في هذهِ الأيام المظلمة من الجهل، والتعصب، واللا تسامح، والمخاوف المرضية والمخاوف المضادة لها، كتب أنطون فيسل كتاباً يذكرنا بالبواطن العميقة الكامنة تحت سطح النصوص المقدسة الثلاثة: التوراة، والأنجيل، والقرآن. هذا عمل ينتمي إلى نوع قد نسميه (الأركيولوجية الدينية أو علم الآثار الديني)، عمل لا يتجاهل خطوط الصدع، بل يسعى بإيمان عميق وعلم يضارعه عمقاً، إلى تتبع أسلاك الرواية الكبرى المشتركة بين الكتب الثلاثة كلها.
أهداني صديق هذا الكتاب وأخبرني أنه كتاب لم يكمل قرأته ولكنه إستشعر أهمية الموضوع وقال أن الكتاب يوفق بين ذي القرنين والإسكندر الأكبر ، فأستنكرت بالطبع وأستهزأت فالجواب واضح من عنوانه ، ولكن قلت فلأقرئه .. لم لا ؟ والحمدلله أني قرأته .. فهذا الكتاب يحتوي علي الكثير من الإجابات للتساؤلات المطروحة في عقلي في مجال المقارنة بين الأديان الثلاث ، ولما نمتشق سيوفنا ونسنها علي بعضنا طالما أننا نتشارك عبادة رب واحد ، وحتي في الأمور العقائدية نختلف ولكننا نعود في النهاية إلي نفس الرب ، هذه هي الرسالة التي حاول الكاتب أن يوصلها ولكنها ستفشل كما فشلت كل الأفكار التي دعت إلي الحوار ونزع التعصب الديني والتطرف .. ولكن ليس لأن الموضوع ميئوس منه إذن نهمل القراءة فيه فهو يحوي في طياته مواضيع هامة جداً .. رأيت أهمها في : - عرض الكاتب وجهة نظر جديدة لواقعة صلب أو رفع المسيح بمفهوميه المسيحي والإسلامي وحاول التوفيق بين وجهتي النظر مستنبطاً ومستشهداً بآيات وتفسيرات من القرآن - والأهمية الأخري كانت في عرض الكاتب السبب والسر وراء العداء المسيحي المسلم والحروب التي دارت بينهم لقرون وما الذي غير نزعة المسلمين تجاه المسيحيين بعدما كان يفرحون لنصرهم في الماضي علي الفرس - في الكثير من المواضيع يعرض الكاتب بإتقان نقط إلتقاء القصص التي سردت في الكتب السماوية الثلاث ، وأنه لا تعارض .. - الكاتب بارع براعة كبيرة أيضاً فهذا الكتاب الضخم إلتهمته في يومان وأعتقد أنه من الكتب القليلة التي أشعر أني خرجت منها بحصيلة معلومات كبيرة علي غرار ما يحدث للقارئ المطالع وليس الدارس ، ولكني أخذ عليه : - لقد خرجت من هذا الكتاب مثلما دخلت في قضيتيين بعينهم ، هم يأجوج ومأجوج وذي القرنين ، ففي النهاية حينما أرهق الكاتب من الإستخلاص والإستنتاج من وراء حرفية النص وقطعيته في أصل يأجوج ومأجوج خلص إلي أنهم كان مجازاً عن قوة المال والصناعة في العصر الحديث أو كما سماهم مولوخ ومامون ، وهذا إستنتاج وإجتهاد يُشكر عليه ولكن لا يؤخذ به - أما في قضية ذي القرنين لقد أبدي تعصباً واضحاً لوجهة النظر التي تجعله هو والإسكندر الأكبر نفس الشخص ، وقد غاب عنه سوق الأدلة المنطقية والعقلية والتاريخية وحتي النصية في هذا الموضوع .. وقد كان إعتماده الكلي علي صحة هذا الفرض إلي الأساطير المروية والتي تنافي العقل تماماً ، في النهاية .. دراسة مبدأية بين وقفت بين العمق والسطحية في مجال مقارنة الأديان ، وهو كاتب لا يجب أن تفوت قرائته عزيزي .
