أديب،، وطالب علم،، وتلمذ لطائفة من أهل العلم بالشريعة والعربية والأدب،، ومجاز بالسند في كتاب الله وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم. يسعى لكي يكون خيرا لنفسه ولأمته،
تخيل معي هذا .. رجل لم تره قبلُ ، وقد أثر في نفسك وفي شخصيتك وأفكارك كثيراً من خلال كتاباته الفريدة التي لم تجد أحداً يكتب مثلها من ناحيتين .. السجية المنطبعة على القلم والبحر الغزير من العلم ومنذ قراءتك له وأنت تبحث عن كل ما يصلك به من كتب له أو عنه أو حتى عن أصحابه وتلاميذه وشيوخه وكل من له ارتباط بحياته العامرة كبر هذا الارتباط أو ندر كالسلام العابر .. ورجل آخر .. أسرك لسانه ولسان قلمه العربي الجزل النادر الكتابة مع الأسف ،وأسرك قلبه الرقيق المليء بالإنسانيات والبعيد عن المتشدقات العلمية بمصطلحاتها الأكاديمية حتى في كلامه أو كتاباته التي يغلب عليها الطابع العلمي تجد قلبه ذاك يحوم بتلك الرقة حول كتاباته أو كلماته .. تخيل معي أن هذا الثاني -وهو الاستاذ وجدان- قد عايش ذاك الأول -وهو شيخ العربية محمود شاكر- لبضع سنوات .. طويلة هي المدة بمقاييسنا نحن البشر ولكنها قصيرة بمقاييس المحبين .. ثم تخيل أن هذا الثاني قد كتب عن ذاك الأول كتاباً فيه الكثير من سيرته غير المذكورة في الكتب .. وبالطبع الكثير عن إنسانية ذلك الرجل وحياته الخاصة التي لم نرها من قبل بأسلوب مثل أسلوب هذا الكاتب وبقلب تلميذ محب كقلبه تخيلت هذا !! حسناً .. كفاك خيالاً واقرأ هذا الكتاب
الكتاب ينقسم لأربعة فصول : الأول عن حياة الشيخ بطريقة مختلفة -كما ذكرت- عن طرق كُتاب سيرته رحمه الله الثاني يحوي بعض كلمات المحبين من تلاميذ الشيخ وأصدقائه الثالث يحوي لقاءات للشيخ لم تنتشر كثيراً الرابع عن منهج الشيخ الذي انتهجه لحياته العلمية قد يتبين لك -كما تبين لي أن الفصل الأول هو كما يقولون(فيه الزبد) ولكن كما قلت أن الأستاذ وجدان لم يدع ذلك الشعور يتسرب لنفسي وملأ الكتاب بإنسانية ذلك العالم ورقة قلبه وقوة صدوعه بالحق دائماً في بقية الفصول أيضاً
حزنت حين فرغت من هذا الكتاب .. لكن وقع في قلبي قول زوج الشيخ حفظها الله نعيمة الكفراوي حين سألها الأستاذ وجدان : لماذا لم تقبلي بيع المكتبة ؟ أي مكتبة الشيخ وذلك بعد وفاته قالت :إن ذهاب المكتبة عندي أعظم على قلبي من ذهاب صاحبها ، فما دمت حية فلن أفعل ذلك. وأنا فرح بوجود هذا الكتاب عندي الذي يحوي جزءاً نادراً من روح الشيخ رحمة الله عليه
بسم الله الرمن الرحيم فى بداية الامر انتظرت هذا الكتاب من فترة طويلة جزء منذ بدأ ا/ وجدان العلى الاعلان عن عمله على هذا الكتاب خلال العام الماضى على مواقع التواصل الاجتماعى و كنت متحمسة جدا 0 و لكن للاسف جاء الكتاب مخالف لجميع التوقعات
1- اظن ان ا/ وجدان كان متأثرا جدا بتجربة كتاب المتنبى للدكتور العلامة الفاضل شيخنا محمود شاكر و لكن شتان بين هذا و ذاك .. اعرف ان المقارنة قاسية جدا و ظالمة .. ولكن
2- ذكر ايضا الكاتب ان العمل قام ب إنجازه خلال 12 عام مما اثار استفهامى الشديد ! ليس ظلما له ولكن كان متوى الكتاب مخالفا لهذا فالكتاب جاء بلا مقارانات او مناقشات او نقد ما اوتعليق مجرد ناقل و مجمع ..
