المقدمة البحث عن الأنساب وتسلسل القبائل والعشائر علم طرقه الأولون واهتموا به وحفظه الرواة وتحدثوا فيه ونقلوه إلى الأجيال المعاصرة ، وكان مدار حديثهم في مجالسهم ، وكان هذا العلم محل تقدير من الخلفاء والملوك والأمراء والحكام على مدى عصور التاريخ ، وتكلم فيه الخاص والعام ، ومع مرور الأيام ، وتوالي الحقب والازمان وانشغال الناس بأمور المعاش وطلب الرزق ولكثرة الحروب وتشتت العباد إلى أقصى البلاد نسيت الأنساب وأهمل البحث في الأصول ، فضاع الكثير منها ألا ماوجد مدوناً في بطون الكتب أو في مخطوطات خاصة أو ما بحفظة قلة من الشيوخ الأذكياء ومما سمعوه من إبائهم وأجدادهم . الباحث في علم الأنساب وفي أي علم أخر تتأتى له المعرفة من ثلاثة أمور هي : 1) الهواية والرغبة . 2) كثرة السؤال ممن هم اعلم منه . 3) كثرة قراءة الكتب المختصة في ما يريد معرفته من المواضيع . ووجدت في نفسي الهواية والرغبة في دراسة علم الأنساب والتاريخ فاستكثرت من قراءة الكتب ومن سؤال الشيوخ واهل المعرفة حتى علمت منها الكثير وحفظت ما نسيه الناس ، فعزمت بعد الاتكال على الله تدوين ما حفظته وكتابة ما علمته في هذا الكتاب حفظاً له من الضياع والأجل محدود والاعمار بيد الله قال تعالى :"وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي ارض تموت ان الله عليم خبير" صدق الله العظيم . وسميته كتاب (الجوهرة النقية في أنساب العشائر القلقيلية) . ومما يرفع من قدر هذا العلم قول تعالى في كتابه العزيز :"يا ايها الناس انا خلقناكم من من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير" صدق الله العظيم .