مدخل إلى التراث العربي الإسلامي

by خالد فهمي, أحمد محمود إبراهيم

فإن لكلِّ أمةٍ من الأمم جذورًا متأصِّلةً في كيانها اصْطُلِح على تسميتها بـ"التراث". وقد استقرَّ في تاريخ الحضارات جميعًا أن التراث أحد جملة من الأعمدة تقوم بعبء تأسيس النهضة الحضارية؛ ومن أجل ذلك عُنيَتْ كلُّ أمة بما تعتقد أنه مرجعية مؤسِّسة لها، فالأمم بماضيها قبل أن تكون بحاضرها؛ فمن ذلك الماضي تستمدُّ وجودها، وبالحفاظ عليه يكون بقاؤها متميزة، وفي رحابه تعيش قوية بكيانها ومقوماتها.
والتراث الحضاري لأي أمة في العالم هو الأساس الذي تبني عليه مكانتها، وتحدِّد به هويتها وتضبط من خلال قيمه مسيرتها، كما يُستدلّ به على مدى عراقتها في التاريخ، ونوعية إسهامات رجالها في حركته، ومدى تأثيرها فيه وتأثرها به.
ا الكتاب الذي نقدِّم له هو ثمرة أعمال الدورة التي عقدها المركز بعنوان "مدخل إلى التراث العربي الإسلامي"، وهي الدورة التي يمكن النظر إليها بوصفها خطوةً أولى في سبيل تحصيل تلك الأدوات. وهو كتاب يخاطب المثقف غير المتخصص الذي يروم أن يكون له نصيب من المعرفة بتراث أمته، ونصيب من الفقه الحسن بكيفية التعامل معه. وبعبارة أخرى: فإن هذا الكتاب دليل إرشادي يمكن البدء به والانطلاق منه في تأسيس وعي معاصر بالتراث العربي الإسلامي.

Genres: History

276 pages, Paperback

First published January 28, 2015

About the author

أستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية
الخبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة
أكاديمي وباحث وكاتب في اللغويات واللسانيات

Reviews

[أحمد عبد الرحمن · Rating 4 out of 5]

شرعت في الكتاب وأنا قليل الرغبة فيه، فلم ألبث يسيراً حتى أعجبني بفوائده

ينقسم الكتاب إلى قسمين، لكل قسم مؤلف مختلف، الأول - وهو القسم الأصغر - يتحدث عن مفهوم التراث العربي الإسلامي وماهيته وخصائصه ومفاتيح التعامل معه .. وهو موضوع ذو أهمية كبيرة متزايدة، فتراثنا حالياً أصبح كلأ مباحاً وألعوبةً في أيدي الزائغين

والقسم الثاني - وهو الأكبر - يتحدث عن مراحل التاريخ الإسلامي ويذكر تاريخاً وجيزاً لكل مرحلة وكل دولة من لدن الخلافة الراشدة حتى فناء الدولة العثمانية في العصر الحديث .. بأسلوب رائع منظم ميسر جميل، مختلف عما قرأته من قبل .. ومعلوم أن التاريخ وأحداثه هو وعاء التراث، لذا حاز هذا القسم الأكبر، ليكون مكملاً للقسم الأول

فالكتاب مفيد وميسر ومناسب جداً لكل مبتدئ في التراث والتاريخ، أو كان غير مبتدئ

[عمر · Rating 4 out of 5]

كتاب جميل جدًا خاصة ما كتبه الدكتور أحمد محمود من عرض تاريخي مختصر وموجز لتاريخ الإسلام من حيث قيام الدول وسقوطها وما تعلق به وهي تصلح كمقدمة لقراءة التاريخ الإسلامي - في نظري - قبل كتاب محمد سهيل طقوش الوجيز . . وأخيرًا غفر الله للأستاذ الحبيب إسلام مصطفى ومركز تراث على نشرهم للكتاب على الشبكة وتوفيره في صورة بي دي إف مما يسر قراءة الكتاب التي تأخرت عن أوانها والحمد لله رب العالمين

[محمد إلهامي · Rating 3 out of 5]

هذا الكتاب قسمان؛ الأول: مدخل إلى التراث وكتبه د. خالد فهمي، والثاني: مدخل إلى التاريخ الإسلامي وكتبه د. أحمد محمود.. وكلا الرجلين من رجال ميدانهما المعروفين.

