منذ عامين حين طلب أحد الأصدقاء أن أكتب قصته، ترددتُ في البداية، واقترحت أن أساعده، لكنه قال إنه لن يسعه أن يفعل ذلك لوحده أبدًا. أصغيتُ إليه لساعات، ورافقته في جولات علاجه واكتشفت عالمًا مثيرًا، ثريًا بمادة جديرة بالكتابة.. سرعان ما وجدت نفسي في موقف حساس: هل عليّ أن أروي وأكتب وأكشف كل شيء، كما طلب مني صديقي؟ وبعد تفكير، اخترت ألا أهمل شيئًا وأن أشاركه أفكاره وأضع نفسي مكانه. *** "أنا لستُ مقامرًا ولا مراهنًا ونادرًا ما أخوض المخاطر؛ هكذا خُلقتُ ولا أدّعي أية مأثرة. لا أحب أسطورة سيف ديموقليس ولا السرعة الزائدة، وأظن أن لدي متعًا أخرى في الحياة غير تلك التي يوفرها الحب الجسدي... أقول هذا لنفسي وأكذب عليها قليلا، فأنا مضطر لإقناعها بأنني سلكتُ الخيار الصحيح: أن أعيش، أجل، لكن دون المرض... المرض الخبيث.
Tahar Ben Jelloun (Arabic: الطاهر بن جلون) is a Moroccan writer. The entirety of his work is written in French, although his first language is Arabic. He became known for his 1985 novel L’Enfant de Sable (The Sand Child). Today he lives in Paris and continues to write. He has been short-listed for the Nobel Prize in Literature.
أول رواية أقرأها لطاهر بن جلون، وأقول حقيقة أنني أعجبت بأسلوبه السردي، وإمساكه بأدوات الكتابة الروائية. الرواية حقيقية كتبها بن جلون بناء على طلب صديق أصيب بالسرطان وأراد عرض تجربته روائيا. موضوع الرواية بحد ذاته جديد من حيث التطرق إليه، فكتابات كثيرة روت عن مرض السرطان لكن قلة تحدثت عن استئصال الأعضاء بسبب هذا المرض. الشخصية الرئيسية في الرواية رجل مصاب بسرطان البروستات، علاجه يتطلب استئصال الغدة ومن بعدها علاج بالأشعة. يستذكر استئصال ثدي زوجته الراحلة لدى إصابتها بنفس المرض، كما يروي تفاصيل الجراحات التجميلية والترميمية. ذكر الإجراءات الطبية بدقة وهذا مرجح لتواصل بن جلون مع الطبيب المعالج لصاحب الحكاية. إثر عملية الاستئصال يتحول هاجس المريض نحو هذا الجزء المستأصل من جسده وما ترتب عليه من فقدان قدراته الجنسية. الحالة الصحية والنفسية التي مر بها كانت واقعية ومنطقية ولم تحتو عواطف فائضة تثير شفقة القارئ. الرواية كانت لتظهر بإطار إبداعي رائع لولا مبالغة بن جلون بالتركيز على المشاهد الجنسية، العقدة تتطلب ذكر هذه التفاصيل لكن الأمر بدأ يبدو وكأنه إطالة مفتعلة ووصف متكرر يقترب من الابتذال. وهنا يطرح السؤال المصيري: هل كان يجب أن يترك المرض يفتك به أم يترك عجزه يفتك به؟ وربما الإجابة تختلف من إنسان لآخر لاسيما الذي يعيش بغرائزه ولا يقيم اعتبارا كبيرا لمشاعره. أما الخطأ التأليفي الآخر في الرواية أن يكون ابنه في الثلاثين وحفيدته في الثانية عشرة. أي أن ابنه أنجبها وهو لم يبلغ بعد ١٨ سنة. هو أمر ممكن الحدوث لاسيما في الغرب لكنه نادر.
لا أريد حرق نهاية الرواية، لكنه في الآخر تحدث عن "موافقة" أي "قبول" و"رضا" بالقضاء طبعا. رغم أنه قبلها ببضع صفحات ذكر عدم إيمانه. وهنا توجه تفكيري نحو منحى آخر: لماذا هذا الإصرار لدى الأدباء لنفي صفة الإيمان واستبدالها بكلمات أخرى، وكأن هذا التبرأ الإيماني هو محاولة إثبات أنهم "مثقفون" لمعتقد سائد لدى لدى معظم الكُتّاب أن الإيمان والثقافة لا يلتقيان، بينما الإيمان هو ثقافة بحد ذاتها، وأي تفكير مختلف هو نوع من تعصب إلحادي غير منطقي.
