تنظيم الدولة الإسلامية الأزمة السنية والصراع على الجهادية العالمية بحث اشترك فيه كاتبان أردنيان في محاولة لدفع بعض من الضبابية التى تخيم على حقيقة تنظيم الدولة الإسلامية فيحاول الكاتبان الإجابة على أهم الأسئلة التى ربما تدور في عقل كل مواطن عربي ما هى أيدولوجية التنظيم ؟ وأسباب صعوده السريع وكيف سيطر على مناطق كثيرة في العراق والشام ؟؟ وحقيقة الخلاف بينه وبين تنظيم القاعدة من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى ؟؟ وهل الاسباب ترجع إلى إختلافات أيدولوجية أم لمرجعية دينية حول مفهوم السلفية الجهادية وأولوياتها ؟؟ ثم كيف كانت بداية التنظيم فبدأ بحركة مقاومة عادية ثم تحول لتنظيم هدفه محاربة هوية أخرى وهى الهوية الشيعية حيث سيطرت على الجيش العراقي مقابل تهميش للوجود السني في البلاد فتطور الصراع إلى حرب هوية سنية تدافع عن وجودها أمام هوية شيعية تتشعب مثل أذرع الأخطبوط ثم كانت أهم أجزاء الكتاب وأكثرها فائدة بالنسبة لي الجزء الخاص بأصل الخلاف بين تنظيم الدولة بزعامة أبو بكر البغدادي والقاعدة المركزية بزعامة الظواهري وجبهة النصرة وزعيمها الجولاني وكيف تحول من خلاف ايديولوجيات إلى صراع حقيقي واشتباكات مسلحة مميتة مما شكل هزه وصدمة عنيفة بين ابناء التيار السفلى الجهادي فانقسموا ما بين مؤيد للتنظيم وخليفته وأفكاره أو مؤيد للقاعدة المركزية وجبهة النصرة كما تناول الكتاب بشيء من التفصيل البنية الداخلية للتنظيم وكيف تطورت تطور ملحوظ خلال سنوات قليلة فأصبحت بالفعل كيان يحاكي الدولة
الكتاب بالفعل مفيد وبداية جيدة لمن لا يعرف شيء عن كل هذه التفاصيل الخاصة بهذا الكيان الشبح والذي مازال بحاجة لمزيد من المحاولات الكتابية ربما ساعدت على كشف تفاصيل مازالت غامضة
عيب الكتاب من وجهة نظري كان اولا في فصل الختام حيث حصر المؤلف اسباب صعود التنظيم إلى انعدام الديموقراطية والاقصاء السياسي للكيان السني وتجاهل تماما الاسباب الدينية !!
النقطة الثانية .. كانت إغفال العنصر الأمريكي ودوره كمحفز ومحرك أساسي وما وراءه من أهداف يسعى لتحقيقها فى المنطقة
تنظيم الدولة الإسلامية :الأزمة السنية والصراع على الجهادية العالمية
كنت أتجول قبل شهرين بين عدة مدن أوروبية، وفي كل مدينة كنت أزور مكتبة أو مكتبتين، وعند مدخل كل مكتبة كانت هناك طاولة صغيرة تضم آخر وأهم الإصدارات، لا يهم موقع المكتبة، هل هي بالقرب من نوتردام باريس، أو على قناة أمستردامية، أو في شارع منسي في بروج البلجيكية، في كل مرة كانت الطاولة الصغيرة مثقلة بكتب عن تنظيم الدولة (داعش)، الكل يكتب عن هذا التنظيم، يحاول فهم صعوده السريع ووحشيته، والكل يقرأ ويحاول التعرف على هذا الملمح الجديد من السلفية الجهادية.
لازالت الكتب الجيدة التي تتناول التنظيم باللغة العربية قليلة، رغم توضح وانكشاف شيء من أسرار التنظيم وتحولاته الإيديولوجية، وهذا الكتاب يقدم شبه سيرة موثقة للتنظيم منذ نشوئه في العراق على يد الزرقاوي وحتى إعلان الخلافة على يد البغدادي، يعتمد مؤلفا الكتاب على وثائق وصوتيات التنظيم لتوثيق صراعاته مع القاعدة وجبهة النصرة، ورغم أهمية الكتاب إلا أنه لا يكفي، لابد من عمل آخر ضخم يرصد ويحلل التنظيم والبيئة التي نشأ فيها والفكر الذي أنتجه واعتنقه، وسبب جاذبيته لآلاف الجهاديين الذين تركوا بلدانهم وانضموا للتنظيم وماتوا ويموتون على جبهاته.
هذا الكتاب من أدق الكتب التي صدرت حتى الآن في التعريف بداعش. وقد سمعت الباحث عمرو بسيوني يثني على كتاب (عالم داعش)، الذي لم اطلع عليه. ولكن يمكن أن تعرف الكثير من خلال ما كتبه مؤلفا كتاب تنظيم الدولة، عن تاريخ الدولة وجذورها الفكرية وسبب اختلافها مع وعن جبهة النصرة.
حسن أبو هنية،إسلامي سابق، وقد دأب على توفير مصادر شخصية له من داخل الجهاديين..ربما لا تتعدى مصادرة الدائرة التي أحاطت بأبي مصعب الزرقاوي، إلا أنه مجتهد وأفضل في كتابته مما يفعله خبير الجماعات ضياء رشوان الذي لمع نجمه مع قناة الجزيرة.
