Jump to ratings and reviews
Rate this book

الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي

Rate this book
إن الشخصية العربية الإسلامية هي أكثر من خاصية ثقافية، إنها هوية تاريخية أساسية وهي تقوم على الرهان النبوي ببعث تقليد روحي مستقل، وعلى رهان كل مشيدي الحضارة العربية الإسلامية لتشكيل هذه الشخصية في صورة مركب قوي حيث تطابق نواته الصلبة الانتماء الإسلامي. ففي الأوقات القوية المأساوية للماضي القريب كانت الشخصية العربية الإسلامية الواسطة للاستفاقة القومية الصرف: فقد استخدمت لتجسيم الأنا المستلب ومنح الطاقة. ولذا فهي تبقى أكثر من مجرد وعي ثقافي وأقل من كائن قومي تحقق سياسياً. على أن كثير من العلامات المنبئة تبشر بنهضة عظيمة للروح الإسلامية ويمكن بالتالي للشخصية العربية الإسلامية أن تطرح في قاعدة المصير العربي فتمنحه المعنى الإنساني التام كما تمنحه عزة في مجال الحضارة والثقافة. وانطلاقاً من هنا يحاول المؤلف في كتابه هذا الذي يندرج ضمن مسيرة الفكر الاصطلاحي الإسلامي والذي يمثل محاولة نقدية وانتروبولوجية وتاريخية-فلسفية أن يدرس الشخصية العربية الإسلامية في حدّ ذاتها محاولاً بعد ذلك تحليل المصير السياسي لهذه الشخصية الذي يشكل الإطار الذي تتطور فيه الإنسانية العربية والداعمة لنشاطها بصفتها جماعة

264 pages, Paperback

First published January 1, 2008

4 people are currently reading
156 people want to read

About the author

هشام جعيط

10 books255 followers
كاتب ومؤرخ ومفكر تونسي.

زاول هشام جعيط تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية ثم وفي سنة 1962 تحصل على الإجازة في تاريخ. تخصص في التاريخ الإسلامي وقام بنشر العديد من الأعمال صدرت سواء في العالم العربي أو أوروبا. أحرز سنة 1981 على شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة باريس. وظل حتى آخر حياته أستاذا شرفيا بجامعة تونس، أستاذ زائر بكل من جامعة ماك غيل (مونتريال) وجامعة كاليفورنيا، بركلي وبمعهد فرنسا.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
7 (58%)
4 stars
1 (8%)
3 stars
3 (25%)
2 stars
1 (8%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 3 of 3 reviews
Profile Image for فاروق الفرشيشي.
Author 2 books747 followers
November 19, 2016
أرهقتني قراءة هذا الكتاب لشدّة كثافته المعرفية، وشحوب منهجيّته. الواقع أن الدكتور هشام جعيّط ذو ثقافة موسوعية فعلا، وهو ما يحمله عفوا تجاه أسئلة كثيرة وأفكار متشعبة، ويجرّه وراء الاستطراد بشكل مستمرّ حتى تنسى القضية الرئيسية التي يحاول الكاتب تبيينها في كل فصل.
مع ذلك لا يفتقر الكتاب إلى المنهجية، فالفهرست يخبرنا بذلك.
سنجد ستة فصول كبيرة، يهتمّ أولها أساسا بالشخصية العربية الإسلامية من حيث محاولة تحديدها والمشاكل الفلسفية والتاريخية التي تستتبع هذا المفهوم. ويهتم الفصل الثاني بفكرة المصير المشترك حيث يناقش فكرة القومية ومحاولات الوحدة وأشكالها ويركز أساسا على نموذجي البعث وجمال عبد الناصر. و في الفصل الثالث يحاول أن يؤسس إلى ضرورة إيجاد الطريق نحو مصير مشترك. وفي الفصول الثلاثة التالية يناقش جعيط ـ هدما وبناء ـ العناصر الثلاثة الأساسية لإيجاد هذا المصير، وهي الدين، الإنسان، المجتمع والدولة.

