سجِّل أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟
محمود درويش Mahmoud Darwish was a respected Palestinian poet and author who won numerous awards for his literary output and was regarded as the Palestinian national poet. In his work, Palestine became a metaphor for the loss of Eden, birth and resurrection, and the anguish of dispossession and exile.
The Lotus Prize (1969; from the Union of Afro-Asian Writers) Lenin Peace Prize (1983; from the USSR) The Knight of the Order of Arts and Letters (1993; from France) The Lannan Foundation Prize for Cultural Freedom (2001) Prince Claus Awards (2004) "Bosnian stećak" (2007) Golden Wreath of Struga Poetry Evenings (2007) The International Forum for Arabic Poetry prize (2007)
محمود درويش هو شاعرٌ فلسطيني وعضو المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية. ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا, حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.
بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الإتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.
أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
Tras una juventud dentro de la Palestina ocupada, años salpicados por numerosos arestos, se trasladó a Egipto y después al Líbano para realizar su sueño de renovación poética. Será en su exilio en Paris, tras tener que abandonar forzosamente el Líbano, donde logre su madurez poético y logre un reconocimiento ante los ojos occidentales.
En 1996, tras los acuerdos de Oslo para la autonomía de los territorios de Gaza y Cisjordania, dimite como ministro de Cultura de la Organización para la Liberación de Palestina y regresa a Ramallah. Allí dirige la revista literaria Al Karmel, cuytos archivos fueron destruidos por el ejército israelí durante el asedio a la ciudad en el año 2002.
“سجِّل! أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم .. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟ سجِّلْ! أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟ سجل أنا عربي أنا اسم بلا لقبِ صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها يعيشُ بفورةِ الغضبِ جذوري.. قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ وقبلَ تفتّحِ الحقبِ وقبلَ السّروِ والزيتونِ .. وقبلَ ترعرعِ العشبِ أبي.. من أسرةِ المحراثِ لا من سادةٍ نجبِ وجدّي كانَ فلاحاً بلا حسبٍ.. ولا نسبِ! يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ وبيتي كوخُ ناطورٍ منَ الأعوادِ والقصبِ فهل ترضيكَ منزلتي؟ أنا اسم بلا لقبِ سجل أنا عربي ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ ولونُ العينِ.. بنيٌّ وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه وكفّي صلبةٌ كالصخرِ تخمشُ من يلامسَها وعنواني: أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ شوارعُها بلا أسماء وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ فهل تغضبْ؟ سجِّل أنا عربي سلبتَ كرومَ أجدادي وأرضاً كنتُ أفلحُها أنا وجميعُ أولادي ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي سوى هذي الصخورِ.. فهل ستأخذُها حكومتكمْ.. كما قيلا؟ إذن سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي”
“لاتقل لي : ليتني بائع خبز في الجزائر لأغني مع ثائر ! لاتقل لي : ليتني راعي مواشٍ في اليمن لأغني لانتفاضات الزمن ! لاتقل لي : ليتني عامل مقهى في هفانا لأغني لانتصارات الحزانى ! لاتقل لي : ليتني أعمل في أسوان حمالاً صغير لأغني للصخور ياصديقي ! لن يصب النيل في الفولغا ولا الكونغو ، ولا الأردن ، في نهر الفرات ! كل نهر ، وله نبع .. ومجرى ..وحياة!
ياصديقي ! .. أرضنا ليست بعاقر كل أرض ، ولها ميلادها كل فجر ، وله موعد ثائر!”
سجل! أنا عربي أَنا إسمٌ بلا لَقَبِ صَبُورٌ في بلادٍ كُلُّ ما فيها يعيشُ بفَوْرةِ الغضبِ
سجل أنا عربي سُلبتُ كروم أجدادي وأرضاً كنتُ أفلحُها أنا وجميعُ أولادي ولم تترك لنا.. ولكلِّ أحفادي سوى هذي الصخور.. فهل ستأخذُها حكومتكمْ … كما قيلا!؟
يا صديقي! .. أرضنا ليست بعاقر كل أرض، ولها ميلادها كل فجر، وله موعد ثائر!
ماذا جنينا نحن يا أُماه؟ حتى نموت مرتين فمرة نموت في الحياة ومرة نموت عند الموت!
