بدايةً لا يمكن الاستغناء عن شروحات المترجم في الهوامش، لأنها مساعدة على تبيان بعض فصول الكتاب غير المترجمة، و موسوعية المترجم حول موضوع الاحتلال البريطاني للعراق واسعة و مهمة جداً.
يحاول ويلسون في هذا الكتاب تبرئة نفسه من مسؤولية اندلاع ثورة العشرين التي تسبب في عرقلة مشاريع الحكومة البريطانية حول العراق و تسببت في إقالته من منصبه، في البداية يتحدث عن موقف بريطانيا الاستعمارية حيال موضوع الانتداب في المناطق العربية و بالأخص العراق، و المشروع الذي تقدم به هو شخصياً مع مجموعة من العاملين في وزارة الهند حول تهنيد العراق و و تغيير ديموغرافيا العراق بتوطين مجموعة كبيرة من الهنود، حتى أفشلت ثورة تموز و التي أشعلها شيوخ قبائل الفرات الأوسط و كذلك المرجعية الدينية في كربلاء، كانت التحركات الاستفزازية التي اتخذها الإنجليز حيال قضية العراق و إلحاحهم في الانتداب حوله، و إخفاء مشاريعهم لحين انتهاء مؤتمر الصلح في فرنسا، أبرز الأثر على سياساتهم، فقاموا بنفي كل العناصر و الشخصيات التي من الممكن أن تتسبب في عرقلة هذه المشاريع أو محاولة التخلص منها، و كذلك استفادت من عناصر كانت تؤيد الاحتلال و تطالب بأقل ما يعرضه المستعمر البريطاني، بالإضافة إلى هذه المعلومات رغبة المستعمر البريطاني بالتوسع داخل منطقة الجزيرة الفراتية و دير الزور لضمها للعراق، غير أن الحكومة العربية و التي يصر ويلسون أن المنحة الملكية البريطانية هي مصدر الدخل الوحيد للحكومة العربية في سوريا بقيادة الشريف فيصل. حين أفشل شيوخ القبائل بالإضافة إلى المرجيعة الدينية في كربلاء مشروع الحكومة البريطانية في ثورة الثلاثين من حزيران عام عشرين و ذلك بتشكيل المملكة العراقية و إلغاء مشروع تهنيد العراق و إبعاد كافة المنظرين لهذا المشروع، حاول ويلسون التبرير لمواقفه في العراق و مهاجمة مذكرات بعض العاملين في تلك الحقبة، بالإضافة إلى هذا تظهر في مذكراته محاولات البريطانيين تقسيم مناطق العراق طائفياً ثم حيرتهم في ترسيم حدود العراق و ما تبع هذا الترسيم من محاولات لخلق هوية وطنية و التي كان من المستحيل أن تكون قائمةً على أسس قومية أو حتى جغرافية. في نهاية الكتاب يتحدث ويلسون عن الأكراد و القضية الكردية و أبرز المواقف الكردية، و التي تفاوتت بين الرغبة بالاستقلال عن العراق و عدم الرغبة بالالتحاق ببلد عربي أو تصبح كردستان منطقة محكومة من قبل بغداد، و المواقف التي كانت تميل للوحدة مع بغداد لما فيه من منفعة للأكراد، كذلك كان هناك وعي لدى الأكراد بضرورة الحصول على حكم ذاتيداخل الدولة العراقية، و أبرز الشخصيات التي تبنت هذه المواقف، و الثورة الكردية التي بدأت قبل ثورة العشرين بنحو عامٍ كامل.
