كتاب قيم في الدفاع عن الحديث النبوي للعلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله قال المؤلف رحمه الله: أقدم كتابي هذا إلى أهل العلم وطالبيه الراغبين في الحق، المؤثرين له على كل ما سواه، سائلًا الله تعالى أن ينفعني وإياهم بما فيه من الحق، ويقيني وإياهم شر ما فيه من باطل حكيته عن غيري أو زلل مني. وقال أيضاً: أما بعد: فإنه وقع إلي كتاب جمعه الأستاذ محمود أبو رية وسماه: أضواء على السنة المحمدية فطالعته وتدبرته، فوجدته جمعًا وترتيبًا وتكميلًا للمطاعن في السنة النبوية، مع أشياء أخرى تتعلق بالمصطلح وغيره. وقد ألف أخي العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة -وهو على فراش المرض، عافاه الله- ردًا مبسوطًا على كتاب أبي رية لم يكمل حتى الآن. ورأيت من الحق عليَّ أن أضع رسالة أسوق فيها القضايا التي ذكرها أبو رية، وأعقب كل قضية ببيان الحق فيها متحريًا إن شاء الله تعالى الحق، وأسأل الله التوفيق والتسديد، إنه لا حول ولا قوة إلا به، وهو حسبي ونعم الوكيل.
هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعلمي العتمي اليماني، ينسب إلى بني المعلم من بلاد عتمة باليمن. ولد في أول سنة (1313هـ) بقرية (المحاقرة) من بلاد عزلة (الطفن) من مخلاف ((رازح)) من ناحية (عُتمة)، نشأ في بيئة متدينة صالحة، وقد كفله والداه وكانا من خيار تلك البيئة. • قرأ القرآن على رجل من عشيرته وعلى والده قراءة متقنة مجودة وكان يذهب مع والده إلى بيت ((الريمي)) حيث كان أبوه يعلم أولادهم ويصلي بهم. • ثم سافر إلى الحجرية- وكان أخوه الأكبر محمد كاتبا في محكمتها الشرعية- وأدخل في مدرسة حكومية يدرس فيها القرآن والتجويد والحساب فمكث فيها مدة ثم قدم والده فأوصاه بقراءة النحو فقرأ شيئا من ((شرح الكفراوي)) على الآجرومية. • ورجع مع والده وقد أتجهت رغبته إلى قراءة النحو، فاشترى كتبا في النحو، فلما وصل إلى بيت ((الريمي)) وجد رجلا يدعى ((أحمد بن مصلح الريمي)) فصارا يتذاكران النحو في عامة أوقاتهما، مستفيدين من تفسيري ((الخازن)) و((النسفي)) فأخذت معرفته تتقوى حتى طالع [المغني] لابن هشام نحو سنة، وحاول تلخيص فوائده المهمة في دفتر وحصلت له ملكة لا بأس بها. • ثم ذهب إلى بلده (الطفن) وأشار عليه والده بأن يبقى مدة ليقرأ على الفقيه العلامة ((أحمد بن محمد بن سليمان المعلمي)) فلازمه وقرأ عليه الفقه والفرائض والنحو ثم رجع إلى ((بيت الريمي)) فقرأ كتاب [الفوائد الشنشورية في علم الفرائض]. • وقرأ [المقامات] للحريري وبعض كتب الأدب، وأولع بالشعر فقرضه ثم سافر إلى ((الحجرية))، وبقى فيها مدة يحضر بعض المجالس يذاكر فيها الفقه، ثم رجع إلى ((عتمة)) وكان القضاء قد صار إلى الزيديه فاستنابه الشيخ ((علي بن مصلح الريمي)) وكان كاتبا للقاضي ((علي بن يحيى المتوكل)) ثم عين بعده القاضي ((محمد بن علي الرازي))، فكتب عنده مدة. ثم ارتحل إلى جيزان سنة((1336هـ)) فولاه محمد الإدريسي- أمير عسير حينذاك- رئاسة القضاء، فلما ظهر له ورعه وعلمه وزهده وعدله لقبه بـ ((شيخ الإسلام)) وكان إلى جانب القضاء يشتغل بالتدريس، فلما توفي محمد الإدريسي سنة ((1341هـ)) ارتحل إلى الهند وعين في دائرة المعرف قرابة الثلاثين عاما، ثم سافر إلى مكة عام ((1371هـ))، فعين أمينا لمكتبة الحرم المكي في شهر ((ربيع الأول)) من نفس العام. قد مر أنه أخذ العلم عن بعض العلماء في اليمن وذاكرهم في الفقه والنحو والفرائض وغيرها، وقبل ذلك درس القرآن على والده.
