٤- الكتاب هو تأريخ للأحداث و موضوع بطريقة تقريرية دون تدخل من الكُتَّاب في تحويل ذهن القارئ لاتخاذ موقف مؤيد أو معادي لأي من الأطراف المتشابكة.... و لذا تجده غير ممجد في "عرابي" مثلاً؛ و غير معادي للاحتلال البريطاني؛ كما تراه يذكر مآثر الحملة الفرنسية على مصر و لا يمجد في "سليمان الحلبي" لقتله "كليبر".... و هكذا.
**** ملاحظات على الكتاب :
١- بالرغم من دقة وصف الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد في تلك الفترة إلا أن الكاتب جعل للحالة الاقتصادية نصيب الأسد... و كان يتحدث من خلال موازنة الدولة و تكلفة المشاريع الكبرى أمثال: قناة السويس و القناطر الخيرية و السدود و غيرهم... و لكن طريقة كتابة المبالغ كانت صعبة من كثرة الأصفار المذكورة فكان يتعين عليا عد الاصفار و الأفضل ذكر المبالغ بالكلمات فعشرة ملايين أفضل من (١٠٠٠٠٠٠٠)!!!.
٢- نُزِعت الموضوعية من بعض المواضع القليلة و التي لا تعكر صفو الكتاب و لا تقلل من الكاتبَيْن مثل: عدم إعطاء "سليمان الحلبي" حقه من التمجيد لقتله "كليبر" و عدم ذكر العقاب و الحكم البربري عليه.
٣- تحامله على مشروع حفر قناة السويس و أنها كانت بلاءًا للمصريين و أجد له العذر في ذلك نظراً لما جنته البلاد من ويلات الحروب و الديون في عهد الكاتبَيْن.
**** اللغة:
- أجمل ما في الكتاب اللغة السلسة الجميلة و الرصينة في نفس الوقت فالكتاب موضوعٌ بعناية أدبية و لغة عربية قوية تعيد إلى أذهاننا "طه حسين" و "العقاد" و غيرهما؛ و لكنها مناسبة للقراء و ليس بها تكلف ولا وعورة لغوية.
**** السرد :
- عبقرية الكتاب في ترابط محتواه و سرده طبقاً التسلسل الزمني و لكن مع اتخاذ بعض الأحداث مدخلاً للولوج إلى تاريخ دولة أخرى و ظهر هذا في البداية عند حديثه عن احتلال العثمانيين لمصر (١٥١٧) في "مرج دابق" و "الريدانية" و حديثه عن تاريخ الدولة العثمانية من النشأة حتى النهاية.
**** نظرة عامة على الكتاب :
أولاً :تاريخ الدولة العثمانية :
- باب هام عن دخول العثمانيين مصر و بداية الصراع المملوكي العثماني في عهد "قايتباي" و نهاية "بطومان باي". - مبحث هام و قوي عن الدولة العثمانية من النشأة حتى قرب النهاية مع ذكر مآثر و أخطاء كل سلطان عثماني بموضوعية و دون ملائكية متشدقي الخلافة الإسلامية أو شيطنة الليبراليين لهم .
ثانياً :الحملة الفرنسية و عهد محمد علي :
- فترة تناهز الخمسين عاماً من تاريخ مصر و لكنها محورية فقد كانت نقطة التحول و الانطلاق إلى العصر الحديث. - بالرغم من انتهاء الحملة الفرنسية عسكرياً في غضون ثلاثة أعوام إلا أنها ألقت بثمارها و ظلالها من خلال استعانة "محمد علي" بهم في نهضته.
ثالثاً :مابعد "محمد علي" و انتهاءًا الاحتلال البريطاني لمصر: - تمحيص و تدقيق ممتاز و سرد رائع لكل حاكم لمصر من الأسرة العلوية بموضوعية متناهية و التحدث عن كل حاكم أو خديوي بما له أو عليه. - إعطاء الخديوي "إسماعيل " حقه في النهضة التي حدثت في عهده مع عدم غسل أياديه من الديون و التدخلات الفرنسية الإنجليزية و التي كانت تمهيدا الاحتلال البريطاني في عهد "توفيق".
- ملاحظات في هذا الفصل : ١- تحامل كبير على مشروع قناة السويس لما جلبته لمصر من ابتلاءات من موت الآلاف من المصريين في السخرة و الديون التي صاحبت حفرها و افتتاحها و نهايةً بأنها كانت مدخلَ و طريقَ دخول الإنجليز مصر عن طريق التل الكبير..... وحقيقةً أنا لا ألوم الكاتب على الهجوم على هذا المشروع لأنه لم يؤت بثماره إلا بعد التأميم و متأكد أن الكاتب لو كان موجوداً وقتها كان سيغير وجهة نظره. ٢- بالرغم من تحميله مسئولية الاحتلال البريطاني "لعرابي" وأعوانه و ربما كان متحاملاً عليهم أكثر من هجومه على البريطانيين و لكن أجد له العذر في ذلك لأن أخطاء "عرابي" وأعوانه العسكرية و السياسية مثبوتة في العديد من كتب التاريخ سواء بسبب الجهل أو التعصب للرأي أو حتى بسبب الخديعة من "ديلسيبس" في موضوع حيادية القناة. ٣- لم يذكر مساوئ الاحتلال البريطاني و لم يُشر إلى حادثة "دنشواي" رغم وصوله لتاريخها و بالرغم من أهميتها... و ربما يكون هذا هو تأثير المراجعة الأوروبية عن طريق كابتن "سفدج" و بالرغم من هذه الملاحظة التي نزعت الحيادية من الكتاب؛ و لكنها لا تقلل من أهمية و المجهود الكبير المبذول في صياغة هذا الكتاب.