3- خصص الكاتب ابواب فى الكتاب لتجميع مجموعة من اللقاءات التسجلية و الصحفية التى اخذت جزء كبير جدا من الكتاب بدون اى تعليق من الكاتب كان من الممكن ان اجدها فى اى مكان او عبر الشبكة
4- تكرر الامر فى الجزء الخاص بتجميع كلمات و اراء الكتاب و الادباء عن الشيخ
5- تنفست الصعداء عندما قرأت الجزء الخاص بالمنهج " الجزء الرابع " كان جيدا جدا
6- قد ظلم المتابعين الكتاب بوضع تقدير عال جدا قبل القراءة
فى نهاية الامر أنا لا اريد من تلك الكلمات انقاص لشأن الكاتب حاشا لله ا/ وجدان كاتب رفيع المستوى صاحب قريحة متقدة وكلمات عذبة جدا تسرق الفؤاد نحن نتلقى منه العلم و الله .. و لكن هذا كان رأى خاص قد يحمل الخطأ فغفر الله لى ربنا يرزقنا العلم و نفحاته ننتظر الافضل من الشيخ وجدان ان شاء الله
لا أدري لماذا كدت أن ابكي وأنا غارق بين صفحات هذا الكتاب .. هل بسبب هذه اللغه التي نسعى جاهدين شاعرين او غير شاعرين الى تضييعها ولا نفكر حتى في ذلك ولا يخطر على بال احد منا بينما هذا الرجل -رحمه الله- يُفني عمره بكل ما تحمله الكلمه مدافعا عنها حتى سماه احدهم "حارس اللغه العربيه" وصدق الذي فعل ! أم بسبب الذي صار اليه حالنا مقارنة بحال هؤلاء الذين سبقونا و حرصهم على الحفاظ على صلة هذه الأمه بتاريخها وأصلها حيث لا سبيل لهذا بدون اللغه ام بسبب ما ورد عن أبي فهر بين ثنايا هذا الكتاب و هو يتخوف و يحذر بحرقه من مٱلنا اذا اهملنا لغتنا وانقطعنا عن اجدادنا -وهو مرئي الان- ويوضّح ان لا خير في أمة فعلت ذلك .. رحم الله شيخ العربية و حارسها
كانت المرة الأول التي اسمع بها عن الشيخ محمود شاكر من صديقة قارئة على الفيس بوك، كانت تقرأ كتبه وما كُتِبَ عنه وتشارك الأصدقاء بعض الاقتباسات التي استحسنتها أو خلفية صغيرة مما آثَاره بداخلها، تشييدها بروعته وقوته وأنه من القلة وقد يكون من الاستحالة إيجاد مثله؛ جذبني للتعرف عليه، بالأخص أنه شخصية إسلامية.. فكيف لا أعلم شيئًا عن أخ نابغ؟! سألتها اقتراحًا لكتاب عنه أو له، به من التشويق ما يكفي كي يدفعني لإكماله... فجاء هذا الكتاب كترشيح منها. استغرقت 10 أيام قراءة تقريبًا أنجزت 80 صفحة في جلسة واحدة، ثم لمشاغل الدراسة وأعباء الحياة تقطعت قراءتي ليس مملًا أو عيبًا في المحتوى. الشيخ محمود شاكر، الملقب بـ "شيخ العربية"، أقرب الأصدقاء ليحيي حقي ومن رافقه في المعيشة عشر سنوات، بل هو كان سببًا رئيسيًا في اتجاه الأخير للكتابة وإيجاد موهبته الخفية، من أشاد به العقاد في مجالس عدة، وصادقه الرافعي. هناك خلاف كبير بينه وبين طه حسين، لويس عوض، سيد قطب، الأفغاني، محمد عبده وغيرهم.. ليس حُبًا في ذلك؛ فهو يكره مصطلح "معارك فكرية" بل دفاعًا عن الحق ووجهات نظره والحقيقة البائنة الواضحة كالشمس في منتصف الظهيرة.
قال طالبه صاحب الكتاب وجدان العلي فيما معناه أن جهل الكثير بمحمود شاكر قد يكون مقصودًا لنجهل الأخيار المؤثرين بالإيجاب، المفيقين للعقل النائم في سبات على حسب صيت أولئك ذوي المصالح والسياسات الأخرى دون خدمة ووعي حقيقي.
محمود شاكر ذكرني كثيرًا بما قرأته عن علي طنطاوي (السوري) لكن شخصية مصرية بجذور صعيدية متمسكة بأصلها، رغم قلة ما أعرفه عن كليهما إلا أنهما من أكثر الشخصيات الإسلامية التي أحببتها، أخلاقًا وعلمًا، تفاصيلهما الصغيرة أسرتني.
