إنّ ما يحدُثُ اليوم على الساحة التركيّة من أحداثٍ وتطوّراتٍ يلفتُ النظر ويُثيرُ الجدلَ؛ فلقد اشرأبّت الأعناقُ وشُنِّفت الآذان من حولنا باهتمامٍ وفضولٍ بالغٍ، ولسان حال الجميع يقول: ما الذي يحدثُ في تركيا اليوم؟! ما الذي يدور هناك؟!... فلقد كانت تركيا تسير مطمئنّةً في طريق النهضة والتطوّر والديمقراطيّة، إلا أننا -وفي العام الأخير من تاريخها الحديث- نراها تتعثّر مرتبكةً على مفترق طرقٍ عدّةٍ ومسالك متعدّدةٍ، فهل يا تُرى ستختار طريقَها الصحيح الذي يوصلها إلى برِّ الأمان!؟ أم أنها ستضلّ طريقَها -لا قدّر الله- وتهوي في دركات الضلال والضياع والعميان!؟... إنها لحظاتٌ حاسمةٌ من عمر تركيا الحديث...
لأن التاريخ الآن يُكتَب، وهذه الأحداث في أذهان الأجيال ستُسكَب. والوقت يعجّ بتطوّرات ويُربِك العقول بنوازل، إلّا أن المآل كفيلٌ بفرز الرذائل عن الفضائل... هكذا شأن محفظة التاريخ وجعبة التراث، تزدحم فيها الوقائع وتتزاحم فيها الأحداث. وإن هذا الكتاب الذي بين أيديكم ليكشف الستار عن غموض اللحظة الحالية، ويُعرب عن دقائق ما يجري هناك من أحداث...
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات كتبها أكرم دومانلي رئيس تحرير جريدة زمان التركية من بعد أحداث قضية الفساد والرشوة في تركيا ديسمبر ٢٠١٣ إلى بدايات عام ٢٠١٥م. تدور المقالات حول تلك القضية وما صاحبها من أحداث هزت المشهد السياسي التركي مع تصاعد نبرة الحكومة التركية ضد حركة (فتح الله كولن) وشنها حملة هي مستمرة إلى الآن متهمة اياها بكونها " الكيان الموازي" داخل الدولة. يعبر هذا الكتاب عن صوت الطرف الآخر في هذا النزاع في مقابل الصوت الرسمي لحزب العدالة والتنمية.
في شوية مبالغة للوضع في تركيا و صعب أحكم على جماعة فتح الله كولن أو أردوغان من كتاب واحد ؛ .. "إن من يعجب بنفسه لا يعجب بأحد ومن يحب نفسه لا يحب أحد " "أما منتجو الأفكار فصاروا كلهم موظفين بالدولة "