شرح مختصر الروضة لنجم الدين الطوفي الحنبلي، وهو شرحه لمختصره الذي اختصر فيه روضة الروضة لابن قدامة المقدسي وزاد زيادات لا توجد في الروضة، والشرح مطبوع في ٣ مجلدات، والشرح وصفه الطوفي وبيّن مزاياه في خاتمته فقال: الشرح جميعه من أوله إلى آخره يتضمن فوائد ومباحث لا توجد إلا فيه. وقال بعد بيان مصادره: فما كان في هذا الشرح مما يستغرب، ولم يوجد في الكتب المسماة، فهو إما في الكتب التي لم تسم، أو مما قلته أنا، وقد افتتحت أكثر ذلك بـ قلت تمييزا للمقول عن المنقول. وقد أوضحت ذلك كله بما اتضح لي من حججه مع اجتهادي في تحقيق معانيه وتلخيصها، وإيضاح مباني ألفاظه وتخليصها، وتمثيل ما أمكن ذكر مثاله تسهيلا لفهمه على الناظر. وتميز شرحه بحسن الأسلوب وجمال العبارة، قال ابن بدران: بالجملة فهو أحسن ما صنف في هذا الفن؛ وأجمعه؛ وأنفعه، مع سهولة العبارة؛ وسبكها في قالب يدخل القلوب بلا استئذان. وتميز بظهور الحس النقدي في شرحه فتجده ينقد أمور تتابع جماهير الأصوليين على القول أو الاستدلال بها وهو مع ذلك يبين حجج أصحاب الأقوال التي يختلف معها بما استطاع من بيان حتى أنه في بعض المسائل يكون بيانه لحجة قول مخالفيه خير من بيانه لحجة القول الذي ينصره، وهو رحمه الله يستدرك على نفسه ويعترف بالوهم والتناقض وينتقد بعض عبارات مختصره، وفي بعض كلامه عدد من الأمور المنتقدة والمتضاربة ككلامه في بعض المسائل المتفرعة عن مسألة التحسين والتقبيح العقلي.