تكتب جوليا، العشيقة الفرنسيّة، حكاية مراد، المغربيّ، اللقيط والملعون من قِبل أهل القرية التي وجدوه فيها فنُبِذَ وأُسِيء إليه بالإهانة والضرب، فلجأ مراد إلى العشق كمحاولة للانتقام من القدر: عشقِ خولة التي تحمل منه، عشقِ "نضال" زميلتِه في الدراسة والعمل النضاليّ، عشقِ جوليا المُسْتَعْمِرَة، وعشقِه الأخيرِ لنوميديا، الأمازيغيّة الخرساء...
طارق بكاري، روائي مغربي، من مواليد مدينة ميسور (شرق المغرب) سنة 1988 حاصل على شهادة الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب ظهر المهراز/فاس (2010) وعلى شهادة الماستر في السرد الأدبي الحديث والأشكال الثقافية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك/ البيضاء (2021)، كما أنه خريج المدرسة العليا للأساتذة بمدينة مكناس (2011) ويواصل تكوينه المهني بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط . صدرتْ له رواية "نومــيــديـا" عن دار الآداب البيروتية سنة 2015. وصلت روايته للقائمة القصيرة لجائزة البوكر 2016، وتوجَ بجائزة المغرب للكتاب في السنة نفسها. صدرت له سنة 2017 رواية "مرايا الجنرال" وسنة 2019 رواية "القاتل الأشقر" (دار الآداب) التي توجت بجائزة الشباب للكتاب المغربي 2020، ورواية روائح ديهيا سنة 2021.
أيها القارئ العربي العزيز من المحيط إلى الخليج، نقدم لكم هذه التحفة الروائية العربية التي رشحت وبكل فخر لنيل جائزة البوكر ويشرفنا أن نقرأها ونتذوق عمق الأدب فيها وبلاغة المعنى ورصد روح مجتمعنا العربي..
أهلا بكم مع بطل روايتنا الأخ المناضل (مراد الوعل) لا أدري كيف أبدأ بوصفه، شخصيته، نفسيته العميقة !!! ألمه، أم ماضيه الجريح، أم من كونه زير نساء عظيم، أم أنه كان لقيطاً ولفظه، المجتمع ابن الحرام هذا، والكاتب لا يتوانى أن يذكرنا بقصته كل بضع صفحات!!! لا داعي للملل يا صديقي القارئ، تذكر أنها مرشحة للبوكر، ومن أنت حتى تقيمها؟؟ استمتع بالملل وحسب، اقصد بالتكرار وتأمل كيف يجعلك الكاتب تعيش الحكاية الواحدة والمشهد الواحد مئة مرة، يااااا للأبداع ..
أما حبكة الرواية فيا سلاااام، لن تجده مثله حتى في الأفلام الهندية، التقلب بين الماضي والحاضر، مذكرات حبيبته التي قتلت نفسها بسببها، تسجيلات حبيبته الفرنسية الشقراء، خلطة روائية سحرية تذكرك بأعظم الروائيين في العالم وبأساطير الأدب، وكأنك تشاهد فلم هندي سبحان الله من قوته وابداعه والتكرار والتكرار والتكرار، ولكن لا يهم صديقي المشاهد، أقصد صديقي القارئ، فالكاتب يريدك أن تعيش تجربة البطل ألف مرة، طيب تقول ما ذنبي أنا ؟؟؟؟ نقول لك، عليك أن تحس بأوجاع الآخرين يا أخي، عليك أن تحس بصديقنا المسكين مراد الذي يجلد نفسه خمسين ميلون مرة أثناء الرواية لأنه تسبب في انتحار حبيبته وطفلها الذي سفحته من مراد زير النساء وعاشق العشاق، عليك أن تتعذب كما تعذب مراد وهو ينزف الدم من أنفه، هذا المشهد الذي تكرر ألف مرة أيضاً ولكن لا يهم لا يهم، تعاطف معه يا أخي وخلي عندك قلب وشوية انسانية..
عليك أن تتعاطف معه لأنه يُذكرك خمسمائة ألف مرة أن هناك متدينين أصحاب اللحى الظلاميين الاسلامجيين الذين يريدون أن يذبحوه وهم يصرخون الله أكبر !!! وهو الشاب الكيوت المسكين الذي لا تعرف أصلا لماذا يريد هؤلاء المتوحشون الظلاميون أن يقتلوا هذا الشخص بالتحديد ، تقول له يا أخي من أنت حتى يقتلوك ؟؟؟ لماذا تعطي هذه الاهمية لذاتك وكأن العالم كله يترصد لقتلك بشفرات السكين، لكن لا بأس تعاطف معه لانه يعاني من فوبيا الاسلامجيين، تعاطف معه ضد هؤلاء الهمجيين الاسلاميين الذين لا يفكرون سوى في الجنس والقتل!!
أما مسألة الجنس في الرواية فهي حكاية أخرى وشأن آخر، مراد البغل، أقصد الوعل لا حكاية له في الرواية سوى مضاجعة النساء، بحيث لا يمر عليك صفحة دون أن يقوم بالتقبيل أو يمسح على ظهور حبيباته البيضاء، أو يضاجع أو يأخذ حمام ساخن معها أو يرقص وهو يشرب الويسكي، عمليات ممارسة الحب لا تنتهي، ثلاثة آلاف حالة مؤكدة رصدها لنا مراد بكل أمانة ودقة معلوماتية مفصلة، هذه هي الأمانة الروائية يا أصدقاء وإلا بلاش 😏، كل صفحتين عبارة عن مشهد جنسي وخلاعة، بمن نبدأ، عشيقته الفرنسية الشقراء التي لا تعرف شيء في الحياة سوى أن ترتمي في أحضانه وتمارس معه، أم نضال التي تهرب من زوجها وتسكن الفندق الذي يسكن فيه مراد ولا تتوانى عن أي فرصة لغياب عشيقته الفرنسية حتى تنقض عليه وتصفه بآخر الفحول على وجه الأرض، (آخر الفحول 😏) طيب ما علينا، أما خولة فهي حكاية أخرى، حكاية الشاب الطائش الذي نام معها وحملت منه ثم هرب اللئيم بعد ذلك وانتحرت فكانت شهيدة الحب والغرام، شهيدة مراد البغل، أعذروني الوعل الوعل، ثم نرجع إلى أخرى تلك المومس التي ضاجعها في مراهقته واخبرته أنها لا تطلب أي مال منه لقاء الجنس، لأنها لم تعرف أي رجل يفعل كما يفعلها مراد 🙊، مستحيل يا جماعة الأخ هذا.. ولا دون جوان عصره، حتى لقب الزير قليل بحقه، آخر الفحول وقاصف الرعود وسوبرمان الجنس، أصلاً يا ويل أي امرأة لم تعرف مراد الوعل هذا، خسارة حياتها والله 😏 واخيراً حبيبته الأمازيغية الخرساء التي تأتي على حصان أبيض مثل حكايات ألف ليلة وليلة وطبعاً لكم أن تتوقعوا كيف انها جُنت بمراد الوعل آخر الفحول وخير سلالات الرجال الممحونين، لم يصادف أي امرأة في حياته إلا ووقعت في حبه من أول نظرة وطاش لبها وكانت تقبل الارض الذي يمشي عليه أخونا مراد، عليك أن تستوعب كل هذا وأنت تقرأ الرواية، عليك أن تحافظ على سلامة عقلك وأن لا تضحك، إياك أن تضحك هااا، رغم أن الكاتب يملك حساً فكاهياً يضاهي عادل إمام ولكن إياك أن تضحك، عليك أن تتعاطف فقط وتبكي على حالته، هذا شغلك فقط، طبعاً يمكنك أن تتعجب بقدرته الجنسية بين حين وآخر، ولكن أن تعود فوراً وتتعاطف معه وهو ينزف دمه أو يتذكر خولة أو تصله تهديدات الاسلامجيين الهمجيين..
أما الطبيب النفسي في هذه الرواية 🙊 فيا سلاااام، لا يا جماعة ما هذا العمق وما هذه الفلسفة الخارقة، حتى فرويد نفسه يبدو قزماً أمام الطبيب بنهاشم، ولا حتى دوستويفسكي يستطيع أن يتوغل في النفس البشرية كما فعل هذا الأبله، أقصد هذا العبقري الفذ الذي يقدر أن يعالج كل أمراض الكون النفسية في لحظات، لا أدري كيف استطاع الكاتب أن يبني شخصية الطبيب بهذا العمق، أنا بصراحة صرت أشك إما أنه هو طبيب نفسي ولكنه متخفي في جسد روائي 😏 أو أنه واحد من أحفاد فرويد أو دوستويفسكي، خيارين لا رابع لهما 😏 أليس كذلك..
بصراحة يا جماعة هذه الرواية تحفة فنية لا يقدر أحد على الاتيان بها، من شدة أعجابي بها قيمتها بنجمة واحدة، لم أتمالك أعصابي وأنا أتألم كل هذا الألم مع مراد 😭 لا أدري كيف انتهت الرواية بهذه السرعة، ليتها كانت عشر صفحات فقط، لا تفهموني غلط يا جماعة لا أقول أنني مللت أو أنها سيئة، لا لا بالعكس، ولكن عمق الرواية وكمية الوجع التي فيها لا تطاااق 😭 بكيت كثيراً على الورق الضائع الذي طبعت به الرواية، أيضاً بكيت مع مراد وعلى مراد ولأنني ضيعت وقتي أبكي على مراد، أرشح هذا الكاتب وبكل قوة لجائزة نوبل للسلام والأدب والفيزياء والفحولة 🙊 آه طبعاً ..