لكن القسم الأول يفيد المتخصصين أو الباحثين بينما القسم الثاني فائدته أعم للمثقف والقارئ العادي، وهذا القسم الثاني شمل ثلثي الكتاب..

ويعد هذا القسم الثاني ضمن أفضل ما كتب من مختصرات ومداخل للتاريخ الإسلامي العام بالنسبة إلى حجمه، وقد بلغ ذروة جودته في تناوله لتاريخ المماليك وتاريخ إيران بعد الغزو المغولي بينما كان فيه نقص لا يليق في تناوله للتاريخ العثماني والأندلسي. وإن كان لي من مأخذ عليه فهو أن كثيرا من تحليلاته اعتمدت على نظرة استشراقية لا تصمد أمام النقد.

ومع هذا فإنه يظل مدخلا جيدا لقراءة عامة في التاريخ الإسلامي.

[عُمَر عَجْوَةٌ · Rating 4 out of 5]

الثلث الأول من الكتاب ممل كأي دراسة أكاديمية لابد منها، فيه مفهوم التراث وخصائصة ومدخل للدراسة، وباقي الكتاب هو مختصر سريع ومميز للتاريخ الإسلامي
الكتاب هو بداية للمجتهد والمقتصد في دراسة التاريخ وليس نهاية المقتصد كما ذكر د.أحمد محمود
وكصورة كاملة لبدأ دراسة التاريخ يُحيل الكاتب بعد كل جزء لمجموعة مراجع مختلفة لمن أراد التعمق

[Mohammed Saad · Rating 4 out of 5]

الكتاب مفيد وسلس.
وأهم ما خرجت به منه قوائم ترشيح لكتب تاريخية لمختلف الدول على مدار التاريخ الإسلامي

[Ahmad Alhrbi · Rating 3 out of 5]

الكتاب جيد جدا كمدخل سريع وبسيط وموجز كان الجزء الاول منه عرض سريع لمفهوم التراث العربي الإسلامي وخصائصةومفاتيح التعامل معه وقد توسع الباحث / أ . د . خالد فهمي في شرح بعض المصطلحات كمصطلح مفاتيح مثلاً ونبه على أهمية التحقيق وإجادة الصنعة فيه وكانت في 37 ورقة من الكتاب أما باقي الكتاب فكان عرضاً موجزاً للتاريخ العربي الاسلامي واحسن المؤلف د. أحمد محمود في ايجاز العرض عن احداث عصر النبوة والخلفاء الراشدين والدولتين الأموية والعباسية وركز العرض في الكتاب على الدويلات الناشئة على الأطراف , الكتاب جيد لمن استحب عرضاً سريعاً يمثل خارطة ذهنية له .
- أكثر المؤلف من الاقتباس من مؤلفات حسين مؤنس .
- كذلك نقل قولاً بين منصوصتين جائت فيه مصطلح (غلاة المسلمين الراديكاليين) ص 206 و نسبه لـ سيد حيدر آملي (المتصوف والعالم الشيعي الاثني عشري المتوفي سنة 787هـ / 1385م) !! وكان هذا السهو من المؤلف وفقه الله لنقله عن كتاب فرهاد دفتري المترجم - الاسماعيليون في مجتمعات العصر الوسيط الإسلامية
- كذلك أحسن المؤلف بعرض مراجع كل عصر حين الانتهاء من العرض عنه .

[Ahmed Zakaria · Rating 2 out of 5]

ظننت ان يكون الكتاب اقوى من ذلك ولكنه جاء مخيبا لامالى باقصى درجة .. فالجزء الاول لم يرد على التساؤلات المتعلقة باهمية التراث ولماذا نعود اليه وكيف نتحقق منه بصورة كافية .. بل جاء معظمة باقتباسات اكاديمية اظنها لا تفيد القارئ الحائر فى تساؤلات التراث وما يدعيه البعض من سوء هذا التراث .
ثم جاء الجزء الثاني يتحدث عن ملخص سريع للتاريخ .. اظنه مفيد لمن يريد ان يلقي نظرة سريعة على التاريخ الاسلامي كله .. لم يروق لي لانى قد كتبت ملخص مماثل تماما بقلمي .. ولكنه سيكون مفيد جدا لمن لا يعلم الصورة الكاملة او يريد الالمام بحوادث التاريخ مجتمعه .