كانت الفكرة الأساسية التي أراد هشام جعيط تثبيتها، هي فكرة الشخصية العربية الإسلامية، بوصفها حقيقة ذات سطوة تاريخية على الحاضر، وبوصفها تركيبا على الشخصية القومية (يعني القطرية) التي لا ينفيها بشكل تام. ولقد استند هشام جعيط على هذه التاريخية ليثبت حتمية المصير المشترك. ربما فاته هنا أن يركز على واقع هذا المصير المشترك من خلال التاريخ المعاصر، ذلك أن التاريخ الكلاسيكي للعالم العربي الإسلامي والمقاربة مع العالم الاوروبي لا يمكن أن يفسرا العالم العربي في مرحلة ما بعد الاستعمار.
لكن بعيدا عن التحليلات الفلسفية، تبرز عبقرية جعيط مرة أخرى في قراءاته التاريخية، وكان نقده البسيط والواضح للحركات الوحدوية ناجعا، وموضّحا لفكرته بخصوص الوحدة الممكنة. ورغم ضبابية الفكرة نفسها، فإن نقد التجارب الحاصلة يسمح بتبينها. الحقيقة أن هشام جعيط لا يجتهد كثيرا في عملية البناء. لقد جبل على معول الهدم العميق ولكنّه افتقد إلى عبقرية الاقتراح. واكتفى في مختلف المسائل إلى الدعوة إلى الطريق الوسطى. لا اشتراكية ولا رأسمالية بل بين بين، لا وحدوية ولا وطنية ولكن بين بين، لا علمانية ولا إسلامية ولكن بين بين الخ.
ولكن العمل التحليلي يبقى ممتعا وملهما. صحيح أن مباحث كالدين والشخصية الفردية والدولة يستحق كل منها كتابا لوحده ولكن هشام جعيط تعمق فيها في فضاء صغير وترك أفكارا وأسئلة كثيرة.

لقد تغيرت أشياء كثيرة بين زمن كتابة الكتاب والزمن الحاليّ، ولعلّ شخصية الإنسان العربي، تختلف اليوم عن تلك التي شرّحها هشام جعيط، ولكن البعد التاريخيّ يبقى قائما ويسمح بتفسير الكثير من الظواهر.
في النهاية، من المحبط بالنسبة لي أنني لم أخلص إلى أي حلول حقيقيّة في ما يخصّ آليات الوحدة الممكنة. إن الغد لا ينذر إلا بأشياء أكثر سوءا للأسف، ومع ذلك، فلا مناص من المقاومة.

في ما يلي مقاطع مهمّة من الكتاب :
-----------------------------------

"ومن الأفكار الأكثر أهمية التي تراود المرء والتي يجب النظر فيها ورفع الإبهام عنها، هي تلك التي تتعلق بالمفكر المغربي المفرنس لا سيما التونسيّ والجزائري. فقد تأثر بالنماذج الفرنسية، وهو ينزع إلى اتخاذها كمقاييس للفكر العالمي خشية أن يطغى عليه يوما المشرق بأشباحه وتهمجه، وبذا بقي حبيس موقف غير واقعي ومتشائم وسلبي. فبما أن الطبقة المفكّرة في المشرق عجزت عن هضم طرق العلم الحديث والثقافة الحديثة ـ وهو أمر لم يعد صحيحا اليوم ـ فهو يستنتج أن العروبة تعني انطفاء تلك الشعلة الهشّة التي التي أشعلها الغرب على أرض المغرب من دون قصد منه. وبذلك فقد نسي أنه يجب أن يكون هو نفسه مركزا معلما مدربا نشيطا على درب العقلنة العسير. وأخيرا، فهو يعيش على هوامش الغرب في عالم صغير توفيقي الثقافة مهدد لا منفذ فيه. وهكذا فهو يقدر موقعه الحالي أكثر من اللازم، ويستنقص موضع القادم في سياق واقع مغاير." الصلاح الأخلاقي والبشري للوحدة

"لقد دافع بورقيبة مدة طويلة وكافح من أجل القومية المحدودة في العالم العربي، وإذا كان العنصر الشخصي مؤثرا إلى حد بعيد في نظريته. إنه رجل بنى حياته على فكرة السيادة الوطنية. وهو رجل تأثر أيضا بما لاقاه من استخفاف خلال إقامته في مصر. كان طموحا راغبا في القيام بدور، شاعرا بالضيق في بلده الصغيرـ الذي منحه مع ذلك الشهرة الكاملة ـ فلم يسمح طبعا بربط مصيره بأي زعيم آخر كان يوجد على رأس قطر أكثر أهمية. إذ اعتقد أن الزعيم ليس له جلده ولا نفسه كصاحب رسالة. وقد سبق أن خاطر باستقلال تونس لفائدة الجزائر، آملا منه أن يُعترف له لشخصه بامتياز على الصعيد المغربي. لكن الجزائريين يستنكرون كل زعامة شخصية، ولم يكونوا دائما على حق، فضلا عن أنهم يناصبون القيادة الفكرية العداء لشدة تشبعهم بقيمة كفاحهم الرجولي أو يكاد. فترتب عن ذلك أن تراجع بورقيبة حذرا إلى الأفق الوطني الضيق، وتدعم حذره بمحاولات الهيمنة التي قادتها مصر. وحوالي 1964، وفي الوقت الذي كان يعمل من أجل بناء دولة منيعة وبعث المثل الإنمائي الاقتصادي والاجتماعي، فقد تعلق في أفكاره وخطبه بإضفاء تماسك قوي جدا على الضمير الوطني التونسي، مصرحا بإيمانه المطلق بفكرة الأمة المحدودة على النموذج الأوروبي." المفاومات المستفلبة الحالة الراهنة