وأخيراً لا تأخذوا المراجعة على محمل الجد، يعني يمكنكم أن تأخذوها على محمل الجد أيضاً لا بأس لن أغضب..
نوميديا / طارق بكاري : من خلال مدى العلاقة بين الفرنسية والمغربي والعكس والتي تمنحنا مدى تفاعلية هاتين البلدتين تبدأ فرنسية بتوثيق حكاية عاشقها المغربي مراد الرجل الذي نبذته المدينة فتاهت هويته. مابين خولة ونضال وجوليا ونوميديا يكون للجنس علامة بارزة في الرواية ليس الجنس الذي يبحث غريزته بقدر ماهي عملية بحث عن الذات بعد مرحلة تيه وضياع الأصل / القرية.
يبحث الروائي بكاري موضوع الهوية وضياعها وسط عدة مفترقات في المجتمع المغربي بين حياة الفرد الذي تسرقه المدينة والحضارة من الأصل، وبين الأصولية التي تعصف بشعوبها على صعيد واحد وبلغة واحدة ضد الفكر الماركسي الذي يتناوله البطل، وبين صورة المستعمر الذي يتلبس حالة العشق لكن يستمر في سرقة الآخر..
كل إمرأة في الرواية هي مرحلة إنتقالية يعاني منها مراد بين هويته وبين لغته وبين المستعمر وبين النضال. فيخترق مراد بالجنس كوسيلة تواصل بعد كمية من الضياع وسط حكايات المدينة والبحث عن الذات. يجد في علم النفس وفي جوليا منفد للخروج من أزمته ليتم تسجيل حالته..
تلعب القرية دورًا محوريًا في الرواية حيث الخرافات والأساطير والقصص التي يتداولها سكان القرية وتشكل جزء من حياة الفرد بعاداتها وتقاليدها ومورثها الشعبي. فمابين القرية والمدينة التي تمنح مراد صداماتها أثناء إنخراطة في العمل السياسي ومابين دراسته وعشيقاته وبحثه عن ذاته عندما يعود لمسقطه تكون رواية نوميديا، وتكون نوميديا الأمازيغية المرحلة الأخيرة من حياة مراد الذي يجد فيها رغم خرسها كل ما كان يبحث عنه. فينقل لنا الروائي المكان (الأمازيغي) بكل طقوسه وتفاصيله ودور الأسطورة في تكوين ثقافته. يتوسع فيأخذنا بعد شعوره بفقد هويته فيعيدنا إلى الأصل.
لغة بكاري جميلة وسحرية حتى في أبسط تفاصيلها رغم طول الرواية التي وصلت (422) ولم يغفل الكاتب عن حجم روايته فبقيت قوية. راق السرد المتشابك وكثرة خيوط الرواية فجنبًا إلى جنب هنالك مراد الذي يحتل سرده معظم الرواية هنالك الفرنسية العاشقة والباحثة عن قصة تحمل اسمها في روايتها فتجد ما تبحث عنه في ملف المريض النفسي مراد فتسجل سردها لحياة مراد كرجل شرقي تبحث هويته كعامل قوي في نصها الروائي، وكذلك كتابات إحدى عشيقاته التي تنتحر بعد أن تفقد الأمل في مراد فيكون لها نصيبها من السرد، ويكون لها نصيبها من الحزن عند مراد وشعوره بالذنب تجاها. وكثيرًا ما يتداخل الواقع لديه بالسرد..
تلعب الشخصية الروائية عاملًا خطيرًا في هذه الرواية : 1- ملاحظات خولة الفتاة الأولى في حاية مراد قبل أن تسرقه المدينة ويسرقه السفر وبحثه عن ذاته وتصله هذه الكتابات بعد انتحارها وحملها منه، وهي تمثل المرحلة الأولى من حياة مراد والهرب من المدينة / الأصل بحثًا عن الذات.
2- ملاحظات الطبيب النفسي الذي كان يتابع حالة مراد وأصبح هذه الملف بين يدي جوليا فتستمر في الكتابة عنه وتقصي حالته بعدما وجدته وجهًا لوجه وتورطت في علاقتها معه، وفيما بعد يعلم حقيقة مقصدها من علافته به وأنه مجرد (حالة) إلا أن استمرارية مراد في التواصل مع جوليا هو إسقاط على الحقبة الإستعمارية الفرنسية وتأثير الآخر، وبين الشعور بالنقص الذي يعتريه منذ مرحلة الولادات والنشأة.
3- أوداد (الوعل).. الحالة التي تلازم مراد من خلال إنفصام لم يشعر به أختلقه بطل الرواية ليرافقه معلنًا إنفصال مراد عن كونه الواقعي.
4- نوميديا / الخرساء هي الجذر الذي يبحث عنه مراد لكنه وجده أخرس!!. إلا أنه تمكن من التواصل معه بطريقته الخاصة (رمز ملكة أمازيغية) كان يبحث عنها.
نوميديا رواية أعتنى فيها كاتبها بموضوعها أكثر من حبكتها فغلب جانبها التقني لكنها خرجت غاية في الروعة وطريقة أضفت نكهة لا تقاوم بسبب التداخلات والتشابكات لتعدد الصوت الواحد
استعراض البطولات والمغامرات "الجنسية" للبطل أخلّت بالعمل. هذه المرة الثالثة التي يقع فيها طارق بكاري في شرك هذا الجانب، وقد وجدت ذلك مسبقاً عند قراءتي لأعماله القاتل الأشقر ومرايا الجنرال.
لا أدري ما الذي يريد بكاري الوصول له من هذا الاستعراض لقدرات أبطاله ال��نسية. رأيت هذا الجانب غير منطقي ومبالغ فيه. وكأن بكاري يريد أن يترك هذه البصمة كميزة لأعماله، لكنه حشو لا جمال فيه ولا إبداع.
سُحرت بالقاتل الأشقر عندما قرأته. لا أنكر أن لغة بكاري ساحرة، لكن هذا الاستعراض في فحولة أبطاله في كافة أعماله صبيانيّ ومنفر جدا".
"هذه الرواية ممنوعة لمرضى الأكتئاب ومن هم على اعتاب مرض نفسى " تستحق نجمتان واحدة للسرد وواحدة للغة اما الاحداث فهى مملة خالية من عنصر التشويق .لا اريد حرق الاحداث لمن يحب قرائتها ولكن القصة ليس بها جديد قصص حب البطل دائما ما تنتهى نهايات مأساوية شبيهة بحياته لحد كبير والتى بدأت بشكل مأساوى هى الأخرى .خياراته مليئة بالميلودراما والتراجيديا حاجة كده شبه المسلسلات الهندى الطويلة .احتاجت للكثير من الجهد للانتهاء منها . بصفة عامة تظل البوكر وترشيحاتها لغز كبير
هذه ليست مجرّد رواية بل هي حالة خاصّة أخذتني معها على مدار إسبوعين من الغرابة في جميع فصولها.