إنا حملنا الحزن أعواماً وما طلع الصباحْ والحزن نارٌ تُخْمِدُ الأيامُ شهوتَها , وتوقظها الرياحْ والريح عندكَ, كيف تُلْجِمُها ؟ وما لكَ من سلاحْ.. إلاّ لقاءُ الريحِ والنيرانِ... في وطنٍ مُباحْ؟!
هذا أوان الخوف ’ لا أحد سيفهم ما أقول أحكي لكم عن مومسٍ.. كانت تتاجر في بلادي بالفتيه المتسولين على النساء أزهارها صفراء , نهداها مشاع وسريرها العشرون مهترئ الغطاء هذي بلاد الخوف , لا أحد سيفهم ما أقول إلاّ الذين رأوا سحاب الوحل.. يمطر في بلادي! يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي زهر الوحول... عساي أبصق
ما قيمة الإنسان بلا وطن بلا عَلَمْ ودونما عنوان ما قيمة الإنسان؟
ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك وطويت خصرك في الطريق !!
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان إن نام كل ليلةٍ... جوعان؟
وحين أعود للبيتِ وحيدًا فارغًا، إلاّ من الوحدة يداي بغير أمتعةٍ ، وقلبي دونما وردة فقد وزعت ورداتي علي البؤساء منذ الصبح … ورداتي وصارعت الذئاب وعدت للبيتِ بلا رنَّات ضحكة حلوة البيتِ بغير حفيف قبلتها بغير رفيف لمستها بغير سؤالها عني، وعن أخبار مأساتي وحيدًا أصنع القهوة وحيدًا أشرب القهوة فأخسر من حياتي ، أخسر النشوة .. رفاقي ها هنا المصباح والأشعار والوحدة وبعض سجائر.. وجرائد كالليلِ مسودَّة وحين أعود للبيتِ أحس بوحشة البيتِ وأخسر من حياتي كل ورداتي وسرَّ النبعِ… نبعِ الضوء في أعماق مأساتي وأختزن العذاب لأنني وحدي بدون حنان كفيكِ بدون ربيع عينيكِ
يقول القباني : "إن الذين يكتبون النثر، من قصة و رواية ومسرحيّة ، لا يعانون من أي مشكلة.. فهم يمشون مشيّا طبيعياً ، ويسيرون على الأرصفة المخصّصة للمارة. أما الشعراء فهم يؤدون رقصة متوحشة ، يتخطى فيها الراقص جسده ، ويتجاوز الإيقاع المرسوم ، ليصبح هو نفسه إيقاعاً " لاتقل لي : ليتني بائع خبز في الجزائر لأغني مع ثائر ! لاتقل لي : ليتني راعي مواشٍ في اليمن لأغني لانتفاضات الزمن ! لاتقل لي : ليتني عامل مقهى في هفانا لأغني لانتصارات الحزانى ! لاتقل لي : ليتني أعمل في أسوان حمالاً صغير لأغني للصخور ياصديقي ! لن يصب النيل في الفولغا ولا الكونغو ، ولا الأردن ، في نهر الفرات ! كل نهر ، وله نبع ..ومجرى ..وحياة! ياصديقي !..أرضنا ليست بعاقر كل أرض ، ولها ميلادها كل فجر ، وله موعد ثائر.... أوراق الزيتون هو الديوان الثاني الصادر لمحمود درويش في حيفا عام 1964 وكذلك الثاني في مجموعته الصادرة عن دار العودة البيروتية والتي ضمت 5 دواوين ودراسة أدبية وجدتها مصادفة في مكتبة أحد الأصدقاء القدامى للعائلة . نشاهد هنا النضوج في شعر محمود عن سابقه ديوان ��صافير بلا أجنحة ، من خلال قراءتي المكثفة لأعماله الأخيرة أستطيع التمييز بدقة بين شخصي درويش قبل وبعد ففي هذه الدواوين لم أجد درويش المنفصل عن ذاته وكيانه والتائه في خيالاته النفسية والغارق في أزماته الوجودية . تنوعت مواضيع الديوان مابين الثوري و السياسي والرومانسي ، الأسلوب بسيط رقيق جداً وحساس ، واللغة سهلة وليست مبهمة كعادته ومعانيها بسيطة مفهومة .تضمن الديوان 37 قصيدة أبرزها المشهورة أنا عربي و أناشيد كوبا وقصيدة للجزائر و أجمل حبّ . حبيبان نحن إلى أن ينام القمر ونعلم أن العناق , وأن القبل طعام ليالي الغزل وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمر على الدرب يوماً جديداً ! صديقان نحن فسيرى بقربيَ كفاً بكف معاً نصنع الخبز والأغنيات لماذا نسائل هذا الطريق.. للأي مصير يسير بنا ؟ ومن أين لملم أقدامنا ؟ فحسبي , وحسبك أنا نسير.. معاً’ للأبد لماذا نفتش عن أُغنيات البكاء بديوان شعر قديم ؟ ونسأل : يا حبنا ! هل تدوم ؟ أحبكِ حُبَّ القوافل واحةَ عشب وماء وحب الفقير الرغيف ! كما ينبت العشب بين مفاصل صخره وجدنا غربيين يوماً ونبقى رفيقين دوماً