جمعت المنظمة الألمانية حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان، كي يرصدا تاريخ جماعة التوحيد والجهاد التي أسسها الزرقاوي، قبل أن ينضم إلى قاعدة العراق ويصبح زعيم التنظيم..ليصبح التنظيم من بعده أحد روافد ما يسمى بدولة العراق الإسلامية..وهنا يكمن الإشكال الطفيف الذي صار كبيرا فيما بعد. فتنظيم القاعدة لم يعد القائد الفعلي لداعش، وهو ما يعني أن التنظيم الذي تبناه أسامة بن لادن ومن بعده الظواهري لم يعد لهما أي يد فيه..وبعد أن كان بن لادن والظواهري هما الأميران للتنظيم،صارت داعش هي الآمرة التي تريد من القاعدة أن تنأى بنفسها عن مسار داعش.
من اللافت للنظر هو رصد المؤلفان لمنابع الخط الفكري لكل من داعش والقاعدة. فالقاعدة تتبنى أفكار أسامة بن لادن التي فصلها وشرحها أبو مصعب السوري في كتابه دعوة المقاومة الإسلامية العالمية. بينما يتبنى أبو مصعب الزرقاوي وداعش من بعده أفكار أبي عبد الله المهاجر.
أيضا، أسامة بن لادن يجعل هدفه الأمريكان باعتبارها رأس الأفعى،وأولوية العدو البعيد (أمريكا) على العدو القريب (الأنظمة العربية وإسرائيل). كذلك يرى أسامة تحييد من يقدر من الأعداء كالشيعة وغيرهم ما داموا لم يتورطوا في مشروع الأمريكان السياسي ضمن أماكن انتشار القاعدة. إضافة إلى أن القاعدة ترى أن عدوها هو المحارب لهم فقط.
داعش ترى أولوية العدو القريب على البعيد. وترى أن الكفر كاف لقتال العدو. لذلك لا نستغرب سلوكهم في تفجير مساجد الشيعة،فهم كفار، وإن لم يعلن الشيعة السعوديون أو الكويتيون أي نوايا سيئة ضد داعش..فمجرد الكفر كاف عندهم كي تستبيح داعش دماءهم.
هذا الاختلاف جعل الأولويات تختلف..وجعل الخلافات تستعر بسبب ما يدعيه كل طرف ، أحقيته في قيادة الطرف الآخر. فالقاعدة هي من تحالفت مع أبي مصعب الذي بايعهم كقادة،وهم بدورهم بايعوا المُلا عمر كقائد وأمير وإن كان المُلا عمر لا يأمر القاعدة بأي شيء بعد غزو أفغانستان.
داعش ترى أنها في حل من مبايعة القاعدة كقيادة لها،لأنها دولة،والتبعية تكون للأفراد والجماعات إلى الدولة وليس العكس.
مما يثيره الكتاب هو وجود خلافات في وجهات النظر بين أبي مصعب الزرقاوي الذي قتل عام ٢٠٠٦، وبين القاعدة المركز، بسبب سياسات أبي مصعب حيال الشيعة.فبينما تصر القاعدة المركزية على استهداف الساسة الشيعة ضمن مشروع استهداف أعوان الأمريكان..يصر الزرقاوي على استهداف عامة الشيعة في تفجيرات دموية باعتبارهم أطاعوا مرجعياتهم في تأييد الاحتلال الأمريكي العراق.
كل هذا يرصده الكتاب وأكثر..وقد رأيت قراءة هذا الكتاب تغني عن قراءة عشرات المقالات والتحقيقات التي أجرتها الصحف حول داعش..فعليك أخي القارئ به.
ما أعيبه على الكتاب، هو غياب محرر وسيط، يحذف بعض المعلومات المتكررة. إذ يبدو أن فصول الكتاب قد قسمت بين المؤلفين،ولم يجر حذف للمعلومات المتكررة، ولكنه ليس عيبا مزعجا إذا نظرنا إلى جودة ما قرأنا من معلومات.
الحقيقة طوال قراءة الكتاب وانا احاول عقد مقارنة بينه وبين كتاب الاستاذ عبد الباري عطوان عن تنظيم الدولة أيضا الدولة الإسلامية : الجذور، التوحّش، المستقبل لأنني قرأت هذا الكتاب أيضاٌ منذ بضعة شهور ولم أجد شيئاٌ جديد فى هذا الكتاب , سوي ربما بعض الهوامش والتفاصيل عن البنية الهيكلية والمزيد من المعلومات عن اسماء قيادات التنظيم التاريخية والحالية وهذا هو مكمن أهمية الكتاب بالنسبة لي
الاضافة الحقيقة فى الكتاب هي حديثه عن نموذج الدولة الاسلامية فى مقابل تنظيم القاعدة ومأزق جبهة النصرة فى الصراع الايدولوجي والازمة البنيوية نتيجة اختلاف المرجعيات وغيرها , ذلك كان أكثر اجزاء الكتاب نفعاٌ خصوصاٌ انها كانت المرة الاولي التي اقرأ فيها تحليل عن الجذور التاريخية للصراع والاختلاف بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الذي كان فرعاٌ له فى العراق .
ما زالت الظاهرة جديدة والمؤلفات والتحليلات عنها قليلة لأسباب كثيرة منها التكتم والسرية الكبيرة التي يلقيها التنظيم حول نفسه وسياسته الناجحة فى ذلك فعلاٌ عموماٌ ما زلنا نحتاج الي المزيد من الوقت لتقييم تلك التجربة والأفكار المحيطة بها من ناحية كونها خروجاٌ عن النسق التقليدي والإفتراضي للنظام العالمي .