الكتاب رائع، رغم صعوبة بعض أجزاءه، فقد تلاها بكلمات صعبة كثيرة متصلة، قد يكون ضعفًا في لغتي العربية أو تمكنًا زائدًا منه، المهم أن النتيجة النهائية كانت بحنقي عليه كثيرًا.. ثم أعود لصفائي مقررة الإكمال.
التقييم: 4.5 بما أنها ليست موجودة.. فقد استقللت الـ4 فقط لذلك وضعت الـ 5 مرتاحة أكثر وساقرأ ما كتبه محمود شاكر بقلمه في مستقبل قريب..
كل حديث عن الجَمال جميل!، فالعنوان الفرعي أسفل العنوان الرئيسي يقول أن ذلك الكتاب به "أوراق وأسمار شيخ العربية أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله، التي لم تُنشر من قبل"، وهي أحاديث إذاعية وصحفية والقليل مما رواه روّاد ندوته وبعض ذكرياتهم عنه، وملحق الصور بالتأكيد!
وكل هذا جميل واستمتعت بقراءته!، فإنني أحبه، ولكن إن كان تقييمي لهذا الكتاب من حيث هو كتاب ومن حيث أن وراءه شخصًا ما قام بجهد الجمع والترتيب وما إلى ذلك، فالتقييم سيهبط كثيرًا، أو ببساطة لم أحبه!، فمنهج الكتاب دون المستوى بكثير، ويزداد العجب عندما تقرأ أن صاحبه مكث ما يقرب من ثلاثة عشر عامًا من أجل إخراج هذا الكتاب على هذه الهيئة، ألا جزاه الله خيرًا أولاً، وألا لولا الإشارة إلى هذه المدة في مقدمة الكتاب لقلت أن هذا عملًا معجول (من العجلة!)، بل حتى الفصل الأخير الذي اسمه: "بحثٌ مختصرٌ أبنت فيه شيئًا من منهج شيخنا في القراءة ودرس الأدب"، لا يعدو أن يكون مقتطفات صغيرة سطحية من كتب أبي فهر دون تعمّق فيها، وأي قارئ مسبق لهذه الكتب سيشعر بالضيق من هذه المقتطفات التي قد نصادفها في أي مراجعة مختصرة لأي من تلك الكتب، وكتاب الأستاذة عايدة عن أبي فهر يتفوّق عليه ألف مرة عندئذ، على الأقل عايدة أبثّتْ روحها في كتابها عنه فجاء كتابًا حيًا!، بينما هنا فهذا الكتاب فقد الروح تمامًا تحت سيطرة هذا الهدف التي عرضه له المؤلف في مقدمته: ولا بد أن يكون بيّنًا مرة أخرى إلى أني لم أقصد إلى درس شيخنا، ولا إلى سرد حياته، ولا إلى تلمّس معالم أدبه ومنهجه في التأليف، والتحقيق والنظر،كل ذلك ليس من قصدي ولا هدفي، وإنما هنا تأريخ مختصرٌ لبعض الجوانب في شخصية شيخنا، سقته عبر الأخبار، في إهاب أدبي خالص، بعيدًا عن الاستقراء والاستقصاء، وأرجوا ألا ينسى قارئ الكتاب هذا الأمر
صراحة!، كدت أن أنساه!، ولكن إن احتكمت إلى هذه الفقرة وحدها من المقدمة فالكتاب يستحق إذن التقييم الكامل!، ولكن في الوقت نفسه هذا لن يعني أنني راضٍ عنه
ما أصعب أمر التقييم التي يضطرنا إليه هذا الموقع! :D
كتاب ممتع في سيرة شيخ العربية وحارسها وحامل لوائها العلامة محمود محمد شاكر رحمه الله الكتاب في خمسة فصول عامة هذه الفصول هو كلام عن الشيخ ووصف حاله وفكره ومنهجه وما كان يدعو إليه (إما بلسان أستاذ وجدان أو بلسان الشيخ رحمه الله أو بلسان أصحابه عنه) وأدسم هذه الفصول على الإطلاق هو الفصل الرابع الذي كتبه الأستاذ وجدان مبينا منهج الشيخ في قراءة الأدب خصوصا والعلم عموما، وما السر الذي جعل محمود شاكر= محمود شاكر شيخ العربية وحامل لوائها ولقد قرأت مراجعات الكتاب فوجدت من أجحفه وبغى عليه، كل ذلك لأوهام كانت في نفوس أصحابها عن الكتاب فجعلوا يقرأون الكتاب مُمَنيين أنفسهم بأشياء لم يقل الكتاب ولا صاحبه أنه جاء ملبيا تلك الأماني بل بأدنى قراءة للفهرس تفهم عن ماذا يدور الكتاب وما الذي أراده أستاذ وجدان من هذا الكتاب وخلاصة القول هو كتاب خفيف لطيف على النفس، مكتوب بلغة أدبية صعبة حينا، وسهلة أحايين، في سيرة إمام أهل زمانه في اللغة الأستاذ محمود محمد شاكر
رحم الله شيخ العربية -محمود شاكر- وأدام مداد يراع الشيخ وجدان؛ فقد أجاد بأسلوب أدبيّ رفيع بسرد مواقف وحقائق عن الشيخ ليست مشهورةً عنه، تُبين عن شاكر الإنسان والمُربي والحنون بأهله وطلابه.
