الكتاب إلى جانب أهميته التاريخية وتعرّضه لفترة مهمة من تاريخ ليبيا إبان الاستعمار الإيطالي الفاشي ، لا يخلو من المتعة والظرف في ما يقدمه من وصف للأماكن والنَّاس . إذ، وببراعة روائي محنّك، وكاتب رحلات متمرس ، يأخذك الى عوالم وأزمنة وحوادث وأناس وأمكنة عاشها ، وصارت جزءاً من حياتة المتميزة كطبيب كرّس حياته لخدمة استعمار فاشي ، وأيضاً، كإنسان متذوق للجمال حيثما وجده، وأينما تجسّد في الطبيعة، أو في سجادة مصراتية،او في وجه حسناء تارقية في قلب الصحراء. تٌّرجم الكتاب من اللغة الإيطالية لأول مرة إلى اللغة الإنكليزية عام 1955، وأعيدت طباعته للمرة الثانية عام 1985. وفي المرتين قوبل من قبل الدوائر والصحف البريطانية بشديد الترحاب. هذة الترجمة العربية من اللغة الانكليزية.
عندما اشتريته وبدأت قراؤته توقعت المزيد من هذا الكتاب فمؤلفه بدأ طبيب في ليبيا وازدادت مهامه حتى وصل لحاكم لطرابلس، الكتاب يمكن اعتباره مذكرات شخص كتبت باسلوب مسل جدا وبشكل ادبي رائع، حيكة الكثير من القصص و المغامرات باسلوب لطيف جدا. ولكن لا يمكن الاعتماد عليه با يشكل من الاشكال كمرجع تاريخي، كتاب جميل لتجزية الوقت ليس الا
لا يمكن ابدا ان تحاكم المذكرات بمرجعية معينة ، المذكرات هي وجهة نظر شخص معين من بيئة ما و ثقافة ما يحكمها سياق تاريخي مشبع بالرؤى والتصورات والأفكار و المعتقدات وسبل العيش ، قد تختلف او تتفق معها ، لذا أخذت على نفسي عهدا منذ القدم الا أحاكم اي مذكرات بل اتعامل معها كوثيقة تاريخية تفهم ضمن سياقاتها ، ما يوجد أمامك معنونا بترياق الثعابين هي مذكرات شخص مشبع بالفكر الاستعماري وابن المدرسة الشيفونية الإيطالية ، تنقل بين كل مستعمرات إيطاليا من طرابلس مرورا باثيوبيا الي اريتريا ، برز بين ثناياها الطبيعة الاستعمارية العنصرية للرجل الاوروبي و النظرة المتعالية لابناء القارة العجوز بزعمهم ، من اكثر ما شدني ذكره للعادات التارقية في البقعة الجغرافية التي تشغلها ليبيا اليوم وأبرزها ذكره لبعض المظاهر الاباحية في الثقافية التارقية القديمة ، ومن أطرف القصص التي مرت بالاستعماري ألبرتو دينتي قصة أبوقيشة الارتيري وكذباته التي فاقت كل معقول و شطارته المذهلة ، ما أزعجني هو مروره مرور الكرام على مرحلة الهزيمة الإيطالية لكن ربما كانت لديه اسبابه النفسية او الموضوعية لعدم التفصيل ، مذكرات تستحق القراءة اما ضعف اسلوبها الأدبي فلا يمكن بيان حقيقته الا بالرجوع للنص الأصلي
الكتاب محبط نوعا فلم يحمل بين طياته أحداث هامة أو معلومات جديدة عن فترة الاحتلال فالحدث الابرز و الوحيد كانت مراسم تسليم طرابلس لمونتغمري أما الباقي فيندرج ضمن أدب الرحلات سجلت فيه مشاهدات طبيب أثناء تجواله في ليبيا و أثيوبياحيث تفاوتت من حيث القيمة والإمتاع بين وقائع مميزة و ثرثرة عجائز إن صح التعبير .
هذا الكتاب عبارة عن محطات من حياة المؤلف في المستعمرات الإيطالية، ذكر فيها لمحة عن شخصية حسونة باشا القرمانلي دون ذكر أسمه و أنا جازم انه هو.. و أكثر الشخصيات المثيرة للأهتمام شخصية أبو قيشة الكذاب الأرتري شخصية تصلح أن تفرد لها رواية!!
أسوأ كتاب لهذا العام لم يتم بناء القصة بطريقة ادبية ولا وجود لحبكة تجعل القارئ منسجم مع السرد, الكتاب مبني بالأساس على مذكرات يومية لشخصية إيطالية يملؤها الغرور ومقت سكان البادية عرباً وأمازيغاً
أستغرب واستنكر نشر دار الفرجاني لمثل هذا الكتاب او نصح القراء به