تظهر جهود الشيخ رحمه الله في نشر عقيدة السلف من خلال كتب العقيدة التي حققها أو شارك في تحقيقها ومن ذلك: 1- [الجواب الباهر في زوار المقابر]: لشيخ الإسلم ابن تيمية. 2- [لوامع الأنوار البهية في عقيدة الفرقة المرضية]: للسفاريني. 3- [الرد على الأخنائي]: لابن تيمية. * وكذلك من خلال الردود التي كتبها في الرد على المبتدعة والزنادقة، وفيها يتضح نفسه السلفي جليا وغيرته على عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن ذلك: 1- [القائد إلى إصلاح العقائد](21). 2- [إغاثة العلماء من طعن صاحب الوراثة في الإسلام]. 3- [الرد على المتصوفة القائلين بوحدة الوجود].
ظل الشيخ رحمه الله أمينا لمكتبة الحرم المكي، يعمل بكل جد وإخلاص في خدمة رواد المكتبة من المدرسين وطلاب العلم حتى أصبح موضع الثناء العاطر من جمنع رواد المكتبة على جميع طبقاتهم بالإضافة إلى إستمراره في تصحيح الكتب وتحقيقها لتطبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند. وبعد حياة حافلة بخدمة العلم ونشر السنة والذب عن حياضها والرد على أهل البدع والأهواء، توفي الشيخ صبيحة يوم الخميس السادس من شهر صفر عام ألف وثلاثمائة وستة وثمانين من الهجرة النبوية، عن عمر يناهز ثلاث وسبعون سنة حيث أدى صلاة الفجر في المسجد الحرام وعاد إلى مكتبة الحرم حيث كان يقيم رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
يقول العلّامة المُعلمي اليماني رضي الله عنه: وبعد، فإنَّ أضرَّ الناسِ على الإسلام والمسلمين هم المحامون الاستسلاميون، يطعن الأعداء في عقيدة من عقائد الإسلام أو حُكْم من أحكامه ونحو ذلك، فلا يكون عند أولئك المحامين من الإيمان واليقين والعلم الراسخ بالدين، والاستحقاق لعون الله وتأييده ما يثبِّتهم على الحق، ويهديهم إلى دفع الشبهة، فيلجأون إلى الاستسلام بنظام، ونظام المتقدمين: التحريف، ونظام المتوسطين: زَعْمُ أن النصوص النقلية لا تفيد اليقين، والمطلوبُ في أصول الدين اليقين، فعزلوا كتابَ الله وسنةَ رسوله عن أصول الدين، ونظام بعض العصريين: التشذيب. وأبو ريَّة يحاول استعمال الأنظمة الثلاثة ويوغل في الثالث.
ويقول رحمه الله: والناظرون في العلم ثلاثة: مخلص مستعجل يجأر بالشكوى، ومُتَّبع لهواه فأنَّى يهديه الله، ومخلص دائب فهذا ممن قال الله تعالى فيهم: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} [العنكبوت: 69]. وسُنَّة الله عز وجل في المطالب العالية والدرجات الرفيعة: أن يكون في نيلها مشقَّة؛ ليتمّ الابتلاء ويستحقّ البالغ إلى تلك الدرجة شَرَفها وثوابَها، قال الله تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} [محمد: 32]. لله أبوك، رحمك الله!
