ويضم هذا الجزء الأعمال الشعرية: “إلى النهار الماضي” (1998)، “كأنها نهاية الأرض” (1999)، “حجر يطفو على الماء” (2008)، “هكذا تكلم الكركدن” (2012)، فضلا عن قصائد البدايات التي تسبق زمنيا الديوان الأول “وردة الفوضى الجميلة”، وقد كتبها الشاعر في النصف الأول من السبعينيات.
وعلى ظَهر الغلاف نقرأ : “ها هو الجزء الثاني من “ديوان رفعت سلام”: صوت شعري فريد، لا يشبه سوى ذاته؛ افتتح - مع آخرين - سبعينيات الشعر المصري والعربي، لكنه سرعان ما انطلق - خارج السياق - في تأسيس سياقه الخاص، وتجربته الفارقة في تعدد الأصوات، وتعدد البنية الشعرية، وإعادة صياغة الصفحة الشعرية على غير مثال، وفتح فضاء القصيدة على مصاريعه، بلا قيود أو حدود.
مغامرة حتى الحدود القصوى الممكنة - حتى الآن - تمثل الجزء الثاني من ديوانه الكامل؛ وشعرية تؤسس للخروج على كل الأنماط، بلا سعي لتأسيس نمط جديد؛ خروج على ثنائية “التفعيلي” و”النثري”، وعلى كل الأعراف السابقة أو الراهنة. إنه “سفر خروج” شعري، من المعروف إلى المجهول، من المملوك إلى العصي على الامتلاك”.
وكان الجزء الأول من “ديوان رفعت سلام” قد صدر منذ نحو عام عن الهيئة، ويضم “وردة الفوضى الجميلة” (1987)، “إشراقات رفعت سلام” (1992)، “إنها تومئ لي” (1993)، “هكذا قلت للهاوية” (1993).
وقد صدر “ديوان رفعت سلام” - في جزءيه - ضمن سلسلة “ديوان الشعر العربي” التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب، بإشراف الشاعر السماح عبدالله، وقام بتصميم الغلاف الفنان أحمد اللباد.
شاعر مصري، يعد من أبرز شعراء جيل السبعينات في مصر، وساهم في إصدار مجلة "إضاءة ٧٧" مع بعض زملائه، ثم أصدر مجلة "كتابات"، أصدر أول ديوان شعري له عام ١٩٨٧ بعنوان "وردة الفوضى الجميلة"، كما له عدد من الكتب في مجال الترجمة منها "الأعمال الكاملة لبودلير"، حاز على جائزة كفافيس
كان والد رفعت سلام الموظف الحكومي بالشرطة دائم التنقل، وترعرع رفعت سلام في كنف أسرة قروية بسيطة، عادت بعد أربع سنوات للاستقرار بمسقط رأسها بمحافظة القليوبية. في عام ١٩٦٩ التحق بجامعة القاهرة، درس الصحافة، وتخرج في كليه الآداب ١٩٧٣، وزامله في الدراسة الشاعر الراحل حلمي سالم، وقد أثمرت هذه الزمالة في تلك الفترة عن ديوانهما الشعري المشترك «الغربة والانتظار».
عكست تجربة ذلك الديوان الثنائية إشارات قوية على ميلاد صوتين شعريين سيكون لهما شأن في الشعر المصري، كما شكلت بذرة لفكرة العمل المشترك، وإمكانية تنميتها في عمل جماعي شعري، يغامر ويضخ دماء جديدة في القصيدة، وهي فكرة أصبحت ضرورة يفرضها واقع الحياة الثقافية آنذاك، خاصة بعد الظروف السياسية القاسية التي عاشتها البلاد عقب نكسة ١٩٦٧، وحالة الحرب واللاحرب، التي تحولت إلى قناع للسلطة في عهد الرئيس السادات، وعصا غليظة لمطاردة المثقفين والكتاب والشعراء؛ ما اضطر عدد من طليعتهم إلى الخروج المؤقت إلى بلدان عربية وأوروبية: صلاح عد الصبور، أحمد عبد المعطي حجازي، محمد عفيفي مطر، محمود أمين العالم، وغالي شكري، ومن تبقى في الداخل، عاش رهين المرض العضال والاكتئاب، أمل نقل، ونجيب سرور، وغيرهما.