كتاب يبحث بشكل مفصل ودقيق عن بداية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وماهي الأسباب التي ساعدت في ظهوره وكيف أثرت السياسات في المنطقة على أيدلوجية هذا التنظيم، أعجبني عمق البحث وتدعيم ذلك بالمصادر أرى بأنه الكتاب الأمثل لفهم التنظيم بشكل واضح وشامل يغطي جميع الجوانب
بحث ممتاز عن تنظيم الدولة الإسلامية وتاريخها وعلاقتها مع القاعدة وأسباب تمدد هذا التنظيم واستمراره، وأيضاً يتناول علاقات جبهة النصرة المُبهمة مع التنظيم ومع القاعدة
▪︎كتاب غير روائي 18 ▪︎كتاب صوتي 19 ▪︎اللغة عربية 33
مراجعة كتاب تنظيم الدولة الإسلامية: الأزمة السنية والصراع على الجهادية العالمية – حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان
يعد هذا الكتاب من أهم الدراسات التحليلية التي تناولت تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، حيث يقدّم الكاتبان حسن أبو هنية ومحمد أبو رمان قراءة معمقة في نشأة التنظيم، تطوره، وأبعاده الأيديولوجية والسياسية، مع التركيز على السياق الإقليمي والدولي الذي ساهم في صعوده.
الطرح الرئيسي للكتاب
يبحث المؤلفان في العوامل التي ساعدت داعش على الظهور والانتشار، مع التركيز على الأزمة السنية باعتبارها أحد المحركات الأساسية لصعود التنظيم، سواء في العراق بعد الغزو الأمريكي، أو في سوريا عقب الحرب الأهلية. كما يتناول الكتاب الخلافات الداخلية في الحركة الجهادية العالمية، وخصوصًا بين تنظيم القاعدة وداعش، وهو ما يكشف عن تحول مهم في الفكر الجهادي الحديث.
أبرز القضايا التي يناقشها الكتاب
1. الخلفيات التاريخية والفكرية: يقدم الكتاب تأصيلًا فكريًا لتنظيم الدولة الإسلامية، ويشرح كيف تطورت الجهادية السلفية لتصل إلى شكلها الحالي مع داعش.
2. العامل الطائفي: يسلط الضوء على دور الصراعات الطائفية في العراق وسوريا في تعزيز الخطاب الداعشي، ويبين كيف استغل التنظيم التوترات السنية-الشيعية لاستقطاب المقاتلين وكسب التأييد.
3. الخلاف مع القاعدة: يستعرض المؤلفان كيف تحول داعش من مجرد فرع تابع لتنظيم القاعدة في العراق إلى تنظيم مستقل يزاحم القاعدة نفسها على زعامة الجهادية العالمية.
4. البعد الإعلامي والاستراتيجي: يوضح الكتاب كيف استخدم داعش وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في نشر دعايته والترويج لفكره، مما جعله أكثر جاذبية للشباب الجهاديين حول العالم.
نقاط القوة في الكتاب
تحليل متعمق ومدروس مدعوم بأدلة ووقائع سياسية وتاريخية.
أسلوب أكاديمي رصين لكنه واضح ومباشر، ما يجعله مناسبًا للباحثين والمهتمين بالشأن الجهادي.
رؤية متوازنة تبتعد عن التبسيط المخل أو التحيز، وتحاول فهم الظاهرة من منظور اجتماعي وسياسي وديني.
نقاط قد تحتاج إلى تعميق
يركز الكتاب على العوامل الإقليمية والمحلية أكثر من الأبعاد الجهادية العالمية وتأثيراتها في أوروبا وآسيا.
لم يتعمق كثيرًا في الجوانب الاقتصادية والتمويلية لتنظيم الدولة الإسلامية، والتي كان من الممكن أن تعطي بُعدًا إضافيًا لفهم قوة التنظيم.
التقييم النهائي:
كتاب تنظيم الدولة الإسلامية: الأزمة السنية والصراع على الجهادية العالمية هو دراسة جادة وشاملة لفهم أحد أعقد التنظيمات الإرهابية في العصر الحديث. إنه مرجع مهم لكل من يريد تحليل الظاهرة الجهادية بعيون نقدية وعلمية، بعيدًا عن الطروحات الإعلامية السطحية.
مشكلة هذا الكتاب هي الإطار التفسيري والتحليلي لظاهرة تنظيم الدولة وعلاقته مع القاعدة وليس في توثيق المعلومات أو دراسة هذه الظاهرة تاريخياً. الإطار التفسيري في الكتاب هو إعادة فهم ظاهرة الحركات الأصولية على أنها نتيجة لغياب الديموقراطية والإقصاء السياسي في المنطقة, مع أنني أجد هذا التفسير بائس ومن الصعب الأخذ به بجدية إلا أنه منتشر في كثير من الدراسات الغربية والعربية في تحليل الظاهرة الأصولية-الجهادية. تنظيم القاعدة والجهادية السلفية عموماًَ كانت نشطة على مستوى أقليمي ودولي حتى قبل الإحتلال الأمريكي والثورات العربية. ربما سبب جاذبية هذا التحليل هي أنه يمكن من خلاله إحالة الظاهرة الأصولية إلى مجموعة عوامل ظاهرة ويسهل دراستها مثل غياب الحريات والديموقراطية ولكن المشكلة في هذا التفسير هي أنه لا يمكن الإستناد عليه لتفسير سبب عنف وطائفية وخطاب الكراهية لدى هذه الأصوليات المعاصرة خاصة تنظيم الدولة والقاعدة وأن هذه الحركات ليس من غايتها ولا من فكرها التحرر السياسي أو بناء نظام تشاركي بل هي غايتها حصر الشرعية الدينية في خطابها السلفي. تلك الفرضية قد تكون مقبولة في مرحلة تاريخية أو في حالة معينة لو قلنا أن تناقض هذه المنظمات الأصولية هو تناقض مع جهاز الدولة القمعية, ولكن الخطاب الأصولي يضع نفسه ضد الأمة والمجتمع الإسلامي ويرى إنحراف المجتمعات الإسلامية عن صحيح العقيدة الإسلامية وأنها تحتاج إلى إعادة تأهيل ديني. لذلك يبقى هذا الإطار التفسيري في عرض الظاهرة وعلى أطرافها لأنه يرجعنا لعدة عوامل ليست بالضرورة مُنتجة لفكر عنفي وإقصائي-طائفي مثل ظاهرة تنظيم الدولة وبقايا تنظيم القاعدة.