تتحدّث الرواية عن مراد الوعل أو (أوداد وهو اسمه الحقيقيّ قبل مغادرة قرية إغرم، مسقط رأسه). يعود مراد بعد سنوات طوال إلى إغرم وهو على دراية كاملة أنّ عودته المجنونة إلى هذه المدينة، أو القرية كما يسمّيها الكاتب، خطأ فادحًا. لم ينس أوداد، أو مراد، أنّه ابن حرام، وُلِد ولا يعرف له أبًا أو أمًّا فغادر القرية منكّس الرأس بعدما قرّر أهلها طرده. طفولة أوداد شكّلت الأزمة الأكبر في حياته، إذ اعتقد أهل القرية أنّ أوداد، إبن الزنا، هو السبب الرئيس في اللعنة التي حلّت على القرية وجميع المصائب المتتالية التي تكالبت من كلّ الجوانب على أيّ شخص يعادي أوداد أو يكرهه سرًّا أو جهرًا. كان أوداد يعيش إحساسًا مريرًا. كان يحسّ أن الجميع ضدّه وأنّه منبوذًا كأنّما يشكو من مرضٍ معدٍ من دون أن يملك أحدهم الجرأة على التصريح بالأمر قبالته. فيقرّر الطفل أوداد الانتحار والتخلّص من هذا الألم الموجع، ولكنّ القدر يرفض موته ليخلّصه أحدهم بعدما حاول الانتحار في النهر. أتاني مقطع انتحار أوداد كالفاجعة، فكيف لطفل لم يتجاوز العاشرة أن يفكّر بالانتحار؟؟؟؟ مسألة اليتم، الموت، وعقدة أوداد من المرأة وبحثه المستمرّ عن الأمان بعيدًا من الماضي خلقت شخصيته رماد سجائر يتفتّت لأتفه الأسباب والقارئ سوف يشعر بكمّيّة الضعف والهشاشة الموجودة فيه التي تقتاده ليثبت نفسه رجلًا شرسًا على السرير وطالبًا جهبوذًا في المدرسة والجامعة وشخصًا ناجحًا في مجال عمله لينتقم من الانهزامات التي تعرّض لها طفلًا ومراهقًا وبالغًا. تعالج الرواية عقدة أوداد من الأمومة وبحثه المستمرّ عن الأمّ المفقودة في حياته، فنجد مقاطعًا عديدة تربط الجنس ( الذي برأي أوداد هو الشيء الوحيد الذي يبرع فيه ) والأمومة ( أزمته الأولى والازليّة )، وفي سبيل المثال لا الحصر ثمّة بعض المقاطع الرائعة التي ربطت بين هذين الموضوعين الشائكين، فيقول طارق بكاري على لسان جوليا الفرنسيّة عشيقة أوداد: (( سقط مكدودًا إلى جانبي، وضع وجهه بين نهديَّ وجعل يمصُّ كلّ نهد على حدة لكن بحزن عميق، في الوقت الذي كان مستسلمًا مغلوبًا على أمره وموجوعًا بشيء ما خفيّ، كنتُ أستلذّ إحساس الأمومة المبكّر)) وفي مقطع آخر شديد الروعة يقول أوداد مجيبًا جوليا التي قالت له: (( إيّاك أن تنسى أنّني حبيبتك وطبيبتك أيضًا)) فيردّ عليها في سرّه: (( وأمّي وأختي أيضًا، لو أنّها تسدّ مسدّ المرأة في حياتي)). ومقطع آخر يقول فيه (( كم أنا بحاجة إلى امرأة تناديني بنيّ فأطير إلى حديقة صدرها طفلًا أظلُّ بين ذراعيها، أقصّ عليها ما خرّب قلبي المعطوب قبلها)) السايكولوجيّة البورنغرافيّة الغريبة التي ارتأستْ أوداد تلعب دورًا جوهريًّا في الرواية، فهي رواية نفسيّة بامتياز وغير مناسبة لمن يعاني من اضطرابات واكتئاب. تبدأ أزمة أوداد عن ولادته، بقيت والدته في نظره تلك المرأة التي رمته رضيعًا كما برمي الإنسان قشر الموز أو أيّ شيء غير ذي قيمة. نعم، أوداد ابن حرام وهو يعلم بذلك. وهذه المسألة تسبّبت في مشكلة نفسيّة داخله إزاء تعامله مع جميع النساء التي زرن حياته كما يتبيّن لاحقًا في صفحات الرواية ال 420 جميع علاقاته مع النساء تعيسة. بداية من والدته التي لا يعرفها، تخلّت عنه بمنتهى السذاجة وغادرت حياته. لتنتقل مأساته مع النساء إلى العجور أمّ امحند، الرجل الذي أخذه من الشارع بعدما رمته والدته. أمّ امحند الكلبة المسعورة التي لم توفّر أيّة فرصة لتعضّ جزءًا من جسد أوداد الطفل القابع في بيت ابنها امحند. كانت تكرهه وتزدريه كثيرًا وتحاول كلّما سنحت لها الفرصة أن تذكرّه بأنّه ابن زنا وأنّ الذي لا أهل له لا أصل له. أمّا زوجة امحند، الأزمة النسائيّة الثانية في حياة أوداد فكانت صامتة، وفي صمتها مأساة أوداد. كانت لا تحرّك ساكنًا أمام تعذيب أمّ امنحد لأوداد، تأخذ أولادها إلى صدرها وتقف وقفة المتفرّج. وصفية زوجة الحسين الذي اشتراه من امحند بعدما طردت إغرم أوداد من أحضانها لأنّه ابن زنا. صفية التي علّمت قضبان الحديد الساخنة على ظهر الطفل الصغير وتفنّنت في تعذيبه. وعلاقته بعشيقاته لم تكن أفضل، بداية من نضال المجاهدة التي تحولت مع الوقت إلى ألة جنسية لا تشبع، وجوليا الكاتبة التي خانته واشترت ملفه من طبيبه النفسي بنهاشم لتكتب رواية عن هذا الإنسان المهزوم. وخولة، حبّه الأزلي التي انتحرت بعدما علمت بخبر حملها من أوداد دون زواج.
مقاطع راقت لي الأماكن الجميلة التي تسكننا لا تشيخُ ولا تخرّبها يد الزمان القاسية، على الأقلّ في أعين من ابتلوا بعشقها الموتى لا يستأذنون. يرحلون ببرودة قاسية بعد ان يقتلوا فينا أشياء غالية تخصّ حبّنا للحياة واقتناعنا بها عندما نحبّ شيئًا أو مكانًا نلغي على الفور الأسباب التي ورّطتنا في هذا الحبّ، ونُسقِط (لماذا) و (كيف) وباقي الأسئلة الشائكة من قواميسنا لماذا أشمّك في عناق غيرك؟ لماذا خلّفت حتّى في حاسّة شمّي ارتباطًا موجعًا بك؟ أنا لم أربح في حياتي شخصًا لأخسره، هكذا كان العالم من حولي يُشيّد وينهار باستمرار، وأنا أقف في فوضاه كمسمار مدقوق بإحكام. كلّ الذين أحبّهم وحتّى الذين أكرههم رحلوا دون أن يلتفتوا إلى أنّني أنزف. (يشكّل المقطع منعطفًا مهمًّا في فهم مأساة بطل الرواية) حبيبي... متى سوف تأتي لتكسر صمتي ويدرك غيري أنّك صوتي؟ أحيانًا أرى أنّه لو كان لأحزاني صدى ولو بسيط على شكلي الخارجي، لشابت نواصيّ وتقوّس ظهري ودبّ في أعضائي الوهن أنا مصاب بإحدى العاهات المستديمة الأقلّ انتشارًا في زمننا. إنّه داء فقدان التحكّم في الذاكرة. للأسف أنا لا أنسى وهنا تكمن المأساة الأريكة التي كنّا نجلس عليها لا تتّسع لشخصين إلّا إذا كانا متعانقين. ( جملة ذكيّة ) أيّ جرم اقترفناه لكي نستحقّ أن نولد؟ ( من المقاطع المؤلمة في الرواية ) الإنسان العربي من المحيط إلى الخليج لا يزال يفكّر بخصيتيه، لكنّه يكابر ولا يتعرف بذلك، بل الأدهى أنّه يستسلم لازدواجيّة بشعة بين شعارات يكرّسها لصالح القبيلة التي تعيشه في العلن، وبين حقيقته في السرّ قلبي يزغرد كنساء عربيّات يؤبّنّ شهيدًا واختلط داخلي فرح من يحبّ لأوّل مرّة بحزن من يرى حبيبته لآخر مرّة
سقطات الرواية وجود شخصية نوميديا قلّلت من جمالية الرواية تكرار التشابيه والكلمات والاستعارات استعمال الكاتب اللغة نفسها لجميع الشخصيات فتشعر أنّ الشخصيات جميعها شخصية واحدة الاسترسال الممل في وصف بعض العناصر غير المهمة بعض المقاطع تخالف هدف الرواية، فمثلًا يقول الكاتب: هنا في إغرم تنتهي الأحلام والذكريات عزيزي طارق لا تستطيع أن تقول هذا الكلام وقد استهلكت 420 صفحة لتقول إن إغرم مشبّعة بالذكريات
بحثت عن شيء واحد فقط يدعوني للاعجاب بهذه الرواية، ولم أجده شخصية البطل ضعيفة ومستسلمة بشكل مبالغ وخيالي سيدفعك إلى كرهه والنساء في الرواية هائمات حول هذا الرجل .. متعطشات لقبلاته وحبه
نادمة على شرائها وقراءتها فكرت في تركها أكثر من مرة ولكن كنت أقول ربما سيحدث أمر ما في النهاية وللأسف خاب أملي
نوميديا اسم ملكة مشتق من شخصية أسطورية أمازيغية، حرص الكاتب في الرواية أن يحملها بدلالات واقعية وتاريخية، وذلك بلغة يوظف شاعريتها لتقديم لوحة تضج بالحياة، رغم سوداوية الواقع المعالَج ومأساوية المصائر والفوضى التي تعيشها النفس.
من وجهة نظري أنها مستبعده في الفوز بالبوكر وذلك للغتها الشاعرية المفرطة التي تحجب كثير من جماليات البساطة والواقعية.
اعجبني أسلوب الكاتب فقد كان مناسبا ومتدفق وكذلك يمتلك كمّا هائلا من المفردات التي قام بتوظيفها بشكل جميل وشاعري.
هذه ثاني رواية أقرأها من القائمة القصيرة المرشحة للبوكر، رواية مراد الوعل الملعون الطرود من قريته إغرم، العاشق لحبيبته الأولى خولة، وصديقته وزميلته نضال، وصديقته جوليا، والخرساء الأمازيغية نوميديا.
عودة مراد إلى قريته القديمة، بطلب من طبيبه لكي يتعالج من جراحه الماضية، الطبيب الذي نصحه بتغيير اسمه من أوداد، الاسم القديم في قرية إغرم إلى مراد، ثم بعد قصص كثيرة يكتشف مراد أن جوليا حبيبته والتي يقضي معها كل الرواية، يكتشف أنها من طرف الطبيب، وأن الطبيب كشف لها عن شخصية مراد الحقيقية، وأنها لغاية رواية أدبية، تعاشر مراد، وتقضي معها أيامه، لتكتبه.
مراد، طيلة الرواية، يتحدث عن أوداد كأنه صديقه القديم، يتحدث يتحدث، وجوليا تعلم أن أوداد هو مراد، لكن مراد يكتشف هذا بشكل متأخر.
حنين جارف وذكريات ساحقة دائمة مع خولة، الحبيبة الأولى، وتناقضات مع جوليا، وممارسات للحب مهولة مع نضال التي لا تنفك تذكر مراد بأنها زوجة لأحدهم وأن الأخير متزوج من أخرى، وفي النهاية نوميديا، التي استحقت أن تكون الرواية باسمها.
في النهاية، يعود مراد، إلى حبيبته خولة، الميتة.