"كلما انغمس العالم العربي المعاصر في التاريخية، كلما نزع إلى التحول عن خياره الوحدوي. فهل يجب الإسراع بالحركة واقتفاء أثر الصعود العظيم لطاقة ‘القومية المحدودة‘؟ وهل إن الوحدة تشيد انطلاقا من إنكار ‘الأمة المحدودة‘ أو يتجاوزها؟ يخشى الإخفاق في الصورة الأولى، ويخشى فقدان الحلم الوحدوي ذاته في ثنايا الترقب في الصورة الثانية لا غير." المقاومات المستقبلية الحالة الراهنة

"سيكون المغرب مغربيا لا بالعودة إلى التقاليد البربرية ولا بالتعثر الفولكلوري، بل بإسهامه النشيط الأصيل في الثقافة العربية أولا، وفي الثقافة الفرنسية في مظهرها الكوني ثانيا، وهو فوق ذلك سيعبر عن ذاته عبر هاتين الثقافتين." المقاومات والمستقبلية التجمعات الإقليمية

"ولكن من حسن حظ العرب أن لهم أكثر من حضارة مشتركة، وأكثر من الماضي المشترك: شخصية مؤكدة. ولهم بالخصوص سوء الحظ ـ وهو فرصتهم ـ أن يكونوا اليوم مرفوضين من التاريخ، وكانوا ولا يزالون من الممتهنين. وما يضفي حركية على العروبة، وفورة خصبة جدا، ليس طابع الرباط البشري والثقافي، بل كونها أذلّت ، وكانت محل نزاع، وارتعدت لأن ينكرها الآخر كما أنكرها أبناؤها. وما يجب أن يسهم في إعطائها فاعلية أقوى هو بناء مصير إنسانيّ يساوي أكثر مما تساوي هي."

"إن الرغبة في استمرارية الشخصية العربية الإسلامية لها ما يبررها إذ كان التخلي عنها كإطار لقدرتنا على ممارسة التاريخ واقتباس شخصية غربية أو غيرها، يعني التخلي أو الضعف في الكيان، وسلوكا فاشلا سالبا. إن المهاجر من الداخل الذي هو المغرَّب الكامل يمكن أن يكون صنفا بشريا صالحا. ويمكن أن يعني تحوّله أيضا نهوضا أو إثراء إنسانيا، لكنه لا يمكن أن يكون شيئا آخر غير مغامرة فردية، وحتى في هذه الصورة فإن لم تتم مثل هذه الخيارات في ألم الأزمة أو صخب الثورة، فهي تدل على فرار من المسؤولية وتنكر الشخص لثقافته المسحوقة بالذات، واحتقار الضعف والانحلال وعبادة القوة الراهنة ـ أعني قوة الغرب من حيث إشعاعه التمديني."

"ومهما كان الأمر فإنه يجب الاعتراف بأن منطق أنصار التحديث الديني يقوم غالبا على تزوير الحقيقة التاريخية. فهم يميلون إلى اقتراح إصلاحات ضد الشرع في اتجاه القيم التي رضي بها العالم الحديث، لكنهم يعرضونها على أنها من التشريع الإسلامي ذاته الذي يعاد إليه سالف صفائه." نقد الاتجاه الاصلاحي والاتجاه التحديثي

"ولذا ينبغي على البلدان المتخلفة اللحاق في ميدان التشريع بالبلدان المتطورة، وأن يتوقف العمل بالتشريع غير الملائم القاسي المعروف بإقامة الحدود والذي تخلى عنه الأمويون منذ ثلاثة عشر قرنا خلت. وعلى القضاء الجنائي أن يعمل حيثما كان بالمبادئ العالمية لعصرنا وأن يتأنسن، من دون أن يغيب عنه الواقع الاجتماعي والذهني المحيط به. وأخيرا وبالخصوص، ينبغي أن يركز الجهد على ميدان قانون الاحوال الشخصية الشاسع والذي مازال خاضعا لصبغة عتيقة وتنصيعات قرآنية. فينبغي تخليص ما يعرف بقوانين الميراث، وتشريع الزواج وحتى التشريع الجنسي من عبء الفقه وإخضاعه لمقولات العقل العالمي، لكن ينبغي أيضا إعمال الفكر والتمكن من حس عميق لاحتياجات المجتمع المعنى." العلمنة التشريعية

