لعل هذه الرسائل تمثل الانعطافة الاخيرة في فكر ابن عربي عامة، استكمالا لمشروعه الفلسفي-الصوفي، بعد أن بقيت طيلة قرون عديدة بعيدة عن حقل الدراسة الصوفية، لذا يمكن القول أنها تمثل خلاصة واضحة لأفكار ابن عربي ومعارفه استنادا للنتائج المطروحة فيها، ولتواريخها المحصورة بين ٦٣٥-٦٣٦ هـ، إن النوايا التي دفعتنا لنشر هذه الرسائ هي ما يترتب على غيابها من نقص مؤثر في مكتبة ابن عربي، وما يشكل هذا الغياب من فراغ ملموس في حقل الدرس الصوفي عامة. وعليه فإن القارئ سيواجه أفكارا سابقة لابن عربي تمتد عبر مذهبه المتكامل في مجال الالهيات، وعلم الكون، وعلم النفس، ونظرياته في الانسان الكامل والولي الخاتم، وتنظيمه للمتضادات الفكرية في موقف جديد، وصياغته الأخيرة لتفاصيل الإسلام الصوفي وفق عرض نظري للميتافيزيقيا، لنكتشف الوحدة الكاملة للأفكار التي طرحت في الفتوحات المكية وفصوص الحكم وغيرها من رسائله ومؤلفاته لنقرر أن ابن عربي يعد حقيقة الشارح الأعظم للفكر الصوفي الإسلامي.
كتاب رسائل ابن عربي لمحيي الدين ابن عربي استفتحه بتعريف موجز لابن عربي ثم أورد مصادره الصوفية و الغير الصوفية، أسلوب أدبي سلس يجذب الإنتباه و يوقع عشق الكتاب في القلب، لفت انتباهي لقاء تاريخي بين العقل و القلب، بين ابن رشد و ابن عربي جاء في الكتاب الوصف التالي : " ابن رشد أعظم المفكرين المسلمين في الغرب المسيحي و ابن عربي الشخصية اللامعة على مستوى تاريخ التصوف بالشرق الإسلامي " إنه من المخجل لنا كمسلمين أن يستفيد غيرنا من عالم كبير بحجم ابن رشد تميز في الفقه و الفلسفة و علم المنطق و علم الكلام و غيره. و هذا أمر نقرأه في التاريخ و لزلنا نشهده ليومنا هذا فكم من كبار نضيعهم و نضيع فرصة بناء حضارة قوية شامخة و فكر إسلامي متوقد، لكن هيهات هيهات إن لم ننهج نحن طريق العلم و المعرفة و فتحنا عقولنا لتسع اختلاف العالم فغيرنا يفعلون ذلك و يبنون حضارة ساسها علومنا و علماءنا الذين فرطنا بهم. مخجل أن يقترن اسم ابن رشد بالغرب المسيحي أكثر من اقترانه بالشرق الإسلامي. #بقلمي_الفارسي_أسماء