كتاب طيب، يتحدث عن ( شيخ العربية ) العلامة محمود محمد شاكر وهو أخو المحدث أحمد محمد شاكر ويصغره بسبع عشرة سنة. ميزة الكتاب : خبرة صاحبه (وجدان العلي ) بمن يتكلم عنه ويترجم له، واهتمامه الشديد به. الأستاذ شاكر ترك لنا منهجا فريدا في قراءة الكتب، يتلخص بما يلي: (التذوق ) وهذا التذوق ليس عشوائيا بل هو قائم على إعمال المنطق العقلي في النص، وعلى اللغة السليمة التي لا تستوي على سوقها بحفظ أو معرفة معاني الكلمات من المعاجم بل تتخطاها إلى البحث عن صورة الكاتب ومشاعره وموقفه التي تخرج من خلالها كلماته مصطبغة بذلك كله، وأخيرت يعتمد هذا التذوق على التاريخ السوي الذي يجب تمحيصه وربطه ببعضه ونفي الأكاذيب الاي لا تتسق مع السياق التاريخي ولا مع شخصية المترجم له. أصدر الأستاذ محمود شاكر كتابه ( المتنبي ) وهو في سن السابعة والعشرين ، ولكن ما أتى به من تصحيحات وتخطئات للروايات التاريخية في حق المتنبي كانت مذهلة، ويصعب تصور إتيان شخص في مثل تلك السن بمثل تلك التقريرات، وللعلم : فقد أثبتت كثير من تلك التقريرات فيما بعد بنصوص تاريخية كانت مخبوءة في بطون المخطوطات، وهذا مما يشيد بعبقرية الرجل العلامة (شاكر). محمود شاكر امتلك ثقة غير قليلة بالنفس، وقد دلت على ذلك تتبعاته لأخطاء بعص كبار علماء اللغة العربية، واستدراكاته عليهم في الكتب التي ألفها وحققها شاهدة على ذلك، فقد اعترض بعض آراء الجاحظ والفراء وغيرهم، كما ذكر وجان العلي ذلك معزوا إلى مصادره في كتب الشيخ شاكر. الخلاصة: كان الشيخ شاكر من القلة الذين لم يهملوا عقولهم بل فعلوها إلى أقصى درجة في الفهم وفي القبول والرد وفي النقد والتمحيص. حفزني الكتاب إلى التقام بعض كتب الشيخ شاكر التي لم أكمل منها واحدا، فيا رب يسر وأعن.
كان ينبغي أن أعطي هذا الكتاب خمسة نجوم إكراما لأبي فهر العظيم ولكن الفصل الأخير كان كبوة المؤلف في هذا الكتاب الممتع عن شيخ العربية. لقد خلط العلي بين عمله في الفصول الأولى والتي ينبغي أن تقوم على التجميع والترتيب الجيد، وقد فعل ذلك بجدارة، وبين عمله في الفصل الأخير الذي ينبغي أن يكون أساسه الغور في كتابات أبي فهر وتقديم مادة ممتازة لتبيين منهجه العظيم. ما قام به العلي هنا في ذاك الفصل لم يكن سوى تفسير الماء بالماء! ولكنه قدم مادة جعلت منا القراء نتعرف على أبي فهر الإنسان وتلك لعمري مكرمة للكتاب وللكاتب معا
كمحب ومقدر لشيخ العربية محمود شاكر رحمه الله, لم أستطع ترك الكتاب حتى أنهيته وكنت أتشوق للفراغ من وقت العمل حتى أرجع إليه وأنهيته فى ليلتين ونصف فرحم الله شيخ العربية أبا فهر العلامة المتفرد فى زمانه وغفر له وجازاه إحسانا بإحسان وجزا الله الأستاذ وجدان خير الجزاء الذى توارى ليخلى الساحة للشيخ نفسه أو لأصدقائه لرسم الصورة التى أرادها المؤلف ولم يضهر إلا على إستحياء فى الفصل الأخير مبينيا منهج الشيخ من كتاباته ومن كلام الشيخ نفسة.
