كتاب "غزة اليتيمة" يحوي 27 قصة تتحدث عن الواقع الانساني للمواطن الفلسطيني في قطاع غزة في فترة حرب غزة الأخيرةعام 2014 والتي امتدت لـ 51 يوم .
المجموعة القصصية تتناول البعد الانساني البحت، وترصد حياة الناس العادية تحت القصف، والمجازر وحالات القتل الجماعي.
مقطع من قصة "العشر الأخيرة"
" تخيّل المشهد .. مُـجرد تخيُّل فقط.
يأمرك جيش الاحتلال فجأة، من خلال اتصال هاتفي بإخلاء بيتك في مهلة لا تزيد عن عشر دقائق.
تخيّل معي: عشر دقائق، ويتم محو تاريخك الصغير عن سطح الأرض، هداياك وصور الأخوة، والأبناء الشهداء منهم، والأحياء، أشياؤك التي تحبها، كرسيك، كتبك، آخر ديوان شعر قرأته، رسالة من أختك المغتربة، ذكرياتك مع من أحببت، رائحة الفراش، عاداتك في ملاطفة الياسمينة التي تتدلى من شباك غرفتك الغربي، مشبك شعر ابنتك، دفء المقعد، ملابسك القديمة، سجادة الصلاة، ذهب الزوجة، تحويشة العمر.
تخيّل معي، كل هذا يمر أمام عينك في عشر دقائق، كل هذا الوجع يمر عليك وأنت مصابٌ بالدهشة، ومن ثم تأخذ أوراقك الثبوتية التي في عُلبة الحلو المعدنية، وتخرج لتموت ألف مرّة، أو ترفض الخروج لتموت مرّة واحدة".
بعض القصص من كثر ما أليمة وقاسية كنت أقول في نفسي مستحيل هذا حقيقي! بس الصهاينة ما عندهم قلب وهذه الأفعال الشنيعة ما جديدة عليهم.. الله يلعنهم ويبيدهم.
غزة اليتيمة هي عمل أدبي الأول من نوعه بالأسلوب الذي يتميز بهِ المُبدع محمود جودة، فبالكادِ أنت لم تقرأ شيئاً كهذا من قبل ولا سمعت أو تخيلت أن لمثلِ هذهِ القصصِ أن تكون، هي توثيق للحالةِ الإنسانية التي عشناها في واحدٍ و خمسين يوماً من عدوان على قطاع غزة في العامِ 2014، هي الحالات التي لم تسمع عنها في نشرات الأخبار ولا نستطيعُ نحنُ من عشناها أن نُعبر عنها أو نُخبر ذلك الصديق البعيد عنها كما فَعل محمود من خلال معايشته للأحداثِ و تمكنهُ من كتابتها (فالحربُ تُخرب العقول..تُتلفها).
لم يحدث ولن يحدث ان اقيم معاناة الانسان اكتفي فقط بالوجع الذي يسكنني في كل مره ، كل مره اظن ان الالم منحني كل ما بوسعه ، واكتشف انه مازال القلب يفجع وينتحب من هول الظلم البشري
ما خيّرتيني , صفنت أنا فيكي , تغيّرتي ليه؟" بشوارعك دفنتيني , ما دام صوتي صار صدى في مجاريها , ما صرّحتي ليه ؟ تخبّي نامي في مكانك , بقولوا منك الليل غيران ضلّي أنت العنوان , لإنه في بعدك ما إلناش جيران إحنا الحكايا الجداد احنا الهدايا الجداد احنا الحكايا الي ...مش كل شيء بيرضيكي بيرضينا إنت تغيّرتي ليه .. ضل شوقي أنا شلال , بيجري بحواريكي طلّي برا شبّاكك , بربك قوليلي إحنا كيف ننام ؟ ما ضلّش إشي الي ينهان , عودي و لاقينا لإنه الطريق توهان إحنا الحكايا الجداد احنا الهدايا الجداد احنا الحكايا الي ...مش كل شيء بيرضيكي بيرضينا إنت تغيّرتي ليه .. ضل شوقي أنا شلال , بيجري بحواريكي إحنا الحكايا الجداد احنا الهدايا الجداد احنا الحكايا الي ...مش كل شيء بيرضيكي بيرضينا"
غزة اليتيمة., الزمان / التوقيت :- ما يُقارب الساعة العاشرة صباحاً التاريخ:- الثاني عشر والثالث عشر من سبتمبر المكان/ مختبر للتحاليل الطبية يُطل على السور الشرقي من عيادة الوكالة المعسكر- خان يونس.