[Turky Fathaldin · Rating 3 out of 5]

الكتاب يقدم فكرة جديدة في أول ثلث منه و هو الفصل المعنون ب(مدخل إلى التراث العربي الإسلامي - خطاب المقدمات) و فيه تكلم عن مفهوم التراث و خصائص التراث العربي الإسلامي و مفاتيح التعامل معه( الإدراكية و المعرفية و الأدوات الإجرائية) و هذا الفصل قد أقول أنه لب الكتاب، خصوصًا في كيفية التعامل مع التراث بما فيه من علوم مختلفة و مؤلفات في شتى المجالات
أما باقي الكتاب فأستطيع تسميته بموجز للتاريخ الإسلامي، حيث استطاع الكتاب ذكر الملامح العامة للتاريخ الإسلامي و العوائل الحاكمة التي مرت عليه منذ وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم إلى ما قبل بداية العصر الحديث

[Muhammad · Rating 4 out of 5]

#قراءة_2024 (20)
مدخل إلى التراث العربي الإسلامي، د. خالد فهمي، د. أحمد محمود، تراث، 276 صفحة.
............................
1- في البداية أجدد شكري لمركز تراث على نشر الكتب المهمة والتراثية، وهذه الطبعة جميلة، والورق جيد، والقطع المتوسط أفضل، والغلاف رائع جدًا ومريح للنفس.
2- ينبغي للقارئ أن يميز بين الكتب التي يكون في عنوانها كلمة "مدخل" وبين الكتب الأخرى، فكلمة مدخل تعني تعريف موجز، أي يضع المؤلف القارئ على الطريق ثم يقول له: انطلق أنت وأكمل المشوار، فالعنوان والمؤلف واضح منذ بداية الكتاب في هذا الصدد، فليس من المناسب أن نرفع سقف أحلامنا أو ننتظر المزيد من الكتاب.
3- هذا الكتاب هو نتيجة دورة قام بها مركز تراث لتثقيف القارئ العربي وجذبه إلى التراث والتاريخ الإسلامي.
4- ينقسم الكتاب إلى قسمين مختلفين: القسم الأول: تحدث فيه المؤلف عن التراث ومفهومه وتأصيل المعنى اللغوي والاصطلاحي للكلمة، ومحاولات العلماء السابقين في نشر التراث العربي مثل عبد السلام هارون وحامد عبد الله ربيع ورمضان عبد التواب، ولم يغفل دور المستشرقين في هذا الجانب مثل: برجشتراسر وغيره.
5- تحدث المؤلف عن خصائص التراث وارتباطه بالقرآن الكريم وشموليته بلغة فصيحة جزلة، لا تمل من قراءتها وترابط في سرد الموضوع، وأكد على ضرورة الإيمان بالتراث قبل العمل في تحقيقه أو نشره، وذكر لنا مفاتيح مهمة في كيفية التعامل مع التراث الإسلامي، وقسم هذه المفاتيح إلى: إدراكية ومعرفية وإجرائية وفصَّل الحديث عنها في الكتاب. وذكر في ثنايا الكتاب المراجع المهمة التي تعين الباحث في التحقيق أو النشر قديمًا وحديثًا، ونبه على ضرورة الاهتمام بالنص وإخراجه كما أراد المؤلف من الاهتمام بصنع الهوامش والكشافات.
6- ميزة القسم الأول أنه بداية للمحقق (الجاد) الذي يحمل قضية التراث ونشره، وإن كان يغلب عليه الطابع الأكاديمي في العرض وبعض المصطلحات التي قد تبدو غريبة على القارئ البسيط، فهو جيد، وإن كنت أرجو وجود أمثلة تطبيقية على الكلام ونشرات بعض المحققين لتثبيت المعلومة، لكن عندما تذكرت أنه "مدخل" التمست العذر.
7- القسم الثاني من الكتاب قد يبدو أنه مرتبطًا بالقسم الأول في حالة واحدة إذا تم التركيز على التراث التاريخي ونشر المخطوطات التاريخية، يعني إذا اعتبرنا أن هدف الكتاب هو الجانب التاريخي من نشر التراث الإسلامي، لأن مفهوم التراث أشمل وأعم من التاريخ.