كتاب قيم يناقش بموضوعية ظروف نشأة و صعود تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و بلاد الشام "داعش" حيث يعرض الكتاب تاريخ نشأة التنظيم في العراق اولا ابّان فترة الاحتلال الامريكي ثم يتعرض لتوسع التنظيم في سوريا بعد الثورة،يقدم الكاتبان كما هائلا من المعلومات الهامة حول التنظيم و علاقته بتنظيم القاعدة و النصرة و غيرها من التنظيمات الجهادية السلفية و طبيعة الصراع بينها،اضافة الى تعرضه لابرز قيادات هذا التنظيم و هيكله الرئيسي الذي يعمل من خلاله،اكتفى الكاتبان بعرض بعض الآراء الفقهية التي ينظر لها ابرز قادة هذا التنظيم دون التعمق فيها او نقدها بصورة مباشرة و لكن من خلال مقارنتها مع آراء أخرى بني عليها تنظيم القاعدة مثلا. هناك تكرار للمعلومات في اكثر من موقع في الكتاب،اضافة الى وجود مقدمة و خاتمة لكل فصل مما يجعل الحشو في الكتاب ظاهرا،و لكنه عموما بحث قيم مبني بشكل موضوعي و بناء على معلومات قيمة تتناول تنظيما صاعدا حيّر صعوده الكثيرين في العالم.
يلقي الكتاب بعض الضوء على بدايات تكون وصعود ما يسمى بتنظيم الدولة ( داعش ) بداية من مرحلة أبو مصعب الزرقاوي إلى إعلان الخلافة المزعومة وتكون هيكل ما يدعى بالدولة ،، ويستعرض كذلك نشوء جبهة النصرة التي تقاتل النظام في سوريا وعلاقة التنظيمين بالقاعدة وأوجه التباين والخلاف بينهما ،، يحتوي الكتاب على الكثير من المعلومات عن شخصيات التنظيمين ومراحل تطورهما وبالأخص أجهزة تنظيم الدولة ،،، كتاب عبارة عن بحث جيد حول فكرة الجهاد العالمي الدائر حالياً في العراق وسوريا وفروعه في بعض البلدان الأخرى
يخيل الى القارئ عند معرفة ان الكتاب يوزع مجانا ان هناك فكرة معينة يسعى الى ترسيخها ... لكن عند قراءته ... تجد انه موضوعي للغاية ... فهو يكتب من زاوية بعيدة عن كل الاطراف ولم يتبنى رأي او جهة دون غيرها ... كتاب يقرأ مرة ومرتين وثلاث... كل كلمة موثقة بمرجع سواء دراسة منشورة او فيديو ... بالمختصر كتاب من المهم جدا قراءته لفهم ما يجول حولنا من مبهمات
قرأت الكتاب بناء على نصيحة وجهها الكاتب محمد الشنقيطي لمتابعيه على صفحته على الفيسبوك بقراءة هذا الكتاب، المفيد لتفسير ظهور وسلوك داعش الكتاب مفيد جدا وانصح بقراءته بدوري ايضا
"تجاوزت الخلافات بين تنظيم القاعدة، وفي ظله جبهة النصرة، مع تنظيم الدولة الإسلامية محاولات الاحتواء أو رأب الصدع، ولم تقف عند حدود العراق وسورية، ولا حتى لبنان، إذ انعكست عبر حالة من الاستقطاب في أوساط التيارات السلفية الجهادية في مناطق تواجدها ، ما بين مؤيد ومؤمن بنموذج الدولة الإسلامية وآخرين بنموذج القاعدة والنصرة" صـ١٦٠ خاتمة الفصل الرابع.
قرأت هذا العمل الفريد مرتين، أولهما منذ خمس سنوات، وما زالت اعتقد أن هذا العمل هو أنفس ما كُتب في هذا الشأن، ونفاسته ليست فقط في الجهد العظيم المبذول خلاله، ولكن أيضاً في تجرد وموضوعية باحثان أحدهما عالماني، والآخر لا يُحسب على الإسلاميين. وكم وددت وأنا أقرأ هذا الكتاب أن أكون رمزاً من رموز المدارس الجهادية فقط لأفرض هذا الكتاب فرضاً واجباً دراسته على كل العاملين والأتباع والتلامذة.
كل سطر في الكتاب هو توثيق جيد لتاريخ فترة هامة يصعب الآن الوقوف على صحيحها، ونخل باطلها من سيولة الأحداث، وسرعتها، وضراوة روادها، وتضارب مصالحهم، والشائعات، والتضليلات السياسية، وأجندات الدول الغربية، وخبث الحكام العرب وأبواقهم. هناك العشرات من الأسباب التي تجعل توثيق حقيقة ما يحدث في الشأن السوري ليس صعباً فقط، بل مستحيلاً أحياناً كثيرة. ومن هذا جاءت أهمية هذا البحث الرصين.
