رواية قريبة من واقع ليس ببعيد عن بيئة أعيشها وأسمع حكاية أبوابها القديمة فرحاً وحزناً .. نجمتان ونصف كان تقييمي والنصف الاخر كان لانها وصفت حارات اسكنها .. لكن ثلاث نجمات كان بالإمكان أن تكون أربعة لولا حشو الكلمات في أماكن كثيرة كان يمكن اختصارها حوالي 100 صفحة لتصبح رشيقة التقبل للقارئ ، كذلك لولا النهاية المبتورة التي جعلتني أتأكد أنني لم أوقع ورقة من الرواية.. والتي عقبت بتراً آخر كان في قصة محاصرة القلعة وبدء الثورة ضد المستعمر
انهيت قراءة سنة العصافير كتاب جميل والكاتب ابدع في سرد الاحداث التي لا تشعرك بالملل بل على العكس صرت انهب الصفحات لاعرف ما التالي. اراها بالوانها ورائحتها، اشعر باحزان وافراح الشخصيات فيها. رواية جميلة كما اسلفت.
من الروايات الجيدة نوعا ما .. المقدمة لطيفة وتم اختيار ألفاظها بشكل جيد جدا جعلنا الكاتب نعيش أجواء رائعة مع أبطال الرواية نجم ويوسف وشهاب وغيرهم لكن يعاب على أسلوب السرد بعض النقاط التي جعلتني كقارئ أقف مرارا وتكرارا لأجد روابط بين الفصول والمقاطع فغلب أسلوب الوصف على تسلسل الأحدث مما جعل من الرواية مجتمعا للتصورات مع أن الأحداث بطيئة كما أن بعثرة الأفكار بشكل فوضوي دونما ترتيب مدروس جعل في الرواية شرخاً يقود بطريق ما إلى التشتت في تكوين رؤية واضحة عن قصد الكاتب ومبتغاه وتعدد المحاور وعدم المتابعة في إتمام كل محور بدا موضوعا جدير بسؤال الكاتب عنه ثم إن تسمية الرواية بسنة العصافير كان يثير شكوكي منذ بدأت إلى أن انتهيت ولم أجد تفسيراً لها كمان أن أسلوب الخطف خلفا في كل فصل من الفصول يجعل عنصر التشويق معدوماً
مآل الرحلة تخترق الرواية, ثلاث رحلات أساسية تتمحور حولها الأحداث, وتتفرّع عنها رحلات أهميتها نسبية, وبتجميعها يتمّ البناء السردي كاملاً. الرحلة الأولى التي قام بها أسعد الغريب (والد البطل نجم الغريب) لاسترداد دَيْنه, انتهت بموته نتيجة الصقيع فأصيب بالغرغرينا ورفض قطع قدمه, لأن معتقده الديني يوحي إليه (بأنّ أمّاً جديدة تنتظره). بهذه الرحلة يقدّم الكاتب نموذجاً مثالياً لبطل الرواية, حضور أبوي طاغٍ لا فكاك منه يورّث القدرية والتسليم جيلاً بعد جيل. أمّا الرحلة الثانية فمنها أخذت الرواية عنوانها (سنة العصافير) فتنساب فيها أفكار إنسانية تحاول الابتعاد عن نمطية البطولة, بل تحاول تقديم جواب جديد, لسؤال من أين جاء البطل ببطولته؟ وكان يمكن بناء نموذج آخر ومختلف عن معنى البطولة, يتمركز حول إنقاذ (عائلة الغريب) لقطيعها بعد ثلج نيسان المفاجئ, والعودة به إلى المضارب. ومجموعة العواطف المرافقة لمشهد الإنقاذ الطويل, وكيف أنّ (نجم) هالَه منظر الموت الذي حصد آلاف العصافير وألقاها على وجه الثلج, أي جيش فعل هذا؟. كان يمكن حقاً لهذا الفصل أن يبني مفهوماً آخر للبطل, كما قام بتشييد وإعطاء الرواية اسمها الفريد, واللافت. لولا أنّ الرحلة الثالثة قطعت هذه السيرورة وأعادتنا لكلاسيكيات البطولة حيث الخيول المطهمة, والخناجر المطوية, ترافق (نجم) في رحلته إلى وادي القرن وتتابع تحوّله إلى صعلوك نبيل أشبه بروبن هود. هنا بدت غاية الرحلة ليس الالتفات نحو الآخر, الذي يهزّ قناعات البطل أو صاحب الرحلة ويفتح المجال أمام الكاتب ليبثّ عُقداً روائية تغني النص, وتذهب بالقارئ إلى عالم مختلف, وهو ينتظر حلاًّ لها. إنما جاءت هذه الرحلات مجرّد انتقال بين وحدات إثنوغرافية تبحث عن المتشابه, الذي لا يفصلنا عنه بمعايير اليوم سوى سويعات قليلة بالسيّارة. عند هذا الحدّ نستطيع القول: إنّ العصافير بدورها تشهد على رحلاتنا الضيقة, لا نحن فقط نتهمها بذلك!