What do you think?
Rate this book


140 pages, Unknown Binding
First published January 1, 1980
/
وسبّحتُ لمّا أطلّ الضياء
ودَكّ الظلام الذي عشتُهُ
/
أَجِرني..
فما لي يد في الذي
سقاني خُطى التيه في طاعتك
/
مُنطلقٌ إلى سماءٍ
بابُها لم يُوصَدِ
وجسدي محمّلٌ
بكل ذنبٍ مُبْعِدِ
واصلتُ دقّ الباب
حتى كاد يمضي موعدي
وكاد يُلهبني سعير الإثم حول موقدي
ربّاهُ بعض التوَّبِ والغفران للمستشهِدِ
نزعتُ ذاتي وانتهت
حقيقتي للأبدِ
وجئتُ أدعو اللهَ
عُمرًا ثانيًا لجسدي!
/
حيران ضلّ أمامي
وضلّ خلفي ورايا
وضلّ أفقي وضجّت
أرضي له وسمايا
أبكي وتبكي ويبكي
دمعي ويبكي بكايا
/
يقول يا رب! هذا
إثمي وهذا تقايا
وذاك دربي وهذي
على الطريق عَصايا
ما كنت أعمى ولكن
أعمى المغنّي شجايا
دقّ الدفوف فطارتْ
إليه دنيا هوايا
/
رحماك يا رب إني
وزورقي والخطايا
في لجة ليس فيها
من الضياء بقايا
جفّت وغاضت ولكن
ما زلت أزجي رجايا
غفرت أم لمْ .. فإني
ما زلت أدعوكَ يا .. يا ..
/
قيل بشرى الوجود؟ قالت: محمد
فأكبّت أوثانهم وهي تُعبَد
/
أرأيت الطير في دعوتها للربوات؟
أرأيت الريح في هبّتِها بالفلوات؟
أرأيت الحلم في صحوة جفنٍ من سُبات؟
والها ينفُضُه الوجد لرؤيا عرفات
والِهًا يشتاق في واديه بعض الخطوات
يتمنى لو تكون الروح ذرّ الحصيات
/
هرع الناس إلى بابك من كل الجهات
طرحوا الدنيا وخفّوا بقلوبٍ نادمات
حُسَّرًا يمشون لله بأيدٍ ضارعات
وصدور حانياتٍ من عذاب المعصيات
وقلوبٍ جأَرَتْ أسرارها بالتلبيات
/
كلما أشرق بالإيمان صدري
وهفَتْ أشواقه الكبرى بثغري
ثمِلَتْ روحي من الحب ولاذت عند بابك
ورنا قلبي فشاهدت السنا خلف حجابك
قوتي منك ومنها تنهلُ الحمدَ شفاهي
وتغني الروح تسبيحا وشكرا يا إلهي
/
فما خاب من ظللته يداك
ولا ضلّ في خطوه من دعاك!