هناك برأيي أمر واحد قد يزيح الرواية في سباقها للبوكر، وهو أن مراد لم يكتب شيئاً في الرواية، بل هذه كتابات جوليا، ولكن كيف علمت جوليا بما يدور في مراد ، بما كان يفكر فيه، و و و و ، صحيح أن مراد يتحدث في الرواية طيلة الوقت، لكنه يموت دون أن يكتب، والرواية حسب إشارة دار الآداب أنها لجوليا. هناك نقطة سوداء وحيدة، كان بإمكان طارق بكاري أن يتجاوزها بأن يذكر أن مراد كتب مذكراته قبل وفاته، وانتهى
مائة و خمس و أربعون صفحة تكفي، لا أحتاج للمازيد من الصفحات لأرى ما تقدمه لنا هذه الرواية
سأبدأ بما لم يعجبني
أولا و قبل كل شيء، النمطية، نمطية الرواية المغربية على العموم، حيث أنها لا تخرج عن المثلث الشهير (الدين - الجنس - السياسة) أعلم أن احدهم قد يجيبني بسؤال متداول و هو أنه إن لم نتكلم في ذاك المثلث فلن يتبقى لنا شيء نتكلم فيه، في نظري هذه حجة ضعيفة يستخدمها كل صاحب خيال محدود من الكتاب، و هم الأغلبية للأسف، لتبرير تطرقهم الدائم لهذا المثلث الممل. لكن، بقولي هذا أنا لا اعارض الخوض في ذاك المثلث، لكن جل الكتاب يخوضون فيه على طريقة محمد شكري، نوع من السيرة الذاتية المختلطة الذي يجعلنا نشعر و كأننا نقرأ الخبز الحافي من جديد ( لكن بطريقة أسوء) و هو الخطأ الذي وقعت فيه هذه الرواية
.
.
ثانيا، خط الشخصية الرئيسة غريب، و غير منطقي، حيث يبدو عازماً على فعل شيء لأسباب معينة، ثم يتنازل هنا في الفصل الأخر، دون أي مقدمات و بطريقة نوع ما سطحية. خط الأحداث يبدو مألوفاً جداً، من السهل التنبأ بتطور الحداث و كل المنعطفات في الحكاية واضحة جداً، فالمسار الروائي يشبه معظم الروايات المغربية التي تعتمد على السياسة و الجنس و الدين كمادة أساسية لها دون أن تحاول ان تخلق عمق كاف لكل شخصية على حد، مما يجعلنا غير متعلقين بأي من الشخصيات التي وردت في الرواية. المعاناة، الجنس و السياسة، مع ممارسات تعارض التعاليم الدينية، هي خلطة معظم الكتاب المغاربة و التي لا يتنازلون عنها في كل رواية، و كأن شعر الملحون و الحكايات و الحجايات قد نضبت كل أنهارها الإبداعية بفعل الجفاف
ما لم يعجبني البتة، هو الدنجوانية المبالغ فيها لدى البطل (و كل أبطال الروايات المغربية) حيث أنه ذاك "الوسيم" الذي يوقع الفتيات و النساء في غرامه (و سريره) من نظرة واحدة، و بدون أي مقدمات. علماً أن الشخصية مرت من محن من الصعب ان تخلق رجلا بتلك الوسامة و الجاذبية الفريدة، اللامنطقية بأم عينها
أما ما أعجبني فكان..
أولاً.. نجمة واحدة تشجيعية لصاحب الرواية، أسلوبه جيد في الحكي، يحمل قلمه الكثير من السلاسة، إن تم صقلها فبالتأكيد سيكون لنا كاتب مرموق، لكنه يحتاج لأن يقف مطولاً مع نفسه، هناك الكثير من النمطية التي يجب أن يتجنبها إن رغب في أن يتميز عن الجماهير الكثيرة التي تكتب كما يكتب
في النهاية البوكر أثبتت أنها فعلا توزع الحضور الروائي بصيغة جغرافية، فلا شيء في هذه الرواية يمنحها فرصة أن تكون في اللائحة القصيرة لهكذا جائزة
لا أخفي إعجابي الشديد بأسلوب الكاتب الرائع في السرد والوصف والذي يدل على إلمام صاحبه بفنون اللغة يؤخذ عليه فقط كثرة التكرار الذي لم يكن لم له من داعي .. كما أن الحبكة الروائية بشكل عام لم تنل إعجابي رغم أني كنت متشوقا لها كثيرا في البداية كونها العمل الأدبي المغربي الوحيد في القائمة القصيرة لجائزة البوكر.
كل الذين أحبهم يرحلون . كل ما أردت هو أن أحيطك علماً بأنني ولدت خاسراً ، وما حياتي الأاستمرار بشع لهذه الخسارة . ذات صباح سأصحو ميتاً ، لن تسيل دمعة صادقة حزناً علي ولن تتأثر حياة غيري بغيابي .. هكذا يموت الغرباء ،،
بلغة شاعرية آسرة ونص روائي سوداوي يأخدنا طارق البكاري الى هموم الأغتراب ،، أغتراب الروح وأغتراب الهوية والثقافة ، ما بين الأمازيغية والعربية والفرنسية تتمزق نفس مراد الوعل او اوداد الامازيغي فى تيه الأغتراب ، " بقدر ما أشتهي الموت صار دائم التأجيل والمراوغة ،يكتفي بجعلي أراقب سقوط كل من أحببتهم دون أن يبادرني بضربة قاسية تحسم كل عذاباتي " هو رجل يشتهي الموت كما لو أن الموت هو انعتاق من ثقل الحياة عليه هذا الذي ولد بلا هوية وبلا أهل ، هذا الذي شاهد كل احبته يسقطون فى بئر الموت تباعاً من صديقة ومعلمه اليساري الى حبيبته الأولي وطفله المنتظر ، " كان يمكن ألا أكون لو كانت تلك التي تقيأتني تجرأت ووضعت وسادة على وجه الطفل الذي كنته وخلصتني من حياة الزبل التي كابدتها ولا أزال " أختيار طارق بكاري أن يكون مراد طفل لقيط كان موفق جداً لسياق العمل ككل كما ان تقنية السرد بحيث ان يكون النص عبارة عن نصين احدهما بصوت مراد والآخر من مسودات رواية مراد الوعل كانت أكثر ممتازة
طفل فى الخامسة من عمره يكتشف أنه ليس ابن الأسره التي يحيا بينها ولا ينتمي اليها ومنذ ذلك الوقت تبدأ رحلتة فى البحث عن ذاته وعن هويته "ولدت مهزوماً ،،ولدت لأجد الحياة وقد ضربت حولي متاريس الخيبة ،وجدت فى مقارعتها بطولة ، لكنها كانت بطولة مجهدة ،فبحثت بالعلم والمعرفة عن بطولة زائفة وأنهزمت لأن كل ما فعلته المعرفة أن عمقت فهمي لمأساتي .. والأن إذا التفت الى شريط حياتي وهو يبرق فى سماء المرض ويختفي تأكدت إنني من أولئك الذين قدموا الى الحياة أمواتاً ". هنيئاً ل طارق بكاري بالعمل الأول له ،، هذا يبشر بروائي رصين ولغته شاعرية رغم كأبتها ، .
