هذا رابع كتاب أقرأه حول شبهات داعش..يمكنني القول بأن طرح الكتاب متميز نوعا ما..فهو منقسم إلى شقين: كتاب يسرد شبهات التنظيم والرد عليها. والشق الثاني ملحق فيه قائمة بالسلوك النفسي والاجتماعي واعتقادات داعش المغالية.
في الشق الأول غامرني شعور في البداية بأن الكتاب لا يخاطب إلا خصوم داعش..فقد لاحظت بساطة في قليل جدا من الردود واطلاقات واستنتاجات ليست في محلها وتنقصها الأدلة..وقد عزوت ذلك إلى رقابة أعملها المؤلف على قلمه فبعض الدول لا تقبل أن تورد ألفاظ الخصوم في حقها حتى في معرض الرد عليها. وزاد من ذلك خلو الكتاب من مصادر يعزو إليها اتهاماته لداعش بتكفير الجميع وغرورهم السياسي.
بعد مضي جزء لا بأس به، أظهر المؤلف تمكنا قويا يجعل المنصف يجزم بأن الكتاب يحتاجه كل الدواعش. فبالإضافة إلى قوة ردوده على الدواعش..تمكن المؤلف في موضعين من إيراد نقلين مشهورين عن ابن تيمية وابن القيم..كان بعض الإسلاميين يبترون هذين القولين رغبة في الانتصار لتكفير الحاكم بغير ما أنزل الله. كما أنه جعل المسألة خلافية، يحترم فيها اجتهاد كل طرف. صحيح أن النقاش عامة وهذه المسألة تحديدا لم تأخذ كامل حقها في الكتاب..إلا أن ما قاله يكفي كي يرد الأغرار على أعقابهم.
يمكن للمتأمل أن يلاحظ على الفكر الخارجي بساطته وسذاجته..فهم لا يفكرون إلا بطريقة خطية لا أبعاد فيها..على طريقة الخوارج الذين حاوروا ابن عباس لما سألهم ماذا تاخذون على علي؟ فقالوا: قَالُوا : (مَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ أَمِيرُ الْكَافِرِين)َ. يقصدون لما صالح عليا معاوية..ورفض معاوية التسليم لعلي بأنه أمير المؤمنين في نص الصلح..فاضطر علي إلى محو العبارة
طبعا لم يكن ابن عباس أمام جمع جاهل كهذا سيجيب بجواب صعب على أفهامهم..فيقول لهم بأن هذا تصور ساذج..وقائم على تمسك بأشياء من افهامهم لم تدل عليها المباني ولا المعاني.. بل قَالَ :
في الكتاب أمثلة تشبه هذا الفهم السطحي للنصوص..فالعدناني الناطق الرسمي باسم داعش يتحدث عن حديث نبوي يثني على المهاجرين..فيجعل من الحديث حجة له على غيره بأن المقاتلين من خارج سوريا يقاتلون في صفه..فالزم المهاجرين فإن الحق معهم!
ذكرني هذا بمن يؤيد انقلاب السيسي بحجة حديث (خير أجناد الأرض). فالحديث لو صح..لم يكن ليدل على صواب أي فعل للجيش المصري..ولم يكن ليجيز قتل الآلاف كما يحتج بعض الحمقى..بل لا يحق لأحد أن يحتج بأن المقصود من الحديث هو شخص معين وجيشه. فهذا لا ينضبط إلا إذا صارت فعال أولئك الأجناد من الماضي بحيث يمكننا الحكم بإطلاق حيالهم.
مما لفت نظري مما أشار إليه الكتاب بشكل عابر هو انشغال الدواعش بأحاديث الملاحم والفتن وتنزيلها على واقعهم..فسموا مجلتهم دابق..تلك البقعة التي سيتقاتل فيها المسملون مع النصارى كما جاء في الأحاديث. الطريف أن أحد أسباب تردد أمريكا في دخولها بقوات برية إلى مناطق داعش هو هذا الحديث كما جاء في صحيفة النيويورك تايمز..فهم يخشون إن صحت نبوءة حيالهم بأن يثير هذا باقي المسلمين عليهم.
قلت انشغال الدواعش بأحاديث الملاحم والفتن قد ورد في كلام قيادات داعش..فأحدهم ولعله العدناني يتحدث عن انتظار مبايعة المهدي المنتظر وتسليمه الراية. وقد قرأت لبعض من كان معهم بأن مؤسس داعش الحقيقي أبو حمزة المهاجر كان قد صنع منبرا كي يخطب عليه المهدي عند ظهوره!.