8- تحدث المؤلف في القسم الثاني عن مراحل التاريخ الإسلامي بصفة عامة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى نهاية الدولة العثمانية، وتحدث عن تحقيب التاريخ وتقسيمه إلى فترات وإن كان هناك اختلاف في هذا الأمر حول تقسيم التاريخ إلى فترات: قديم وعصور وسطى وحديث ولكل وجهة نظر محترمة في هذا الشأن.
9- القسم الثاني يبدو مهمًا للقارئ غير المتخصص، فقد بذل فيه المؤلف -حفظه الله- جهدًا كبيرًا وتناول -باختصار- فترات طويلة من التاريخ الإسلامي وهي الخلافة الراشدة والأمويين والعباسيين والفاطميين والسلاجقة والدول الصغيرة مثل الطولونيين والإخشيديين والأيوبيين ثم المماليك فالع��مانيين والصفويين والمغول ثم الملحق عن المغرب والأندلس.
10- أكثر فصول القسم الثاني اتزانًا وعرضًا هو فصل المماليك؛ وذلك لأن المؤلف تخصص مملوكي، أما بقية الفصول فهي مختصرة جدًا لا تفيد القارئ كثيرًا لأنها بها مسحة أكاديمية في العرض، وأقل فصول الكتاب هو القسم الخاص بالدولة العثمانية فقد جاء في 10 صفحات فقط وإذا حسبنا عمر الدولة وهو 6 قرون مع الصفحات فكل قرن صفحة وأكثر من نصف الصفحة.
11- إن كان الدكتور أحمد حفظه الله اعتمد على مصادر أصيلة في تناوله التاريخ الإسلامي في كثير من الأحيان ووضعها نهاية كل فصل لتفيد القارئ؛ فإنه اعتمد على مصادر ليست أساسية في التاريخ مثل: كتاب تاريخ الأدب في إيران وإن كان بها تاريخ فهي خاصة بالأدب أكثر والمعلومات التاريخية نفسها موجودة في ابن الأثير وشرفنامه وجامع التواريخ وغيرها، كما رجع عند حديثه عن عدل العثمانيين إلى المستشرقين من دون تعليق منه فيقول "لين بول" ص 197 عن العثمانيين: كان غياب العدالة من أسباب السقوط... لو قصر العثمانيون أنفسهم على بقعة من الأرض لتأخر انهيار دولتهم... لو لم يستبد هوس الفتح بالسلاطين..." فهذا طبيعي يقوله مستشرق عانى من الفتوحات العثمانية، يعني فتوحات العثمانيين كانت مرض عند السلاطين ليس فتح ونصر ودعوة للإسلام وإعلام كلمة الله، هو يرى توغلهم في أوربا ونحن نرى هذا التوغل فتحًا وليس استيلاء وتعدي.
12- كنت أرجو ظهور نَفَس الكاتب في اختصار تاريخ هذه الدول وأنا على يقين أن المحاضرات في مثل هذا ستكون أوضح، وما نقوله بالكلام يختلف عن الكتابة، كنت أريد: ربط بين السبب والنتيجة في نشأة الدول وانهيارها، إظهار فلسفة التاريخ، ربط الماضي بالحاضر، إظهار عظمة التاريخ الإسلامي وتأثيره في الدول التي خضعت له، ليس التاريخ سرد وقائع من مصادر من دون التعليق عليها أو ظهور رأي الكاتب وأسلوبه فيها، فهذا الكتاب مختصر، نعم! لكن لو تركنا المراجع جانبًا وتحدثنا من تلقاء أنفسنا لكان أفضل وأيسر للقارئ غير المتخصص الذي يريد خلاصة التاريخ الإسلامي، فهذا القسم أيضًا به مسحة أكاديمية لا أقول جافة إنما مركزة، كما لم يتحدث في بداية القسم الثاني عن تعريف التاريخ ولا أهميته ولا منهجه.
13- أنصح بقراءة الكتاب فهو جيد يضع القارئ على بداية الطريق بعد أن يأخذ وجبة دسمة في حب التراث ويتعرف على سمات محقق التراث ومراحل التاريخ الإسلامي العظيم وكيف بدأت الدول ثم سقطت في النهاية لبعدها عن الإسلام الذي أنشأها في البداية.
د. محمد عبد العاطي محمد
3 يونيو 2024م
سوهاج المحروسة

[محمد حسين ضاحي · Rating 4 out of 5]

