منذ خلق الإنسان، والصراع قائم بين الرجل والأنثى... كل يود فرض وجوده على حساب وجود الآخر، فبات كل منهما يسعى جاهداً لإظهار تفوقه. إنه الصراع الدائم. ومنذ البدء، عرف الرجل كيف يسيطر على مجرى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى كرب عائلة، حتى باتت المرأة تابعة له، ننفذ أوامره تطيعه في كل ما يريد. إلا أن فكرة السيطرة الذكورية، لم تكن هي دائماً هي الأساس، إذ برزن نسوة عرفن كيف يثبتن وجودهن على كافة المستويات الحياتية والصعد الاجتماعية، فبرزن، كأدبيات ومفكرات، وسياسيات وحتى قادة حروب ومعارك. وانصافاً لهؤلاء اللواتي لعبن دوراً في التاريخ، كان هذا الكتاب، يؤرخ سيرة حياة بعضاً من النساء اللواتي تركن آثاراً رائعة وبصمات واضحة على صفحات كتب التاريخ.
فكرة الكتاب غنية ومغرية، إذ يَعِد باستكشاف دور النساء عبر التاريخ منذ فجره حتى العصر الجاهلي لكن للأسف، التنفيذ لم يكن على مستوى التوقعات، القصص المدرجة في الكتاب بدت لي أنها تحمل طابعاً دينياً بحتاً ما قلّل من التنوع وافتقد للموضوعية في السرد. النساء المؤثرات حقاً، ممن تركن بصمات عميقة في التاريخ الثقافي، العلميّ، الاجتماعي، أو السياسي، تم تجاهلهن أو المرور عليهن باختصار شديد وهذا الإهمال جعل الكتاب يبدو محدوداً وضيق الأفق بدل أن يكون شاملاً وموسوعياً كما يوحي العنوان.. كان يمكن أن يكون هذا الكتاب نافذة مثيرة على التاريخ النسوي، لكنه للأسف اختار زاوية واحدة ضيقة لرواية الأحداث.