"إن جدلية الله تندرج في هذه الجدلية الأولية. لئن أحالت الرؤية الأولى إلى إله خارج متعال، فإن وجهة نظر الوعي ـ السيد تحملنا خلافا لذلك على البحث عن الله بالغوص في ذاتنا، وتتجه لملاقاة الله الباطن. ويقول ميرلو بونتي وهو الذي أشعر نحوه بقرب كبير، تعقيبا على ‘إرجع إلى ذاتك‘ القول المأثور إلى القديس أغسطينوس، إن الله يصبح في هذا الأفق ذلك الضوء إطلاقا، وذلك النور الذي هو أنا في أفضل لحظاتي... إنني أؤسس فعلا تأكيدي على للحقيقة المطلقة والروح المطلقة التي تفكرها على تجربتي الباطنة للحق. إن الله موجود في نفسي لا كفكرة بل كأعمق طبقة من كياني حين أقوم بهذا الغوص في نفسي، كينونتي الحقيقية التي ألافي من حين لآخر بالكيفية التي أماثل فيها إرادي الخير بأصالتي.
يتكلم الله في الوحي ، في الرسول، كما الجزء الإلهي من ذاته الذي يكبر ويتأكد وينسلب، في تجربة ممتازة هي في آن واحد حضور دائم وميلاد يتفجّر، في تلك الأحايين الحادة التي هي أحايين وحي. يالرسول فوق البشرية العادية حيث يقيم في ذاته ثم يموضع تجربة الإلهي المنسابة السطحية عند الآخرين، لكن الحاضرة لا محالة على ما يكفي ليتلاقى معه الإنسان وحتى يتج هذا التلاقي كلما ولد وعي في العالم." التفسير الفلسفي للإسلام

"هذه الثنائية تعيد إنتاج ثنائية جرى تركيبها في الأصل، لأن حدث الوحي دار طبق خطة لاكتشاف الله في عمق الأنا، وأن محتوى الوحي، أي القرآن، يقدّم إلها خارجيا، ويريد تأسيسه على دلالة العالم... إن الله ينفذ إلى أعمق فكرنا لكنه خارج العالم الذي دشن زمنيته بعمل الخلق..." التفسير الفلسفي للإسلام

"إن الرقابة التي تمارسها الدولة على النشاط الاقتصادي الحر بواسطة إدارات مفرطة التدقيق، هي فعلا عكس الرقابة الإيجابية، ولا تكتسي أي محفّز على الانتاج. إنها معوقات وقيود وحواجز توضع أمام حماس الفرد الخلاق عن طريق حراسة مطلقة تتولد عنها فضلا عن ذلك نتائج معاكسة للنتائج المتوقعة." في إصلاح البنى ـ الفكر الاقتصادي الجديد والتخلف

"إن هذه الصورة التفسيرية يمكن العثور عليها قطعا عند ماركس القائل بالنظرية التنموية حيث تستخلص مرحلة من أخرى مثل نقيض دعواها التي كانت مغمورة في البداية ثم كشف عنها. جاءت البرجوازية بعد الأرستقراطية الإقطاعية، كما ستخلف الطبقة الشغيلة حتما البرجوازية. على أنه يبرز في كل مرحلة نمط من الإنتاج يختلف اختلافا جذريا عن النمط السابق. أما نحن، فلا ننكر واقع النمط الإنتاجي حيث أن الرأسمالية ليست النظام الإقطاعي، وليست المؤسسة الصناعية البرجوازية ضيعة السيد لا محالة. لكن تجاوزا لهذا التصور نحن ندرك استمرار النزعة التنظيمية للمجتمع والإنتاج، التي تتمحور أساسا على العلاقة الجدلية بين العمومي والخاص، بين الدولة والمجتمع، وسواء كان الأمر في العصر الإقطاعي أم في العصر البرجوازي، فإن البنية العميقة تبقى هي ذاتها من حيث الشكل. فتتحمل طبقة معينة مسؤولية المجتمع، وهناك تفوق للخاص على العمومي، ومجانسة شمولية للتنظيم الاجتماعي ودولة لا تعارض المجتمع، لكنها تتكيف به باستمرار. وبعبارة أخرى، لا يبدو لنا أن الجدلية الماركسية بوصفها تصورا لكفاح الطبقات وتعويض طبقة حاكمة بأخرى، تصف سوى مراحل العبور إذ لا تقع على مستوى المدة الطويلة جدا. إن البرجوازية لا تنفي الإقطاعية وحسب، ولا تنفي الرأسمالية الإقطاعية فقط، بل هما امتداد لها بصورة أعمق ويسترجعان على نمط آخر، الحركة الداخلية التي لا تجتث، للعالم حيث تنغمس جميعها." استراتيجية المستقبل ـ إعداد نموذج 1 : البنية التاريخية العميقة

