What do you think?
Rate this book


132 pages, Paperback
First published January 1, 2015

نقرأ الآية الكريمة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ لكننا نفهمها هكذا: حتى يغيّروا ما بغيرهم!
نقرأ المقالات المؤثرة ونسمع الخطب الرنانة لأولئك الذين يتطلعون إلى نهضة الأمة من كبوتها وإصلاح فسادها، لكن لا تفتش عن السلوكيات الشخصية للكاتب أو المتحدث، إذ لن تجد فيها ما يشي بأنه إنسان نهضوي/إصلاحي حقيقي.
أما في قريتنا الصغيرة في منطقة جازان فللصباح حكايات تحكى، ففي 《الغُلس》أو مرحلة ما قبل شروق الشمس، كانت الحياة تعم كل بيت وجادة وركن، وكانت فترة استعداد الرجال للذهاب لطلب الرزق في المزارع أو رعي الأغنام أو النقل على ظهور الجمال، كانت رائحة خبز (الخمير) تتصاعد من《الميفا》أو التنور لتعطر أجواء القرية، وعندما كانت الأم أو الزوجة تلف الخبزة في زنبيل صغير وتناولها لابنها أو زوجها، كنت أشعر أنها تضع خلاصة حُبها ونبضات قلبها في تلك اللفافة، ليحملها معه بقية اليوم وهي تدعو له بالتوفيق والرزق. كان للصبح معنى عاطفي عميق فهو يدل على اهتمام الحبيبة بمحبوبها، كيف لا وهي قد استيقظت قبل الشروق لتتأكد من أنه سيأكل وجبة طازجة من صنع يدها حتى ولو كانت مقتصرة على قطعة من الخبز فقط.