بدأته صباح الجمعة ۱۳ شوال ۱٤٤۱ هـ، وأنهيته ظهر الخميس ۲٦ شوال ۱٤٤۱ هـ

الكتاب رائع، وهو على قسمين، غير متساويي الحجم؛ الثاني يشغل ثلاثة أرباع الكتاب تقريباً.
الجزء الأول للمؤلف أ. د. خالد فهمي يتحدث فيه عن التراث، بصفته مفتاح النهضة، وعن المفاتيح التي تؤدينا إلى التعرف على هذا التراث لتضمينه في هويتنا وللوعي بها، ولإدارجه ضمن خطة شاملة للنهوض بالبلاد والعباد.
والجزء الثاني للدكتور أحمد محمود، ويهتم من التراث بالجزء الأسهل إدراكا لدى الجميع وهو التاريخ، ويقدم خريطة مركزة للتابع الدول وحكام البارزين فيها على مر التاريخ منذ ظهور الإسلام وحتى أواخر الدولة العثمانية.
من روعة الكتاب أسماء الكتب التي رشحها او ذكرها في ثناياه، أو اثبتها في النهاية كمراجع، فهذه وحدها مزية.
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
التراث كلمة واسعة تشير في ذهننا إلى الذي تركه لنا آباؤنا من الماضي. لكن ما يشمل التراثُ؟ ربما يرد على الخاطر التراث الفكري، وهو الكتب، لكن التراث- طبقاً لما ينقله الدكتورخالد فهمي عن الدكتور حامد عبد الله ربيع- أوسع من ذلك إذ يشمل كل ما تركه لنا القدماء من منجز حضاري من كتب وفي والفن والموسيقى والعلوم والآداب والمعمار، وحتى في السلكوك والأفكار والمشاعر والآمال والعادات والتقاليد.
والتراث مركزي في حياة كل أمة، وعندنا ننحن الأمة العربية الإسلامية يقع القرآن في القلب من هذا التراث، فهو المحرك والباعث وعنه صدرت العلوم وإليه ترد الأفكار. فـ«لولا القرآن ما كانت ...» كذا، واذكر ما شئت من العلوم والفنون. فهو الذي بعث على حفظ اللغة ووضع النحو، وهو الذي بعث على الخط العربي والفن الإسلامي بهذا الشكل، وهو وراء فن البناء في المساجد والقصور والأسبلة والتكايا والمدارس وغيرها.
الحضارة الإسلامية هي حضارة {اقرأ}، ومن مآثرها في استلهام هذا أنها حضارة كتاب. والتحضارة العربية الإسلامية حضارة عبقرية ويتضح هذا في استيعابها للمعرفة؛ «فعلى سبيل المثال: نجد وظيفة الحفظ تتحقق في أشكال المختصرات والمنظومات، ووظيفة متابعة التغطية في الذيول والصلات، والتصحيح وتكملة النص في الاستدراك، والفهم في الشروح، والمعارف الفكرية في الردود والمحاكمات، ومفاتيح الاسترجاع من النصوص في الأطراف والكشافات، وكانت المؤلفات تتفارع على الأصل وفرعه». فهذا دليل شمولية، لا حشو كما يحلو لبعض الناس ممن جهل هذه الفوائد والأغراض ولم يتذوق هذه الحضارة أن يصورها، لأن هذا التشعب والامتداد الذي يبدو كما لو أنه إلى ما لانهاية سمة من سمات الفكرة الإسلامية، وقد أشار زكي نجيب محمود لمثل هذا المعنى في حديثه عن الفن الإسلامي من نقوش وزخرفة.
الدين الإشلامي دين الحق، لذا فهو يعطي طلب الحق قدره، ويدرك ضعف الإنسان، ولذا فهو أحرص على الدليل، فـ «ظهرت في تاريخ المعرفة العربية علوم بأعيانها ترعى خدمة قضية الدليل ... [كـ] أصول الفقه وأصول النحو»، فـ «التراث العربي احترم العقل الإنساني في استصحابه الدليل».
والتراث العربي ليس يشبهه شيء في امتداده لمدة تبدأ «من قرنين [من الزمان] قبل الهجرة وحتى الآن، ولا يوجد على وجه الأرض تراث مكتوب يشغل هذه المسافة الزمانية، فأعظم حضارة مجاورة تمتد ثلاثة قرون فقط، فمثلاً من يقرأ أدب شكسبير يجد أن معجمه من حيث الضمائر والكلمات مختلف تماماً عن الإنجليزية اليوم، بخلاف العربية».
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
والجزء الثاني في التاريخ يبحث عن الأحداث الفاصلة التي تعين على التمييز بين الدول المختلفة ليصل لمنهجية تحقيب، أي تقسيم إلى أزمان تاريخية، مناسبة وكافية وافية. فتحدث عن ا لخلافة الراشدة والخلافتان الأموية والعباسية، ثم القوميات غير العربية التي دافعت عن الإسلام من خلال الدويلات والإمارات، ثم في صورة دولة الخلافة العثمانية، وأفرد عنصر التمذهب ما بين السنة والشيعة بانتباه خاص لاعتباره علامة مميزة، وأيضاً خص دول المغرب العربي الإسلامي، والأندلس في الغرب الإسلامي، والهند في الشرق الإسلامي بتبويبات منفصلة. طبعاً كتاب- أو بالأحرى جزء من كتاب- هذه مادته، كان يبنغي أن يكون أكبر من هذا ليستوعبها تغطيةً وشرحاً، أو يكون مركزاً مختصراً مقدماً الخطوط العامة، وهو ما حدث.