رغم أنني لم أحضر حفل توقيع الكاتب بمدينتي إلا أنني حصلت على روايتيه موقعتين باسمي؛ بمساعدة صديقتي سمية؛ التي مهما شكرتها فلن أوفيها حقها؛ مع ذلك شكرا لها من القلب. #نوميديا حصلت على جائزة المغرب للكتاب سنة 2016 و وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر في نفس السنة و هي أكيد غنية عن التعريف. اخترت أن تتزامن قراءتي لها مع وجودي في البادية؛ لما سمعت عنها أن أغلب أحداثها تدور في قرية "إغرم" فكانت المُوافقة عجيبة جعلتني أتخيل الرواية على نحو أفضل؛ سرد جميل فيه حس شاعري يعطي للنص قيمة مضافة؛ قصة تتداخل فيها الحكايا الشعبية و التاريخ مع خلفية سياسية دينية؛ حيث تتكاثف جميعها في قالب متناسق. مراد أو أوداد الوعل ابن "اغرم" ابن غير شرعي أو بقول لطيف متخلى عنه؛ يعود إليها بعد ثلاثة عقود من الغياب بنصيحة من طبيبه النفسي؛ يعود إليها بتراكمات نفسية تثقله حد الاستسلام؛ يعود بصفته غريبا؛ يحافظ على سره و لا يبوح به؛ اذ هو اللعنة التي أصيبت بلوثتها القرية فلفظته من غير أن يرف لها جفن؛ لكنه يرجع بحثا عن اوداد الوعل الذي كانه أو بالأحرى الطفل المجروح الذي لم يغادره؛ فيستحضر ماض ظن أنه مضى! ليعيش بين الماضي و الحاضر و تُنكأ كل ندوبه دفعة واحدة! يقول أن الحياة هزمته فيذعن و يستسلم للقنوط و اليأس و يفقد أي رغبة في الحياة بطريقة تبدو مبالغ فيها؛ لكنها عادية عند مريض نفسي مثله! كان لمراد قصص عشق كثيرة؛ أهمها هي قصته مع جوليا و نوميديا اللتين لهما دورين رئيسين في سير الرواية؛ جوليا التي تجد فيه الرجل الشرقي المثقف و ترى فيه مشروع رواية ناجحة؛ و نوميديا ملكة الأمازيغ الهاربة من التاريخ؛ التي سكنته و دفعته لحافة الجنون و الهلوسة! و كدت أن أنسى خولة التي دفعت حياتها ثمنا لحياته؛ و أيضا لا يمكن أُسقط نضال -هالرفيقة المناضلة- من هذه القائمة؛ مراد و نساؤه الأربعة حيث كلهن يرون فيه النموذج المثالي! رغم أن الرواية تغلب عليها ثيمة الحزن إلا أنها مشوقة تدفع لقراءتها بشكل مسترسل؛ و أجد أن ذلك بسبب تمكن الكاتب من أدواته في الكتابة؛ و هذا دليل خير على أن الأدب المغربي بخير مع هذه الأقلام الشابة في الأخير أعتذر من أصدقائي اللذين ينتظرون مراجعتي للرواية إن أنا لم أقربها لهم كما يجب. #حنيفة
من الجميل ان تكون " نوميديا " هي أول رواية أختارها من قائمة البوكر الطويلة الملفت للنظر انها العمل الأول لطارق بكاري شدتني الرواية بداية من تقنيات السرد الحديثة والتي ستقابلنا منذ البداية " مسودات رواية مراد الوعل "جوليا(ك). تنقسم الرواية لثلاث فصول رئيسة تتخللهم صفحات من مسودات رواية مراد الوعل مراد أو اوداد لا فرق فكلاهما انعكاس للخيبة والخطئية كلاهما امتداد للضياع منذ ما قبل البداية اختيار البطل ليكون لقيطا قمة في الذكاء في صراع الهويات المتأزمة واللا انتماء ما بين الأمازيغية ، الفرنسية والمغربية لا تجد مراد او اوداد وان كان ينطق باللغات الثلاثة الا ان روحه تنتمي للانسان الشيطان والملاك معا تطرق الرواية بذكاء لنقد قضايا كثيرة في المجتمع كالزواج والحب والسياسة والتطرف الاسلامي اللغة شاعرية يتخللها الكثير من الشعر والخيال والسحر والجمال لا تكاد تجد نقطة الفصل ما بين الواقعي والمتخيل مابين الأسطوري والحقيقي،،، الخرافة والموروث الشعبي التي تتخلل الرواية الرومي ومقام سيدي عيسى امنحد وحكاياته أهل القرية وخرافاتهم استطاع الراوي نقلي الى أغرام هذه القرية الساحرة بأنهارها وسيدة الحصان المفقودة هكذا ارغمني رغما عني بالقراءة عن الأمازيغ وملكتهم نوميديا ��،، ليعيد تشكيل الهوية الأمازيغية من جديد. رواية شيقة مثيرة ساحرة عيبها الوحيد التكرار في بعض المواقع ، وكثرة المشاهد الحميمية رغم انني مدركة جدا انها كانت طريقة مراد الوحيدة للاستمرار بالحياة ... اذا ما كان العمل الآول بهذا الجمال فنحن امام روائي كبير سأتابع أعماله بشغف منقطع النظير ...
في قرية مغربية صغيرة معلّقة بين الجبال تدعى إغرم، تبدأ حكاية أوداد الوعل الطفل اللّقيط، أو مراد، وتشرع معها سادية القدر الذي سيتقيأه فوق أحد سفوح القرية الهادئة في خرقة بيضاء، ليلتقطه أحد السّيّارة، ومن أعلى قمّة في إغرم عينها، ستنتهي حياة الوعل أوداد، على وقع صوت رصاصة لا أحد يدري بمن فيهم البطل مراد نفسه، إن كانت فعلا حقيقية أم متخيلة. وبين صيحة الولادة الأولى وصيحة الموت الأخيرة لأوداد، تفتيت لثيمات أربعة مستهلكة، الهوية التي ستظل ضائعة طيلة صفحات الرواية الأربعمائة والأربعة وعشرون ، الجنس الذي إستولى على المساحة الأكبر من الرواية، والذي يجده الكاتب بديلاً حقيقياً لكل محاولات الحب المجهضة حيناً، ومقاوما للمرض حينا آخر، السياسة في شقها الإستبدادي والقمعي في زمن النضالات، ثم الدّين حسب المفهوم الإخوانجي المعقوف. لم يستطع طارق بكاري داخل تراجيديته نوميديا، إخفاء الشاعر الذي يسكنه، حيث يتسلل بين سطر وآخر، ليجعل لغة السرد ساحرة وأخّاذة، أضِف إلى كل هذا، المزج الرائع بين الواقع والمتخيل. نوميديا للكاتب طارق بكاري، رواية أنصح بتلاوتها.
في الحقيقة لست من محبي قراءة الروايات العربية ، و " نوميديا" كانت أول إختيار من قائمة البوكر ٢٠١٦ والتي أستحقت الترشيح عن جدارة . وللتحذير : إذا كنت علي أعتاب إكتئاب فلا أنصحك بها أبدا، رواية سوداوية لأبعد الحدود ستعتصر قلبك وروحك بوضعك في مواجهة مباشرة مع " مراد" القابع داخل كلاً منا بكل تخبطه ومعاناته. وفي مواجهة قاسية مع عالمنا الشرقي بكل أساطيره وخرافاته وإزدواجيته. تغلغل داخل عالم الأطفال " المُتخلى عنهم" وهم ما يطلق عليهم المجتمع كلمة قاسية جداً وهي " اللقطاء" ليدفعوا طوال حياتهم ثمن ذنب لم يقترفوه.تطرق أيضاً للثالوث المُحَرَّم والشائك ( الجنس، الدين والسياسة)، تخبط الإيديولوجيات وضياع الهوية . رواية تستحق القراءة وقد حافظ الكاتب علي إنتباهي طوال الرواية بأسلوبه الأدبي الممزوج بالشعر وترابط السرد، وَمِمَّا لا شك فيه أن الكاتب وبدايته بهكذا رواية غنية وعميقة قد وضع نفسه في تحدي دائم أمام قرائه. في إنتظار العمل الثاني مع تمنياتي بالتوفيق !
#نوميديا #طارق_بكاري عدد الصفحات : 422 سنة النشر : 2015 ااا================ااا من بُطرُسبُرغ رحلت مودعا ضفاف نهر النِيفَا وجسوره المتحركة، و ليالي المدينة البيضاء.. متجها الى جبل عَيَّاش لِأُكمِل المسير عبر سفوحه مرورا بعين تَّامجَا وتل العرعار، الى قرية اغرم المنسية، المكان الذي لا أعرف عنه سوى أنه مسرح جريمة لم تكتمل!
نوميديا هو عنوان العمل الروائي الأول للكاتب المغربي طارق بكاري خريج المدرسة العليا للأساتذة بمدينة مكناس. حصلت الرواية على جائزة المغرب للكتاب سنة 2016، ووصولها في نفس السنة الى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية التي فازت بها رواية "مصائر" للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون.
تساءلت في البداية عن غرابة العنوان ومعناه..!؟ فقلت لأحد الأصدقاء ربما شيء يشبه كوميديا ههه. ذهبت الى المكتبة لأبحث عنه (اقصد مكتبة العم قوقل) فوجدت ان له دلالة تاريخية ف "نوميديا" كانت مملكة أمازيغية قديمة كانت تستوطن شمال افريقيا..
تتطرق الرواية الى عدة قضايا في المجتمع المغربي ابرزها موضوع الهوية، وقضايا اخرى كالزواج والسياسية والتطرف.. يمزج الكاتب في الرواية بين الأسطورة والخيال و الواقع في لوحة واحدة لتشكل نوميديا.. استطاعت الرواية ان تحفز مخيلتي وذكريات الطفولة ، فقد انتقلت الى اغرم وعشت مع البطل هناك، تشكلت كل أوصاف تلك الأماكن في رأسي، وصِرت كأني أشاهد فيلم وثائقي. الرواية شيقة و مثيرة، و مأساة حقيقية مليئة بالحزن و الألم.
تتحدث الرواية عن طفل مُتَخَلى عنه، وُجِدَ في قرية اغرم على قارعة الطريق ملفوفا في ثياب الخطيئة. يَحكِي لنا مراد بطل الرواية قصته المأساوية واللعنة التي اصابته منذ نعومة أظافره.. انتشله احد سكان القرية وهو حديث الولادة وتبناه و اعطاه اسم اوداد (الوعل)، لم ينعم بطفولته في القرية ، عاش منبوذا و نعت بالملعون وطاردته اللعنة حتى بعد هجرته الى المدينة.
تبناه رجل لم يرزق بمولود ذكر فأطلق عليه اسم (مراد)، فاستقبلته زوجة المتبني الجديد بطبق حار من العذاب اقصى مما لاقاه في القرية. تحمل ذالك وواصل حياته وهو يحمل الاحزان والخيبات على كثفيه، كان الموت احب اليه من الحياة. طرد من المنزل الجديد، واتخد من الشارع مأوى الى ان صادفه استاذه الذي اصبح صديقه المقرب فيما بعد، اسكنه معه في بيته وانقذه من قذارة الشارع... رغم كل العقبات اكمل دراسته وأصبح أستاذا جامعيا.. تحسنت حياته وتعرف على احدى طالباته بعد ان تسلل حبها الى قلبه ومضى في مغامرته الجديدة الى ان فقد صديقه (مصطفى) في عمل ارهابي، شاءت الاقدار ان تضعه مكان مراد الذي رتب لموعد لقاءه، وبذالك زادت جراحه عمقا. سافر الى فرنسا لاستكمال الخبرة، وترك حبيبته و ابنه يتقلب في بطنها (اوداد يعيد مأساته)، طال غيابه فانتحرت خولة.. لم يقوى مراد على تحمل الصدمة بعد سماع الخبر! فقرر زيارة طبيب نفسي، الذي بدوره عمق الجراح اكثر فأكثر، فقد نصحه بالعودة الى قرية اغرم حيث بدأت المأساة، ولم يكتفي بذالك! فقد باع ملفه النفسي الى روائية فرنسية اسمها (جوليا) العشيقة المتنكرة التي سترافق مراد الى حتفه!؟
سأقف عند هذا الحد، لألا تصيبكم لعنة اوداد، وسأتركم تكتشفون بأنفسكم نتيجة نصيحة الطبيب.. قراءة ممتعة
التقييم ☆☆⭐⭐⭐
#ما_اعجبني في الرواية : ذكاء الكاتب في توظيف تقنية الفلاش باك و سرده ماضي مراد بلسانه ثم عندما ينفصم ليحكي قصة صديق طفولته اوداد، وكذالك استعمال ما كتبت خولة في مذكرتها و تسجيلات جوليا وشعر نضال.
