الرواية الثالثة من رباعية أبو كاطع, وهي عمل أدبي روائي للكاتب المعروف شمران الياسري, كتبه في سبعينات القرن الماضي, وهو بمثابة توثيق لحقبة زمنية من تاريخ العراق منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى منتصف الستينات, يستعرض فيه المؤلف الحراك السياسي والاجتماعي لشعب مقهور, خرج من الاحتلال العثماني ليخلفه الاحتلال البريطاني, ثم لنظام ملكي وجمهوري وحكومات متعاقبة لم تكن بمستوى طموح الجماهير في العيش برفاه وسعادة.
شمران الياسري، صحفي وأديب عراقي، لقبه أبو كاطع واسمه الحقيقي "شمران يوسف محسن الياسري". ولد عام 1926 في قرية جنوب غرب الكوت ، وتوفي في السابع عشر من آب عام 1981 في براغ ودفن في مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت. وكان الياسري يتميز بقدرته على توظيف الأمثال الشعبية عبر حكاية عامة عادة ما تحمل مدلولا سياسياً كبيراً، ويستخدم فيها مفردات عامية وحكم مأثورة، ويضعها بمجملها في قالب كتابي واضح وشيق، قادر على إثارة القارئ أو المستمع وتشجيعه على مواصلة المتابعة، من خلال استخدامه للمفردات الشعبية التي يتداولها الناس في وسط وجنوب العراق وحتى في مناطقه الغربية في رباعيته ذائعة الصيت "رباعية أبو كاطع" التي جسد فيها واقع المجتمع العراقي آنذاك. كتب شمران الياسري في صحف عدة من بينها طريق الشعب والتآخي والفكر الجديد ثم ما لبث أن أصبح مديراً لتحرير مجلة الثقافة الجديدة.
رواية رائعة تتحدث عن التحول من النظام الملكي الى النظام الجمهوري في العراق ونتعرف من خلالها على دور الشباب في القرى وايمانهم بالفكر اليساري وقناعتهم بقانون الاصلاح الزراعي