هناك خيط يتمدد في جسد النص مثل النسغ عن قصة حب نشأت في الزمن الخطأ والمكان الخطأ لتستمر مع الخطأ .. لكنه لأول مرة الخطأ الذي ينجي مراهقتين من الموت المحتم .. وهناك قصة الفنان الذي ظل يدور مع المحاصرين وهو يحمل معرضه الشخصي على ظهره .. لينتهي برصاصة مسدس يضعها هو في رأسه بعد أن حوصر في كمين خلال محاولة من محاولات النفاذ من شرنقة الحصار ..
مجاميع من الشبان والشابات اتخذوا من الجبال مثابة لتمردهم بدءوا قلائل في غياهب بعيدة ومعزولة لكنهم تكاثروا وغدا نشاطهم محسوساً الأمر الذي استوجب تشغيل ماكنة الردع الشرقي. لتبدأ حكاية الابتزاز المهلك بسبي ذوي هؤلاء المتمردين، خطف أبناءهم بناتهم أخواتهم أمهاتهم زوجاتهم آباءهم. حكاية حياة رغم القسوة التي دمغت فصولها كانت تنوس بقصص حب نسجت خيوطها مع خيوط العنكبوت .. زوجات وأمهات وأخوات وآباء وجدوا أنفسهم محاصرين في خضم قتال لا جبهة له .. ليدفعوا حياتهم ثمناً لخيار لم يكن خيارهم الشخصي. اكتنفتهم غياهب لم تزل مجهولة في مكان ما من خارطة الدفن الجماعي العراقية.
وصفهم الاعلام الحكومي المسيطر على منافذ الشر الداخلي منها والخارجي بأوصاف تنتمي للشتيمة والاتهام عصاة مخربين عملاء .. الخ وأحياناً كانت تصفهم بعض الوكالات العالمية من باب الحياد أنهم ثوار على نظام صدام حسين. ماذا حصل لأولئك الثوار بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية .. هذا هو موضوع الرواية.
آخر قراءات 2016..أعتقد لا مزاج لي لأتمنى لنفسي سنة جديدة سعيدة بعد قراءة هذا الكتاب ..كم نحن أنانيون..والأمر لا علاقة له بعرق او شعب بل بفكرة الإنسان ذاته..اعود للحديث عن الرواية بعد حين.
رواية جميلة تحكي قصة عن ناس لم نعرف عنهم شيء ولم نكن لنسمع بهم لولا الكاتب الذي يبدو قد عاشر محنتهم في الجبل القصة تبدأ ببطء ثم يتصاعد التشويق لكن ماعابها النهاية التي احسستها مبتورة او دعوني أقول كان يجب ان تكون نهاية تليق بهكذا رواية
- قلنا وقلنا وكأننا كنا نتحدث عن نظام آخر ، عن نظام يرفعه ويسقطه الرأي العام ، عن شعب آخر وتناسينا أن لارأي عام عندنا ، تناسينا أننا لانملك مايحرك هذه الكتلة الهلامية التي أسميناها شعب ، تناسينا حقيقة أن شعبنا مرعوب وطاغيته مهووس بأمجاد دونكيشوتية ، تناسينا جموع الشعب وهي تهتف لجلادها ليل نهار بالروح والدم ولا ترجو منه غير العفو عنها، العفو لمجرد إبقائهم على قيد الحياة
أسلوب الكاتب وسرده رائعان وإن كان قد قابلني بعض مشاكل فهم اللهجة العامية العراقية، تحية لاحرار العالم في كل مكان