#ما_لم_يعجبني في الرواية : التكرار ! حتى اني اشك في قراءة الصفحة من قبل. وايضا سرد مطول لتفاصيل مغامرات البطل الجنسية.
#الموسيقى حاضرة بقوة في الرواية، نجد الموسيقى الأمازيغية متمثلة في موالات تاماوايت والزغاريد الاطلسية، والأغاني العريبة (أسامينا شو تعبو أهالينا) فيروز ، وذُكِرَت أيضا أسماء مغنين فرنسيين كلارا فابيان وايديث بياف.
اغنية لارا فابيان je suis malade كانت أفضل كعنوان للرواية.
#ما_أضحكني في الرواية المثل الذي يقول (ما في القنافذ أمس)
جديا لا أدري كيف سأجمع كم الافكار و النوستالجيا الادبية التي سببته لي هده الرواية. فمنذ الصفحات الاولى وأفكاري تتضارب بين الاعجاب وعدم الرضى، بعض الفقرات هائلة وجميلة والبعض الأخر أجد أنها أضيفت لتطيلة مغامرتنا مع مراد فقط. من جهة أخرى تخنقني بعض الفقرات بالكم الهائل من الندم و اليأس. أما النوستالجيا في البداية ذكرتني القصة ككل بأعمال "هاروكي موراكامي" رغم ان الاسلوب مختلف إلا ان الاحداث المجنونة و السرد الهادئ نسبيا متشابه. ذكرني أيضا برواية "ذائقة الموت" ل"أيمن العثوم" والعديد من الاعمال الاخرى.
الرواية هي رحلة بحت عن الهوية، عن الذات التي لم يكسبها البطل رغم خبرته في الحياة وكل تجاربه. هو بحت عن أم لم يعرفها وأب يجهله، البحت عن شخص يفهمه ليقص عليه ماضية ومعاناته. رحلة عبر دروب الجبال فالقرية تم المدينة القديمة فالجامعة بين أحضان النساء إلى أن وجد ذاته أخيرا، في أنثى أسماها "نوميديا" تيمناً بالملكة الامزيغية، ولكن المفاجأة كانت نوميديا نفسها، أمله الاخير في الحياة كانت خرساء لا تتحدت. كأن الامل المنتظر والذي طال إنتظاره كان معطوبا.
يمكن القول أيضا ان العمل عبارة عن فلسفة للواقع الديني و السياسي وربما التاريخي للمغرب، عن التحريض و الارهاب والكراهية والفخر لانتماء لمذهب ما أو فلسفة معينة.
يبدو مراد البطل كمريض بإنفصام حاد في الشخصية بسبب ماضيه العنيف مما يسبب له هلوسات وتخيلات.مما يفسر رأيته لشخص ذو اللحية الطويلة و الوجه المخيف و رأيته لنوميديا الفتاة فائقة الجمال التي لم يراه شخص قط في الوادي. ويبدو البطل مرة أخرى كمصاب بالاكتئاب الحاد مما يجعل يفر من كل الناس. من "حميد" يده اليمنى و"جوليا" حبيبته الفرنسية و "نظال" رفيقته في النظال أيام الجامعة و"خولة" حبيبة عمره. اما بالنسبة للجنس فهو مجرد مهدئ للأعصاب، وأنقى أسلوب لتفاهم.
تستحق 5 نجوم كاملة إلا أن التكرار والاسلوب المتعب في وصف الندم قللا من المتعة، أظن أن الرواية ستكون رائعة لو تم حدف كل هذه التكرارات. رغم دلك لا زلت معجبا بها.
*(صببت كأساً أخرى.. نخب الغائبة يا قلبي المتعب.. فالموتى لا يستأدنون. )
*(_ إشتقت إلى أيامك... فلنبقى على إتصال. _ أنا متعب. أخاف أن يستهلك الماضي كلّ حياتي.. أقصد أنا خارج التغطية. _ ودون وعي مني قلت: وداعاً )
*(_للأسف أنا مصاب بأحدى العاهات المستديمة الأقل إنتشارا في زمننا ضحكت للفكرة وغرابتها ثم سألت: _ وماهي؟ _إنه داء فقدان التحكم في الذاكرة!! للأسف أنا لا أنسى وهنا تكمن المأساة، لم أنسك كما لم أقو على نسيان أشياء كتيرة.)
رواية مخيبة للامال، اعطيت النجمة فقط لان الكاتب يتمتع باسلوب سلس وسرد ممتع، اما الرواية فهية ملحمة تناقضات لا نهاية لها، لا اعلم ان كان من الممكن وجود مثل شخصية مراد على ارض الواقع، وان وجدت فلا يحق له ان يتحدث عن التعاسة فقط في حياته بهذه الصورة، نعم حياته بدأت تعيسه ولكن الحياة كما اخذت منه فقد اعطته، لم ينتبه الكاتب وهو يصف المعاناة المبالغ فيها الى انه عدد لنا مزايا هذا الشخص والمتع المتوفرة لديه، شخص ذكي ومتميز دراسيا ووسيم واصبح لديه مال وفير، وايضا محاط بعدد من العشيقات اللواتي اساء لهم هو اكثر من ما اساؤوا له، ركز الكاتب على الخيانة التي تعرض لها مراد في الوقت الذي كان هو خائن اكبر من قبل وخان اكثر انسانه اعطته واحبته واخلصت له ! اذن كيف يكون ضحية ؟ هو الجلاد حقيقة،وكيف سأتعاطف معه وهو يقوم بعمل اكثر من علاقه مع اكثر من سيده ثم يتركهم باحثا عن حبه الحقيقي حسب زعمه ! ثم نجده ينت��ر حبه وهو يتذكر حبيبته المنتحرة بسبب خيانته ويطلب منها السماح ! لقد اغفل الكاتب جوانب كثيرة واعتقد ان القارىء سيسير معه دون ان ينتبه لهذه الثغرات، مع احترامي لشخصيه مراد ومعاناته الا ان استمراره بالشعور بهذه المعاناة وحديثه المتواصل عن ان الحياة كانت تزيده تعاسة انه شخص يحب ان يعيش دور الضحية فقط لان الحياة اعطته الكثير من متعها، وان كان المرض النفسي الذي اصابه بسبب انتحار حبيبته المسكينه التي خانها فهو يستحقه بجدارة لانها هي الوحيده التي لقنته الدرس المناسب، ما زاد انزعاجي من الكاتب هو ابراز شخصيه نوميديا بصورة لا معنى لها! كيف احبها بهذه السرعة ولماذا؟ كي يصبح للرواية اسم على ما اعتقد ! ف أنا للاسف لم اجد داعي لظهورها غير اتمام رفاهية زير النساء هذا، المضحك الاكثر في الرواية ان مراد لا مشكلة ابدا لديه بين ما يكنه من مشاعر فظيعه وكريهة اتجاه احدى النساء اللواتي يعرفهم وان يقيم معهم علاقات كما حدث مع جوليا.. الكاتب ابدع في ابراز مفهوم الرجل الشرقي الذي يموت قهرا ان خانته حبيبته في حين يخونها هو بدعوى التفريغ عن النفس وكأن وجود نساء حوله في المكان يبرر له ان يقيم العلاقات صبح مساء.. وكفى!
"كثيرا ما نعد بأشياء أكبر منا و نحن على ثقة أننا لن نكون في مستوى وعودنا للكننا نورط أنفسنا في مستنقعها فقط ليكون للحظة الوعد طعم أخر . وعود العشاق تماما كورودهم سرعان ما تذبل"
" كانت حواء تخلع عن رجليها الحذاء السماوي الأنيق و تذر الأرض ليل نهار بحثا عن أدم بينما كان الأخير الحذاء و يبحث نهارا و ينام ليلا. حين التقيا كان لا يفصل بينهما سوى نهر كبير تجشم أدم شقة عبوره الأمر الذي جعل جل الرجال فيما بعد معنيين بالاقبال على النساء و طلب ايديهن للزواج . اما عندما سألها ان كانت قد بحثت عنه ام لا فقد اجابت بالنفي و قدمت له حذائها الذي كان لا يزال محافظا على بهائه دليلا على أنها لم تبرح مكانها"
"مخطئ من يظن أننا نمو حين تزهق ارواحنا.. لا . نحن نموت بالحياة و في الحياة لكن بشكل تدريجي و متقطع. تقتلنا عذاباتنا و أحزاننا شيأ فشيأ و يأتي الموت بمعناه الشائع ليتوج كل هذا بضربة قاضية و مهما كانت قاسية فإنها لن تقتلنا أكثر مما قتلتنا حياتنا الحزينة"
لم أستطع إكمال قراءة هذه الرواية .. لا أدرِ كيف وصلت هذه الرواية لقائمة البوكر .. رواية كئيبة فيها من الإسهاب ما يجعلك تترك سطوراً أو صفحات دون قراءة ولن تلاحظ حتى أنه قد فاتك تفصيل ما .. الحبكة باردة .. الوصف مطول ولا يضيف شيئاً .. ويجلك تشعر بالكآبة .. استغرق الموضوع مني أكثر من أربعة شهور لأعلن استسلامي .. أربعة شهور كان بإمكاني قراءة عدة روايات فيها!! لا يمكن نكران أنه هناك قصة في أعماق هذا الوصف اللامتناهي عن أحزان مراد .. هذا ما دفعني على الاستمرار بالقراءة رغم الملل .. كما أنني أحببتُ ربط الشخصية بالـ "وعل" .. كنت حتماً سأقرؤها لو تمت إزالة نصف الوصف المتكرر بلا أي داعي ..