"لكن ما منحه ماركس بيد لفائدة هذا التعقيد استردّه باليد الأخرى لمّا اقترح القضاء على هياكل المجتمع الآسيوي بواسطة الاستعمار، حتى يتدخل التوحيد من جديد وبالتالي الجدلية. وهكذا من حيث الموضوعية، دافع ماركس عن الامبريالية الانكليزية. وسيقال إنه فعل ذلك من أجل القضية الصالحة ولن ننازعه في هذا الأمر، لكن ما يبدو لنا أخطر من هذا، هو الاحتقار الذي يظهر أنه يوجهه بوضوح إلى العالم الآسيوي ـ وهو ما تكشفه هذه الصفة بالذات ـ وهو الذي أصبح ميزة بارزة مع أنها مقنّعة للمفكر الماركسي إلى يومنا. ومن المعلوم أن لينين كان يركز على "الآزاياختشينا" وهي كلمة يقول في شأنها فيدال ناكيه إنها تدل بالخصوص على الهمجية في نظره. فإذا كان المعلم نفسه مقتنعا بأن تاريخ الإنسانية هو تاريخ الغرب وأنه لا وجود إلا للهمجية خارج هذا الكيان، فما القول عن تلاميذه؟ لقد حمل هؤلاء وتحت وطأة الظروف على تصحيح المسار، ولكن لم يتجاوزوا حدّا معينا." استراتيجية المستقبل ـ إعداد نموذج 1 : البنية التاريخية العميقة

"ولذا فإن مجرد تغيير المؤسسات لا يكفي لهذا الغرض. يجب إيجاد روح جديدة ورجال جدد لأن العنصر البشري السياسي الحالي غير قادر على إصلاح وظيفة الدولة لكي تسترد عقلها، بسبب عاداته الذهنية. ويجب أن يخلف جيل مصلحي الدولة جيلا تكوّن من مشيدي الدولة. إن معجزة الحاكم المثالي ممكنة دائما، ولا نعني بالحاكم المثالي المناضل غير الذكي، أو البرجوازي المنغلق، أو المفكر الواعظ المتمذهب، بل ذلك الإنسان أو بالأحرى ذلك الفريق صاحب الخيال والذكاء والغريزة اليقينية والموهوب أو يكاد. إذ لا بد من حدوث معجزة قطعا لكسر الدائرة الخبيثة التي تحيط بمجتمع رديء يحكمه أناس رديئون، ومجتمع عاجز عن تغيير مصيره ودولة غير قادرة على تربية مجتمع والرفع من مستواه." الدولة والبرجوازية والطبقة المفكرة.

"يبدو لنا أن الطريق الثالثة العربية أو العربية الإسلامية التي تكاد تنجر حتما عن تاريخ هذا المجتمع بأكمله، لا توجد في تكرار الماضي بل في إعداد نموذجي نوعي يمكن أن يقع في اتجاه هذه الحركة التاريخية. أما بالنسبة للخارج، فإنه يمكن تحديد هذه الطريق الطريق كمجرد تحاور للنماذج الموجودة، كما أن الخيار الأساسي بالمعنى الذي يقرّه فيبير يمكن أن يكون فعلا في عدم الخيار. ويعني ذلك أن الدولة تواصل القيام بدور رئيسي في النشاط الاقتصادي الاجتماعي من جهة، ويبدو لنا أن الملكية الخاصة، وحسا ما بالتراتيبية الاجتماعية، ووجود البرجوازيات هنا وهناك، وغير قابلة للاجتثاث من الحياة العربية. ومن جهة أخرى، فما عسى أن يكون التحول الذي اشتدت الرغبة فيه؟ سيتدخل في عقلنة وتحديث كل قطب من هذه القطبين في الكائن الاجتماعي. ستكون الدولة هي الدولة الصناعية، العقلانية والديمقراطية نسبيا في حين أنها اليوم ليست سوى الدولة المترددة الهزيلة. وسيتحول استبدادها إلى إدارة المجتمع، لأن الدولة المستبدة ليست الدولة القوية القائمة على مؤسسات راسخة وسيادة القانون، فضلا عن أن المهم أن تنمو بورجوازية خلاقة مقدامة وحديثة." استراتيجية المستقبل ـ إعداد نموذج 1 : البنية التاريخية العميقة

