طالعاً من وجع الخَلْوةِ مخْلوعاً من الجُثَّةِ مَنْزُوعاً من الأصْوافِ مُبْتَلّاً بماءِ الخَلْقِ و الأَلْوانِ أَنْدَقُّ على السّاحةِ ظُهْرَ المسْجِدِ الأوّلِ نِصْفَ الليْلِ.هَذَا رُطَبُ الصّبْحِ إذَنْ مفتاحُ هذا الكون هذا جسَدِي لا زالَ جُرْحَاً أخْضَرَ، والشَّجَرُ الشّاهدُ في ظَاهِرِ بَغْدِادَ (أشجار) عُرْوَةُ يُلقي قَصَائدَهُ للنّجُومِ البَعيدَةِ و الليلُ أطولُ (عروة بن الورد) أتَوارَى كمَا في المَذَابِح (التنزيلة) أصَابَهُ الذّهولُ فهبطَ من دَكّتهِ العَاليةِ مأْخُوذَاً بمُخَالَطَةِ العَبيد (مرآتُكِ مرآتُها) تَسيرينَ في جسَدي كالميَاهِ السحيقةِ تبنينَ مُتّكَأً في الهَواجسِ أو تنصبينَ بقارعة القلبِ خيمتكِ الشجريّة (الغصن الأسود) هل يَجيءُ الهَواءُ من البَحْرِ أم من شِغَافِ الشّجَرْ؟ هل يَرِفُّ الحَجَرْ؟ (إيقاعات على الماء)
شعر، هادئ، أشبه بالهدهدة، على امتداد عمر، وفي جلال كجلال الأشجار. تمتد هذه المجموعة الشعرية - والشعر هنا جدير بها - من أواخر السبعينات وحتى بداية التسعينات، حين تصدر، وعلى امتداد جغرافي واسع، وصفحات يسيرة، يرصد فيها الشاعر الجميل علي بافقيه نفسه المهدمة / الخلاقة؛ بلغة رقيقة جدًا، ومعان أرقّ.