هذا الكتاب هو ثمرة سنين من البحث الميداني المضني للمؤلف ، والذي سبقه بحثٌ آخر في مضامين أمهات كتب الأدب والتاريخ والجغرافيا ، وهو يكشف لأول مرّة عن موضع مدينة هجر المشهورة في التاريخ العربي، وكذلك موضع حصنيها الأشهرين المشقر والصَّفا ونهرها محلم . وقد حاول الكثير من الكتاب والباحثين الوقوف على مواضع هذه الأماكن إلاّ أنّ منهم مَن أبعد النجعة فجعلها في غير أماكنها الصحيحة ، ومنهم مَن حام حول الحِمى ولم يقع فيه إلى أنْ قيَّض الله للكاتب أن يكتشف التلّ الذي كان يقوم فوقه حصن المشقر في عام 1414هـ، فكان فاتحة خير لاكتشاف الحصن التوأم للمشقر ، وأعني به حصن الصَّفا، ومن ثم التوصّل إلى معرفة العين التي كانت تُعرف في السابق بإسم عين محلم الشهيرة ، ثم أعقبه التوصُّل إلى معرفة موقع أهمّ مدينة عرفتها هذه المنطقة وأبعدها ذكراً في التاريخ والأدب العربيين ألا وهي مدينة هجر العظمى .
وافاه الأجل بمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، عن 60 عاماً إثر معاناة مريرة مع المرض.
ولد الجنبي في قرية القديح في محافظة القطيف، وفقد رجله اليُسرى إثر (الغرغرينة)، وألحقه والده مبكراً بالكُتّاب، ودرس الابتدائية في الفلاح بالقطيف، ثم الشاطئ، وأتم تعليمه في مدرسة القطيف النموذجية المتوسطة، ومدرسة القطيف الثانوية، والتحق بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، فدرس فيها عامين ونصف العام، وكان محط تقدير وإعجاب أساتذته ومعلميه، ثم أقصته ظروف عن إتمام الجامعة، فآثر تثقيف ذاته بذاته، وانهمك في قراءة الكتب والبحوث، المتعلقة بالتاريخ والآثار مما كان له دورٌ كبير في توجهه إلى كتابة البحوث التاريخية التي طبع له منها الكثير.
عمل الراحل في دار التوجيه الاجتماعي بالدمام لمدة سنتين، ثم في عام 1417 (1996) التحق بالعمل رسمياً في وزارة الصحة. وله من المؤلفات: تحقيق شرح ديوان ابن المقرّب، وهجر وقصباتها الثلاث، وجِره.. مدينة التجارة العالمية القديمة، وجواثى تاريخ الصمود، وله بحوث ومؤلفات عدة.