**** إجمالاً رحلة عظيمة و كتاب ممتع دسم دقيق لفظاً و مضموناً... جمع فيه الكاتبان فترةً تناهز الأربع مائة عام بين دفتي ما لا يصل إلى ثلاثمائة و عشرين صفحة.... موضوعاً داخل إطار لغوي أدبي لا يقل قوةً عن مضمونه. كتاب أراه كمرجع تاريخي هام لمن يبحث في تلك الحقبة و ليس لمبتدئي قراءة التاريخ فقط.
الكتاب اكثر من رائع للمبتدئين في قراءة التاريخ يصف حال مصر في نهاية حكم المماليك و دخول العثمانين بقيادة سليم الاول الى مصر و مدى الوحشية التي تعرضت لهامصر من قبل الانكشاريين بعد احيلال مصر من قبل العثمانين و حتى تخلص محمد علي منهم --تم تأليف الكتاب في سنة 1916 اي فترة حكم الاسرة العلوية مما جعل الكاتب يمجد فيهم في بعض الاماكن و لكن اذا قرأت بتمعن ستلاحظ انصاف الكاتب و لكن بطريقة غير مباشرة
الكتاب شامل وملخص وافي بشكل عام، ملاحظتي عليه انه ملتزمش الحياد فيما يخص احمد عرابي وكذلك اظهار اوروبا بشكل أقل وحشية مما كانت عليه وقتها. لكن بم ان الكتاب اتكتب ١٩١٥ هراعي فرق ال١٠٠ سنة ثقافة وتغيير.
سيرة شاملة ومبسطة لتاريخ مصر الحديث من حكم المماليك والفتح العثماني وإستمرار نفودهم رغم ذلك إلى أن قام محمد علي بجز رؤوسهم, ثم إنتقل للحقبة التي بدأت بإنتصار الزعيم محمد علي باشا وأوجز ولم يغالي في ذم أو مدح حكم الأسرة العلوية فأظهر جوانبها الإيجابية بالأخص فترة محمد علي وإسماعيل وتوفيق ولم ينسى جانب سلبيات حكمهم وأيضا أعطى سعيد وعباس حجمهم الحقيقي وقدر تخلفهم , كان غليظا بحق حركة عرابي باشا فيما يبدوا أن الكاتب له مايحمل عليه وعلى حركته التي تحمل مبادئ وطنية خالصة جسب ما أرى , وفي جانب أخر كان الملخص الصغير نسبيا والغني معرفيا في بداية الكتاب لتاريخ الدولة العثماني من نشوئها وحتى أفول نجمهاأكثر من ممتاز, يستحق الخمس نجمات
المؤلف كان كويس والله لغاية لما وصل لبداية تدخل الانجليز في مصر- هو ناشر الكتاب في عهد الاحتلال البريطاني- بدأ يتحيز للحكومة الانجليزية ويبرر احتلالهم لمصر اهان أحمد عرابي واتهمه بأنه تحرك وفقا لمصالحه الشخصية وان كان ليه اغراض لكن انجلترا اتحايلوا عليها تدخل مصر وكانت رافضة وعجبي
كتاب موجز وسردي بشكل لطيف لمدة تتجاوز الثلاث قرون في أربعمائة صفحة وقليل ، تميز أسلوب الكاتب بالسلاسة تارة وبالاسترسال فيم عاصره تارة أخرى، ومما يشكر عليه توضيحه لمنشأ وخط سير الدولة العثمانية واعطاء نبذة عنها بمطلع حديثه.
مميزات الكتاب كثيرة، ولكن من بعض ما لم يوفق الكاتب فيه هو التزام الحياد قدر المستطاع، ولعل ذلك كان جليًا في موضع الاحتلال البريطاني وثورة عرابي و مذبحة الاسكندرية، وهنا نلتمس للكاتب العذر حيث تم تأليف الكتاب عام ١٩١٢ ولم يكن قد اشتعل بها النضال الثوري في مصر ولم تهب رياح الفكر الجديد، كما أن الكثير من الحوادث المخزية الاستعمارية لم تكن قد حدثت بعد.
ولعل ذلك يعزو الى معاصرة الكتاب لما يكتبه، حيث أن هذا لم يعد تاريخا وذكرًا للحقائق وانما أصبح بمثابة صفحة سياسية تتداول أخبار عامة الناس بدون عين مدققة .
ومع ذلك فالكتاب مناسب جدا للمبتدئين بقراءة التاريخ الحديث لمصر ويريدون تكوين خارطة عامة يحددون عوالمها فيما بعد.
اُسلوب ادبي ولغه رشيقه ، وكأنها لغة العصر الحالي فيما عدا ألفاظ نادره . احداث مترابطه بشكل مبدع والسرد القصصي ممتع. حياديه كبيره في عرض الأحداث التاريخيه والشخصيات بما لها وما عليها . قراءة ممتعه فعلا.
صغير في عدد صفحاته كبير في محتواه أوجز تاريخ فترة طويلة وتطرق لتاريخ مختصر للدولة العثمانية , كان أشبه بمسلسل درامي , أعيب على الكتاب كرهه لما أصطلح على تعريفه بثورة عرابي باشة !