لقد ألف عدد من علماء الاسلام القدامى كتبًا مفصلة عن الفرق والمذاهب والملل والنحل الإسلامية وغير الاسلامية. لكن لم يخل كثير منها من بُعد عن الموضوعية بل فقدان لها أحيانًا . الامر الذي إنعكس فى عدم الدقة والأمانة فى عرض آراء وأقوال المذاهب المخالفة. وإلزامهم أحيانًا بما لا يقولون أو نسبة أباطيل إليهم بالإضافة إلى التحيز والتعصب لمذهب صاحب التأليف ورمي مخالفيه بالضلال بل الكفر ويكفي مطالعة عناوين بعض تلك الكتب لمعرفة منهجها فى الدراسة. فكما يقال المكتوب يعرف من عنوانه فمثلا منها : "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع أو التبصير فى الدين وتمييز الفرق الناجية عن الفرق الهالكين. أو كتاب فى الملل والأهواء والنحل. أو اللمع فى الرد على أهل الزيغ والبدع. أو التمهيد فى الرد على فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية... ألخ.. من هنا : فقد سلكت فى بيان الفرق والمذاهب والجماعات طريقًا مختلفا تماما عما سلكه الباقون: إذ لم أرجع حديثي عن كل فرقة إلا إلى كتب علماء الفرقة نفسها لأنقل بأمانة وموضوعية ما يذكرونه هم أنفسهم عن نشأتهم وآرائهم وعقائدهم. دون أن يعني ذلك بالطبع أننا أتفق معهم فى كل ما يقولونه. إنما قصدي أمانه النقل. وإعطاء القارئ فرصة سماع وجهات النظر المختلفة والتعرص على آراء المذاهب من لسان أصحابهم أنفسهم دون تحريف أو تشويه ودون إصدار أحكام بل أترك ذلك للقارئ الحصيف..
بداية الكتاب جاءت عن العقيدة الاسلامية .. كعقيدة اهل السنة والجماعة والاثنا عشرية والمعتزلة والماتريدية وغيرها من الفرق التي ظهرت في اوائل الخلافة الاسلامية او فترة ضحى الاسلام وما اثارته تلك الفرق من قضايا كقضايا تكفير مرتكب الكبيرة وصفات الله وتقديم العقل على النقل وغيرها .. يذكر ان تلك الفرق تأثرت بأديان الفرس والهند القديمة اثناء حركة الترجمة في العصر الثاني الهجري .. ثم ينتقل الكاتب إلى الاحزاب الاسلامية التي ظهرت في القرن العشرين اثناء وبعد فترة الاستعمار الغربي مثل الاخوان و حركة حماس و حزب التحرير وغيرها من الاحزاب في تونس والجزائر وتركيا وبنجلاديش وكردستان ...... ثم انتقل إلى الصوفية وطرقها ومشايخها وهي اكثر الفرق مساحة في الكتاب وامتع الفرق واكثرها تشويقا ويتبعها جماعة التكفير والهجرة ثم الفرق الباطنية والتي تثير اهتمامي وتتشابه هذه الفرق تشابه واضح في افكارها التي تتمثل في "التناسخ والحلول و تأليه الامام وادعاء مؤسسها النبوة او ادعاء المهدي المنتظر والقول بنسخ القرآن وتأليف قرآن خاص بهم -بكل فرقة- وانكار الانبياء وتأويل الايات تأويل باطني وإباحة الفواحش". وهي فرق تأثرت ايضا بالأديان الفارسية والزرادشتية والبوذية وغيرها ..... أسلوب الكتاب تجميعي ليس تحليلي "يشبه ويكيبيديا" او الموسوعات ولكن لا بأس به كبداية يؤخذ على الكاتب شيئين أنه ابتعد عن الحياد في مواضع كثيرة وادخل رأيه الشخصي فنرى كلمة الكفر والزندقة والالحاد وردت كثيرة ودفاعه عن ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب واضح وغلب عليه التشدد والانحياز للجماعات المتشددة ..والشىء الثاني الخلط بين التواريخ الهجرية والميلادية مما شتت تفكيري عن وقت وقوع الاحداث
لا تحكم على الكتاب من عنوانه يلخص هذا الكتاب تلخيص شامل. من المثير ان ترى كاتبا يكتب عن الفرق والجماعات الاسلامية لما في الموضوع من تحفظ وخوف. لكنه مزعج جدا عندما يأتي الكاتب (والمحزن في الامر انه صاحب شهادة دكتوراة) ويستخدم الكتاب بصفحاته التي تفوق ال400 صفحة لكي يقلل من شأن المذاهب والفرق الأخرى بلا مبالاة وانحياز كبير جدا حيث يصف تقريبا معظم الفئات التي ذكرها بالكتاب اما بالغالية او الضالة او الكافرة ما عدا تلك التي ينتمي اليها هو. لو كان الكتاب مكتوبا بقالب اكاديمي ومحايد وموضوع لكان شيقا جدا.
وااسفاه علي الاموال المهدوره في هذا الكتاب الكتاب بعكس ما يقول في المقدمه لا يتسم بالانصاف علي الاطلاق بل في الواقع فان الكاتب يكفرو يقبح و يعيب كل مذهب يشرحه ماعدا المذهب السني !