الكتاب عبارة عن ملامح من حياة الأستاذ محمود شاكر , وإن كان الكتاب ليس بعظمة الشخصية ,لكن يكفي أي حروف تكتب عنه , الشيخ محمود شاكر مدرسة وعلم متفرد لوحده في الفكر .. أخلاق الشيخ لم أقرأ مثلها قبلا ,فأي كتابات للشيخ حتي وإن كانت للمتخصصين ,فلابد أن تخرج بشئ من روحه العطرة وأخلاقه الرفيعة رحم الله العظماء
هذه أوراق حسنة الوضع، لطيفة، جمعها الشيخ وجدان، وجاء فيها بكل طريف مستملح من أخبار شيخ العربية وحياته؛ فجاءت -كما ينبغي لكل ما هو متعلق بأبي فهر، عليه الرحمة والرضوان- آسرة، شديدة العذوبة، نازلة في قلبي -وأنا من محبي الشيخ- بمنزلة المُحَبِّ المُكْرَمِ.
ظل النديم: صلة رحم بين جيل مقطوع الجذور ومرتبك الهوية مع جذر راسخ في أرض اللغة وعلم شامخ في سماء التاريخ. صلة رحم بين أبناء الفجيعة المعرفية وعلم من أعلام التحقيق للتركة التراثية. صلة رحم بين قلب الأب والمربي وبين أبنائه ممن يبحث عن طريق النور ويلتمس طريق المعرفة . قسّم الأستاذ وجدان كتابه إلى أربعة أقسام: قلب وروح وكلمة وذكرى.
أما القلب: فسرد به منابع صباه وشموخ إبائه وطول شكواه، وعرج على تضرعه لربه وخشية لقياه. ثم تكلم عن تلك الأبوة الطاغية والعصبية المخترِقة لدماء أبي فهر مع ما يعتريه من حسن الفكاهة وطيب المعشر وأثر ذلك على نزلاء بيته. وختم الإبانة عن هذا القلب ذي الحب السيال والنبض الفائق لزوجته "نعيمة الكفراوي" التي كانت سكنه وقلبه، ومن وصل خيرها إلى طلابه وخلصاء نفسه، ومما ذكر في هذا الباب ما قاله الدكتور الطناحي بأن الشيخ أخذهم من علمه وأم فهر أخذتهم من معداتهم؛ فكانت تعرف هذا أي طعم يحب وذاك أي موعد يصل. فلله در هذا البيت الذي بني على العلم والكرم.
وأما الروح : فهي الصلة بين دفاتر الأصحاب وروح شيخنا، فكانت بين الشدة التي أوثقت لسان العلامة عبد الحميد بسيوني والأستاذية التي شرفها الدكتور حسين نصار بأن جعلها للشيخ إلى قصيدة عبد الرحمن شاكر في أبي فهر. كل هذه الحروف هي أرواح اكتسبت من روح أبي فهر وعاشت قلبه وقلمه = فخرجت شعراً ونثراً وحباً وعلماً، موزعةً بين أقلام أصحابه وخلانه.
أما الكلمة: فهي المنهج بأساس التذوق وجزئيه: (1) شطر المادة بجمعها من مظانها على وجه الاستيعاب الميسر . (2) وشطر المعالجة والتطبيق بإعادة تركيب المادة بإحقاق حقها وإبطال زيفها . ثم ربط المنهج وجزئيه بالأصل الأخلاقي حيث "إغفال هذا الأصل الأخلاقي هو الذي يصيب البحث بآفات الهوى والغَرض، ويهدم شطري المنهج في "جمع المادة" وفي "التطبيق" ويجعل البحث نهباً لآفات الهوى والجور"[1]. وهذا الأصل عند شيخنا هو الدين بمعناه العام من حيث أنه يعصم الشخص عن الهوى مما يقرب من الحق ويقيم ميزان العدل.