[Omar Ahmad · Rating 4 out of 5]

ينقسم هذا الكتاب الماتع إلى جزئين؛ أحدهما عن مصطلح التراث ومعناه وخصائصه ومفاتيح التعامل مع التراث العربي الإسلامي، وقد نوه أ.د.خالد فهمي -أستاذ
الدراسات الأدبية بكلية الآداب، جامعة المنوفية- على أهميه وصف التراث بأنه عربي إسلامي مشددًا على هذين التوصيفين لذاك التراث، وقد تعرض لبعض
المؤلفات كنماذج لدراسة التراث واستخراجه وتحقيقه وفرّق بين المفاهيم العديدة لكلمة "تراث" وتناولها على مر العصور والعلماء.

"الجغرافية هي علم المكان، والتاريخ هو علم الزمان، والزمان والمكان هما بعدا الوجود البشري كله، والبعد الثالث هو الإنسان نفسه، وهو موضوع التاريخ والجغرافية جميعًا" -حسين مؤنس: أطلس التاريخ الإسلامي
وعن علم التاريخ: "... وهو موضوع ميسور بعض اليسر لمن أراد الكتابة فيه؛ ولهذا كان مسرحًا لكثير من الهوى ولقليلٍ من البحثِ الدقيق" -عبد العزيز الدوري: مقدمة لتاريخ صدر الإسلام
"إن التاريخ الإسلامي ليس هو هذه البضاعة الرائجة في السوق، أو التي ابتذلها التكرار سواء منها تلك الأوهام والأساطير التي نملأ بها جباهنا لنسد بها مسد الحقائق، أم ما يلوكه الناس من ذلك التاريخ كل يوم حتى مل منه المللـ إنه أكبر بكثير وأوسع بكثير من كل ما نتوهم وما يتوهمون، إنه ليس عدة دول، ولا بضعة عصور، ولكنه تاريخ الدنيا كلها خلال ألف سنة، وتاريخ بعضها خلال أربعمائة سنة أخرى" -شاكر مصطفى: موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها.
.بتلك الاقتباسات -مع الاختصار في الثاني- ابتدأ بها أستاذنا .أحمد محمود الجزء الخاص به في التاريخ الإسلامي الذي عرضه بشكل موجز

أما ذلك الجزء -الجزء الثاني- فهو عن التاريخ الإسلامي حتى سقوط آخر الدول أو الإمبراطوريات الإسلامية -وهي العثمانية- بشكل مجمل، حيث يتناول التاريخ الإسلامي كاملًا بدوله ودويلاته بفهم جديد عن التاريخ غير طريقة السرد التي لطالما رأيناها في الكثير من المؤلفات -غير المتخصصة-، حيث يتعرض للتاريخ الديني والمذهبي والسياسي والحضاري جميعًا، ويصوغه د.أحمد محمد -أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- في لغة سلسة غير ركيكة وأسلوب بسيط يفهمه القاصي والداني مع توضيح لبعض المفاهيم والمواقف التاريخية على الهامش.
الكتاب في مجمله كما يقول د.أحمد محمود: "ليس بداية المجتهد ونهاية المقتصد، ولكن بداية لكليهما" ولكن هي مقدمة مهمة لا يمكن الاستغناء بها.
وبالكتاب بعض المراجع والمصادر العامة والخاصة بكل حقبة أو مرحلة من التاريخ الإسلامي يمكن الرجوع إليها للزيادة.
التقييم العام 4/5

[محمد]

