محاولة فهم لإزاحة أفهام العصور من المشهد وترك النص يتحدث عن ذاته مع القارئ، فلطالما قرأنا القرآن بعيون مسافر آخر (المفسر)، والذي ربما لم يسافر الرحلة بل نقلها من مسافر سابق له، هكذا مع النقل والنقل تتوارى الرسالة الحقيقية وتغيب الصورة ويبقى السؤال الكبير ماذا يحتاج من يريد ان يقوم برحلته الخاصة من خبرات من سبقه في السفر؟ أقول قد يحتاج لمعنى أو لفته أو تذكير ولكن ما دام هو المسافر فعليه أن ينظر بعيونه هو، ويرصد ما يقع أمامه من خبر ويطرح أسئلته على النّص وبذلك يعرف بقدر وسعه وطاقته مراد المرسل وروح الراسالة. إن سؤال المسافر هنا وهو شخص الكاتب: ماذا يقول القرآن للقارئ عبر الزمان والمكان من بعد انقضاء 1400 سنة على نزول الوحي؟ ما الذي يمكن أن يرد على عقله من أفكار النص؟ ما الذي يطرحه هو على النص من الأسئلة؟ تلك فكرة الكتاب وتلك روحه، أرد الدكتور جاسم أن أشارك القارئ معه في هذه الرحلة، ولكن لن يغنيه ذلك من أن تكون له في مرحلة ما من حيياته رحلته الخاصة مع القرآن المسافر هنا هو العقل والوجدان، والرحلة هي سير بين الآيات بمعناها الواسع، والغاية هي الوصول إلى الحقيقة القرآنية، والزاد هو ما جمعته عبر السنين من معرفة بالقرىن وبالحياة. كتاب سيتبعه العديد من الكتب يبدأ بسورتي الفاتحة والبقرة يحتوي ثلاث أبواب، الباب الثالث يحتوي ثلاث فصول ليس كتاب تفسير ولا كتاب سرد قصص وأحداث، وإنما هو محاولة غوص متواضعة في بحر أفكار القرآن الكبرى، ومحاولة تقريب للمهتمين.
دكتور جاسم سلطان فى العقد السادس من العمر 55 سنه قطرى المولد تعلم الطب فى القاهرة فى السبعينات وعاصر الصحوه الإسلاميه فى الجامعات وقتها جيل ابو الفتوح والعريان ورجع لقطر وكان من قاده الإخوان فى قطر وكان من المجموعه التى اخذت قرار حل التنظيم فى قطر بعد مراجعات وتفكير طويل امتد سنين. وكان عضو فى التنظيم الدولى للجماعه واحتك بقاده العمل الإسلامي في العالم كله من مصطفى مشهور وفتحي يكن.
مختص الأن فى التخطيط الإستراتيجي وكان مستشار قناه الجزيره عندما وضعت خطتها الإستراتيجيه اسس بيت الخبرة للدراسات مشروعه الأن هو نهضه الأمه. طرحه أن النهضه تحتاج قاده والقاده يحتاجون ادوات ليعملوا وهو يحاول أن يسلح قاده النهضه بهذه الأدوات عبر كتبه ودوراته. يهتم بشكل أساسي بعالم الأفكار عند الإسلاميين ويحاول تطويره وتنقيحه وترتيبه من جديد مشرف على موقع النهضه.
فهو مستشار للتخطيط الاستراتيجي لقائمة من المؤسسات الحكوميه والخاصه: مستشار في المجموعه القطريه للتعليم والتدريب رئيس مجلس ادارة بيت الخبره للتدريب والتطوير. متخصص في فن الاستراتيجيه ونماذج التخطيط للمستويات العليا من الاداره. بكالوريوس طب وزماله بريطانيه أولى وأيضا هو مدير الخدمات الطبيه بمؤسسة قطر للبترول. مدير استراتيجي لمؤسسات حكومية وخاصة. عكف على دراسة قضية النهضة قرابة عشرين عاماً ثم أطلق مشروع إعداد القادة الذي يهتم بإعادة ترتيب العقل كي يفهم الواقع ويحسن اتخاذ القرارات.
مجموعة من الخواطر تدور فى محاولة لفهم كليات مقاصد آيات سورة آل عمران وإليك عزيزى القارئ مجموعة من السطور استوقفتنى : -1- ماذا انت فاعل أمام هذا العلم المحيط؟ ماذا أنت فاعل و أنت صقحة مفتوحة أمام الخالق؟ فى سرك مكشوف و فى علنك؟ -2- إن إتقان الأصول وأولويات أى علم مقدَّمة على معرفة جزئياته، و أن أساس الخلل فى أى فهم هو عدم إتقان الأصول و المسارعة إلى معالجة الفروع. -3- ذلك هو التحدى ، فما أسهل الإعتراض وما أصعب طرح بديل حقيقى لما نعترض عليه، فالنهى عن المنكر لايجدى نفعاً من دون إبداع الحل الذى يجدى معه الأمر بالمعروف، وإلا لأصبح الأمر قائماً على الإحالة إلى مجهول أو إلى الأمر بغير المحدد و غير المستطاع. -4- فالزمن أهم عناصر النجاح، فمن أخذ منه بحظ وافر نجح ومن ضيّعه بالتعلّات خسر وخاب.
كتاب رائع وإن كان يعيبه كثرة التكرار للفكرة الرئيسية ولذلك فتقييمه عندي ٤ في حين أعطيت الكتاب الأول ٥ ولكن كعادة دكتور جاسم تكلم بشجاعة وصراحة فيما يتحاش الكثير الكلام عنه لو شاهد التعليق فنرجو أن يتبع الكتاب بآخر في نفس السلسلة فنحتاج لمثل هذه الأفكار
سورة آل عمرآن من السور العميقة و الغنية بموضوعات متفرقة بينها روابط مشتركة! قراءة الكتاب تحتاج لقراءة السورة و التفسير لها بتمعن و أسباب النزول الخ.. بعض الآيات خصوصا في اخر الكتاب أوجز في شرحها بشكل مخل ! السورة دستور حياة .. عالجت الكثير من القضايا التي تختص بالنفس الانسانية! أحتاج أقرأه أكثر من مرة .