ومن خلال هذا المنهج استخلص الأستاذ وجدان مجموعة أصول تميز ملامح هذا المنهج وقوته: (1) العقل؛ حيث "أن عمل المنطق العقلي .. أن يمد الإحساس بما ليس له من الاستواء والاستقامة والسداد"[2]، ثم وضع الأستاذ مجموعة من الأمثلة التطبيقية على دقة الشيخ في هذا الأصل. (2) اللغة؛ والتي هي أمه ومرتع صباه، ومنها تشرب أغوار نفسه وأسرار شعوره، وكان عمله في اللغة ليس الحفظ والتقليد بل الإبداع والاستدراك على الكبار والنظر في القرائن والأثار، مما جعل منهجه كنغمة تطرب النفس معرفةً وومضة تنير للشك طريقاً. (3) التاريخ السوي الذي استقاه من: · منهجه الفريد في تذوق الأخبار، وفحصها بدلالات الألفاظ وسياقات البيان. · اطلاعه الوثيق على منهج أهل العلم بالحديث في الجرح ��التعديل الذي انفردت به هذه الأمة عن سائر أمام الأرض، فنظر في هذا العلم متأنيًا، وتشبع به مستظهراً قواعده التي استوت له بالطول والأناة والإقبال اليقظ مع وجلٍ في الحكم والأسانيد.
أما الذكرى: فهي تلك الصور المتناثرة في آخر الكتاب التي ترسم الشيخ بين أحضان الطفولة وحرقة الشباب وكهولة الشيب، وترسمه عطفاً على قلوب أحبابه وأرواح خلانه. نعم هو كتاب سيرة .. لكنها سيرة قلب .. ونعم هو تاريخ .. ولكنه تاريخ مجد .. ونعم هو قلم .. لكنه قلم كتب بدمع العين ودقة الشعور ..
[1]ظل النديم، صفحة 184.
[2]جمهرة المقالات 1/101، ذكرها الأستاذ في حاشية صفحة 188.
كتاب ماتع فيه بقية من روائح مولانا شيخ العربية محمود شاكر وفيها لملمة لمتناثرات قديمة لم تُنشر من قبل مكتوبة من أحاديثه ولقاءاته ومحاوراته كتاب يُنصح به ..
أرأيت لو جاءك خطاب من رجل تحبه يمدح فيه رجلا تعشقه؟ هذا كان حالي مع هذا الكتاب فمؤلفه هو الأستاذ الأديب وجدان العلي الذي يكتب ويتحدث بقلبه قبل قلمه ولسانه وله في قلبي مكان لا يعلمه إلا الله ثم موضوع الكتاب هو الشيخ محمود شاكر حامل لواء العريبة ولا يتقدمه في قلبي أحد من معاصريه إلا شيخه مصطفى الرافعي. فكانت قراءتي لهذا الكتاب كتاب محب يتأمل في محبه قرأت للأستاذ وجدان غالب مقالاته وشعره الموجود على الشبكة لكن هذا كان أول كتاب تتيسر لي قراءته وقد سرني الاسم ابتداء فهو لم يرفع نفسه لطبقة العلامة محمود شاكر بل أوحى أنه إنما يقتات بظل من ظلاله رحمه الله يطوف بنا الأستاذ في مراحل متفرقة من حياة الشيخ دون الدخول بالتفاصيل التي يمكن الوصول إليها ببحث يسير كمولده وموته وما شابه ذلك بل طاف بنا حول شخصية هذا الإمام فيقول الأستاذ في المقدمة : " فهذا المجموع الذي بين يديك خلاصة إصغاء ومتابعة وجمع وسؤال امتد قرابة ثلاثة عشر عاما، منذ كنت في الجامعة، حريصا على النادرالذي لم يُرَ، والكلام الذي لم ينشر من قبل، والأحاديث التي أصبحت تراثا فريدا عزيزا لا يدري به أحد، إلا قليل ممن سكن قلوبَهم حبُّه، وعرفوا له قدره" وكان هذا سببا لزيادة الشوق إلى ما سيكتب الأستاذ عن العلامة ثم بدأ الأستاذ بالكلام عن الأسباب التي توفرت للشيخ مما ساعده على هذا النبوغ منتقلا بعد ذلك إلى ما سماه الآفاق فكان الأفق الأول عن نفس أبي فهر رحمه الله تلك النفس العظيمة التي تأبى الذل والهوان لها ولأمتها ومما يدلنا على ذلك ما نقله