Profile Image for Musaadalhamidi.
1,605 reviews50 followers
May 19, 2022
يقول عن الكتاب خالد زيادة وهو باحث لبناني، شغل سابقاً منصب سفير لبنان في جمهورية مصر العربية، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية
ما نصه "كنت قرأت كتباً كثيرة في سن مبكرة، بفضل مكتبة المنزل التي احتوت مئات الكتب الروائية والشعرية والتاريخية والفكرية. وبعد عام 1967، وكنت آنذاك في السادسة عشرة من العمر، بدأت أقتني كتبي الخاصة من المؤلفات السياسية والتجارب الثورية. وتنوعت قراءاتي في بداية السبعينات، في فترة غنية بالإنتاج الفكري. وكنت بدأت العمل في الصحافة الثقافية، خصوصاً مراجعة وعرض الكتب. وقد عرض عليّ المسؤول عن القسم الثقافي في مجلة الحوادث كتاباً بالفرنسية صدر لتوه عام 1974، بعنوان: «الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي»، وهو الكتاب الأول لباحث ومؤرخ تونسي لم يكن معروفاً في المشرق، هو هشام جعيط.
شكّل الكتاب بالنسبة لي نوعاً من الانعطافة الفكرية، كان مختلفاً عن الكتب اليقينية التي كنا نقرأها، وهو يحتوي على إشكاليات أكثر من اشتماله على أجوبة، ويستخدم أسلوباً غير شائع في تناول الموضوعات، إضافة إلى أنه يطرح قضايا كانت غير متداولة في المشرق العربي.
إنه كتاب شباب، كما يقول المؤلف، لذا فإنه يعكس أفكاراً وهواجس يعيشها مثقف شاب في بلد عرف تجربة مختلفة، هي التجربة البورقيبية التي كانت في الستينات تمثل النقيض للتجربة الناصرية.
قدم الكتاب موضوعات جديدة، مثل الدولة الوطنية والتجربة التاريخية المغربية عامة، وتحليلاً للشخصية الإسلامية العربية. أمور كانت خارج النقاش في البيئة الثقافية في بيروت والمشرق، كما قدم نظرة جديدة إلى التاريخ العربي، وفهماً جديداً لدور التاريخ في صياغة الشخصية والهوية.
إضافة إلى ذلك، فإن الكتاب عكس التكوين الفكري لهشام جعيط، المشبع بالثقافة العربية الكلاسيكية، المطلع بعمق على الثقافة الفرنسية. والمفارقة أن المؤلف كان قليل التأثر بالأدبيات الماركسية التي كانت لا تزال رائجة في مطلع سبعينات القرن الماضي.
تعرفت من خلال الكتاب إلى التجربة التونسية (البورقيبية) التي كان يُنظر إليها في المشرق نظرة سلبية، إن لم نقل عدائية. كما تعرفت إلى نظرة تونسية (مغربية) إلى القومية العربية. واكتشفت معه التحليل الثقافي (غير السياسي) للظواهر والتحولات الاجتماعية، واستخدامه التاريخ وعلم النفس والاقتصاد في محاولة التعرف إلى الشخصية الأساسية، وتأثرت بعبارات جدلية، مثل: «كانت المرأة تبدو ظاهراً كعامل حاسم للتطور لأنها أكثر حساسية لنداء التجديد والأناقة من الرجال، لكنها في واقع الحال، وفي أكثر الحالات، قطب أساسي في المحافظة على التقاليد الوطنية».
لعب هذا الكتاب، إضافة إلى كتاب «آيديولوجية العربية المعاصرة»، لعبد الله العروي، دوراً في مراجعتي لأفكار كانت مستقرة في ذهني آنذاك، ذلك أن الكتاب صدر عن منهجية نقدية قادرة على معاينة الظواهر من جوانبها المختلفة. ومن شدة حماسي، كتبت مراجعة عنه في مجلة الحوادث.
وكما وضعت الصدفة هذا الكتاب أمامي، فإنني عام 1976، سافرت إلى كندا، والتقيت بهشام جعيط في مونتريال، وكان مدعواً كأستاذ زائر في جامعة ماغييل. كنت ألتقي به مرة أو مرتين في الأسبوع، وقد تعلمت منه الكثير عن التاريخ الإسلامي، وكان يُعد آنذاك أطروحته الشهيرة عن الكوفة في القرن الأول الهجري والمغرب والفكر الأوروبي.
وفي مطلع عام 1977، كان يضع اللمسات الأخيرة على كتابه: «أوروبا والإسلام»، وقدم لي المخطوط لأقرأه، ولم أكن آنذاك في وضع يمكنني من إبداء ملاحظات حول مواقف المفكرين الأوروبيين من الإسلام. كان كتاباً مكثفاً صاغه بلغة فرنسية أنيقة، إلا أن قراءتي لهشام جعيط ساهمت بطريقة ما في تحرري آنذاك من اليقينيات النظرية، وتشجيعي على دراسة علاقة أوروبا بالإسلام، حين ذهبت إلى فرنسا عام 1978 لإعداد أطروحة الدكتوراه.
Profile Image for Ali Ziraoui.
117 reviews53 followers
September 8, 2025
عظيم .. سأعود لاحقا لمراجعته