عادة لا أكتب المراجعة فورا بعد نهاية الرواية خاصة اذا كنت منفعل بسبب ما فيها كنت مدفوعا بقوة التحفة الادبية الخالدة للاستاذ طاهر بجلون " تلك العتمة الباهرة" فتناولت تلك الرواية بلا تردد في معرض الرياض 2018 حفل توقيع روايتي السابعة " لغز الاصهب" تناولت تلك الرواية وكلي شوق لانهل من ابداع الاستاذ التالي وتم وضع الكتاب مع العشرات من اخواته لتبتلعته ارفف مكتبتي و يغيب لثلاث سنوات حتى جائت الجائحة و عدنا لقراءة مافي بطون ارحام مكتبتنا وكان هذا الكتاب الذي تربو صفحاته عن المئة صفحة خير اختيار الكتاب يتحدث عن استاذ رياضيات ارمل ولديه ولد وحفيده تعرض لسرطات البروستات وهنا اصيب بكراما عن هفوات و نزوات شبابه وعلاقته الكثيرة المحرمة مع نساء منوعات رغم كونه متزوج حتى انه كان يطلق عليهن القاب وياللصدفة الغريبة احدي عشقاته كان يطلق عليها لغز الاصهب
ما هذه الصدفة الغريبة؟ الرواية التي كتبتها بسنة قبل شراءها ثم انشرها في نفس المعرض الذي اشتريت منه النسخة لاجد عنوانها في رحم هذه الرواية و بعد ثلاث سنوات من نشر الرواية
تتحول معاناة الاستاذ الى محنة حقيقة الرجل لم يعد رجل الفحل فقد اهم مالديه نظافة الجسد تلاشت ذاك العضو الذكري الذي كان ينبض بالحب والحياة تحول الى مجرد اداة للتخلص من الفضلات و بطريقة لا ارادية احيانا و محرجة في احيان اخرى كيف وصل بالاختيار والقرار لبعض الرجال ان يضل بالسرطان محتفطا بذكروته ولا تتلاشى همته
نجح الروائي في نقل معاناة البطل بكل وضوح لكن ما كرهته في هذه الرواية هو الابتذال والتفنن في وصف المشاهد المقززة و المقرفة كما اهملت جوانب لخرى لا تقل اهمية عمن يعاني من تلك العملية فرحت بكون اسم احدى رواياتي موجود بها ولكن المضمون لم يرتقي لما تمنيت
تنقل لنا الرواية -التي لم أتوقع موضوعها البتة- مشاعر مريض مصاب بسرطان البروستات، يقترح عليه صديقه وطبيبه استئصال غدة البروستات، حفاظا على جسمه من انتشار مرض السرطان، ويرضخ المريض مرغما ، وهو أستاذ جامعي متخصص في الرياضيات، لأنه سيودّع عالمه الصاخب المليء بالنساء، ويغرق في آلام نفسية تجعل عملية الاستئصال مرادفة لفقدان كل معنى للحياة وخسارة فادحة-في نظره- لطعمها. يعيش الرجل المستأصلة بروستاته على ذكرياته الحبلى بمغامرات متعددّة في عالم المرأة ، وقد صارت خمرته اليومية مسترجعا إياها بلوعة وحرقة مما يضاعف شعور الخسارة لديه، وبأنّ الحياة توقفت نهائيا. في الرواية كثير من المقاطع الجنسية المكتوبة بالتفاصيل وبلغة مكشوفة فيها خليط من الموت والشعور بالعار، لذا لا يخبر أستاذ الرياضيات صديقاته بأنه استأصل غدة البروستات، لاعتقاده بأنهن لن يستسغن ذلك. بين السطور يستشعر القارئ دعوة غير صريحة، تتعلق بتحريض الآخرين على إجراء الفحوص الطبية المرتبطة لدى الرجال بالبروستات ولدى النساء بالثدي، خشية الإصابة بالسرطان. لغة الكاتب جميلة، ورغم أنه جزّأ الرواية إلى أجزاء لكل منها عنوان مستقل، إلا أنه حافظ على الوحدة الموضوعية للرواية. الألم يخيم على الراوي رغم محاولاته دسّ الأمل والبدء من جديد..