الأستاذ عن حوار دار بين المستشرق الإيطالي نللينو حيث قال للأستاذ محمود شاكر: لماذا لا تاتي إلى إيطاليا يا أستاذ محمود لتكون أستاذ كرسي الأدب في جامعاتها، تدرس فيها الطلبة وتلقى منا كل تقدير واحترام فنظر إليه محمود شاكر قائلا: أنا؟! أنا لا أدخل بلادكم إلا غازيا ويتحدث الأستاذ عن دقة مواعيد الشيخ واحترامه للوقت وعدم تفريقه بين وزير وحلاق وبغضه مدعي العلم وشدة وفائه للناس عموما وطلابه الكويتيين خصوصا أيام محنته وظرفه وأشياء أخرى في شواهد وقصص لا تخلو من فوائد ولعل أكثر ما أثارني وحرضني على البكاء ودفعني له دفعا =الأفق الرابع حيث تحدث الأستاذ عن "بركة البيت" أم فهر رحمه الله وعن إكرامها لأبي فهر وإكرامه له وعلى هذا المنوال يسير الأستاذ في الكلام عن الشيخ ويجمع ما قاله أصحاب الشيخ عنه في باب أسماه "دفتر الأصحاب" وأصحاب الشيخ وتلاميذه تعملوا من أبي فهر عدم الكذب والمداهنة فحديثهم فيه حديث صدق ليس حديث مجاملة إن شاء الله أما الباب الثالث فهو عن لقاءات الشيخ الإذاعية والتلفزيونية أما الباب الرابع فهو بحث قام به الأستاذ وجدان تحدث فيه عن منهج الشيخ في الأدب والقراءة وهو بحث رائق نفييس لا ينبغي لمهتم بتراث الشيخ إهماله وخاتمة الكتاب كانت في شيء من ئكريات الشيخ حيث جمع الأستاذ شيئا من صوره الشيخ النادرة مع أقرانه وطلابه وشيوخه اللهم ارض عن أبي فهر وأم فهر وعن أستاذنا وجدان العلي
كتاب ماتع، وله تأثيره الخاص في نفسي. وتقييمي هذا ليس من حديث الكاتب عنه أو استعداده له، فهذا امر لم أقف عنده كثيرا ولا يشغلني. أضاف لي الكتاب الكثير سواء من معرفة طباع وسلوك وتوجيهات للأستاذ محمود شاكر رحمة الله عليه، ومنه ما وقفت عليه في نفسي ومنه ما عزمت على بعض الأمور بسببه. بالإضافة إلى هذه الطائفة من الكرام من كتاب وأدباء وعلماء شملهم الكتاب بالذكر.
أعجبتني فصول الكتاب وتوزيعها، وكنت أرغب لو كان ترتيب الباب الثالث ترتيبا زمنيا، فيكون البدء بالمقابلة او الحوار الأقدم ثم الأحدث فالأحدث وهكذا. جهد الكاتب بالباب الأخير مشكور، ومما قد أعود إليه مع الاطلاع على باقي أعمال أستاذنا رحمة الله عليه. وأضاف لي الفصل صورة أخرى كانت خفية عني أيضًا.
ولو كانت خاتمة الكتاب (بعض الذكرى) مرتبا أيضًا زمنيا فتكون البداية بالصور في حداثة سن الأستاذ وتتبعها، لكانت أوقع، كما وددت لو كانت الصور تأخذ مساحة أكبر فتصبح بجودة أفضل.
من أكثر ما بذهني حاليا من الكتاب هو نقل قول للإمام علي رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسنه. وهذا القول له تأثير عجيب عندي منذ أن قرأته لشأن خاص عندي من ناحية، ومن أخرى لبراعته وبلاغته على قلة كلماته والعجب أني غير قادر على صياغة ما يفتعل داخلي بسببه. وأيضًا مما توقفت عنده هو حديث الأستاذ محمود شاكر رحمه الله عن وقوفه على خاصة نفسه بصدق وتمحيص ومعرفة حقيقتها وما تلقته ونوازعها ثم عزمه على تصحيح ما رأى. وقد وجدت بنفسي عديد صفات مشتركة، إلا هذا العزم وهو الذي يفرق بين الرجال، ويميز الناس. فلعلي أستطيع أن أقف على نفسي كما أنوي وأعرف المواطن التي يجب أن أبدأ بها، وإن مواجهة النفس عندي لأولى خطوات الجرأة والشجاعة.
