فالحقيقة لقد جلب الكتاب إهتمامي في البداية، لكن سرعان ما تغير رأيي حيث أن محتواه صار بمثابة دعاية لحزب "النهضة" وأن كل أعضاءه هم بمثابة أبطال داخل فلم أمريكي، هم الأقوياء والأذكياء بدون منازع، برغم قوة وبطش الحزب الحاكم الأسبق إلا أنهم نجحوا في بلوغ مسعاهم. كل هذا يضعف من نجاعة هذا الكتاب.
لم ترُق لي في البداية ولكنني صمّمتُ على اتمامها وخيرا فعلت، بداية من منتصفها بدأت تشدّني، ولكن رغم ذلك بقيتُ منزعجة من اصرار الكاتب على توجيه القارئ نحو الاعتقاد بأن الاسلاميين فقط هم الذين ناضلوا ضد بن علي
الكتاب عبارة عن رحلة عذاب طويلة استمرّت 17 عاما انتقل فيها بشير الخليفي من سجن 9 أفريل إلى الرومي أى الهوارب فالقصرين والمهديّة وقابس وصفاقس ثمّ الناظور أو ما يسمّى "المقبرى البشريّة" ....رحلة جسّدت استبداد الحاكم الدكتاتوري في تونس ووثّقت لانتهاكات ضدّ الانسان قبل أن تكون انتهاكات ضدّ السياسي أو المتمرّد أو مجرم الحق العامّ.... دراقة ذلك الستار الذي يُرفع ليكشف المستور ويعرّي بشاعة التعذيب واللاّإنسانية ... بشاعة نودّ إغلاق عيوننا دونها وقاية لما بقي من مشاعرنا لكنّ رموشنا تأبى الانغلاق فنتشبّث بفضولنا الفطريّ ونزوعنا إلى معرفة الحقيقة ... هذا الكتاب مع ما فيه من دعوة حزبية إلاّ أنّه وثيقة تاريخية يجب التمسّك بحقائق ما ورد فيها وتقديمها على ما فيها من بشاعة إلى الأجيال حتى يعي الجميع وخاضّة أولئك الذين يتحسّرون على نظام المخلوع عمق الجرح الذي أحدثه في قلب الوطن ومقدار الألم الذي أغمده في صدور الرجال
الحكاية بدأت عام التالي مع غصة مرورا تو مع دراقة ومانعرفش باش تنتهي الحكاية 🙄 .. دراقة لكاتبها بشير الخلفي سجين سياسي تونسي قضى 17سنة في السجن من أواخر ثمانينات إلى 2007 .. كتاب من أدب السجون يروي لنا الكاتب أو لنقل أنه يفضح لنا إحدى مؤسسات الدولة وهي المؤسسة الأمنية من خلال السجن معلنا لنا أنواع وألوان التعذيب داخلها لئن إختار الكاتب في #دراقة كشف المستور وتعرية الحقيقة ليقدمها لنا في أبشع صورها من خلال تصوير لنا شتى أنواع التعذيب داخل أسوار السجون التونسية وانعدام كلي لحقوق الإنسان ؛ فالإنسان في حبكة بورقيبة أو بن علي إنسانيته إندثرت ، فالسجن أصبح مكان وظيفته الدفاع عن سيادة الرئيس والسيطرة لكل من يحاول تعكير صفوه .. كذلك ذالك المكان منفى لكل أشكال التعذيب والممارسات للاأخلاقية والإنسانية .. لا ننسى أنه وصف لنا النظام السجني بين الضباط وبين المساجين وسمى لنا الأشياء بأسمائها بدون مساحيق ، لم ينس أن يحدثنا عن مقاومته وإضرابه ونقله بين مساجين التراب الجمهورية وشرسته .. كان يطلب مقوم من مقومات الذات وهي الحرية فقط الحرية حتى بعد خروجه السجن في ليلة 24 جويرية 2007 في أخر سجن بقي فيه الناظور ووصفه البشع لذلك المكان بقي ليلتها يبحث عن حريته.. مفردات هذا الكاتب بسيطة لكن تدخل إلى الأعماق.. إنبهرت ايضا أنه وظف مراجع لكتب أخرى مثل كتاب مزرعة الحيوان وأيضا كتاب كريستال وأحيانا مفرداته الفلسفية ❤❤
كتاب يكشف جانبا من الحياة لم أتخيله قط. يبعث في أملا بأنه مازال هناك أشخاص من زمن المعادن النفيسة . من زمن الصحابة الذين لا يرضون بالذل و الضيم و يدافعون في سيبل الحرية و المعتقد بدمائهم و أرواحهم. يكشف عن عمق انحطاط بعض أصناف الجنس البشر و الى أي مدى قد يصل بهم تخليهم عن الحرية في حق ذواتهم و حق غيرهم... تبشر بسقوط الاستبداد مادام هناك إرادة... "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فقط لدي بعض الاحترازات على الاسلو و ب. في مواضع كانت القضية أرقى من أسلوب السخرية...
دراقة كتاب يحمل في طياته الالم و العزيمة ،الحب و الكره ، الكرامة و الذل ؛ كتاب يحمل عدة تناقضات تجمعت في قصة واحدة بحبكة و طريقة جد جميلة جعلته مميزا عن غيره ... لم اظن يوما اني ساقرا هذا الكتاب خاصة و انه كان على رف مكتبتي منذ فترة و لم اتجرا يوما عن الخوض فيه هذا الكتاب اثر في بشكل كبير و علمني ان تحقيق الحلم ليس بصعب ما ان نجد الارادة ... في هذا الكتاب سنتبع حياة بشير في السجن و سنكتشف وجها اخر لبلد كلل بالجواهر في حين ان ما وراء الكواليس يدمي القلوب ... لقد بكيت و تالمت لمعرفة الحقيقة و هذا ماجعل الكتاب رائعا باتم معنى الكلمة ما جذبني في دراقة انه كان كتابا متنوعا اي انه تناول قضية جمعت بين السياسة و تجربة السجن و الامل و ضمن فيها بضع الاشعار المؤثرة دراقة هو هدية لكل من يابى الظلم ؛ لكل من يبحث عن الحرية ؛لكل من رفض الخنوع و تمسك بالارادة ؛ دراقة كتاب لكل من امن بصدق اهدافه و ثابر على تحقيقها ؛ دراقة حلم جديد سياخذك في رحلة خلف الكواليس حيث يحجب الستار و تكشف الحقائق و تظهر الدراقة ...
قصة معبرة جدا على فترة حالكة في تاريخ تونس من حكم بورقيبة و بن علي. في البداية حاول الكاتب تقليد اسلوب عبد الرحمان منيف في "شرق المتوسط" و لكنه باء بالفشل. الجيد في هذه القصة هو أنه استدرك خطاه و أعطى نفسا جديدا و خاصا لها
رغم ان الرواية مليئة بالدعاية للنهضاويين الا انها لم تمتنع من ايصال الكثير من الحقائق والوقائع التي كانت تحصل في السجون التونسيه بشكل بسيط ومشوق في آن واحد.