ينقسم الكتاب لقسمين، القسم الأول يتناول التراث الإسلامي العلمي من كتب ومخطوطات وأفكار شارحا فكرة تحقيق النصوص ويرسم خريطة لفهم هذا الكم الهائل من الإرث الثقافي بكل تنوعاته.
القسم الثاني يسرد التاريخ السياسي الذي يمثل الإطار السياسي الذي نشأ خلاله التراث ويشغل هذا الجزء معظم الكتاب حيث ينتهي الجزء الأول في صفحة ٦٩.
رغم أن الكتاب مدخلي وتبسيطي بالنسبة لكونه رؤية بانورامية مختصرة، لكن لدي شعور بوجود اختلاف ما في روح كل قسم من الكتاب تعبر عن اختلاف وجد بالفعل طوال التاريخ الإسلامي بين الإنتاج الفكري والعلمي والإزدهار الثقافي طوال قرون وبين حالة التردي السياسي التي تبرز بشدة في هذا الكتاب حيث السرد التاريخي مختصر فنجد الدول والمحن والحروب تتجدد كل صفحة أو صفحتين.
يبدو جليا أن تاريخ المسلمين خلا من نظرية سياسية للحكم الرشيد تضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم رغم تنوع الفرق والمذاهب وكل يحمل ديباجاته وتنظيراته فقد كان الحكم دائما لمن غلب وكان الناس فيما يبدو دائما أتباع الملوك ودعاة الثورات وهذا وإن كان طبيعيا في أوقات الأزمات فليس طبيعيا السكوت عن النظر فيه ومعالجته في أوقات الاستقرار، يتجلى ذلك حاليا في التنظير السياسي الإسلامي حيث نجد أن العقل السياسي للتيارات الإسلامية الحالية وبعد أريعة عشر قرنا من الإرث التاريخي والثقافي تتمخض عن تلفيقة أن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية في حالة التيارات "المنفتحة" أو رفض الديمقراطية وتبني أشكال سياسية كارتونية في حالة التيارات المتعصبة.

كان التراث العلمي يتفرع ويتبحر في كل شيء وأنجز مخرجات هائلة في العلوم البشرية المختلفة جعلت من العالم الإسلامي البقعة الأكثر تحضرا لقرون، تراث هائل كما وكيفا ولكن تطوره في موضوع العقد الاجتماعي كان تطورا لا متكافئ بالنسبة لباقي العلوم وهذا استنتاج مبدأي لقارئ غير متخصص ربما يكون غير دقيق.

[Mohamed Abdel Maksoud · Rating 4 out of 5]

ينقسم هذا الكتاب إلى قسمين:
القسم الأول وهو محاولة تأصيلية للكشف عن مفهوم التراث والإفصاح عن خصائصه العامة وقسماته الكلية وبيان ما يسمى بمفاتيح للتعامل مع التراث العربي الإسلامي.
وذلك يسهم في تعميق وعي الذات العربية المعاصرة بهويتها، ويساعد في تكوين نظرة كلية للتاريخ الإسلامي وتراثه الممتد لقرون طويلة.
حيث أن مصطلح التراث يعد من أكثر المصطلحات التي تناوشتها الجماعات المختلفة، وتفرقت بهم السبل مدحاً وقدحاً.

القسم الثاني يسلط الضوء على الوعاء التاريخي الذي استوعب هذا التراث زماناً ومكاناً، في محاولة للفقه بحركة التاريخ، والقراءة الواعية لأحداثه ومراحل تطوره، مع استدعاء الملابسات التاريخية لكل مرحلة، ومعرفة الملامح العامة والخصائص الكلية لكل مرحلة تاريخية من مراحل التاريخ الإسلامي، والتعريف بالدول الحاكمة وملامحها العامة وخطوطها العريضة،مع إبراز عناصر الاتصال والاستمرار، وما يقابلها من عناصر التطور والتغيير التي تعد إيذاناً بالانتقال من حقبة إلى أخرى بقدر الإمكان دون توغل في التفاصيل أو إغراق في الجزئيات.

[Abdulaziz · Rating 4 out of 5]

مدخل معلوماتي بامتياز. القسم الثاني الغالب عليه حشد المعلومات لكل عصر.
ومع ذلك، تحتاج ان ترجع الى هذه المداخل للقراءة الدورية عن التاريخ.

الملفلت هو غياب المداخل التاريخية المنهجية المميزة التي لا تعتني بالجانب المعلوماتي المتعلق بجانب السلاطين ، بل المداخل التاريخية المتعلقة باجتماع الناس وتطور حياتهم، وكذلك كيفية تحليل كتب التاريخ الاجتماعي.