وضعوا على فمه السلاسلْ رابطوا يديه بصخرة الموتى ’ وقالوا : أنت قاتلْ ! أخذوا طعامَهُ ’ والملابسَ ’ والبيارقْ ورموه في زنزانة الموتى , وقالوا : أنت سارقْ ! طردوه من كل المرافئْ أخذوا حبيبته الصغيرة ’ ثم قالوا : أنتا لاجئْ! يا دامي العينين , والكفين ! إن الليل زائلْ لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ ولا زَرَدُ السلاسلْ ! نيرون مات ’ ولم تمت روما... بعينيها تقاتلْ ! وحبوبُ سنبلةٍ تموت ستملأُ الوادي سنابلْ..!
ماذا جنينا نحن يا أماه؟ حتى نموت مرتين فمرة في الحياة ومرة نموت في الحياة
سجِّل أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟ سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي!!
تجربتي الثانية " الكاملة " مع الدرويش ، رغم أن هذا الديوان هو الديوان الأول له إلا أني بدأت بـ " لا تعتذر عما فعلت " وإن شاء الله أكمل باقي الأعمال الكاملة لهذا الشاعر الفلسطيني العملاق
ماذا أقول في هذا الديوان والذي التهمته في جلسة واحدة ، كانت ممتعة وقاسية وحزينة ومثيرة وكئيبة في نفس الوقت
مشاعر مختلفة مختلطة سيطرت على نفسي أثناء القراءة ، كلمات أججت بداخلي نيران الغضب وأعطتني شحنة وطنية لا بأس فيها في هذا الزمن الرديء والذي ابتعدنا فيه عن الوطن وحب الوطن
نحن نحتاج لك يا محمود درويش كي تعيد تأجيج مشاعرنا الوطنية تجاه قضيتنا الفلسطينية الخالدة
انصح بقراءته ، فهنا لن تجد الرمزية المغرقة والتي اشتهر بها الدرويش
مما راق لي هنا
حسبي بأني غاضب ، والنار أولها غضب
***
اقول للمذياع .. قل لها أنا بخير اقول للعصفور...ان صادفتها يا طير لا تنسني وقل بخير أنا بخير أنا بخير مازال في عيني بصر مازال في السما قمر وثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر
***
لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا
***
حبيبان نحن إلى أن ينام القمر
***
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تموت ستملأ الوادي سنابل
***
يحكون في بلادنا يحكون في شجن .. عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن
***
الليل يا أماه ذئب جائع سفاح يطارد الغريب أينما مضى .. ويفتح اﻵفاق للأشباح وغابة الصفصاف لم تزل تعانق الرياح ماذا جنينا نحن يا أماه؟ حتى نموت مرتين فمرة نموت في الحياة ومرة نموت عند الموت! هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء؟ هي مرضت ليلة .. وهد جسمي الداء! هل يذكر المساء مهاجرا أتى هنا .. ولم يعد إلى الوطن؟ هل يذكر المساء مهاجرا مات بلا كفن؟
***
أنا أدري أن دمع العين خذلان ... وملحُ أنا أدري، وبكاءُ اللحن مازال يلحُّ لاتَرُشّي من مناديلك عطراً لستُ أصحو ... لستُ أصحو ودعي قلبي ... يبكي
***
سجل أنا عربي أنا اسم بلا لقبِ صبور في بلاد كُل ما فيها يعيش بفورة الغضبِ جُذوري قبل ميلاد الزمان رست وقبل تَفتح الحقبِ وقبل السرو والزيتون وقبل ترعرع العُشبِ
***
ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي
***
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟ يداه سلتان من ريحان و صدره و سادة النجوم و القمر و شعره أرجوحة للريح و الزهر أما رأيتم شارداً مسافراً لا يحسن السفر ؟
***
قصائدنا بلا لون بلا طعم بلا صوت إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت و إن لم يفهم البسطا معانيها فأولى أن نذريها و نخلد نحن للصمت
***
حملت صوتك في قلبي و أوردتي فما عليك إذا فارقت معركتي أطعمت للريح أبياتي وزخرفها إن لم تكن كسيوف النار قافيتي آمنت بالحرف .. إما ميتا عدما أو ناصبا لعدوي حبل مشنقتي آمنت بالحرف .. نارا لا يضير إذا كنت الرماد أنا أو كان طاغيتي فإن سقطت .. و كفي رافع علمي سيكتب الناس فوق القبر " لم يمت "
***
لملمت جرحك يا أبي برموش أشعاري فبكت عيون الناس من حزني ... و من ناري و غمست خبزي في التراب وما التمست شهامة الجار وزرعت أزهاري في تربة صماء عارية بلا غيم... و أمطار فترقرقت لما نذرت لها جرحا بكى برموش أشعاري
المحاولات الأولى ( قبل هذا الديوان عمل شطبه من أعماله لاحقًا، عنوانه : عصافير بلا أجنحة ) لدرويش هي قصيدة غاضبة، "سجّل أنا عربي" كانت التتويج الأنسب لديوانٍ افتُتح بـ"الزنبقات السود في قلبي - وفي شَفتي اللهب". يراوح الديوان بين المآساة والأمل، بين الذي مات في كفن والجنين الذي في الأحشاء، بين الكفن-الموت-المرثية-المنفى-الحزن-الغضب وبين السنبلة-الجنين-الخضرة-الفجر-النهار، بين عبارة مليئة بالشجن عن "الذي عاد في كفن" وتذكير بأمل قابع في البيوت؛ فـ"ما زال في موقدكم حطب. وقهوة ... وحزمة من اللهب". وهناك قصيدة بعنوان الموعد الأول - تبدو شاذة عن بقية قصائد الديوان - نرى فيها درويش الرومانسي من خلال منظار العاديّ، والعاديّ صلاة الشعراء.
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف معا نصنع الخبر و الأغنيات لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير يسير بنا ؟ و من أين لملم أقدامنا ؟ فحسبي، و حسبك أنا نسير... معا، للأبد لماذا نفتش عن أغنيات البكاء بديوان شعر قديم ؟ و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟ أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء و حب الفقير الرغيف ! كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما و نبقى رفيقين دوما” أوراق الزيتون
شعر درویش به گقته ی خود شعری است از یک سو متعهد و از سوی دیگر ساده و به زبان مردم عامه. این تعهد می تواند به اشعار خوب بیانجامد اما از آنجا که نوعی کوشش از پیش معین و هدفدار درش هست احتمالا اشعار معمولیش بیشتر از اشعار خوبش شود - چنانکه شده؛ حداقل در ترجمه
مثل همه ی مجموعه های تک زبانه این افسوس هست که کاش این مجموعه دوزبانه بود. زبان ترجمه هم بد نیست - بدون مراجعه و به صرف دیدن زبان فارسیش؛ البته در مواردی نیاز به ویرایش دارد تا جملات ربطشان یا چینششان فهم شود؛ احتمالا مواردی هم باید با اصل دوباره تطبیق شود
در بین شعرها "وعده گاه نخستین" رو خیلی دوست داشتم و در مرتبه ی بعد "کارت شناسایی" رو
وضعوا على فمه السلاسلْ رابطوا يديه بصخرة الموتى ’ وقالوا : أنت قاتلْ ! أخذوا طعامَهُ ’ والملابسَ ’ والبيارقْ ورموه في زنزانة الموتى , وقالوا : أنت سارقْ ! طردوه من كل المرافئْ أخذوا حبيبته الصغيرة ’ ثم قالوا : أنتا لاجئْ! يا دامي العينين , والكفين ! إن الليل زائلْ لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ ولا زَرَدُ السلاسلْ ! نيرون مات ’ ولم تمت روما... بعينيها تقاتلْ ! وحبوبُ سنبلةٍ تموت ستملأُ الوادي سنابلْ..!