الشق الثاني من الكتاب ملحق جميل..يتحدث عن خصال الدواعش وخطابهم السياسي والعقدي..مما شابه غلو أو منكرات..فهو يتحدث عن تكفيرهم للفصائل المقاتلة دونما أدنى حجة. ويتحدث عن سلوكهم النفسي..من افتخار بحز الرؤوس أو الغلاصم كما يقول العدناني إلى تحقير المخالف بأقذع الألفاظ.
قلت..وقد لاحظت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تأثر الافراخ الدواعش بزعاماتهم..فهم لا يسمون طارق عبد الحليم إلا بأشيمط كندا..ولا يشتمون هاني السباعي إلا بعبارة ام** *** ملكة بريطانيا!. وكأن السيرة النبوية ليس فيها إلا هتين العبارتين فهم يروحون ويغدون بهما يوزعونهما على من عرفوه وعلى من لم يعرفوه.
الملحق لو أفرده المؤلف ككتاب..فلنافس كتابه الأصلي في جودة حجته. وبرأيي أن بساطة عقول الدواعش تستدعي بساطة في إيصال الحجة كما فعل ابن عباس مع الخوارج. أما أن نورد لهم أقوال الفقهاء..وهم لا يفقهون منها شيئا.لذلك رأيت بساطة الملحق وفرادته فكرته من حصر صفات الدواعش والاستدلال من خطابات قياداتها شيئا فريدا قيما أكثر من الكتاب نفسه. كما أن في آخره قائمة ببعض المراجع والشهادات في شأن داعش.
الكتاب سأسحب منه نجمة لأجل عدم تبسيطه على مستوى عقول الدواعش!
قد تكون مراجعتي مستفزة للدواعش..ولكن بالنسبة لفعالهم فإنني أعد من الهادئين الحليمين حيالهم. سيأتي يوم وسترون من يشتمني منهم عبر هذا الموقع، على مراجعتي هذه. سأحرص على إبقاء تعليقاتهم..فكل ينفق مما عنده.
رد شامل وجيد على شبهات الغلاة (داعش). وفي أسلوب الكاتب وترتيب موضوعاته سلاسة تمنع الملل والسأم. ما أنتقده على الكتاب هو فقدان السردية التاريخية التي يحتاجها القارئ ليعرف تاريخ هذا التنظيم والبيئة التي نشأ فيها. ولا شك أن ذكر هذه الخلفية التاريخية مهمٌ جدًا، إذ أن غالب الشبهات ليست مجرد تنظيرات فلسفية منفصلة عن واقعها التي صيغت فيه. يفتقر أحيانًا لذكر المصادر والمراجع أثناء تقريره لبعض الحقائق. لا يذكر الوقت بدقة عندما ينقل عن كلمة صوتية لداعش، مع أن كلماتهم الصوتية طويلة وقد لا يحتاج القارئ المهتم لسماع كامل الكلمة حتى يصل إلى الموضع الذي ينقل منه الكاتب. الكتاب بصفة عامة مفيد ورائع.
الجهد الذي بذله كاتب هذا العمل جهد كبير , ولكن للأسف فهو قد حاد في بعض المواضع عن المنهج العلمي في الرد وأورد في بعض المواضع ردودا وآراءاً دون مرجعية وهو إن كان يقصد هنا أن الرد هو رأيه فهو للأسف رد ضعيف في بعض المواضع , ولكن بالمجمل الغلبة في الردود له طبعاً . فقد أورد في المجمل ارتكازات من القرآن والسنة في الرد عليها ويمكن أن تصل نسبة هذه الردود إلى 80 % أو تزيد . يعاب عليه أيضاً مغالاته في تحسين صورة الجهات الثورية وفصائل الجيش الحر , وهو بالغ في بعض المواضع ودفعته الحماسة لنقد تنظيم الدولة بأن يصور الطرف الذي يضم الفصائل "الإسلامية" وغيرها على أنها ذات منهج سليم , وذات فكر قويم وهي غالباً ليست كذلك والله ورسوله أعلم . في النهاية هذا عمل محمود أنصح بقرائته للجميع
كتاب يرد على كل الشبهات و الألاعيب التي استخدمتها كيانات تتدعي انها ارض الخلافه و غيرها و افضل ما فيه صيغه السؤال و الجواب التي تعتبر ابسط و أقرب الصيغ للعقل و القارئ ،، ينقصه فقط بعض النصائح لتنوير عقول الشباب المنجرف وراء ذلك الكيان الفاسد الذي يعتبر شر مثال يتلاعب بمسمى الدين.
كتاب رائع لابعد حد يتحدث علي المناصيرين لداعش.. وافكار الدواعش.. وماذا قال عنهم الرسول والصحابه وتابعه بأيات من القران الكريم.. ياااريت الجميع يقراْ هذا الكتاب لما فيه من اسلوب قوي ورد علي شكوك الانصاريين لهذا المبداء