عروة بن حزام يُقال أنه أول من مات بسبب الحب، ولذلك هو يقول: “وما عجبي موت المحبين في الهوى ولكن بقاء العاشقين عجيب”
عروة بن حزام أحب ابنة عمه عفراء بنت عقال منذ الصبا، ونشأ يتيمًا في بيت عمه عقال، فتجذر الحب مع مرور الزمن عندما كبروا، فلما كبروا عفراء كانت من أجمل النساء فخشي عروة أن تذهب فجاء الى عمته وكلمها وجاءت الى عمه فأخبرته فقال: عفراء لعروة ولكنه ليذهب ويسترزق. فقرر ان يذهب الى اليمن عند احد ابناء عمومته هناك ويعمل عنده ويساعده، فرزقه الله من عنده ورجع الى عمه ليتزوج بعفراء ولكنه صُدم عندما عَلم انها تزوجت بأحد الأمراء وخيانة عمه به، فبُليَ بمرضٍ لا دواء له غير عفراء ، فمع مرور الزمن توفاه الله ولحقته عفراء كما قيل.
فبلغ الخبر معاوية فقال: لو علمت بحال هذين الشريفين لجمعت بينهما.
فيا عمِّ ياذا الغدر لازلت مبتلىً حليفًا لهم لازم وهوان ِ غدرت وكان الغدرُ منك سجيةً فألزمتَ قلبي دائم الخفقانِ وأورثتني غمّاً وكربًا وحسرةً وأورثتَ عيني دائمَ الهملانِ فلا زلت ذا شوقٍ الى من هويتهُ وقلبك مقسوم بكلِّ مكانِ واني لأهوى الحشرَ اذ قيل انني وعفراءَ يومَ الحشرِ ملتقيان
“أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها لي الويل مما يكتب الملكانِ”
“ألا خبراني ايُّها الرجلانِ عن النومِ ان الشَّوق عنه عداني وكيف يلذُّ النوم ام كيف طعمهُ صِفا النَّوم لي ان كنتما تصفانِ”
ديوان رائع على قصره، و من ورائه قصة يدمى منها القلب كمدا. آنسني ذكر قصة عروة ابن حزام كما جائت في مختلف الكتب التراثية و حبه العذري لبنت عمه عفراء (أم هيثم)........ يا حبذا الحب.
عُرف عروة بن حزام بحبه لمحبوبته ابنة عمه عفراء، وكان من شعراء الغزل العذري الذين لم يتغنوا بالحب المادي أو الغرام، بل كان يركز على الحب النقي والعفيف الذي يظل في القلب دون أن يتحقق على أرض الواقع.
من أشهر أبياته:
أُصَلّي فَأَبْكي في الصَّلاةِ لِذِكرِها لِيَ الويلُ مما يكتبُ المَلَكانِ.
*
كَأَنّ قَطاةً عُلِّقَتْ بِجَناحِها على كبِدي من شدةِ الخفقانِ.
وقد ذكره قيس بن الملوّح (مجنون ليلى) في شعره فقال: عجبتُ لِعروةَ العذريِّ أَمسى أحاديثَ لِقومٍ بعدَ قومِ وعروةُ ماتَ موتًا مُستريحًا وها أنا ذا أَموتُ بكلِّ يومِ.
وقال أيضًا: يا ربُّ يا ربّاهُ إياكَ أسَلْ عفراءُ يا ربّاهُ من قبلِ الأجلْ.
فلما بلغ عفراء نبأ وفاة عروة، قالت لزوجها: “هل تأذن لي أن أخرج إلى قبره فأندبه؟ فقد بلغني أنه قضى.” فأجاب: “ذلك لك.” فخرجت إلى قبره، فبكت طويلًا ثم أنشدت:
ألا أيها الركب المجدّون ويحكم بِحقٍّ نَعَيتم عروة بن حزامِ فإن كان حقًا ما تقولون فاعلموا بأن قد نُعيتم بدرَ كل ظلامِ.
وبعد ثلاثة أيام، توفيت عفراء وهي تنعي محبوبها، وعندما بلغ معاوية خبر وفاتهما قال: “لو علمت بحال هذين الحرين الكريمين لجمعت بينهما.”
الشاعر العاشق عروة بن حزام، صاحب أكثر قصص الغرام قسوة في التراث، عشق ابنة عمه " عفراء" ولفقره، كان لوالدتها الحكم في إنهاء هذا العشق .. ديوان جميل يسيل عذوبة ومحبة، سهل المفردات
من الديوان: فيا ليتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوىً .. منَ الناسِ والأنعامِ يلتقيانِ فيقضي مُحبٌّ من حبيب لُبَانةً .. ويرعاهما ربّي فلا يريانِ ------------------- وكم مِنْ كريمٍ قد أضَرَّ بهِ الهوى .. فَعَوَّدَه ما لمْ يَكُن يَتَعَوَّدُ ------------------- وما عَجَبي مَوْتُ المُحِبِّينَ في الهوى .. ولكنْ بقاءُ العاشقينَ عجيبُ
”فإذا قبران متلاصقان قد خرج من كل قبر ساق شجرة، حتى إذا صارتا على مقدار قامة التفّت كل واحدة منهما بصاحبتها، فكان الناس يقولون: تآلفا في الحياة وفي الممات“
”وما عجبي موت المحبّين في الهوى ولكن بقاء العاشقين عجيب“
”بنا من جوى الأحزان في الصدر لوعة تكاد لها نفس الشفيق تذوب“
”وأحبس عنك النفس والنفس صبّة بذكراك والممشى إليك قريب مخافة أن يسعى الوشاة بظنّة وأحرسكم أن يستريب مريب“
”نذود بذكر الله عنا من السرى إذا كان قلبانا بنا يجفان“