ماذا جنينا نحن يا أماه؟ حتى نموت مرتين فمرة في الحياة ومرة نموت في الحياة
سجِّل أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟ سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي!!
اول مجموعة شعرية اقرؤها و لن تكون الاخيرة ✨ اول ديوان لمحمود درويش.كانت قراءة لطيفة.
"سجّل ! انا عربي و رقمُ بطاقتي خمسونَ الفْ و أطفالي ثمانيةٌ و تاسعهم سيأتي بعد صيفْ ! فهلْ تغضبْ ؟ * سجّل !أنا عربي و أعمل مع رفاق الكدح في محجرْ و أطفالي ثمانيةٌ أسل لهم رغيف الخبزِ، و الاثوابَ و الدفترْ من الصخر.. و لا اتوسَّل الصدقاتِ من بابِكْ و لا اصغرْ امام بلاط اعتابك فهل تغضبْ ؟ ...." —————————————
" .. يا دامي العينين، و الكفين ! إن الليل زالْ لا غرفةُ التوقيف باقيةٌ و لا زَرَدُ السلاسلْ ! نيرون مات، و لم تمت روما... بعينيها تقاتلْ ! و حبوبُ سنبلةٍ تموت ستملأُ الوادي سنابلْ..! "
❞ سَجِّلْ! أنا عربي ولونُ الشعرِ.. فحميّ ولونُ العينِ.. بنيُّ وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوقَ كوفِيَّهْ وكفي صلبةٌ كالصخر تخمشُ من يلامسها وعنواني: أنا من قريةٍ عزلاء منسيَّهْ شوارعها بلا أسماء وكل رجالها.. في الحقلِ والمحجرْ فهل تغضبْ؟ ❝
يتجدد حبّي لمحمود درويش مع كل ديوان أقرأه له، أقع في غرام كلماته وتعبيراته ومشاعر قصائده في كل مرة، أصافحه بحرارة السلام وحماسَهُ كل مرة كأنه أول سلام وأول "كيف حالك" في أول لقاء، أعتقد وأشعر أيضاً في كل مرة - وربما أتأكد بحدسي - أن جذوري الفلسطينية البعيدة ربما تشترك مع جذوره في صِلة قَرابة دون أن أدري، وحتى لو لم يحدث ذلك ولو لم تكن هناك قرابة بالاسم والدم بيننا، ولكن على أي حال ثمة شئ ما يجمعني به في حالة توحّد وتماهي أستشعرها مع كل قراءة له وكل قصيدة أسمعها بصوته، حالة تتجدد ولا تزول، وأتمنى أبداً ألا تزول.
❞ أما رأيتم شارداً.. عيناه نجمتان؟ يدّاه سلّتان من ريحان وصدره وسادة النجوم والقمر وشعره أرجوحةٌ للريح والزهر! أما رأيتم شارداً مسافراً لا يحسن السفر! ❝
هذه المرة لا أستطيع الحديث عن الديوان وتحليله وخلافه، في صمتٍ تام أنهيه يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٤، يوم الأحد الذي انتظرناه منذ عام مضى ولم يطلع علينا صباحه حتى الآن، جفّت أوراق الزيتون واحترقت أغصانه وانسكب زيته واقتُلعت شجرته من جذرها، قُتِل الزيتون في كبد، وقُتل وفُقِد معه عشرات ومئات الآلاف من الأحباء قاطني أرض الزيتون يا درويش، لا نعلم إلى متى ولكن نسأل الله الخَلاص.
❞ هَبِي مرضتُ ليلةً.. وهدَّ جسمي الداء! هل يذكر المساء مهاجراً أتى هنا.. ولم يعد إلى الوطن؟ هل يذكر المساء مهاجراً مات بلا كفن؟ يا غابة الصفصاف! هل ستذكرين أن الذي رَمَوْه تحت ظلك الحزين ــ كأيّ شيء مَيِّتٍ – إنسان؟ هل تذكرين أنني إنسان.. وتحفظين جثتي من سطوة الغربان؟ ❝
النجمة الرابعة من أجل قصيدة "بطاقة هوية" آخر قصيدة في الديوان وأفضل ما فيه، وهي واحدة من أحبّ وأقرب قصائد محمود درويش عموماً إلى قلبي وأحب سماعها بصوته بشكل خاص.