الأمر الثاني والفارق أن تحديد وجهة الدولة وتفصيل منهجها يُشكلان العامل الأكبر في حل غموض قضايا الجهاد والجهاديين، والكتاب حقيقة من أندر الكتب التي تحدثت ليس بالتفصيل فقط في شأن الجهاديين، ولكن بتحليلات سليمة ومرتبة، ورؤية واقعية مبناها الطرف نفسه وما يشكل عقيدته. وأجزم أن هذا البحث عمدة في جذور حركة الدولة ونشأة الصراع الإسلامي السوري لا من حيث دقة المعلومات، والتوثيق، وتحليل المواقف والتحركات بموضوعية شديدة، ولكن أيضاً كشف الخفاء عن حقائق الخلاف الإسلامي بين تيارته؛ والذي يظهر جلياً من خلال تفاني الباحثان وحرصهما على للإلمام بأغلب جوانب القضية، بجذورها، وفروعها، وحتى ثمارها. وكنت قد حاولت قبل البداية في كتابة تلك السطور من خمس سنوات أن أقِف على مسافة متساوية بين كل التيارات الجهادية المُتنازعة. أما الآن فأشعر أن كثير من الغموض حول تفاصيل الصراع قد انبلجت، وأنني إن لم استطع اصدار أحكام فأنني على الأقل أستطيع رواية المشهد بمنظور إسلامي منصف. وقد أخذت على الفصل الأول ثلاثة مآخذ، أولهم خطأ تاريخي، وثانيهم خطأ موضوعي، والثالث خطأ في طريقة التحليل، وعلى الفصل السادس خطأ علمي. وأؤكد أن نقدي لمن قامت على هذا العمل العظيم هو من باب طلب الكمال، وليس من باب التجريح. ومازلت أرى أنه من العسير جداً أن يجد القارئ أي إنسان طبيعي يستطيع الحط من قيمة هذا العمل، أو ثلبه.
الآن أشير لبعض النصائح التي ربما تصلح لترقية العمل أو اصلاحه، وليعذرني الباحثان الأريبان لكون الخطاب سيكون بلغة النقد.
أولاً الخطأ التاريخي: في صفحة ٢٨ ذُكر أنه سُجن في مارس ١٩٩٤، بعكس رواية الـCNN التي تقول أنه سُجن في ١٩٩٣م، وفي نفس الصفحة خطأ آخر خاص بخروج الزرقاوي من السجن بعفو ملكي في مارس ١٩٩١م أي قبل دخوله السجن بثلاث سنوات !! في حين أن الثابت خروج الزرقاوي من السجن عام ١٩٩٩م. وربما تلك الأخطاء تكون نسخية، وجل من لا يسهوا.
ثانياً الخطأ الموضوعي (التدليس): تعمّدا الباحثان عِند نشرهم لرسالة أبي محمد المقدسي التي كانت بعنوان "الزرقاوي مناصرة ومناصحة، آمال وآلام" أن يُظهروا كم تأثر المقدسي بغلو الدولة في الدماء، وأساء الباحثان في التعبير حين قالو بالنص من صفحة ٦٢ "لقد لاحظ المقدسي وشيوخ السلفية الجهادية المقربون من القاعدة بأن الزرقاوي توسع في استخدام العمليات الانتحارية بشكل لا نظير له" وقام الباحثان بإقتطاع جزء صغير من الرسالة (نصف صفحة تقريباً) تحدّث فيها المقدسي عن بعض الأمور التي لا يرضاها لمنهج "تنظيم الدولة"، ورغم أن المقدسي قد برأ الدولة من تلك الأمور وذلك الغُلو في نفس الصفحة المقتطعة من قِبل الباحثيْن إلا أن الباحثيْن تعمَّدا التدليس، وقص السطور التي تُفيد رؤيتهم فقط، وربما تخدم النتيجة النهائية المُتَّفق عليها سابقاً. ورغم أن مُعظم رسالة المقدسي كانت تمدح جماعة الزرقاوي وقيادتها ومنهجها في ذلك الوقت، إلا أن الكاتبيْن لم يعتبرا ذلك، وغضَّا الطرف عن كل ما هو مدح وتكريم لمنهج وسياسة "تنظيم الدولة" ولعل السبب الراجح لديّ في الخروج عن الموضوعية؛ هو تعمد زرع بذرة خلاف بين المقدسي وبين جماعة الزرقاوي، لعِلمهما بأن المقدسي سينشقّ ويبرأ التنظيم لاحقاً، وبذلك يكتسبان نقطة تحليلية إضافية في الدراسة، ويكشفان عن سبقهما في إعادة تحليل نِقاط الخلاف الأولية.
