يناقش الكتاب قضية الاستدلال الشرعي الفاسد من بداية بعث النبي بالأحكام الشرعية حتى اليوم. طبعا الكتاب يناقش الاستدلالات الفاسدة فسادا مطلقا بدون شك يعني و ليس الاختلافات الفقهية بين المذاهب, يعني يعتبر الاستدلال فاسد إذا ناقض القرآن و ما أجمعت عليه الأمة من صحيح الحديث. حدد الكتاب بداية الاستدلال الفاسد في الأمة و من وين ظهر, و شرحه بنقاط كثيرة و مسهبه بصراحه. فمر على الاستدلالات بحياة النبي صلى الله عليه و سلم و بعدها بحياة الصحابة و بعدين باللي خلفوهم. شرح بعض الأحكام الفاسدة من فرق مختلفة منهم اللي يكفر صاحب الكبيره و منهم اللي يحلل زواج بنات البنات و بنات البنين و منهم اللي يوجبون على المرأه قضاء الصلاة على الحائض و منهم أحكام القرآنيين اللي يرون بجلد الزاني المحصن و غيرها من الاستدلالات الفاسده اللي ممكن سعنا فيها و ممكن ما وصلتنا, إما لأنها مو منتشره أو لأنها ماتت مع الوقت.
الكتاب مسهب و مفصل و مبوب بشكل ممتاز جدا, بس الكتاب للقارئ الدارس المتخصص و لهالسبب واجهت بعض الصعوبة فيه.
يمكن اعتبار الكتاب كاستعراض تاريخي للاستدلالات الفاسدة بدءا من عصر الصحابة الذين اعتبر عدم وصول الاحاديث لهم هو السبب الرئيس لهذه الاستدلالات، ثم الخوارج الذين كفروا مرتكب الكبيرة و خطأوا الصحابة و السبب الرئيس لانحرافهم هو الظاهرية في فهم بعض النصوص و لي عنق البعض الآخر، ثم ينتقل للشيعة اذ يعتبر اعتقادهم للإمام المعصوم أس خلافهم مع اهل السنة اذ تركوا الأخذ بالقياس بناء على ان الإمام يغني عنه ، وكذلك لم يعتبروا الاجماع ان لم يكن الامام ضمن المجمعين ،و الخبر لا يقبل الا من طريق الأئمة و القرآن لا يفسر و لا يستنبط منه الاحكام الا الائمة المعصومين ،هذا يعتبر الجزء الاول من الكتاب اما الجزء الثاني فيصل به ال الاستدلالات الفاسدة عند الحداثيين منطلقا من سمات الحداثة و خصائصها . يعتبر عرضه لآراء الحداثيين سلسا متسقا ينم عن عمق الكاتب ، اما ردوده فهي سطحية تحتاج لتعميق فلسفي و تإصيلي ، على العموم الكتاب مفيد جدا و يستحق القراءة .
This entire review has been hidden because of spoilers.