ظل النديم ما أشد حبي وتأثري بهذا الكتاب ، الأستاذ محمود شاكر من الأشخاص الذين امنوا بواجبهم تجاه دينهم وقضوا أعمارهم كلها في سبيل قضايا آمنوا بها ، وهذا النوع من الناس قليل شحيح ، تقرأ في سيرته فتتوقد عزمًا وتغرم بالعلم والمعرفة فقد غبطت ذلك العالم النابغة وتساورك نفسك أن تتشبه به ، أستاذ محمود شاكر كان مثلنا بدأ حياته محاط بثقافة مميتة للهوية وتحت تأثير تعليم دنلوب كان قد كره اللغة ومقتها ، حتي تلك اللحظة التي غيرت مجري حياته بل مجري التاريخ الأدبي والثقافي ، تلك التي تناول فيها ديوان المتنبي فأغرم به وأحبه حتي حفظه كله وكان هذا هو بداية طريقة العظيمة الحافلة التي أنصح كل الناس بقراءتها ، لأننا في وقت صعب وقد أصبح كل شئ صعب كريه للنفس ، لا أخلاق للناس ولا علم ، وكما كان محمود شاكر ساخطًا علي جيله والجيل الذي يليه حري بنا أن نسخط في جيل أسوأ منهم بمراحل عدة !! حتي أني أكتب هذه الكلمات بعد معرفتي بوصولة طبعة كتاب أحد السفهاء للواحد وعشرين ، كتاب أخرق أخجل من ذكر أسمه حتي ، وهذه السفيه هو تيك توكر في الأصل فإلي أي بلاء صرنا ؟ أنصح بالكتاب وبارك الله في أستاذ وجدان العلي فقد أمتعنا بكتاب جميل منظم وعظيم عن شيخ العروبة محمود محمد شاكر.🤍🤍✨
في هذا الكتاب الجميل يسطر لنا الأديب وجدان العلي أوراق وأسمار شيخ العربية محمود شاكر، يبدأ هذا الكتاب بإطلالة رائعة من نشأة الشيخ وعلاقته مع أبيه محمد شاكر وأخيه العلامة أحمد شاكر، وعلاقته مع زوجته التي لطالما صبرت عليه وعلى ضيوفه ، وكان جزء منهم ينام في بيت شيخ العربية.
وبعد ذلك يفتح وجدان العلي دفتر الأصحاب، لتظهر لنا مسامرات محمود شاكر ومداعباته لرفاقه، فيها الكثير من التسلية والإمتاع، وختمها الكاتب بمقالات كتبها مجموعة مِن مَن عاصروه ومنهم الدكتور محمود الطناحي وعبدالحميد البسيوني وحسين نصار وغيرهم.
وفي هذا الكتاب جمع وجدان العلي بعض اللقاءات الصحفية التي لم تنشر من قبل وفيها الكثر من الحكمة والفائدة، ومن أهمها اللقاء الذي تكلم فيه عن يحيى حقي الذي لازم محمود شاكر في بيته 10 سنين.
وذيل الكاتب الكتاب بمنهج محمود شاكر في التذوق الأدبي للنقد، وهو بحث جميل ودقيق للمنهج العظيم الذي ألزم نفسه به طوال عمره.
هو ألطف ما يهدى لأي محبٍ للشيخ أبو فهر رحمه الله. جمع فيه أ. وجدان العلي متفرقات منشورة وغير منشورة، تحكي لمحات مختلفة عن حياة هذا الشيخ، الخاصة والعامة. أتبعها ببعض خطبه ولقاءاته الصحفية (غير مسجلة ما عدا مقابلة الإذاعة الكويتية، فهي موجودة على اليوتويب). ثم ختم الكتاب بفصل نفيس شرح فيه منهج محمود شاكر في التعامل مع الأدب والتراث بشكل عام. وهو منثور في أكثر من كتاب له (مثل الرسالة ومقدمة أسمار وأباطيل) ولكن جهد الأستاذ وجدان كان واضحا في تلميم شعثها، وتوضيح مسارها مع استدلال مختصر لبعض هذه النقاط. استمتعت كثيرا بقراءة الكتاب، واستفدت أكثر من الفصل الأخير.
الكتاب يوضح لنا منهجية الشيخ شاكر وأغلب الانتقادات عليه في مدته تحقيق الكتاب من الأستاذ العلي لعدم تعمقه في منهجدية الشيخ رغم ظول مدة إنتاجه للكتاب، لكني أراه كافي لمن يريد الإطلاع على منهج الشيخ وصورة خا طفة على حياته وأسلوبه وقضيته ...
كل محب لأبي فهر ينبغي ألا يفوته هذا الكتاب وكذلك من أراد التعرف على أبي فهر رغم أن الكتاب ليس توثيقا لسيرة أبي فهر، لكنه يلقي الضوء على جوانب مختلفة من نشأته وحياته وتشكله العقلي ومعاركه ومؤلفاته ومنهجه مما يكفي في تكوين صورة شبه متكاملة عن أبي فهر تكون مدخلا لفهمه ومنطلقا لقراءة تراثه