ثالثاً الخطأ التحليلي (مغالطة التأثيل) في الفصل الأول بنى الباحثان رؤيتهم على أساس أداة عدّاها الباحثان أصلية في سياسة الدولة الإسلامية، ألا وهي أداة (الفِرقة الطائفية)، واستمر الكاتبان في تثبيت مفهوم أن الدولة ظلّت تلعب على صُنع الشروخ الطائفية بين المواطنيين العراقيين، وتوليد العداء عموماً ضد المخالفين من المسلمين؛ سواءً كانو من صحوات السنة أو الشيعة، أو كل من يُساعد الحكومة العراقية العميلة. وزعِما بأن تنظيم الدولة بدأ بأهداف سياسية واضحة، كاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية كقوة احتلال، وحلفاءها من جميع المكونات العرقية والدينية، ثم أخذت "الدولة الإسلامية" تتحرك في منحى طائفي شديد بالتزامن مع تغلغل النفوذ الشيعي في مفاصل العراق. واستشهدا بتفجير الزرقاوي لمقر الأمم المتحدة في ٢٠٠٣م، وعملية مسجد الإمام علي في النجف في نفس العام، وغيرهما من عمليات نوعية حاسمة استهدفت جميع الأطراف المُعادية في الفترة من ٢٠٠٣م إلى ٢٠٠٥م، وعدَّا ذلك من التدرج السياسي إلى الفضاء الطائفي، على حسب منطوق الباحثان. وبعد ذلك دعَّم الباحثان رؤيتهما حين استدلو بكلام أبو ميسرة الغريب في نوفمبر ٢٠٠٤م حين صرح في مقطع مُسجّل بأن الدولة لم تصطدم مع أحفاد العلقمي الروافض بعد. وحملو كلام أبو ميسرة على إنه تغيُّر تدريجي نحو تأجيج الصراع الطائفي، وعلى ذلك برهن الكاتبان على أن منحنى الصراع لم يأخذ الشكل الطائفي الهوياتي قبل عام ٢٠٠٥م، وأن سياسة الزرقاوي والدولة أخذتا في التطور إلى أن وصلتا لصراع طائفي هوياتي بحت، خاصة بعد تكفيرهم للشيعة، وهو الأمر الذي كان يتحرّص منه منظّروا السلفية الجهادية آنذاك. وهنا أخطأ الباحثان أثناء تحليل منهجية تنظيم الدولة العسكرية والسياسية عن طريق تكرار زرع مُصطلحي (طائفية ، هويّاتية). والخطأ هنا لا يتضمن طريقة تحليل الأسلوب نفسه، بقدر ما يتضمّن إختيار "آداة الطائفية" وإعادة لصقها مراراً وتكراراً وطبعها بما لا يدع مجالاً للشك على سياسة دولة الإسلام في العراق؛ ومن ثمَّ البناء عليها. ولعل هذا الزلل كان منشأهُ أصلاً في عقلية الباحثان الليبرالية، وانطلاقهما في التحليل من مبادئ المواطنة والقومية والديمقراطية. فمعاداة الشيعة لم تكن ناتجة عن منظور طائفي، أو بُعد هوياتي؛ كما رأى الباحثان؛ بقدر ماهي عَقيدة، وولاء وبراء، وتحكيم لقوانين المُشرَّع، وتنزيل العِقاب على المُخالفين، والمُبتدعين، قبل الكفرة الأصليين الصائلين. وأن حتى قاعدة الجهاد والنصرة في ظلها لا يكذبون الدولة في تكفير الروافض واستحلال دمائهم في المطلق، وإنما الخلاف في منهجية ذلك وسياسته. وأن كسب تعاطف الشارع العربي، وعدم معاداة الجميع مكسب. وللتفريق بين المنظوريين الطائفي والعقدي، يكفيك أن تعلم أن المنظور الطائفي النابع من تمايز الهويات يسير في مرحلة أدنى من المنظور العقدي. وأن أي عداء طائفي يُمكنه أن يذوب في محيط مصلحة كافية، بعكس العداء العقدي الراسخ. وأن تنظيم الدولة لم يكن ليحارب الروافض برؤية طائفية هوياتية كما يزعم الباحثان، ولكن الحقيقة تكمن في أن المسلم في عمومه، والمُجاهد في خصوصه يبغضان في الله ويُحبّان في الله، ويؤمنان في أن النصر من عِند الله. وبما أن الإنصاف عزيز، والباحثان نفسهما جزاهما الله خيراً قد نأيا بنفسهما عن خرافة الصناعة المخابراتية، ومصطلحات الإرهاب، وغير ذلك من الخطاب العالمي الزائف. فإن الدولة في بدايتها قد قامت حقيقة باخلاص على أسس دينية منضبطة بلا مواربات، وإن كان لها اجتهادات في التوسع في مسائل قتل الشيعة فإنها أيضاً اجتهادات مقبولة لها أدلتها، ومناصرين، وأعلام من المتقدمين والمتأخرين. فإذا كان البون بين الحب في الله، والبغض في الله، وبين الطائفية بوناً شاسعاً، فالقضاء على أسلحة وألغام عدوي الرئيسي في المعركة لهو أمر طبيعي جداً ومنطقي؛ خاصة إن كانت تلك الألغام مزروعة في غرف بيتي، أو فناءى، وحديقتي. وإن كان هناك حقيقةً خلاف بين القاعدة ومن يناصرها من تيارات الجهاد الإسلامي وبين الدولة فهو لم يكن على حكم التخلص من الروافض بقدر ما هو كيف؟ ومتى؟ وربما كان هناك بعضاً من الضغط الإيراني على قاعدة الجهاد بخصوص انفلات الفرع العراقي والتوسع في دماء الشيعة والروافض. ولا شك أيضاً لدي الآن ولدى أغلب المطلعين على قضايا الجهاد المعاصر في عبث منهجية القاعدة التي تهدف لمحاربة العدو الصليبي والصهيوني الصائل فقط (العدو البعيد) وهذا رغم تقريري بخارجية تنظيم الدولة، واستبعاده عقدياً ودينياً من الطائفة المنصورة، بل وتحميله كل دماء الفتنة كافة. وقد عمد الباحثان في الأخير إلى استخدام مصطلح "ولاء وبراء" مع مصطلحي "الطائفية" و "الهويّاتية" بالتوازي مع بعضهما البعض ليخرجا من ذلك المأزق التحليلي، ويصبح السرد على رؤيتهما ورؤية أيضاً أطراف الصراع. فصرح الباحثان في صـ٥٩ أن مفهوم الولاء والبراء هو مرادف للهويّاتية الطائفية من وجهه نظر جماعة الزرقاوي خاصة، والسلفية الجهادية عامة. ومما ينسف مغالطة مفهوم الطائفية والهوياتية، ويرفع مفهوم الولاء والبراء كمصطلح كان يُفضل استخدامه أن "تنظيم الدولة" نفسه يشمل في طياته الأجنبي، واليمني، والشامي، والمصري، والعراقي وإن زادت أعداد الأخير، فذلك يرجع لأسباب عديدة أهمهما: ١- نشأة التنظيم على أرض العراق ذاتها. ٢- مقدرة العراقيين على تفهم الوضع السياسي والعسكري الواقع أكثر من إخوانهم العرب والأجانب. ٣- زخم العامل البشري العراقي في التجنيد مقارنة بالمهاجرين. لذلك نُحذر من ترسيخ الكتاب لمبدأ مبناه أن السلفية المُعاصرة، أو السلفية الجهادية قواعدها تقوم على أسس هوياتية صريحة، يزعم الباحثان أو كما يريان. وأنقل لكم سطراً من الكتاب هو خير مثال على الخلل الدلالي في رؤية الباحثان، والتي تخرج رغماً عنهما تحت تأثير الخلفيات العالمانية أو المدنية أو القومية . يقول الكاتب في صفحة ٦٠ "بالرغم من ذلك الإختلاف؛ فإن بذور الطائفية وتكفير الشيعة كانت كامنة في أطروحات السلفية عموماً والجهادية خُصوصاً" وكرر الجملة بشكل آخر في الصفحة التالية حيث قال: "فالسلفية المعاصرة على اختلاف توجهاتها العقدية والفقهية تقوم على أسس هويّاتية صريحة"
رابعاً الأخطاء العلمية (التوثيق): في الفصل السادس كانت هناك توثيقات كثيرة من مصادر غير معتبرة وليست علمية، على سبيل المثال: ١- حين تحدث ضباط الجانب العسكري في حقبة أبي بكر البغدادي صـ٢٠٣، عزا المصدر لتقرير نشره المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان، وكتبه زنديق حقوقي من درعا اسمه هيثم مناع. وقد قرأت التقرير فما وجدت فيه إلا الخرافة <التنوير> وكره الدين, مع العلم أن التقرير جاء بدون توثيق، ولا مصادر. ٢-عند الحديث عن عدد مجلس شورى التنظيم وطريقة اختيارهم صـ٢٠٤ جاء مصدر الباحثان من مقال لصحيفة رافضية وصحفي شيعي يدعى هشام الهاشمي. ٣-وأيضاً في صـ٢١١ عند الحديث مجلس التنظيم العسكري استخدم المرجع السابق، ونفس الصحفي الرافضي. ٤- عند الحديث عن المجلس الأمني في صـ٢١٢ عزا المصدر التلغراف البريطانية. ربما بعض ما جاء في تلكم الصفحات يكون حقيقياً، لكن وكيف نعلم والمصدر غير موثوق وكذاب، فضلاً على أنه لا يعزوا.
ورغم النقد، إلا أنني حقيقة أُشيد بموقف الباحثان الموضوعي الذي أكد في أكثر من سطر أنهما بذلا وسعيهما في البحث والتجرد والانصاف، وأن القاعدة الشرعية التي قام عليها تنظيم الدولة تعتمد بشكل أساسي على المرجعية السلفية الوهابية. وأن "الدولة" أول من قام في الجهاديين بنقلة نوعية من التنظير الأصولي الفقهي، إلى الراديكالية العملية، وأن الجهاديين ليسوا إرهابيين أو مختلين، أو دمويين كما يصورهم النظام العالمي. وغير ذلك من عشرات الفوائد الحقيقية التي يظهرها هذا العمل الفريد. وإذا كنت قد استخدمت ألفاظاً قد يراها البعض حادة مثل التدليس، ثم أُتبع ذلك بتأكيد موضوعية الباحثان وجودة مادتهما؛ فهذا ليس من قبيل التناقض فلا تعارض بين أخطاءهما المنهجية، وزلاتهما من جهة وبين جودة العمل وعلو كعبه من جهة آخرى. وأجمل ما كان في الفصل الأول ختمته الموجزة الخطيرة في التأثير والعمق، والتي اختصرها الكاتبان من خلال سبعة خيوط هامة من شأنهم تلخيص الفصل الأول كله، بل وتحليل المشهد بدقة بدايةً من نشأة الدولة ووصولاً بمراحل الشقاق.
الفصل الثاني سلط الضوء بشكل عام على التيارات الجهادية كافة في المنطقة السورية، وبشكل خاص على مراحل نمو جبهة النصرة خلالهم ومعهم، والمراحل التي ساهمت في تشكيل عقيدة النصرة ورسم أيدولوجياتها. بالتأكيد أن كل سطر في هذا البحث جوهري وليس مجرد دباجة أو حشو أو تحليلات زائفة. بعد ذلك في الفصل نفسه تحدث الباحثان على التصاعد التاريخي لنشوء الخلاف بين النصرة والدولة، ثم أخذ ينحوا نحو جوهر الخلاف بينهما والمرجعيات الفقهية لكلا الفريقين، ثم اتساع الهوة بينهما ثم الشقاق والعراك. الكتاب لا يصلح معه اختصار لأنه أصلاً مختصر لمادة هامة، واعتقد أن كل لمحة بسيطة فيه قد تساهم بشكل أو بآخر في تغير دفة القارئ وتقرير الحكم، وفصل السجلات، واستشراف المآلات.
أما الفصل الثالث فهو إعادة نظر وتدقيق لخطوط المشهد العريضة والتي قد رسمت بالفعل في الفصلين السابقين، فهو يتحدث عن رحلة تماسك الدولة من جديد وإستعادة قوتها من بعد خطة باتريوس والصحوات مروراً بثورات الربيع العربي وما صاحبها من أحداث إقليمية وسياسية ووصولاً لإعلان الدولة الخلافة وعراكها المتوازي في جبهتي الشام (العراق وسوريا)، مع استخلاص تحليلات سيسيولوجية جيدة لصعود وتفوق الدولة على منافسيها.
