من ألذ وأجمل الكتب التي قرأتها في علم الأخلاق والسلوك وتهذيب النفس. فضلاً عن أنه محقق ومعلق عليه من قبل الشيخ المربي حبيب الكاظمي، الذي أثرى الكتاب بتعليقاته الروحانية والتي تصيب الوتر الحساس في موضوع الكتاب. هذا وأن هذا السفر الجليل يقدم الطريقة المعتدلة والواضحة والتي دعا لها أهل البيت (ع) من خلال احاديثهم ومواعظهم التي لا ينفك أن يذكرها دائماً بين السطور وفي معظم صفحات الكتاب، ويفند ما دعا إليه من شذ عن طريقة أهل البيت (ع) والذين لم يدخلوا من الباب الذي أمر الله العباد أن يدخلوا منه. وأكثر ما ميز الكتاب والمؤلف هو بيان لغته وخطابه الأبوي العطوف الذي يجذب قلب القارئ وعقله، خصوصاً عبارة "واعلم أيها الأخ المسترشد.. " وما شاكلها من العبارات الأخوية والأبوية الجاذبة.
"فإن العاكف على الذنب ولو كان صغيرًا لا إستعداد له للسير في هذا السفر، الذي يحتاج في أصله أن يكون المسافر مقبولًا لدى مولاه.. فإن النجاح في هذا الطريق يتوقف على النفحات الإلهية الآخذة بيد العبد."
في حديث قدسي مروي عن الصادق (ع) عن رسول الله (ص) عن الله عز وجل: " لا أطلع على قلب عبدٍ، فأعلم فيه حب الإخلاص لطاعتي، وابتغاء وجهي، إلا توليتُ تقويمه وسياسته."
"إن قضاء الحاجة -قضاء حاجة لمؤمن- تتم بأمور: تصغيرها لتكبر، وتعجيلها لتهنأ، وكتمانها لتظهر."
"..فالمطلوب من المؤمن توطين نفسه على الرضا بالواقع كيف كان."
"من طرق تحصيل العافية، هو تحقيق تلك الثمار -أي الثمار المرجوة من الابتلاءات- قبل البلاء، و ذلك بالمجاهدة الباطنية، وكثرة التأمل في أحوال النفس، والاعتراف بين يدي الله تعالى بالمسكنة والضعف."
"كذبتك نفسك لست من أهل الهوى للعاشقين علائمٌ ودلائلُ"
يتحدث عن طرق التهذيب الاخلاقية بشكل مبسط ، منها حسن الظن بالله تعالى ، مساعي للتقرب الى الله كإغاثة الملهوف و تفريج الكروب وإدخال السرور على المؤمن . وكذلك التوكل و الرضى بالقضاء و التسليم . لغة الكتاب سهلة