اللغة التي كُتِبَت بها هذه الرواية كانت رشيقة وسلسة. وبعيدة عن الحشو. لكني أشعر بأن الرواية مكتوبة لفئة الناشئة والفتيان. ولو تعاملنا مع العمل على أنه موجه للكبار لوجدنا أن شخصية صقر ابن العشر سنوات غير منطقية، سواء من ناحية تفكيره أو عباراته التي يعبر من خلالها عن رأيه. وحتى لو قلنا إن عقله وتفكيره أكبر من عمره، فإنه يظل غير مقنع. فهو ينطق بصوت الفيلسوف. وحتى صوت زميله أحمد في الرواية، نجده أحيانا يتكلم بصوت الفيلسوف. هناك ملاحظة ثانية لدي، هي أن بعض الاحداث كانت بطيئة جدا في حدوثها، وتوجد إطالة في حديث البطل مع ذاته على حساب تحرك الاحداث والمشاهد. ورغم هذه الملاحظات، ألمس في الرواية قلما إماراتيا واعدا إن اشتغلت الكاتبة على تطوير موهبتها.
ملاحظة: إخراج العمل فنيا من حيث الطباعة والصف وقطع الكتاب لم يكن جيدا أبداً.
عندما تضع كل هذه الحكمة والعمق والفلسفة على لسان طفل في العاشرة فلابد أن تخرج بنص كئيب وممل وغير منطقي وبلا حبكة. مجرد سرد مخاوف واجترار أحزان في تكرار رتيب ضمن أحداث شحيحة (إن كان هناك أحداث سوى مرض الجدة والانتقال للمدينة) وصراع لا يتجاوز أن يبوح الصبي بأنه يكتب أو لا.
رواية جميلة جدًا، سُعدت لكون كاتبها إمارتي، مستقبلكِ واعد يا حصة. ولا أفهم ملل البعض منها، صحيح إن هناك تساؤلات طالت في النص ولكن التفكير و التعمق بهم جميل جدًا، أعجبت بشدة بالحكم و وجدت نفسي في أقتباسات كثيرة. أعتقد أن جمال الرواية يقع في النصوص و المفردات و التساؤلات و الحكم أكثر من الحبكة و القصة. فالنهاية، اللغة سلسلة و مشوقه.