رحلة ممتعة بين الكتب السماوية الثلاث ، أشد ما أعجبني هو هذا الاتفاق بين بعض النصوص حتى لكأنك تقرأ نصاً واحداً ،، وكيف لا وهو إلهٌ واحد ! تكرار القصص فقط هو ما دفع ببعض الملل ، كما ان عدم وجود خاتمة جيدة للكتاب هو ما قلل نجومه بعض الشيء ..
نظرة عامة على الديانات الثلاثة المسيحية واليهودية والاسلامية، ينطي نظرة مبسطة عن ان الديانات الثلاثة تجتمع بعدة نقاط من حيث القصص اللي تحتويها الكتب التابعة لكل ديانة الممتع بالكتاب ان يعرض القصص كانما هي قصة وحدة فمرات تلاحظ ان القصة تبدي بكتاب وتنتهي بكتاب سماوي ثاني ... يبين كيف ان الديانات الثلاثة متصلة ويدرس نقاط الاختلاف كتاب حلو للي يحب يتطلع على الديانات بصورة عامة
الفكرة المتفرضة للكتاب شيقة..المدخل جميل..لكن تجد نفسك تائه و مشتت في متن الكتاب و تنسى ما هي فحوى الكتاب اصلا..افضل ما فيه..استعراض تاريخي لقصص دينية و اسطورية مشتركة للاديان الثلاث
التوراة والانجيل والقرآن .. بدايةً فكرة الكتاب ومجال دراسته هي امر تحتاج اليه الدراسات الدينية خصوصا المسلمين لان مشكلة المسلمين اكبر فهم من جهة متهمون بالارهاب الديني ومن جهة اخرى هم الحلقة الاضعف عالميا وهذا مشاهد في بقاع كثيرة من العالم … هذا عوضا عن ان هناك من اهل الاسلام الذين يعتبرونه سببا لتأخرهم عن ركب الحضارة وهذا واضح جلي لا حاجة لنا في التفصيل فيه هنا. كان ارسال الرسل والانبياء عبر التاريخ مرتبطا بالازمات التي تمر بها الامم والاقوام .. ولئن ختمت الرسالات بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن الازمات لم تختم وستظل متجددة لذلك يستلزم منا النظر من جديد الى علاقتنا بالله من خلال استحضار الانبياء من جديد وبحث رسالاتهم التي جاؤوا بها لحل مشكلات الانسان المعاصر . الكتاب يظهر فيه جهد كبير في التنقيب والبحث في الكتب الثلاث ومحاولة وضع اليد على مضمون الرسالات الثلاث ومنهجها والعلاقات بينها واين هي خصوصية كل واحدة منها في قضايا معينة وهل هناك تكامل بينها .
