تمهّلتُ في قراءته .. كحلوى أتناولها على مهلٍ تاركةً لبقية جوارحي الغرق في جمال الشعور .. لم يعد في جعبتي ما أقوله بعد انتهائي من هذا الديوان.. ولي معهُ قِصّة : https://twitter.com/fnafen/status/575...
/
الاقتباسات بلا انتهاء، سأُورد منها ما لامس الذائقة:
ودّعتُك الله فاحفظ سرّنا أبدا واكتُم هواي ولا تخبر به أحدا
وغبتِ.. غبتِ إلى أن مات موعدنا والكون والله كالثقب الصغير بدا
ودمعتان اشتهيتُ اليوم نثرهما لطالما اشتاقتا أن تُسفحا بددا
وأجمل الصمت فيما بيننا لغةً فالصمت حرف بديعٌ بَعْدُ ما وُلِدا
/
يا خفي اللطف أدرِك غربتي أوشكت نفسي من نفسي تضيع
فأعِذ قلبيَ إنّي قاربٌ، ثقبَ الأمنَ به سوءُ الصنيع
/
تغانمي العُمرَ.. قلبي قُدَّ من ألمٍ فقطرةٌ من عذابٍ، هل تُكَدِّرُه
/
عشتِ في قلبي اشتهاءً أليمًا ربما .. يُذهِبُ المحبةَ حِرْصُ
/
أقسى الخسارة أن تؤمِّلَ في الهوى وتعودَ، كفُّكَ من حبيبك مُفْلِسَة
يا أجمل الأشياء حين تجيئُنا في حينها رغم الظنون المُبلِسة
لأول مرة في حياتي اقتني ديوان شعر لشاعر لم اقرأ له نصًا من قبل ،شدني عنوان الكتاب ،شعرت لوهله أن للعنوان إشارة خاطفة لما وراء الصفحات ،سمعت بالشاعر من قبل لكني لسوء حضي أنني لم أكن قد قرأت له شيئًا من قبل ،قد اجحف بحق الشاعر وديوانه أن كتبت هُنا ،القصائد أعذب مما تحيلت وأجمل مما توقعت ،كُل قصيدة تحدث في القلب ربكة ،تُحرك شيئًا ما في الروح تجعله يقرأ أكثر وينصت للحرف وموسيقاه اكثر وأكثر ،ندمت أنني لم أقتني ديوانه الحديث يكاد يضىء لكنني وبلا تردد سيكون بإذن الله في مكتبتي قريبًا ،شكرًا للشاعر سلطان على هذا الحرا الصادق والعذب الذي يشبه الماء بنقاءه .
من أرّق ما قرأت مؤخرًا توقفت عند قصيدته -تسابيح الفقد- قرأتها على مهل وكأني أرغب بأن أتجرع ما فيها من مرارةٌ عجزت حلاوة الحروف أن تخفيها ووضعت مما قال في موضع النصح مع المواساة -هوّن عليك- فلن أنسى منها "هوّن عليك وكن لآخر لحظة.. متمسكًا بالصدق والحلم النقي"
في تفاصيل أخرى للماء…لا نجد الماء…نجد فقط الدمع. ! لا تكاد قصائده الثلاثين تخلو من كلمة دمع. ..تفصيل أخر للماء … الدمع أثقل ما ترقرق في المدى إن ذرفته محاجر لم تلتق … لو كان حُبك دمعا ما شقيت به أبكي متى غبتِ عن عيني وأنثره … أفسح لحزنك هذا الدمع قصتنا في ملحه سر حير الشُعرا ..
لا يأتي الماء “الدمع” هنا للرمز عن الجمال…بل عن حزن المتحدث…عن شوقه، عن عذاباته. في منتصف الديوان ،تأتي القصيدة الثامنة عشر “العطش”.! فيها يتحدث الشاعر عن عطشه” وتوقه عن “جنة” خسرها، كما تبدو الشخصيات عطشانة للحياة في قصيدة ت.س.إليوت “الأرض اليباب” …لشئ غاب ولن يعود”
يبدأ ديوان تفاصيل أخرى للماء ب”مفتتح” وعندها يعتقد القاريء أنه سيقرأ عن الحياة والبد��يات…لكنه يفاجأ بأن الديوان يبدأ بقصائد عن الفقد والموت….”مفتتح…وفقد.” ضدان كما ضدا الماء. بعدها يكتب الشاعر موال يصف فيه شئ من أوجاعه في هذه الحياة . تاريخيًا، تتضمن مواضيع المواويل تجارب الحياة و الشكوى من هموم الدنيا وخيانة الناس. وفي موال تفاصيل أخرى للماء لمحة لعذابات المتحدث. هذا الموال إشارة لما يليه…القارىء يقرأ عن “ الحنين المر” الذي لم يفارق المتحدث. وفي نهاية الديوان، يكتب الشاعر مختتم يذكّر فيه القارئ “الذي لا زال يعيش فقد المتحدث” بأوجاع المتحدث
أصدق مخطأة، فوضى الهندسة، من يعرف الشوق....من أجمل قصائد الديوان. ديوان يستحق القراءة