في كتابه هذا يكتب سلام الشماع صفحات مشرقة من حياة "علي الوردي" عالم الاجتماع المعروف في العراق والوطن العربي والعالم؛ والذي أُطلق عليه البعض لقب "عنترة جامعة بغداد" بما كان يحمله في شخصيته وأعماله من تجديد وابتكار وبما تميز به عن غيره من علماء الاجتماع من بناء أكاديمي رصين ساهم في كشف أمراض المجتمع والسير باتجاه الإصلاح بالبحث والقول والعمل. وهكذا بعد إصدار مؤلف الكتاب لثلاثة كتب عن هذا العَلَمِ الكبير والرمز العراقي البارز، هي على التوالي: «من وحي الثمانين»، و«علي الوردي.. مجالسه ومعاركه الفكرية»، و«الازدواجية المسقطة»، يأتي كتابه الرابع «خفايا من حياة علي الوردي»، وقد بدأ في المقدمة التي تتصدر العمل بمخاطبة القارئ قائلاً: "هذا كتاب جديد لا يشبه الكتب التي ألفتها قبلاً عن عالم الاجتماع العراقي الكبير علي الوردي، فهو احتوى ما لم يحتوه كتاب ألفته من قبل، كما أني سرت في تأليفه في غير الطريق الذي سرت في كتبي السابقة، إذ عمدت، هنا، أن أكتب مجموعة مقالات متناثرة في السيرة الوردية عندما تفرغ من قراءتها يتجسد أمامك الوردي وإنجازاته وما ألفه من كتب، عبر سطور استرجعت من خلالها معايشتي لهذا الرجل الذي أعطى ولم يأخذ... ويتابع المؤلف: لا أدعي أن هذا الكتاب سيكون محيطاً بالسيرة الوردية من جميع وجوهها، ولكني سأحاول، ما وسعني فيه، أن أفتح صفحات ما زالت في طي الكتمان في حياة هذا العَلَمِ الكبير والرمز العراقي البارز (...) إن هناك الكثير مما بقي مخفياً في حياة هذا المصلح الاجتماعي ورجل التنوير الكبير الذي أراد لمجتمعنا أن يحتل المكانة اللائقة بين مجتمعات العالم فظلّ طوال حياته يقارع أمراض المجتمع العراقي ...، وهكذا فهو من القلائل الذين عاشوا لغيرهم لا لأنفسهم، وهو من الذين تنطبق عليهم، فعلاً، مقولة سيد قطب: "إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، بقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية". لذلك فمن الواجب علينا أن تستذكر الوردي الذي نسيناه، والذي بذل من أجلنا الكثير وما أعطيناه. يضم الكتاب ما يزيد على العشرون عنواناً عن سيرة الوردي بالإضافة إلى مقابلات قديمة أجريت معه عُمرها ثمان وعشرون سنة وملحق صور ووثائق.
"الكتابُ الذي تشتاقُ إليه تتلذذُ بقرائتِه" هكذا ذيلَ إهدائَه لهذا الكتابِ صديقٌ علِمَ لهفتي لاقتناءِ هذا الكتابِ الجميلِ الذي تعذرَ علي إيجادُه في معرضِ مسقطَ الفائتِ وتعذرَ علي الحصولُ عليه من جملون كذلك ليفاجئَني به على غفلةٍ وهو يعلمُ حرصي على اقتناءِ كتابٍ طالَ إليه شوقي فكانت نِعمَ المفاجأةُ. سلامُ الشماع بحكمِ قربِه من الوردي وصداقتِه له يعرفُ من أسرارِ الوردي ومواقفِه وأفكارِه وعلاقاتِه من تلكَ التي لا يفصحُ عنها الكثير، العقل والدين والمجالس الأدبية موقفه من السلطة سفره لأمريكا طفولته ... . يتعينُ للقارئِ الذي سبقَ له قراءةُ كتبِ الشماع عن الوردي أن يتوقعَ أنَّ كثيرًا مما ذُكِر هنا قد مرَّ ذكرُه ككتابِ " من وحي الثمانين" وكتابِ المجالس والمعارك الفكرية
أي كتاب يتحدث عن الكبير علي الوردي يمثل أهمية بالنسبة لي لان هذا الراحل غير نظرتي الى المجتمع ونظرتي الى العلوم الاسلامية الكتاب ليس فيه الكثير من افكار الوردي ولكن هناك بعض النقاط الغريبة ومنها انه كان يكره المدح ويتقبل النقد حتى ولو كان شديدا ومنها ان كتبه لم تمنع ابدا في العراق رغم القمع الشديد
يحوي الكثير من الحكايا الطريفة والغير متوقعة من حياته فهو كما قيل عنه عالم اجتماعي وليس اديبا ويمكن ملاحظة ذلك من خلال كتبه في تحليل الوضع الاجتماعي العراقي. وقد فاجأني ان اجد الوردي في بداية حياته يعمل بالعطارة بسبب رغبة امه وخلافا لعمل والده الذي كان صائغا،المثير في الموضوع ان الوردي كان ينشغل بالقراءة عن العمل فطرده استاذه