❞ سجّل.. أنا عربي سُلبتُ كروم أجدادي وأرضاً كنتُ أفلحُها أنا وجميعُ أولادي ولم تترك لنا.. ولكلِّ أحفادي سوى هذي الصخور.. فهل ستأخذُها حكومتكمْ.. كما قيلا! إذنْ! سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحد ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي!! ❝
تعتبرأوراق الزيتون الصادرة سنة 1964اولى دواوين الشاعر محمود درويش،سبقتها تجربته الاولى "طيور بلا اجنحة الصادرة سنة1960. مجموعة شعريّة متكوّنة من 26 قصيدة،متنوعة في طولها وفي اختلاف بنيتها وتكسر وحدة النسق العروضي التقليدي.بينما جاء بعضها في شكل أبيات قصيرة مكثفة، امتدت أخرى لتأخذ شكلاً أطول،لكن كل هذه الأشعار تشترك في معانيها ودلالاتها.فهي عن الحبّ والكره،عن الوفاء والخيانة،عن التّضحية،عن حب الوطن،عن الهجرة،عن المنفى،عن الغربة،عن الإستغراب والوحدة،عن الهوية والإنتماء،عن الحنين،عن الامومة،عن الصداقة،عن الموت والحياة،عن الشعر والشعراء ودور الشاعر،عن الغضب النابعةمن الظلم والقهر. كان فيها حضور اوراق الزّيتون ملفتا. قصائد تتسم بالحزن و الشجن وتعكس معاناة الشّعب الفلسطيني المقاوم. كتبت بلغة سلسلة بسيطة دون تعقيدات ودون رمزيّات معقّدة.شعر جميل ،مفعم بالاحاسيس اكثر القصائد التي احببتها في هذه المجموعة هي "عن إنسان" ،"وعاد...في كفن"،"رسالة من المنفى"،"?"،"عنوالامنيات"،"عن الشعر","رباعيات" وكانت أروعها "بطاقة هويٌة".
"سجٌل ! انا عربي انا إسم بلا لقب صبور في بلاد كل ما فيها يعيش بفورة الغضب"
سجّل أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون ألف وأطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف فهل تغضب؟ سجّل أنا عربي وأعمل مع رفاق الكدح في محجر وأطفالي ثمانية أسلّ لهم رغيف الخبز والأثواب والدّفتر من الصّخر ولا أتوسّل الصّدقات من بابكـ ولا أصغر أمام بلاط أعتابكـ فهل تغضب ؟ سجّل أنا عربي أنا إسم بلا لقب صبور في بلاد كلّ ما فيها يعيش بفورة الغضب جذوري قبل ميلاد الزّمان رست وقبل تفتّح الحقب وقبل السّرو والزّيتون وقبل ترعرع العشب أبي من أسرة المحراث لا من سادة نجب وجدّي كان فلّاحاً بلا حسب .. ولا نسب يعلمني شموخ الشّمس قبل قراءة الكتب ويبتي كوخ ناطور من الأعواد والقصب فلا ترضيكـ منزلتي ؟ أنا إسم بلا لقب ! سجّل أنا عربي ولون الشّعر فحمي ولون العين بنّي وميزاتي : على رأسي عقال فوق كوفيّة وكفّي صلبة كالصّخر .. تخمش من يلامسها وعنواني : أنا من خربة عزلاء … منسيّة شوارعها بلا أسماء وكلّ رجالها .. في الحقل والمحجر فهل تغضب ؟ سجّل … أنا عربي سلبت كروم أجدادي وأرضاً كنت أفلحها أنا وجميع أولادي ولم تتركـ لنا ولكلّ أحفادي سوى هذي الصّخور .. فهل ستأخذها حكومتكم .. كما قيلا إذن !!!!! سجّل … برأس الصّفحة الأولى أنا لا أكره النّاس ولا أسطو على أحد ولكنّي … إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار … حذار … من جوعي ومن غضبي !
اختتم محمود درويش صفحات الكتاب باجمل القصاءد، قصيدة تلخص معاناة شعب ما زالت قائمة وسمات هذا الشعب تبرز من خلف كل كلمه في القصيده! فلعل وعسى كل قاريء يسجل!
"اذن! سجل.. براس الصفحة الأولى انا لا أكره الناس ولا اسطو على أحد ولكني... اذا ما جعت اكل لحم مغتصبي حذار... حذار... من جوعي ومن غضبي!!"