نقاط سريعة في الكتاب .. ١ _( هكذا كان مؤسس الكرة الارضية قاتل اخيه ) عبارة الكاتب في مستهل الكتاب وهنا اشارة الى النموذج البشري الاول هو هذا المجرم ويكون القتل ام الجرائم .. وهذه الاشارة واردة في الكتب المقدسة التوراة والانجيل وان كانت في القرآن جاءت من جهة التفاسير التي فسرت قصة ابني آدم استنادا الى التوراة والانجيل على انها قصة قابيل وهابيل وحادثة القتل المعروفة .. وهنا احتاج منكم الى وقفة ونظر الى تأصيل القتل في البشرية لان ابوهم كان قاتلا .. كنت قد اطلعت على تأويل للقصة على انها صيرورة تاريخية لحركة اكتشاف الانسان الاول للزراعة والتي بالتالي قضت على الرعي في مسار تطور للبشرية وليس القتل بمعناه .. الا انني توقفت عند ذكر الغراب في القصة .. لكن اقول مرة اخرى نحتاج الى اعادة النظر في تفسير هذه الحادثة
٢_ الكتب المقدسة وارتباطها بالمدن وخاصة مدينتين احدهما تمثل الظلم والاخرى يقام فيها شرع الله
٣_ تأويل ذكر ذي القرنين على انه الاسكندر المقدوني له ما يعضده من تشابه في حركة غزوات الرجلين في المشرق والمغرب .. وان كان الخلاف قائما لكنه لا يغير من العبرة في القصة الشيء الكثير .. وهناك ذكر لذي القرنين في العهد القديم بأسم لوقرانائيم صاحب القرنين
٤_ يقول العالم الكبير الليبي ( علي يحيى معمر ) نحتاج إلى " المعرفة والتعارف والاعتراف " لنتقارب ونتفاهم ونتعاون لنتعايش .. ويقول صاحب الكتاب بالاشارة الى الايات ١٢٧ و ١٢٨ من سورة البقرة انه ينبغي لهذه الامة ان تفهم كلمة امة في القران الكريم لا بالمعنى الضيق كأمة مسلمة بل كأمة يمكن ان ينتمي اليها الامم الثلاث والناس كلهم في النهاية
٥_ تعرض الكتاب لمسألة الاعتراف من قبل اليهودي والمسيحي بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقران كتابا مقدسا لكنه في رأيي لم يعطي القضية حقها .. القرآن الكريم يشير في الآية ٨٥ من سورة آل عمران ان الاسلام هو الدين الذي يريده الله تعالى للبشرية واغلب اهل العلم على ذلك .. وطبعا هذا لا يمنع ان هناك آراء باشتراكية الفردوس استنادا الى آيات اخرى منها ٦٢ من سورة البقرة وهي آراء لها اعتبارها ولكن بالنظر الى الشريعة الموسوية والشريعة المسيحية نجدها قد تلاشت وظهرت بدلا منها شرائع وتعاليم مشوهة لا تحمل من الاسلام الا الاسم .. على اعتبار ان الاسلام هو دين واحد بشرائع مختلفة يهودية ومسيحية ومسلمة ..والحق ان الواقع يفند كل مزاعم اليهود والنصارى بالسلم العالمي وانشاء مدينة السلام انها اكبر خدعة .. بمعنى ان مشكلة الاعتراف بالاخر لا توجد عند المسلم والادلة من الواقع كثيرة فالمسلم لا يجبرك على ترك دينك ان كان دنيويا فما باله اذا كان سماويا .
٦_ اشارة لطيفة في الفرق بين مفردة الخليفة والملك .. الله يريد ان يجعل من كل شخص خليفة على الارض .. ولكن الشيطان أراد منذ البداية ان يغوي البشر ليكونوا ملوكا … ٧_ لم يوفق في الربط بين قصة سيدنا يوسف وسيدنا عيسى من خلال مفردة ( رفعه ) وتفسير الرفع في الآيات الكريمة ٨_ من خلال حديثه عن يأجوج ومأجوج وانهما قد يكونا توجهات انسانية فاسدة اكثر من كونهم مخلوقات موجودة فعلا وهو يرى انهما مجال التجارة العالمية والقوة العالمية قد يتناسب مع القائلين برمزية بعض القصص القرآني ٩_ اشارته الى الخطيئة التي قام بها قوم لوط ومحاولة عدم ادانتهم بالمثلية الجنسية لم اتفق معه ابدا .. واعتبار الخطيئة هي عدم احترام ض��وف النبي لوط عليه السلام ١٠_ بعض التساؤلات التي اوردها المؤلف تحت عنوان لمن النصر .. تستحق محاولة البحث فيها .. ـ هل ادعاء النصر على المدن والاستيلاء عليها هو ما توحي به الكتب السماوية. ـ هل تفصح الكتب الثلاثة عن رسالة واحدة ام ان هناك رسائل مختلفة ـ هل الفتوحات المسيحية والفتح الاسلامي هو الفتح الذي يقصده القران