حاصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها عام 1970 من كلية الاداب جامعة القاهره عّين معيدا في جامعة عين شمس عام .1972 حاصل على الماجستير في الادب العربي الحديث عام 1974 من جامعة عين شمس حاصل على الدكتوراه في النقد العربي عام 1982م من جامعة اكسفورد – بريطانيا يشغل وظيفة استاذ في النقد في كلية الاداب جامعة عين شمس التخصص الأدبي: ناقد أدبى ومفكر إسلامي كاتب دوري في جريدة الشعب المصرية كاتب دوري في رابطة ادباء الشام مؤلف العديد من الكتب والتي تعتبر مراجع لطلبة اللغة العربية وآدابها كاتب يومي للعديد من المقالات على الانترنت والتي تهتم بقضايا الامة الساخنة
الموضوع هنا شيِّق وهو: عوليس وچيمس چويس ومحمد لطفي جمعة
شرع الناقد الراحل محمد لطفي جمعة في تعريب الرواية لكنه لم يكملها قبل أن يتوفّى فعلى حد قول الدكتور إبراهيم عوض لم يتجاوز المئتي صفحة، والغريب أن المركز القومي للترجمة ومن قبله المجلس الأعلى للثقافة طبعاها وهي تباع الآن ( وهذا سبب مطالعتي للكتاب)، عبارة عن الجزء الأول والثاني للرواية وإختصار للجزء الثالث وهو كما أجمع نقاد كثيرون أهم ما بها!، كعادة فن الرواية عمومًا
الجدير بالإستحسان أسلوب إبراهيم عوض في الكتابة وتقديم المادة التي يريد تطويعها ليأخذ القارئ في تسلسل منطقي مدعوم بأدلة من كتاب لطفي جمعة "نحو أدب عالمي"، فقد كتب كتابه: محمد لطفي جمعة وچيمس چويس ليوضّح العلاقة ما بينهما للقارئ، فجمعة كتب كتاب: نحو أدب عالمي جديد ليوضّح عظمة چويس وتفرّد روايته إلى حد إهانة ناقدوها ورميهم بتهم باطلة وفي نهاية الكتاب قام المؤلف بالمقارنة والتحليل لترجمة الأستاذ محمد لطفي جمعة والدكتور طه محمود طه ووصل إلى أن ترجمة الدكتور أفضل مع العلم أن "لطفي جمعة" سبق د.طه بثلاثين سنة، لكن الأهم هنا ليس من سبق من، بل من أنجز العمل كاملا، رحمهما الله
هذا الكتاب له مكانة خاصة في قلبي، ليس فقط بسبب مضمون الكتاب وهو "يوليسيس" التي أبحث منذ فترة عن أي معلومة تتعلق بها من قريب أو من بعيد إستعدادًا لقراءتها في القريب العاجل إن شاء الله، وإنما يحمل مكانة عظيمة في قلبي لأنه الكتاب الأول الذي أنهيه منذ فترة كبيرة، حتى أصبحت عقدتي أنني أبدأ الكتب فلا أنهيها، فأقتصر الطريق وأخشى أن أبدأها من البداية لظني أنني لن أنهي الكتاب يومًا مهما كان موضوعه أو عدد صفحاته. فحتى إن وقع في يدي دراسة مثلًا مثل هذه التي بين أيدينا لا تتعدى صفحاتها المئة صفحة، فإذا بدأتها تركتها دون أن أنهيها. لم أعلم ماذا يحدث لي ولا أريد أن أعلم. المهم أن عقدتي انفكت والحمد لله. فضلًا عن أن الكاتب وهو الدكتور إبراهيم عوض، هو أستاذي الذي أحبه وأحترمه وأعشق كتاباته المفيدة والتي دائمًا ما تتسم بخفة الظل وحلاوة الأسلوب ويسره ودفع العديد من المعلومات إلى رأسك دون الشعور بأي مجهود! لا أدري كيف يفعل هذا لكنه لأمر رائع أن أقرأ له من جديد. الكتاب هو في حقيقة الأمر دراسة لا تتعدى صفحاتها المئة صفحة عن موضوع شيق - على الأقل بالنسبة لي - وهو رواية "يوليسيس" أو "عوليس كما يعرفها البعض للكاتب الأيرلندي جيمس جويس، وهي معروفة بصعوبتها الشديدة، حتى أن الأستاذ محمد لطفي جمعة عندما كان يدافع عن جويس في هذه النقطة قال أن الكاتب أراد إبعاد الجهلاء والعامة عن قراءة مثل هذه الرواية العظيمة فهو يستهدف فئة المثقفين الحقيقيين. وهذا في نظري عظمة وقوة من الكاتب وتملك شديد من لغته الإنجليزية، وفي نفس الوقت هراء وعدم إحترام لعقليات الباحثين عن المعرفة وأنا لا أحب هذا النوع من الكُتَّاب الذين بفردون عضلاتهم في كتاباتهم على حساب قارئ مُحب للثقافة ولدية رغبة حقيقية في قراءة الكتب الجيدة، فإن كان جويس يظن أن كتابه جيدًا لما لا يصدره بأسلوب مُبسط ليقرأه الجميع ؟ المهم.. الكاتب هنا أعلمنا أولًا بوجود ترجمتين للرواية، من المعروف أن الترجمة الوحيدة الموجودة للرواية هي ترجمة دكتور طه محمود طه والتي ترجمها في ثمانينيات القرن الماضي، لكن يأتي كاتب الدراسة ليصدمتا بحقيقة أن هناك من لفت الأنظار إلى الرواية قبل دكتور طه، ألا وهو الأستاذ محمد لطفي جمعة والذي بدأ ترجمة الرواية، وترجم ثلثها تقريبًا لكنه توفي قبل إتمامها. ويعقد الكاتب مقارنة بين ترجمة كلًا من دكتور طه وأستاذ لطفي جمعة بعد سرد كل ما يعرفه الكاتب عن ترجمة أستاذ لطفي والدراسة المطولة التي قام بها وأراد أن يضمها كمقدمة للرواية بعد إتمام ترجمتها، ثم جاءت وفاته لتحول دون ذلك. لكن صدرت ترجمة أستاذ محمد لطفي جمعة لما إستطاع ترجمته قبل وفاته، صدرت في كتاب عن المركز القومي للترجمة تكريمًا لمجهوداته التي بذلها في ترجمة الرواية وكذلك دراسته المطولة التي ألحقها بالترجمة. موضوع شيق ومعلومات قيمة وأسلوب رائع في السرد والكتابة بشكل عام وتنظيم جيد للمعلومات الواردة بالكتاب. بالطبع أنصح بقراءته كل من يهتم بهذا الموضوع.