عقيدة حنبلية وجيزة صنفها ابن قائد ليبين ما يعتقد أنه عقيدة السلف، إلا أنها لم تتناول جميع أبواب العقيدة بل ولا أغلبها فلم تتطرق لباب السمعيات مثلًا كالمعاد والجنة والنار ولا النبوات ولا القضاء والقدر وإنما اقتصرت على باب الأسماء والصفات تحديدًا، ولا شك أن هذا الاقتصار أصغر بكثير من عنوان الكتاب. ولكن لعل عذره أنه نوه بنفسه أن هذا الكتاب هو "مسائل من أصول الدين" و(من) تقتضي التبعيض كما هو معلوم. وأغرب ما في هذه العقيدة هي محاولة صاحبها -رحمه الله- الجمع بين طريقتي ابن حمدان وابن تيمية رحمهما الله فتجده بعد أن يقرر أن الله ليس بجوهر ولا جسم ولا عرض، يلخص قاعدة لابن تيمية وهي أن عامة ما وصف الله به من النفي هو ما يتضمن الإثبات [أي: إثبات الكمال]. ولا ريب أن ما نفاه ابن قائد عن الله نفي محض. أما كلام الله جل وعلا فالمصنف يقول: "فلم يزل الله تعالى متكلماً كيف شاء، وإذا شاء بلا كيف" وهو أثبت قبلها بقليل أن الكلام حرف وصوت، لكن هذا لا يلزم أنه لا يعتقد قدم القرآن. لكن كلامه آنفا قد يوحي بأنه يعلق الكلام بالمشيئة وهذا لا يجعله أزليًا بطبيعة الحال. إلا أنه اتكئ على مقالة للعضد الإيجي في كلام الله وهي مما لخصها الجرجاني، وقال ابن قائد أنه تطابق ما تقدم. لا بأس، فالإيجي يقول أن الكلام يقع على مدلول اللفظ والعبارات سويًا وهو قد استشكل على أصحابه الكلام النفسي ومخلوقية الكلام اللفظي وأن ذلك يفضي إلى أن الكلام المكتوب في المصحف ليس قرآنا. على كل حال، لا دلالة لهذا في أن معتقد الإيجي يوافق معتقد أهل السنة وهو أن كلام الله متعلق بمشيئته وقدرته، لكنه قد يوافق كثيرًا من الحنابلة في إثباتهم لقدم القرآن. لكن لا ينبغي الاغترار بنقل ابن حجر للتدليل على تقارب الأشعرية والحنابلة في مسألة الكلام. يُحسب لابن قائد تجاوزه لبعض أخطاء ابن حمدان فهو لم ينكر تمايز الإرادة الشرعية والكونية ولم يخض في مسائل التحسين والتقبيح أي مسألة. وكم سيكون الانتفاع كبيرًا بالقواعد التي ضمنها في كتابه لو لم ينف قيام الصفات الاختيارية بذات الله (حلول الحوادث)..
كتاب نجاة الخلف في اعتقاد السلف هو كتاب صغير مختصر في العقيدة الإسلامية على مذهب الحنابلة الكتاب مختصر جداً ، لم يستوعب أغلب أبواب العقائد المؤلف ينقل عن ابن تيمية وابن القيم استطرد كثيراً في مسألة كلام الله تعالى وأنه بحروف وأصوات، وردّ على الطوفي في مسألة الكلام النفسي هناك نقل كبير من قلائد العقيان، ومنها بالنص.
رسالة صغيرة الحجم في اعتقاد السادة الحنابلة مشتملة على مقدمة وثلاث فصول (فصل في مسألة العلو والثاني في صفة الكلام والثالث في قواعد عامة عند التعامل مع نصوص الصفات ) وخاتمةا الشيخ رحمه الله مفوّض يصرّح بالاشتراك اللفظي ويقرّر وجوب الإيمان بألفاظ الكتاب والسنة وإن لم يُفهَم معناها
والغريب انه ينقل من كلام شيخ الإسلام في التدمرية - موافقاً له - مع كونه مفؤضاً !