[أحمد العرابى · Rating 4 out of 5]

وما فتىءَ الزمانُ يدور حتى

مضى بالمجدِ قومٌ آخرونا

وأصبحَ لا يُرى في الركبِ قومي

وقد عاشوا أئِمَّتَهُ سنينا

وآلمني وآلمَ كلِّ حرٍ

سؤالُ الدهرِ: أين المسلمونا ؟

تُرى هل يرجعُ الماضي ؟

فإني أذوبُ لذلكَ الماضي حنينا

[إيمان عبد المنعم · Rating 5 out of 5]

كتاب شديد القيمة يحمل تاريخا موجزا للدول الإسلامية منذ عصر النبوة حتى سقوط الدولة العثمانية

[نوري · Rating 4 out of 5]

قرأت الكتاب في ثلاثة أيام تقريبا، كان خير مؤنس في أثناء ذلك، ذلك الكتاب هو كما قال المؤلف يصلح أن يقال فيه "بداية للمجتهد ونهاية للمقتصد" فهو مدخل جيد وماتع.

[Sara Abbara · Rating 4 out of 5]

مقدمة جيدة جدًا ومختصرة.

[أرتقي]

تم بفضل الله قراءة القسم الثاني من ص 72 إلى آخر الكتاب

(برنامج موجز تاريخ الإسلامح

[زينب العزب · Rating 4 out of 5]

جميل ومبذول في جهد صراحة، يصح أكاديميا بعد توسع.
أول 70 صفحة مدخل إلى التراث فعلا،
الباقي عبارة عن سرد للتاريخ الإسلامي والدول والوقائع، طبعاً معلوماته مكثفة كثيرة جدا، لكن يضمن فهم عام بشكل جيد وشيق جدا

[Såmår · Rating 2 out of 5]

أولا الكتاب أكاديمي ولا أنصح أحد بقراءته!
الكتاب ينقسم إلى قسمين، القسم الأول وهو قسم تنظيري يتحدث عن مفهوم التراث وخصائصه وكيفية التعامل معه، وهذا الجزء جيد ولكن الطابع الأكاديمي يجعله صعبا وغير مستساغ لقارئ عادي
الجزء الثاني يشرح التاريخ الإسلامي بشكل موجز جدا، لم يعجبني ذالك الإختصار الشديد، لم أستطع تحصيل أحداث أي حقبة، حتى وإن كان الكتاب للمبتدئين _كما ذكر الكاتب في المقدمة_ فالاختصار الزائد أفقده كثيرا من قيمته،
ولكن به في كل جزء أسماء لمراجع عن كل حقبة من التاريخ، ولذا يمكن استخدامه كفهرس أو مرجع لمعرفة كتب ومراجع في كل حقبة لا أكثر.

[عبدالله البلادي · Rating 3 out of 5]

كتاب جميل كمدخل لعلم التراث والمخطوطات وأهميتها وخصائص التراث العربي الذي يجعلنا نهتم به، وذكر مفاتيح مهمة للتعامل مع التراث العربي وطرق التعامل معها بمنهجية فيها من الحس بالمسئولية تجاه هذا النوع من العلوم الذي يغفل عنه كثير من المسلمين اليوم وهو الجزء الأول من الكتاب وكتبه الدكتور خالد فهمي، أما الجزء الثاني فكتبه الدكتور أحمد محمود وفيه سرد للتاريخ الإسلامي بشكل مختصر وجميل، فيه فوائد كبيرة، ولكن يؤخذ عليه تبني بعض الأراء والاعتماد على رأي المستشرقين. ويذكرون مصادر لكل مبحث من هذه المباحث للاستفادة والاستزادة

[Muhammad Tarfa · Rating 3 out of 5]

من الناحية المعلوماتية قد يكون كتابا جيدا

[Mazen Elagawany · Rating 3 out of 5]

الباب الأول منه غزير الفائدة, تبسيط لببلوغرافيا التراث الإسلامى وأدوات التعامل معه فى مدارات الاطلاع والفهم والتحقيق.

[مصطفى عوض · Rating 5 out of 5]

كتاب جيد جدا وهو مدخل مهم في بابه

[Norah Alohali]

"القسم الثاني من هذا الكتابو بداية لمن أراد الاقتصاد في دراسة التاريخ.. وبدايةٌ أيضاً لمن أراد الاجتهاد فيه والتعمق في قراءته"