رواية أقل ما يقال عنها انها رائعة ..تأخرت في قرائتها وكان خطئي أني قرأتها في بداية فصل الخريف فصل الاكتئاب بالنسبة لي ومن شدة اندماجي مع الاحداث زدت الطين بلة ...الامر المحير الان ماذا سأقرأ بعدها ...اصبح الامر صعبا عليي ....عمل ترفع له القبعة
رواية: نوميديا لمؤلفها: طارق بكاري صدرت عام: 2015 النمط الروائي: فانتازيا بورنوغرافية
.
=====
كان ما سمعتُه عن شاعرية اللغة في هذه الرواية هو ما دفعني لقراءتها، خاصة وأن اللغة الروائية الشاعرية تكاد تكون نادرة عند الكتاب المغاربة، فلذلك أحببتُ الاطلاع على هذه التجربة الأدبية التي خرجتُ منها بالملاحظات المختصرة التالية:
- للكاتب فعلاً لغة شاعرية جميلة، وتمكُّن واضح من الأدوات الروائية، وإذ كانت (نوميديا) محاولته الروائية الأولى فإن من الجلي أن قراءات كثيرة سبقت هذه المحاولة، لما هو واضح فيها من تشبع الكاتب بالخيال الوصفي والتشبيهات الثرية التي لا تتأتى إلا بسعة الاطلاع على نماذج سابقة اعتمدت هذا النوع من الأسلوب.
- رغم أن الرواية (مغربية)، بحيث إن كاتبها مغربي وأحداثها تدور في المغرب، ورغم واجهتها الأمازيغية التي تتجلى في قرية (إغرم) وشخصية (نوميديا)، إلا أنها لم تُكتب بروح مغربية إطلاقاً، بل إن الرواية مكتوبة بروح خليجية صِرفة، وأعتقد أن الكاتب قد اغتذى جيداً بالأدب الخليجي المعاصر قبل كتابته لهذه الرواية، فلذلك جاءت متأثرة به، منسوجة على منواله، وتتضمن في بنائها الأدبي نفس عناصره المتجسدة في النرجسية الشديدة والثراء الفاحش مجهول المصدر، والمقترن بأعطاب نفسية وأحزان مبالَغ في وصفها دون مبرر حقيقي لها، وأيضاً في الصراع النمطي المفتعل بين (الدين) الذي يُختزل في التطرف والإرهاب، و(الحياة) التي تُختصر في الزنا والخمر.
- حادثة (اقتناء) بطل الرواية للفندق، وكيف تم تمريرها هكذا بشكل يوحي بأن ثراءه الفاحش شيء (بديهي) لا يستحق حتى أن يُطرح حوله التساؤل، هو أمر دخيل تماماً على واقعنا المغربي وعلى ثقافتنا الاجتماعية، كما يتناقض مطلقاً مع ماضي البطل الذي لم يكن ليكفيه ولا ليتيح له مراكمة ثروة بذلك الحجم، لكن تأثر الرواية بالأجواء الخليجية –كما ذكرتُ- وربما رغبة الكاتب في تقديم بطل من أبطال (الأبراج العاجية) المترفِّعين عن هموم المجتمع، المتكبِّرين عليها، والذين يجترُّون أمراضهم النفسية وأحزانهم المدَّعاة رغم ثرائهم الفاحش، هي ما أوقعته في هذا الخطأ البنيوي القاتل. كل هذا إضافة إلى التذمر الدائم للبطل من كل شيء رغم استغراقه في الترف، والاستعمال المتكرر لعبارة (حياة الزبل هذه)، والتي وإن كانت صحيحة لغوياً إلا أنها أقرب إلى العامية المبتذلة، وغير لائقة أدبياً ولا روائياً.
- الرواية بلا أحداث تقريباً، وإذا ما استثنينا بعض مشاهد استرجاع البطل لماضيه وطفولته، إضافة إلى أحداث طفيفة لا أهمية تُذكر لها، فإن أكثر من ثلاثة أرباع الرواية، بل ما يفوق ذلك، ما هو إلا ثرثرة معادة تدور حول نفس المواضيع، وتهويمات نفسية مطوَّلة لا تقول جديداً، ومشاهد جنسية مبالغ –بإفراط- في عددها ووصفها، كل ذلك جعل الرواية أكبر حجماً بكثير مما كان يمكن أن تكون عليه، بل لو تم اختصارها إلى نصف حجمها، أو حتى إلى ربعه، لما تأثر موضوعها ولا مسارها القصصي بشيء على الإطلاق.
- من الخطأ الخلط بين شخصية الروائي وشخصية بطله حتى لو اختار له ضمير المتكلم، لكن الزمام انفلت من الكاتب في روايته هذه أكثر من مرة، فصدرت عنه عبارات تجبر القارئ على الشعور بأن طارق بكاري يضع أفكاره ومواقفه الشخصية على لسان مراد الوعل.
- الحضور الجنسي في الرواية مبالَغ فيه جداً، وبإفراط مرعب يخرج به من حدود الواقع والقدرة البشرية إلى مملكة الفانتازيا والأحلام المحققة على الورق. النصف الأول من الرواية كله مشاهد جنسية يتلو بعضها بعضاً، ولا يفصل بين المشهد والذي يليه إلا استراحة قصيرة للقهوة والنوم والاستحمام، ثم العودة من جديد إلى (ضرب الأسوار اللحمية)، ثم الرعاف والقهوة والنوم والخروج إلى الجبل، ثم العودة إلى (ضرب الأسوار اللحمية)، ثم الرعاف والقهوة والنوم والخواطر النفسية المعذبة، ثم العودة إلى (ضرب الأسوار اللحمية)، ثم القهوة والنوم، ثم العودة إلى (ضرب الأسوار اللحمية)... هكذا على امتداد أكثر من مئتيْ صفحة من الرواية لم يفعل فيها البطل شيئاً على الإطلاق إلا ممارسة الجنس عدة مرات كل يوم وعلى طول أيام متتابعة.
- في الرواية كمية مفرطة من الحقد الأسود على كل مظهر ديني، وإلى درجة جعلت منها محض منشور للسب والشتم بعيدٍ تماماً عن أية معالجة موضوعية لقضية التطرف والإرهاب. لقد اعتمد الكاتب على قسمة ثنائية شديدة الحدة بين الدين والحياة، إذ تم اختزال (الدين) في شرذمة من الملتحين الجهلة الذين لا يعرفون شيئاً غير التهديد بالقتل والعمليات التفجيرية، وأما (الحياة) التي تحيَّز لها الكاتب في شخصية بطله فتتجسد في الانحلال المطلق والاستباحة التامة للجنس والخمر، والتطبيع الكامل مع ذلك وإنزاله منزلة البدهيات التي يُعتبر ظلامياً متطرفاً كل من أعلن رفضها أو مسَّها بمجرد انتقاد. وحتى على مستوى اللغة، فما إن ينتقل الكاتب للحديث عن (الملتحين) حتى يفقد تماماً أسلوبه الشاعري المعتاد، ويستبدل به أسلوباً آخر (زنقاوياً) بشدة، مفرط الفجاجة والبذاءة، مترعاً بالألفاظ القدحية وعبارات السب والشتم والإهانة. هذه القسمة الثنائية، وذلك الأسلوب المبتذل في مهاجمة الدين ومظاهر التدين، هو شيء لا يليق إطلاقاً بالأدب ولا بالثقافة، ولا نجده في العادة إلا عند صغار الملاحدة وصعاليك العلمانيين.
- ثم إن أسلوب طرح الرواية لموضوع الإرهاب والتطرف، إن صح أن نسميه طرحاً أصلاً، إنما يدل على جهل مطبق من الكاتب بالدين والتيارات الدينية، بل وحتى بالتيارات المتطرفة نفسها التي أقحمها في روايته. ليست تلك هي أفكار المتطرفين وأفعالهم ولا ذاك أسلوب خطابهم، فضلاً عن أنه لا وجود في القرآن الكريم لـ (والزانية والزاني). هي فقط صور ذهنية وأفكار شديدة النمطية تستوطن عقل الكاتب، لا تشير إلى الحقيقة من قريب أو بعيد، ولا تدل إلا على مراهقة فكرية وثقافية تجمع بين الجهل التام بالدين، والحقد على أحكامه ومظاهره، والنزعة المتطرفة إلى الانحلال والإباحية.