يتحدث الكاتب في مايشبه المذكرات الشخصية عن أزمة سرطان البروستات الذي أصابته بعد موت زوجته، في وبغض النظر عن تفاصيل العلاقات الجنسية داخل الكتاب إلا أن على كل رجل أن يستحضر ماذا يعنيه أن يصبح عنينا بعد سلسلة من المغامرات الجنسية. ماذا يعنيه أن يتعطل الجسد أمام الروح، أمام العقل، أمام الرغبة في الحياة
مؤلمة لكن ذلك الألم الهادئ المنطقي،فيها تأمل و حديث نفس و كلام صادق خفيفة و منتعة،يجدر التنويه إلى أن الصبا المراد هو الحسي المادي منهو ليس المعنوي النفسي.
خطؤنا الكبير يكمن في محاولتنا الحصول من كل شخص على الفضائل التي لا يمتلكها بشكل خاص، وإهمالنا للفضائل التي يتمتع بها". #مراجعة_كتاب #حنين_إلى_نكهة_الصبا للمميز #الطاهر_بنجلون نوعها- درامية/اجتماعية/ واقعية
القصة- نقل الكاتب معاناة احد اصدقائه- وهو استاذ رياضيات ارمل ولديه ابن، يتعرض للإصابة بسرطان البروستات، فتنقلب حياته بعد ان كان محبوبا بين النساء، الى جسد بلا روح بلا عقل وبلا حياة. فيحتل الاكتئاب جزء كبير في حياته. حيث تتطلب مراحل شفاء مختلفة من استئصال الى اشعة سينية وجلسات مختلفة. نرافق المريض، ونرى زوايا هذا المرض المخيف وكيف تاثيره عليه من زوايا مختلفة اجتماعيا وعاطفيا وجسديا.
الشخصيات- لاشك بان المريض هو الاساس والمرض معه، وهناك بعض الشخصيات الثانوية التي لها خطوط فرعية تدعم مشاعر وذكريات الشخصية وتوجهاتها.
اجواء الكتاب- الموضوع جدا جدا حساس ومختلف ولم يتطرق له احد من قبل ( روائياً )، ونجح الكاتب في نقل اجواء المريض وكفاحه مع المرض ومراحل العلاج بكتابة ادبية متقنة. اتفهم عدم تقبل بعض الاشخاص للكتاب فهناك بعض التصورات المقززة، والكثير من المصطلحات الجريئة والصريحة التي لا تناسب بعض القراء.
ستايل الكتابة- السرد اجمل ما في الكتاب ( وهي قراءتي الاولى لبنجلون ولن تكون الاخيرة 👍).
الحبكة- مختلفة حسب الفصول - صحيح الثيمة واحدة وهي المرض - ولكن كذلك نتعرف على تفاصيل حياة المريض رغباته ورحيل زوجتة وكراهية ابنه. وكذلك نظرات اصدقائه في العمل وقبول المجتمع من عدمه له ولحالته. وقصة حب فتاة جديدة. بالنسبة عن المرض فنقرا عن الحالة الشعورية ما قبل المرض وبدايته واثنائه ومابعده، وعن ماحدث لزوجته. قاسية جدا سطوره. ثيمة الذكورية وما اهميتها وماذا تعني عندما تفقد اهم عناصرها؟.وبصمة العار والنقص التي يحملها المجتمع لهم. تطرق لنفاق الدعايات التجارية وما تحمله من رسائل عن المرض وعلاجاته. قصص حالات مختلفة تم علاجها بدون او بالعملية. اعجبتني مقولة " ذاكرة الأعضاء " وبأن لكل عضو من الجسم له ذاكرته الخاصة.
رسالة الكتاب- الحياة قصيرة، استفد من كل الفرص. والقبول بالقضاء والقدر.
المتعة- اول ما حملت الكتاب لم اتوقع الموضوع ابداً، فلقد فكرت بانها قصة عشق من العنوان، ويالها من قصة!. الكتاب موجه لرجال بشكل عام، ولمن يودون الاطلاع على مواضيع طبية بشكلٍ ادبي، الكتاب ليس للجميع بسبب مصطلحات لا تناسب ذائقة البعض.
( الكتب رحلة قرائية📚، ما لا يعجبني ربما يعجبك والعكس 🌺)
الحياة دائما ممكنة، مهم�� بلغ حجم خساراتنا .. الخسارة التي نقيِّمها حسب نظرتنا وتأويلاتنا وارتباطنا بالأمور ... تفوح من الرواية رائحة الكآبة رغم ما يدسه صاحب القصة من أمل فيها!