قلّما نجد عند الكتّاب والشعراء تلك المحبة للسينما، التي تدفعهم لكتابة (نقدية) سينمائية، وقلّما نجد بينهم من يفضّل فيلماً على رواية، أو مسرحية على الرواية أو المسرحية الأصلية، لأن أغلبهم يعتقد بأن السينما تعجز تماماً عن تفليم الأدب والمسرح؛ لكن السينما، وهي التي تأثرت بالأدب وأصبحت تغرف من كنوز رواياته، أصبحنا قلّما نجد فيها فيلماً غير مُعدّ عن رواية. في كتابه «هزائم المنتصرين» لا يتوقف الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله عند محبة السينما، بل يذهب أبعد، ليضيف إلى انتاجه الأدبي كتاباً أدبياً شيقاً عن الأفلام، استغرق في كتابته خمس سنوات. ليست السينما، بحسب الكاتب، هي الفن السابع، "بل هي الفنون السبعة، التي تُحتَم علينا، كأدباء، أن نتعلم منها، كما تعلّم مخرجوها الأوائل من المسرح والرواية والموسيقى والفن التشكيلي، وكما تكون السينما بحاجة لسواها من الفنون، يكون الفنانون والأدباء والشعراء بحاجة إلى السينما أيضاً". يسير هذا الكتاب في خط يبحث عن مغزى مُلتبس، لأبطال يقتربون في النهاية من تحقيق نصر خاص يُضمِر في داخله هزيمة حزينة؛ كاشفاً حكاية هذا المغزى الفكري، بتنويعاته الدرامية والفنية، في عدد من الأفلام المعروفة.
Ibrahim Nasrallah (Arabic: إبراهيم نصرالله), the winner of the Arabic Booker Prize (2018), was born in 1954 to Palestinian parents who were forcibly displaced from their land in Al-Burayj, Palestine in 1948. He spent his childhood and youth in a refugee camp in Jordan, and began his career as a teacher in Saudi Arabia. After returning to Amman, he worked in the media and cultural sectors till 2006 when he dedicated his life to writing. To date, he has published 15 poetry collections, 22 novels, and several other books. In 1985, he started writing the Palestinian Comedy covering 250 years of modern Palestinian history in a series of novels in which each novel is an independent one; to date 13 novels have been published in the framework of this project. Five of his novels and a volume of poetry have been published in English, nine in Persian, four works in Italian, two in Spanish, and one novel in Danish and Turkish.
Nasrallah is also an artist and photographer and has had four solo exhibitions of his photography. He won nine prizes, and his novel Prairies of Fever was chosen by the Guardian newspaper as one of the most important ten novels written by Arabs or non-Arabs about the Arab world. Three of his novels were listed on the International Prize for Arabic Fiction for the years 2009, 2013, and 2014. In 2012 he won the inaugural Jerusalem Award for Culture and Creativity for his literary work. His books are considered one of the most influential and best seller Arabic books, as new editions are released frequently and many young readers are attracted to his books.
In January 2014, he succeeded in summiting Mount Kilimanjaro in a venture that involved two Palestinian adolescents, a boy and a girl, who have lost their legs. The climb was in support to a nongovernmental organization dedicated to providing medical services to Palestinian and Arab children. Nasrallah wrote about this journey in a novel entitled The Spirits of Kilimanjaro (2015). In 2016, Nasrallah was awarded the Katara Prize for Arabic Novels for this work.
His novel The Second Dog War was awarded the International Prize for Arabic Fiction (Arabic Booker) for 2018. In 2020 he became the first Arabic writer to be awarded the "Katara Prize" for Arabic Novels for the second time for his novel "A Tank Under the Christmas Tree".
لربما ، انا الوحيدة على ظهر البسيطة التي لم تشاهد فيلم الرومانسية والدموع(تايتانك) ، وفي هذا اشارة الى عمق القطيعة بيني وبين السينما كفن وكلغة .. فكيف يكون حالي اذا مع 200 صفحة لا تتكلم الا عن السينما والافلام والابطال ؟ ان القضية ببساطه هي من يقف وراء هذه الصفحات . تحب نصر الله؟ اذا استعد لجلسة ساحرة رفقته.. هو يحلل الفيلم وانا مبهورة بقدرته على استنباط المعاني وراء الصور ومعجبة بانسانيته الفائقة.. لم اشاهد ايا من الافلام التي تحدث عنها لكن كلامه كان كافيا لارى .. ليضيف الى مخزوني المعرفي عن الحياة بكل تقلباتها وجنونها ..
لا تتوانى عن قراءته ان كنت من محبي ابراهيم نصر الله فهو هنا يفتح قلبه لك كصديق..ومن يرفض صداقته؟؟
السينما يجب أن تمتلك عمقا يؤهلها للوصول للبشر، فهي ليست مادة لملئ الفراغ.
23 فيلم استعرضهم نصرالله في محطات متعددة. البطل البرئ والمغفل في( Forrest gump)، ومنطق السوق والدعاية كما في(Titanic)، الكوابيس وضحية كافكا (Seven) (Nick of time)وغيرها. مقدمة الكتاب مميزة جدا (السينما كطفولة دائمة)، خليط من ذكريات نصرالله والسينما من جانب ، ومن جانب آخر أطروحة نصرالله السينمائية -إن أمكنني القول- . بحث فيها تأثير العمل السينمائي على كل من القارئ والأديب المتلقي ،وحتى المتلقي العادي. "..السينما قد فتحت الطريق للقراءة، ومهدته، فقرأنا البؤساء، وأحدب نوتردام، والآمال الكبيرة"، "..فها أنت تؤلف أفلامك التي تريد!.. " ، من هاتين العبارتين ينطلق نصرالله لتحليل الأثر لكل من العمل السينمائي والأدبي، أحدهما على الآخر. الكتاب ثري جدا يعكس متابعة سينمائية واسعة من نصرالله، فهو لا يستعرض وينقد فنيا فحسب، بل إن صح القول يناقش العمل السينمائي بإسقاطة على الواقع من جهة، والأدب والإنسان من جهة.
هذا الكتاب عن السينما ، عن عالم الأفلام ، الممثلين ، و المخرجين .. لقد كان الروائي ابراهيم نصر الله شغوفاً بالأعمال السينمائية و حريصاً على متابعتها و نقدها ، و هو يظهر معرفة واسعة و إلمام كبير بهذا الفنّ .. هذا بالاضافة الى كونه أديباً كبيراً ، يتمتع بحسّ مرهف يُمكّنه من قراءة المشاهد و الصور بجمالية عالية تستحق القراءة . .
كيف لقارئ نهم وكاتب مثقف كتابة مقالات متعددة يجمع فيها بين بساطة المشاهد والرؤية التحليلية العميقة للعمل السينمائي؟ هنا تتجلى براعة وإبداع الكاتب الرائع إبراهيم نصر الله الذي أخذنا معه في رحلة تحليلية كصديق أكثر مما هو ككاتب أو ناقد لأفلام أجنبية تركت أثراً في نفسه وربما في نفوس العديد والعديد من الجماهير والمتابعين.