إن كتابًا كهذا جدير أن يُتوقف عنده ليُنظر كيف يكون الرد العلمي بإنصاف وعدل! ورجل مُحرف وكذاب كأبي رية ليس له إلا أن يقتطع النصوص النبوية، ويحذف من كلام أهل العلم ويختار ما يناسب أغراضه ويترك تقريراتهم المكملة لنصوصهم التي يوردها مستدلًا بها كذبًا، والأحاديث الضعيفة التي يُكثر منها لأنها تناسب هواه وتلقى قبولًا في نفسه = يجب أن يكون منهجية الرد عليه كما كان من المُعلمي اليماني.
إن الكتاب لا تكاد تترك فقرة إلا وفيها فائدة أو اقتباس، ودرر للمعلمي اليماني، يطوف بك هنا وهنا ليبين باطل أبي رية.
تجده مثلًا يطعن في أبي هريرة رضي الله عنه ويُكثر! خُذ هذه:
وهذه:
وثالثة:
أرأيت كيف كان أبو رية؟ أرأيت كيف يكون الرد بعلم وعدل؟
حسنًا، إن الكتاب لا تخلو صفحة فيه - كما قلت - من فائدة ونفيسة وذلك لأن المعلمي - رحمه الله - كان من الراسخين في هذا العلم، وما ندمت على شئ بعد الانتهاء من الكتاب إلا على عدم وجود نسخة ورقية عندي من هذا الكتاب.
وإني لأشعر بوجل وأنا أنقل هذه الاقتباسات وذلك لعظم محتوى الكتاب الذي لا تختصره كلمات قليلة. وفي الأخير أقول: إن أبا ريّة قال: لعنة الله على من كذب متعمدًا كان أو غير متعمد، وأقول: اللهم اجعل لأبي رية في هذا الدعاء نصيبًا! وبالله التوفيق، ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين
كتاب عظيم عيبه الوحيد صغر حجمه وكنت اتمنى لو استفاض الشيخ فى نقضه لكتاب محمود ابو رية الذى هاجم فيه السنة و ردد فيه اراجيف المستشرقين عرفت محمود ابو رية اول مرة بسبب كتاب " رسائل الرافعى " فى العشرينيات و الثلاثينيات كان محمود ابو رية يبعت من سوريا رسائل خطية لمصطفى صادق الرافعى يسأله فيها عن امور خاصة بالادب ..بعد وفاة الرافعى جمع ابو رية هذه الرسائل التى كان بينه و بين الرافعى و نشرها فى كتاب .. و هو كتاب بديع جدا و من الاشياء الملفتة فى كتاب الرسائل قسوة الرافعى احيانا على ابى رية بسبب سوء ادبه الذى كان يظهر على استحياء حينها فى الرسائل مثلا استنكار الرافعى عليه ايراد اسم النبى هكذا " محمد " بدون ان يكتب بعد اسمه " عليه الصلاة و السلام .. بعد موت الرافعى بسنوات كتب ابو رية كتابه السخيف عن السنة النبوية . . و اظن انه لو نشره فى حياة الرافعى لثار عليه وفند شبهاته بقوة كما فعل الرافعى مع طه حسين فى كتاب اعجاز القرآن
من يقرأ للمعلمى اليمانى يدرك مدى التمكن الذى كان عنده فى العلوم الشرعية و خاصة الحديث الشريف و اعظم مميزات اليمانى هى ردوده الهادئة الحاسمة القاطعة المختصرة من غير تشنج و لاسب و هذا مما لا يتوفر غالبا فى كتب الردود الكتاب يستحق 100 نجمة و ليس 5 نجمات
لا أظن بعد قراءة هذا الكتاب ستبقى لديك أي شبهة حول حجية السنة أو حفظ الله تعالى لها. المعلمي وبمنهج علمي دقيق استطاع أن يقضي على كتاب أبو رية وشبهاته ويجعل منه أضحوكة للقارئ.
ما يميزه رده على الكثير من الشبه المثارة حول السنة لكن بما أن طبيعة الكتاب عبارة عن رد على كتاب ،فالكاتب أحيانا يشير الى الصفحة او الى عنوان الموضوع و يبدأ بالرد على تفاصيل الشبهة مما يوجب على القارئ أن يرجع إلى الكتاب المردود عليه