في هذا الكتب تجد توظيفا لحقول التاريخ الاجتماعي و السوسيولوجيا والبسيوكولوجيا والدراسات الثقافية والاستشراق(اذا ما اعتبرناه حقلا علميا !) و السوسيولوجيا السياسية و الانتروبولوجيا السياسية وعلم النفس السياسي فأنت إزاء مفكر ثقيل ينتج الفكرة ويصوغها وفي ما يلي عرض منتخبات من الاقتباسات مع موقعها

1- ان الاتجاه السلطوي للدولة قد ضيق الخناق على كل روح للنظر الحر 7

2- ينبغي تقبل الحداثة بصورة جدية ، لكننا نرفض الاتجاه التقليدي والحداثة بصفتهما الأيديولوجية 10


3- تكون عقلنة النفسية الفردية دون جدوى ان لم تدعمها عقلنة النظام السياسي الاجتماعي 11

4- كم من مصالحات يمكن تحقيقها : مصالحة الدولة والمجتمع والطبقات الاجتماعية فيما ينها المدينة والريف و الثقافة و الروح والشخصية مع ذاتها لانجذابها لنداء الشرق و الغرب 93

5- يبدو لي ان الحرية الفردية و العدالة الاجتماعية تصححان بعضهما ولا تنفصمان عن المشروع العربي 95

6- وهكذا نرى كيف ان جدلية الاستمرارية للشخصية العربية الإسلامية و تحللها ترتسم امامنا بحيث يكون اقصى القطبين الولاء المطلق المأسوي للسلفية كتحد للزمن التاريخي من جهة، و خفة لا تقل إطلاقا وهي شديدة التضارب، عند أولئك اللذين يربطون لسبب غير واضح لرقي بفقدان الأنا التاريخي 104

7- المفاضلة بين الإسلام و التغريب والإسلام والماركسية يجب تجاوزها ومن باب بين التقليد و الحداثة .. القضية هي توفيق بين شخصية فارضة نفسها الى حد كبير لكنها محبوبة وبين مصير ينبغي اختياره و توضيحه و بناؤه .. التمزقات التي مرت بها فرنسا و التي كانت من نصيب الكنيسة اتاحت قبول قيم العالم الحديث على ان هذه القيم انبثقت من ارض الغرب ذاتها وبمفعول نضج بطيء

8- اما في الوضع العربي الإسلامي فان التحديث كان دائما مفروضا من عل و مشوها وقد بد�� كتهجم او بقية لهجمة سابقة فالمقصود اذن ان تضفى على التحديث الصبغة القومية و المناخة وان يزوج بالشخصية العميقة . ان المماثلة بين الحادثة والتغريب او الحداثة و استيعاب الماركسية يعني مقايضة الشخصية بمصير مقتبس ولعل الرقي يحصل لكن مع الاستلاب 107

9- لن يتم أي شيء صالح في المجال العربي الى ان تراجع ثلاثة عناصر رئيسية في وجوده الدين و موقعه في المجتمع والانسان ذاته و شخصيته والعلائق بين الدولة والمجتمع 108

10- يجب على الإسلام البقاء كدين للدولة 118

11- الانسان مؤسس للعالم و مقيم له 129

12- فقد رأينا المحافظة على صلة أساسية بين الدولة والدين والدين والشخصية وفوق كل ذلك ينبغي ان لا نرفض الإسلام بل ان نمتثل لروحه وجوهره الذي يعني التفتح على الخارج ثم العودة الى الذات .. وهكذا مازالت روح الرسول تسهر على مصير أمته ، إنه الوحيد من بين عظماء المؤسسين الذي أودع جسده بعين المكان حيث انطفأ نفسه العلوي معترفا به محاطا الى الابد بحب امته ، إنها معجزة الفكروالفرد والتاريخ التي سأجعب لها دائما

