قصائد هذا الديوان فيها نظرة مختلفة، مواضيعها متنوعة لكن يوجد رابط شعوري خفي فيما بينها. هناك شفافية آسرة وعمق. اللغة راقية وجميلة لكنها لا تستعلي على القارئ والصوت الشعري متميز والصور غنية كأنها لوحات متتابعة تأخذك الى عوالم فنية وشعورية لفت انتباهي التماهي مع اخرين قد يكونوا هامشيين لكن قيمتهم الانسانية عالية اتمنى ان اقرأ للشاعرة مزيدا من الاعمال
ندى منزلجي لا تكتب بل تحلق بين الكلمات، بين دروس قفز الحواجز التي كانت ندى الطفلة تعطيها للنمل في اللاذقية إلى العجائز ذوي الرداء الأحمر الذين تلقاهم في لندن وهم في طريقهم إلى الحانوتي ليرتبوا لحفلة وداعهم. تترك مأساة بلدها الجريح سوريا والمتظاهرين حملة الورود لتبحث في اسطنبول عن أصدقاء صباها وعن دكان عتيق أو حائطٍ قديم . لطالما اعتقدت أن الشعراء لا يرون العالم كما نشاهده نحن، وندى منزلجي ليست استثناء، فالأبطال الذين تتغنى بهم قد يكونون بابا أخضر، قطة تمتطي قوس قزح، او ثعلباً مراهقاً. سرقات شاعر مغمور هي رحلة حزينة، فرحة ورقيقة بين سطورٍ لا يُمل من قراءتها وإعادة قراءتها