كتاب الثورة العراقية يذكر احداث الثورات العراقية في عهد الاحتلال البريطاني ويعدها من ضمن اهم احداث التاريخ العراقي نرى ان هناك اتجاهين حول نوع الحكم في العراق الاول هو المتمثل بالمكتب العربي في القاهرة الذي يرى بوجوب منح العراق نوعا من الحكم الوطني المقنع بواجهات عربية (يرى كيف كان الصراع بين لورنس و ويلسن من خلال مقالات لورنس عن الوضع في الشرق الاوسط وخاصة في العراق حيث يصف الادارة في العراق اشد ميلاً الى سفك الدماء) والثاني المتمثل بالمسؤولون الادارة البريطانية في العراق العراق رائيهم ابقاء العراق مستعمرة والاستفادة من ثرواته ويعارضون هذا الحكم الذاتي المزيف كان ويلسن الحاكم المدني في العراق ومؤلف الكتاب من ضمن المؤيدين في الاتجاه الثاني حيث عمل على فصل العراق من العالمين العربي والاسلامي في سبيل جعل العراق محمية ثم دولة تابعة الى تاج الملكي ع الرغم من جميع الوعود والتصريحات الصادرة بحق تقرير المصير من قبل بريطانيا
نرى خلاف ويلسن مع هولدين القائد العام العسكري حول اسباب انفجار الثورات في العراق ويضع الاخير اللوم على ويلسن وادارته للبلاد وموظفيه في حين يدافع ويلسن عن نفسه في كتابه بعدة امور منها عدم معرفة هولدين بقواته ونقل الجيش الى ايران خلال فترة الصيف مع بوادر تأزم الوضع / لوم الجهات المختصة في لندن بتاخير الانتداب و تاخر مقرارات مؤتمر الصلح مع الاتراك ويدفع ويلسن عنه الاتهامات ويدعي ان التعديلات الدستورية التي ابرقها وطالب بها والمتضمنة تشكيل مجلس تشريعي مركزي يكون مندوب السامي رئيسا له ويتولى اعضاءه العرب مختلف الدوائر مع سكرتارية بريطانيين لضمان الدعم والعون من الوطن الام عند الاختلاف مع السلطة العسكرية وضمان عدم تدن الوضع الى الخطورة ولكنه لم يلق ردً للبرقية و حاول ويلسن تشكيل لجنة (بونهام كارتر) لغرض وضع دستور وفق ميثاق عصبة الامم وبيانات حكومة العليا يضمن الانتداب وتدخل في الامور الخارجية والداخلية بحجة منح رفاهية للسكان ومنع اي محاولات والدسائس التركية في البلاد وقد كان نهاية الامر بان هذه لجنة اوصت ع وجوب منح الانتداب باقرب وقت اننا نرى بوضوح مدى توجه ويلسن الى قبض زمام السلطة بيد البريطانين من خلال مقترحات مجلس الدولة والقاضي بان يكون عدد البريطانيين ٦ وعدد عرب ٥ ع ان لا يحق للرئيس تصويت الا حين تساوي الاصوات !! كما ان المندوب السامي الحق في نقض اي قرار يراها غير مناسب للوضع العام في حين يكون اعضاء عرب دائميين في مجلس التشريعي اما سكرتاريين البريطانيين فليس لهم حق تصويت سوى الحضور والمناقشة ! يلاحظ من خلال تعليق وزير خارجية بريطاني انذاك بان مقترح ليس حكومة عربية بمشورة بريطانية وانما حكومة بريطانية ادخلت فيها عناصر عربية و حين جاءت برقية بعد مؤتمر الصلح سان ريمو يبشر العراقيين ويدعو الحاكم الاداري الملكي الى استمزاج رائي المجالس المحلية والرائي العام حول نوع الحكم اتخذ ويلسن طريقة باختيار اعضاءه من قبله ولقائهم قد استعمل معهم ويلسن سياسة تصعيد والتهديد في حال رفضهم الانتداب (ان الحرية تؤخذ ولاتعطى وان الثورة سواء كانت ناجحة ام لا فهي الطريق الوحيد الى الحرية) من كلام بعض الزعماء في بغداد مع ويلسن في المقابلة اما بالنسبة لرجال الدين والحركة الوطنية يصفهم بان الحكومة تقوم باجراءات عديدة ومنظمة وهذه الادارة الكفؤة وتعكف على تحسين احوال الجماهير مما سوف يقلل من نفوذهم في القريب العاجل ع انهم لا يلحظون ان هذا اتجاه عالمي لامناص له ! وهو بخلاف الواقع حالياً على ان اول توحد بين طائفة سنية والشيعية هي اثناء وفاة العلامة اليزدي بمشاركة طائفة الاولى لذلك الذي ادى الى التوافق بينهم يصف ويلسن عوامل واهداف الثورة في العراق بسبب الدعاية المنبثة من عودة الاتراك ومغادرة الانكليز او سيطرة الارمن في المناطق الكردية او بسبب حركات البلشفية وغيرها في النقاط ادناه امور كان له اثرها منها : - ان هذه الثورة استطاعت إسماع العالم والراي العام البريطاني - ويتضح تجاهل ويلسن انتشار الحركة الوطنية حتى انتهاء الامر الى اتخاذ تدابير القمعية وسفك الدماء بقصف هذه الحركات - ان كلمة انتداب المفهومة تعني سيطرة والتي قوبلت بالرفض من العراقيين في الخارج سوريا وكانها كلمة صريحة للاستعمار والنفوذ والسيطرة من قبل البريطانيين - ان الجيش البريطاني تعرض الى انتكاسات عديدة وقتل عديد من القادة ولعل ابرز ما حدث لكتيبة مانشستر في الرارنجية وغيرها - ان الثوارات عديدة من قبل الشعب العراقي ( ثورة الاكراد / ثورة النجف / ثورة العشرين وغيرها ) الذي عاني من الاستعمار ونقض الوعود بحكم عربي مستقل وطريقة تعامل بعض الحكام مع القبائل والعشائر والمواطنين .