- شخصية (نوميديا) التي اختير اسمُها عنواناً للرواية، لم تظهر إلا في نصفها الثاني (بعد أن ضرب مراد ما يكفي من الأسوار اللحمية)، ولم تضف شيئاً إلى الأحداث سوى التشكيك في وجودها، وهل هي فتاة حقيقية أم مجرد وهم تراءى للبطل، إضافة إلى مشاهد مليئة بـ (الكليشيهات) الجاهزة التي تبدو مقتبسة من الأفلام الرديئة. وبطبيعة الحال؛ العنصر الوحيد الذي يشكل رؤية البطل لبطلته (بطلاته بتعبير أصح)، وللحياة والحب، هو الاشتهاء الجنسي ولا شيء غيره.
رواية (نوميديا)، رواية تُشعرك بالخجل الشديد لأنها تنتمي إلى بلدك، وتُشعرك بالأسف كذلك لما صُرف فيه الأسلوب الأدبي، واللغة الشاعرية، ومجهود تسويد مئات الصفحات، من اللاقصَّة واللاموضوع واللامعنى...
✏️ ▪️ ▪️ اسم الكتاب: #نوميديا المؤلف: #طارق_بكاري نوع الكتاب: روايةKoolKool مكان الشراء: معرض الكتاب الدوليKool Kool عدد الصفحات: 422 الدار: دار الآداب ✏️ الرواية تتمتع بلغة وأسلوب أدبي جميل وشاعري جداً .، إلا أنها رواية كئيبة وسوداوية أستطيع أن أقول .، تتحدث عن "مراد" أو "أوداد" كما كان اسمه .، أوداد الملعون الذي طُرد من قريته .، أحداث كثيرة وحكايات يتحدث عنها "مراد" وذكريات ماضية لهذه القرية ولطفولته .، يتحدث عن "أوداد" وكأنه ليس هو نفسه بل كأنه صديق قديم يسرد أحداث حياته .، وحنين جارف لحبيبته الأولى "خولة" التي لم يستطع نسيانها .، وممارسات حب يذكرها مع النساء .، و "جوليا" التي كانت برفقته عند عودته لـ إغرم .، يكتشف من بعد قصص أنها كانت من طرف طبيبه النفسي .، وتعلم كل شيء عن حياته "مراد" أم "أوداد" .! ومع علاقاته النسائية .، يتعرف أخيراً على "نوميديا" الأمازيغية الخرساء .، والتي استحقت أن تكون الرواية باسمها .، فهي عشقه الأخير .! ▪️ ▪️ الرواية كما جاء فيها وبين الفصول .، كتابات "جوليا" عن مسودات رواية مراد الوعل .، فكانت هذه الرواية #نوميديا وكأنها بلسان "جوليا" عن "مراد" وحياته .، لأنها هي من تكتب قصته هو يسرد الأحداث وهي من تكتبها .! أحببت لغة الكاتب كثيراً .، لغة أدبية جميلة جداً .، أما عن الرواية أحببتها ولم أحببها .، كيف لا أعلم 😂 .، تبقى رواية ثرية بالحكايات التي تنفتح على واقع تاريخي وسياسي - ديني في المغرب .! ✏️ كتاب رقم: 139 لسنة 2017 ❤️📚 ▪️ ▪️ 📝 ملاحظة مهمة قررت أحطها مع كل رڨيو: لكل قارئ ذائقة مختلفة .، فأي كتاب يعجبني ما لازم يعجب غيري .، الأذواق تختلف والقراءات تختلف من شخص لثاني .، ف اقرؤوا وقيموا ولا تعتمدون على تقييمات أحد .، اووكي ؟! ▪️ ▪️ #مثقفات #قارئات #محبي_القراءة #أصدقاء_القراءة #أصدقاء_الكتاب #كلنا_نقرأ #القراءة_للجميع #الحياة_بين_الكتب #تحدي_القراءة #تحدي_100_كتاب_الرابع #كتبي #مكتبي #أمة_إقرأ_تقرأ #ماذا_تقرأ #القراءة_عالم_جميل #البحرين_تقرأ_10000_كتاب #الغرق_في_الكتب_نجاة #أحلم_بشغف #تحدي_الألم_بالقراءة #أنا_وكتبي#نجاتي_تقرأ #najati_books
من المؤسف ان بقالي فترة طويلة (حوالي سنة) ماقريتش أي رواية عربية حلوة فعلا. آخر حاجة كانت القوس والفراشة للكاتب المغربي محمد الأشعري، قريتها في مايو السنة اللي فاتت. امبارح خلصت “ #نوميديا ” المرشحة للقائمة القصيرة للبوكر، ولقيتها رائعة جدا جدا. رغم موقفي الذي لم يتزعزع قط من الأدب الكئيب، الا ان الرواية دي نجحت في اقتناص ٤ نجوم ثمينة مني على جود ريدز. التيمة الاساسية هي ان عدونا الحقيقي ليس كما يبدو، مش الامبريالية ولا الارهاب. انما هو داخلنا احنا، في افكارنا ومعتقداتنا اللي تجاوزها الزمن، وفي مخاوفنا التافهة اللي بتدي لمخادعين (السلطات الدينية والسياسية) فرصة التحكم فينا والسيطرة علينا. ده طرح مميز جدا الحقيقة. ملاحظات بقى: - السرد فيه اسهاب واسترسال كان ممكن يكثف اكتر من كدة (الرواية فوق الـ٤٢٠ صفحة)، لكن ممكن ده يكون مقبول لانه دعم الخط النفسي وبروزه جدا. - اللغة شعرية وفيها اكليشيهات كتيرة مستمدة من نزار قباني وأحلام مستغانمي. ودي مسألة يمكن التجاوز عنها باعتبارها الرواية الأولى للكاتب. - في ثغرة درامية متعلقة بموقف البطل (أوداد) من انه يعمل علاقة مع واحدة متجوزة (زي نضال وصدمته لما عرف ان جوليا متجوزة لدرجة احساسه ان جوزها شبح ممدد بينهم على السرير) وبين عدم احساسه بأي مشكلة في انه عمل علاقة مع (خولة) البنت اللي كانت عذراء قبله! انا مش بتكلم من منظور أخلاقي لكن من منظور درامي، رد فعله تجاه نضال وجوليا غير منطقي. - المشكلة الاكبر هي مشكلة شائعة عند معظم الكتاب العرب. عدم الثقة في ذكاء القارئ، أو للدقة: اليقين المطلق بإنه غبي. للأسف ده خلى الكاتب يدمر الرمزية اللي كانت هتبقي ممتازة. مفيش أي داعي للربط المباشر كل شوية بين جوليا والاستعمار الفرنسي، ونضال واحلام اليسار القديمة اللي اتدمرت، ونوميديا والثقافة الامازيغية المحاصرة اللي اصابها الخرس….
3.5 نوميديا هي رواية بل أسطورة قديمة يخطها طارق بكاري في إغرم، الأرض حيث البدايات والنهايات تتصارع وتدور حول جبل وشجرة تين محرمة ومقبرة ونهر معمد بالدم. تختزل هذه البقعة من المغرب مع السماء المهيبة التي تغلفها، الكون كله. هنا الخطيئة الأولى، القتل الهمجي، فداء الإبن، إنتقام الرب، أساطير الجن، سحر ولغز الطبيعة، الابن المتخلى عنه على ضفة النهر، اللعنات، حياة البدو، ومناجاة الارواح والاموات. في وسط هذا الصخب من الأساطير البدائية والرموز الدينية الابراهيمية، نتعرف على أوداد، الوعل، الذي تتقاطع حياته مع سيرة أنبياء وملوك أسطوريين من عصور مضت. هذا النبي اللقيط يرحل بأوجاعه وقلبه المضخم بماض سحيق، يلملم شتات نفسه وكلمات حبيبته الراحلة، يجمعها حرفا حرفا ليرتقي إلى لقياها في العالم السفلي. اللغة رائعة. أسلوب السرد مميز. مأخذي على الرواية هو التكرار في بعض الأحيان، مع أنه لم يزعجني كثيرا ولكنه أبطأ تطور الرواية في نصفها الثاني. أما النهاية فهي لم ترو ظمأي. كنت أنتظر نهاية مدوية. كنت أتمنى أن ألمس تطورا ما، ومفاجأة ما في حياة أوداد. أعتقد أنه أمكن للكاتب التصرف بجنون في النصف الثاني و/أو الربع الأخير، أن يقلب الأمور على القارىء ويعصف بالشخصيات وبالحبكة لأن جميع العناصر متاحة في هذه الفانتازيا التراجيدية. ولكنه استسلم للنمطية الرتيبة، ولربما هذا هو أسلوبه الكتابي. الكتاب يضج بالمقاطع والاقتباسات الرائعة. رواية مميزة جدا.
نحن لا ننسي عندما نريد ... كم تمنى مراد ان ينسى اوداد الذى كانه وينسي معه الحرمان واليتم وليته استطاع ولكن كيف والقدر لم يمنحه الفرصه وارسل اليه جوليا التى سارت نحو قتله بخطى واثقه لكى تبكيه فى حكاياتها كم احببت طريقة السرد فى هذه الرواية ولكن لماذا لم يهتم بالاحداث اكتر واغرقنا فى جنونه حتى وصلنا للملل احيانا وتركنا نشتهى خبرا عن خوله او عن ذكرياته الماضيه
رواية نوميديا اول رواية اقرأها من قائمة بوكر 2016 مليئة بالموت بالانتحارات اصابتني باحباط كبيييييير احباط من جماليتها وماساويتها تلك الماساوية التي افسدت يومي خرجت بخلاصة مفادها ان لكل منا نومديا سيتبعها الى ان يجد نفسه في الهاوية