بعد تعلقي العميق بين فقرات ومكنونات دعاء عرفة، حان الوقت لأهم بقراءة شرحه / بما وراء ألفاظه .. وأيضًا استعدادًا ليوم عرفة، لتكن قراءة معرفية حقيقية! بـ كما يقوله الخميني : " ليس من الضروري أن تقرأ دعاءً طويلًا دفعة واحدة بعجلة دون أن تفكر في معانيه، أنا وأنت لسنا مثل الإمام السجاد عليه السلام في قراءة ذلك الدعاء الطويل، اقرأ ربعه أو ثلثه كل ليلة وتفكر في قراءته، لعلك تستفيد منه .." - الأربعون حديثًا ص٢٢
جزأته على ما يقارب ثلاثة أيام .. ، وكنت أُدون وأُربط خلاله .. أدركت حقيقة أن يكون الإمام الحسين هو الإمام المفترض الطاعة، وأنه ابن الإمام المُكنى بـ ( القرآن الناطق ) لقد كان دعاءه قرآنًا بصيغة دعاء! لم يقل عبارة عبثًا .. ، لقد أرشد الحجاج الذين معه، وأدلى برسائله بين طيات عبارات الدعاء ..
ولكن الذي كان يقصر الكتاب، هو بأنه غير منظم ؛ إذ أن ضياع الفقرات في صفحة ومتبقي شرحها في صفحة أخرى، مشتت جدًا .. - خصوصًا لمن سيقرأه إلكترونيًا مثلي - وأيضًا لكونه في بعض العبارات *وقليلٌ ذلك* قد عاد شرحها كما هي، ووددت لو أنه استعان بقصص عرفانية وأحاديث أو لعلي أقول - وددت لو كان يشابه في نمطه الكتب التفسيرية القرآنية للشهيد دستغيب ..
ولكن الكتاب بأجمع، قد كان موفي وجامع .. وأنصح بقراءته وجدًا جدًا .. / في خلاله، كنت أقرأ كتاب غم في عشق لـ الشهيد مصطفى شمران، وكنت أشعر بمدى عمقه فيه! بالربط / بالتطبيق الحق / بالعظمة!
- "والذي .. ، دلنا على هذا الكتاب، وهذا العلم، وهذه المعرفة، ليس إلا الحجة..*".
ما أعمقَ هذا الدعاء، وما أعظمَ قائله! أيّ مجهرٍ قد أُلهم ذلك المعصوم ليصف جسد الإنسان بهذه الدقة.. ولمَ قد يصف هذا الجسم في يومٍ كهذا(يوم عرفة)؟ التأمل في هذا الدعاء والتفكر فيه يدعو لكمٍ هائلٍ من التساؤلات، حاملًا في جعبته إجابات لتساؤلاتٍ أخرى. هذا الدعاء يكفي لإثبات إمامة الحسين(ع) وعصمته، فكيف بهذا العلم الحديث يوصف من قِبل ذِكر شخصٍ من آلاف السنين.
في هذا الدعاء تتجلى نعم الله تعالى أمامك وكأنها"شريط سينمائي" النعمة بعد الأخرى من قبل الخلق حتى اليوم.
أعجبني ما أضاف الكاتب من الإضاءات العلمية بجانب الشرح . حبذا لو كان أسلوبه في الشرح عمليًا أكثر.
جميل ، لكن كان من الأفضل لو أكمل المؤلف بشرح المعاني و الصور الايمانية التي يحتوي عليها هذا الدعاء الغني بدلاً من الاكتفاء بشرح الكلمات او العبارات ذات الكلمات الغير معهودة .. الكتاب يعطي نظرة اكثر وضوحاً عن دعاء عرفة لمن يقرأه ، لكن معظم ما قدّم من " شرح " للدعاء يمكن العثور عليه لو بحثنا في المعجم .. مفيد لكن برأيي كان سيكون الكتاب أفضل لو كان الشرح اكثر تعمقاً و تأملّاً .
الكتاب يشرح مفردات وجمل دعاء يوم عرفة للإمام الحسين عليه السلام، مع بعض المعلومات الإضافية المكملة للشرح. الدعاء ينطوي على مضامين عالية، وعبارات دقيقة ومعبرة لا نجد لها مثلًا في أدعية أخرى. فهذا الدعاء يدفع الإنسان لاستعراض وتأمل نعم الله عز وجل، فيقر الإنسان بعجزه عن شكر هذه النعم. وهذا الدعاء يرسخ في وجدان الداعي الأدب الرباني بنسبة كل حسنة إلى الله، ونسبة كل سيئة إلى نفسه.
🌠 *اقتباسات* 🔸*البيت العتيق الذي أحللته البركة، وجعلته للناس أمنا* : أي الكعبة التي ذكرها الله في قوله: { وَلْيَطَّوَّفُواْ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ } وسمي عتيقًا لِقِدَمِه، فإنه أول بيت بني للعبادة، وجعله الله مباركاً وهدى للعالمين وأمنًا. يقول تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } 🔸 *قد يقال أن الفرق بين "الستار" و"الغفار"* أن 'الستار* هو الذي يستر الذنب وإن بقيت آثاره ومضاعفاته في الدنيا، *والغفار* هو الذي يستر الذنب ويمحو آثاره في الآخرة.
المعنى: اللهم حررني من أسر النظر إلى الوسائط والأسباب، ومتِّعني بما متعت به أهل القرب إليك من الاستغراق في بحر توحيدك. واسلك اللهم بي مسالك أهل الجذب، فلا تحوجني إلى قطع المسافات، ومجاهدة النفس للتخلص من آفاتها، والبحث عن السبل الناجعة للتخلص من رعوناتها. فالعمر قصير، ومجاهدة النفس تحتاج إلى دأب وطريق طويل. فاطوِ عنّي هذه المراحل بجذْبٍ من عنايتك بي إليك.
دعاء الإمام الحُسين (ع) يوم عرفة عبارة عن قرآن بهيئة أخرى.. وكيف لا يكون كذلك والمعصوم هو المظهر لآيات الله! ستقرأ الدعاء و سيقشعر بدنك لدقة وصفه وعمقه، ستشعر بالألم تارة والقشعريرة تارة أخرى، وستبحث متلهفًا عن تفسير لهذه الكلمات الروحانية الرائعة وستجد شرحًا للمعاني هنا. تمنيت أن يكون الشرح أوسع وأعمق، ولكنه بشكل عام خفيف ولطيف بمعنى الكلمة.
الشرح مفصل مع بعض الملومات الإضافية، لكن تنسيق المعلومات لم يكن مرتباً فيحتاج القارئ الرجوع الى الصفحة السابقة للنظر إلى مقطع الدعاء و غالباً يكون الشرح في هامش الصفحة التالية مما يؤدي إلى تشتت الذهن.