كل شيء من حولي لا يحتوي على السكون, الضجة قد ملئتني حد النفير صوت المولد الذي يزود العيادة بالكهرباء التي لا تأتي على القطاع إلا ك الهواء في أيلول عديم النفع ومخيب للآمال _ الله يلعن الكهربا_ أزعجني حد الصداع ! كان عليّا أن أهرب .. ولم أكن أعلم أن الهروب سيكلفني ضريبة آخرى ,حتى عند الهروب توخى الحذر! قبل خروجي للعمل قد وضعت في حقيبتي كتابك الذي جلبته أختي في منتصف شهر أغسطس إذاً, غزة اليتيمة/ حينما أخذت عيني على الكتاب أدركت كمية الحقيقة التي تطل من غلاف ذو لونين أحمر وأسود, وطفل ذو ابتسامة متأرجحة وعلى أصابعه علامة نصر لا تدري إن كانت مقهورة أو منصورة فأبت إلا أن ترتفع رغم كل التساؤلات ,حقاً هل هناك من يشعر باليُتم أكثر من غزة! غزة اليتيمة/ ما أصعب أن تتحول المشاعر إلى حروف ما أصعب أن تتحول مأساة إلى مشاهد في نصوص يلزمك الكثير من الصبر حتى لا تسقط دمعاتك حين تقرأ الحرب في كلمات ,وأنا قليلة الحيلة قليلة الصبرقد سقطت دمعاتي ضعيفة سقطت كما سقط العديد من شهدائنا . يُلزمك وطنٌ ك وطننا بالتحدي والبقاء لكن جنون الحرب الأخيرة لم يُمهلنا سوى عشر دقائق للوطن ! ما أصعب القصة حينما تحتوي على القضية ,وكل ما في القضية الدم. لكم كنتُ أسيرة تحت وطأة التعبير والوطن ,مصابة بالذهول من الصدق من الحروف من القصص, من المخيمات من البؤس من الفقر من العجز وقلة الحيلة حتى أصابني الدوار من كل شيء! شيء من القهر قد أصابني وشيء من الوجع إرتطم بصدري كالفجوة , وفي عيناي شيء من الحسرة حاولت أخفيها لكن لا فائدة , عبث ! كل القصة لا تكفي لأن تسرد وطناً ,فحاصل النتيجة كانت " غزة اليتيمة"! نهايةً//:- كًلنا في غزة مُصابون بالحُمى .. كلنا مصابون في مقتل . كُلنا في غزة لا استثني أحداً .. مُصابون بقضية قد تحتمل التأجيل, فمن لم يُصيبه جُرحاً فلسطينياً قد تُصيبه حروباً أخرى!
وها نحن نعود بتلك الصيرورة والاصرار الفلسطيني القديم منذ ستة وستين عاماً ونحن نقتل بالفكرة نفسها والطريقة القاسية لم نعبأ كثيرا بالقتل رغم الامه العظيمة ... القصص موجعة جدا جدا ... تحمل تفاصيل الوجع المتكرر مع كل حرب على قطاع غزة تسرد تفاصيل صغيرة جدا لا تتبعها الكاميرات تفاصيل تدور داخل الأشخاص داخل من يعيش هذه المشاعر الحرب حملت ويلات لم تنتهي بانتهائها لازالت ذاكرت من عايشها تحمل الكثير من الأوجاع لغة الرواية وتعبيراتها اكثر من رائعة
يالله !! كأنو مبارح الحرب خلصت ، كل لحظة عيشتها بالحرب حسيتها بهالكتاب كل قصة شهيد كل مجزرة كل لحظة قهر وخوف وقلق من بكرا انو نضل عايشين أو نموت .. ونحنُ لم نحلم بأكثر من حياةٍ ' كالحياة ..
A haunting re-telling of the 2014 war on Gaza. Highly strung with emotion and vivid descriptions of human loss in short stories that will leave you wondering, 'how did we get here?'