13- في هذه الغابة الفرنسية حيث أكتب هذه السطور أمام الثلج بعيدا جدا في الزمان و المكان عن ذلك العالم الذي عاش فيه اني احس نفسي اقرب اليه من شخص عاش في القرن الثاني الهجري واشعر اني قريب جدا من ادراك حقيقته وقريب جدامن اكتناه التركيب بين الحقيقة التاريخية و الحقيقة الروحية142

14- وهو (الشعب المغربي أي المغاربي) ليس شعبا متأخرا من عدة جوانب بالدرجة التي نعتقد لكن بعض الحاكمين ما انفكوا ينوا باللائمة على الفوضى البربرية او الفورة البدوية وان البيروقراطيين التافهين اللامسؤولين يبدون يوميا نحوه الصلف والاحتقار مع ان هؤلاء الحاكمين السياسيين انفسهم ليسوا دائما متقدمين على شعوبهم سواء كان مشرقا ام مغربا لعلهم كانوا متقدمين فكريا بالمضمون الفكري لوعيهم وللانساق التي تلقوها والخاصة بالتنظيروالتعبير لكنهم ينتمون لهذا الشعب من حيث خاصيات ذهنيتهم وتعطشهم الى السلطة وامعانهم في الذاتية و ديماغوجيتهم وهم متأخرون عن مطامح مجتمعهم في السكينة والعقلو الاتزان و الحياة الأفضل والدليل على ذلك انهم يستندون الى رعاع الشعب لحكم الشعب وإلى نخبة مضادة لخنق نخبة تتصور وتستبطن غايات الحداثة أحسن منهم 151

15- برز تحول في تصورات الرجل المثالي من الوجهة الجاتماعية في اللاوعي الأنثوي وبتأثير من الغرب ونزلت قيمةالرجل التقليدي فلم يعد رجلا، بل رجلا دونيا وظهر مكانه مكللا بالحداثة وبكل حسن الممنوع الذي لا يُطال، صنف التونسي المُأَوْرب ولو كانت أوربته سطحية 165

16- الشخصية الأساسية التونسية (بمفهوم ابراهام كاردينر) تتميز ببنية جنسية معينة ، العدائية ، طغيان العناصر السحرية على المنطق و العقلانية والتملق

17- كثيرون يتكلمون الفرنسية و يكتبونها لكن قليلين أدركوا روحها ويمكن التأكيد أنه لا أحد أو يكاد قد استبطن استبطانا عميقا الجذور الأصلية للفكر الغربي اذ ان ذلك كان يتطلب تحولا في بنيات الانا والفكر و القيم 169.170

18- رحل المستعمر فخلفته سلطة جديدة و رجال جدد وأقيمت رقابة على البلاد غير مسبوقة واستولت البروجوازية الصغرى من داخل البلاد و وبتوجيه م نفئتها المفكرة على جهاز الدولة بتأييد من بعض عناصر البلدية والمخزن بدرجة أقل وهكذا أصبحت البرجوازية الصغرى بيروقراطية ثم بورجوازية .... تراقب الدولة الاقتصاد و التربية و الاعلام فكانت أفعى متعددة الرؤوس حيث فرضت نماذجها وتصوراتها على الأفكار 172

19- أخفى الاتجاه الاجتماعي القومي توترات المجتمع وغطى التضمينات لمجتمعية للاستقلال فضلا عن نشوء نداء للناس بسبب فراغ الإطارات فاستعت قاعدة الدولة وأوهم كل فرد أنه قادر على الاسهام في الدائرة الحكمية السحرية لكن الطبقة الحاكمة تدعمت و تشكلت وانغلقت وتحدد عددها فتباعدت عن بقة المجتمع وأغلق عصر البراءة الآمال الخاطئة 174

20- شكل الدولة نتاج للشخصية الأساسية ..الاستبداد ترجمة سياسية حتمية لبنية الأنا النرجسية للحاكم .. من كان بالأمس يتألم من الإساءة بصفته مواطنا فهو يعيد اليوم نفس المشهد لو جلس مكان رجل الإدارة

21- البنية النوعية لصلات القرابة واستمرار الصلة القبلية والجهوية على قوتها تشوهان كل تركيب عقلاني للدولة وكل سير مستقل للمؤسسات لذا فالدولة غير قادرة على تربية المجتمع كما أن المجتمع غير قادر على تربية الدولة 175

22- لقد أصبح التملق صفة مميزة للشخصية الأساسية 175

Displaying 1 - 3 of 3 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.