الشهادات المقدّمة في هذا الكتاب لا تفتقر للحسّ التاريخي في دراسة الموروث الديني، ولا تتردّد في اكتشاف مواطنِ قصوره وثغراتِه المتنوعة، وعجزِه عن الوفاء بمتطلبات روح وقلب وعقل وجسد المسلم المعاصر. فضلا على أنها تحاول أن تتعرف على آفاق الحاضر، واستبصار مديات المستقبل. كذلك تنزع هذه الشهادات الى الخروج عن المناهج والأسس والأدوات الموروثة للتفكير الديني، بوصفها «أسيجة مغلقة»، تعطّل العقلَ، وتسجن عمليةَ التفكير الديني في مدارات مغلقة، لا تكف عن التكرار والاجترار، تبدأ من حيث تنتهي، وتنتهي من حيث تبدأ. تبدأ من لاهوت الأشعري لتنتهي به، وتنتهي به لتبدأ منه...وهكذا. تستوعب هذه الشهادات نقاشات عبد الجبار الرفاعي مع محمد أركون ومصطفى ملكيان وعبد المجيد الشرفي وحسن حنفي، وميزة هذه الشهادات أن أصحابها من ذوي التكوين الأكاديمي الجاد في اللاهوت والفلسفة وفلسفة الدين والعلوم الإنسانية، وهم من ذوي التكوين اللغوي المتعدد، الذي يمنحهم مفاتيحَ متابعة آخر ما تقوله الفلسفة والعلوم الانسانية واللاهوت وفلسفة الدين اليوم. مع أنهم لا يفتقرون للخبرة الواسعة في التراث ودروبه ومسالكه المتنوعة. وكلٌ منهم يسعى لتطبيق خبرته في قراءة التراث وغربلته، واقتراح مسالكَ لعبور أسيجته المغلقة
الدكتور عبد الجبار الرفاعي، مفكر عراقي وأستاذ فلسفة إسلامية، مواليد ذي قار – العراق، سنة 1954.حاصل على عدة شهادات أكاديمية منها دكتوراه فلسفة إسلامية، بتقدير إمتياز، 2005، وماجستير علم کلام، 1990،وبكالوريوس دراسات إسلامية، 1988، ودبلوم فني زراعي، 1975. وله رؤية فلسفية حول الإصلاح ومناهج التفكير الديني.
تشكل شهادات المفكرين المورودة في هذا الكتاب قراءة لمسألة التراث ،او اقتراحات نظرية و تطبيقية لمسائلة التراث من جديد رغما عن التسييج الدغمائي و عن حراس النص ... يتفقون عند الرسالة المثلى للدين و لأهميته في اليومي بل محطة للانطلاق نحو التقدم وحاجبا من الاغتراب و القلق الوجودي كما انه يبني الحياة الروحية ..كما يلتقون في ضرورة تجاوز الآليات و المناهج القديمة في تناول التراث نحو مكتسبات التفكير الحديثة المتعددة تقدم هذه الحوارات نظرة و لو بشكل موجز عن المشاريع الفكرية لهؤلاء ( مليكان ،اركون ،حنفي ،الشرفي ) و عن زوايا التناول المختلفة لديهم و كذلك الأدوات و الكيفية التي قرؤوا و سألوا من خلالها التراث. اعتقد ان حاجتنا اليوم ماسة و مهمة لمثل هذه المجهودات و المشاريع قراءة و دراسة بغية تحصيل معرفي يعتمد على النقد و المسائلة اكثر من الاجترار و الاطمئنان في افق صحوة دينية معقلنة .