الفصل الرابع كان بلا شك الفصل الأهم في هذا الكتاب؛ حيث حمل في طياته الكثير والكثير من مقتديات وتفاصيل الصراع بين الدولة والقاعدة وسائر التنظيمات. حيث عمد الباحثان إلى إعادة سرد دقائق وأسرار النزاع الجهادي بين الفصائل كافة بالنسق التاريخي اللازم وباستعراض موادهم الإعلامية مزامنة مع الانتصارات العسكرية. فانبلجت به الخفايا، وانكشف به جواهر الصراع، فمن انهى ذلك الفصل وما زال لا يستطيع الإجابة على تساؤل لماذا وصل المسلمين لتلك الفتنة؟ فهو إما كان يقرأ وهو نائم، أو تلك المادة لا تناسبه. وأود الإشارة أن هذا الكتاب الباهر لا يستمد مكانته فقط من جودة التحليل ولا بموضوعية البحث قدر ما يحمل بداخله من تواثيق هامة جداً وروابط وإثباتات ربما غالبها قد تم محوه ولكن لا يصعب الوصول إليه. وأنا أجزم أن حواشي الكتاب غنية بما لا يدع مجالاً للشك بدلائل محتواه، وصدق المقال. فليس هناك خبراً إلا وسيجده القارئ معزواً لصاحبه بتاريخه. إلا في الفصل السادس الذي يتحدث عن هيكيلية التنظيم فكثر من مصادره غير معتبرة وقد تتبعت بعضها فما جدت غير الزيف والبهتان وإن صح بعضها.
في الفصل الخامس أورد الباحثان تاريخاً مختصراً للسلفية الجهادية، مع إلقاء الضوء على التكامل البنيوي لعناصر ومنظري الجهادية، ثم عرج للفصل السادس الذي تحدث فيه عن هيكلية التنظيم وكوادره وبعضاً من طرق عمله. ثم خاتمة الكتاب التي حللت أسباب ومآلات التحالف الدولي للحرب على الإرهاب بشكل عام، وإن كانا قد قصدا تنظيم الدولة باعتباره العنصر الرئيسي للعمل. ثم بعض الملاحق المفيدة.
وختاماً كم كنت أود لو أرجأ الباحثان جهدهما وأصدارا هذا الكتاب في أي لحظة بعد عام ٢٠١٩ لاستقرار كثير من الأحداث أنذاك وشهود ضعف وتراجع تنظيم الدولة وصولاً لمرحلة الخلايا الضعيفة. فرغم أن هذا العمل قد صدر في فبراير من عام ٢٠١٥ إلا أن جهدهما البحثي والتاريخي والتحليلي قد توقف تقريباً عند أوائل عام ٢٠١٤. وأن اللحظة التي شاء الله للباحثين الوقوف عندها هي نفسها التي انفجرت من بعدها الصراعات، وتسارعت الأحداث مؤذنة باختلافات جذرية وعميقة ليس في موازيين القوة فقط بل وفي عموم المشهد السياسي والعسكري في المنطقة والعالم. وأكاد أجزم أن هنية وأبو رمان على الرغم من عظم جهدهما وثقل علمهما وإحاطتهما، ورصانة منهجهما ما كانا يستطيعا استشراف ما آلت إليه الأحداث اليوم.
كتاب مفصل بالاحداث و الشخصيات و المراجع المهمة الفصل الخامس يعتبر مرجعا مهما و مبسطا لتاريخ نشأة الايدولوجيا السلفية الجهادية على وجه العموم الفصل السادس يشرح آلية الإدارة في الدولة و المراجع المذكورة في الهامش متميزة
يكمن مضمون الكتاب في عنوانه "تنظيم الدولة الإسلامية و الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية" في 3 اتجاهات: _ مراجعة تاريخية لصعود تنظيم الدولة منذ أن كان "جماعة التوحيد والجهاد" ثم " قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" و مبايعتها لتنظيم القاعدة الأم تحت شروطها و ظروفها التي فرضتها بيئتها و ظروف النشأة و انصياع قادة تنظيم القاعدة الأم على تلك الشروط مع ظهور امتعاض على تلك الشروط التي كانت سبب في المفارقة فيما بعد و جعل تنظيم الدولة له فكر خاص له قائم على ظروفه الموضوعية في بيئته التي ولد فيها ،،، إلى مرحلة الدولة الإسلامية في العراق و مرورها بفترة تراجع كبير وخاصة في الفترة ما بين 2007 إلى 2010 بسبب عدة عوامل استطاع التنظيم الاستفادة من مراجعتها وعاد بقوة وبشكل مفاجئ جعل من " المؤامرة " هي السبيل الوحيد لعودته القوية ، و هو ما دحضه الكتاب وبقوة ، كما أنه تناول عملية تشريحية للتنظيم منذ بدايته على يد ابو مصعب الزرقاوي الذي سلمه لخليفته - أبو عمر البغدادي - تنظيم قوي له هيكلية تنظيمية راسخة و التي تطورت تحت يدي "ابو بكر البغدادي" و الذي شهد تطور نوعي و مذج ما بين التراث الإسلامي و الشكل الحداثي
_المحور الثاني في هذا الكتاب فهو مناقشة للأسباب التي أدت إلى بروز التنظيم و نشاطه و هي ما سماها ب "الأزمة السنية" التي تكشف عن غياب مشروع سياسي سني يشمل السنة في بلاد الشام و العراق و هو ما جعل هذه المجتمعات السنية إلى الهروب إلى مشروع الدولة الذي يضمن لهم حماية مقابلة لعنف طائفي و ليس نابعا عن اختيار حضاري أو ثقافي ، لكنه لم يناقش جاذبيه التنظيم بحد ذاته للكثير من المنتسبين له سواء بالانضمام أو بالنصرة إعلاميا
_ المحور الأخير الذي تم التركيز عليه هو "الصراع علي الجهادية العالمية" ، أوضح حدود التوافق ما بين تنظيم القاعدة و تنظيم الدولة وهي نفس المنطلقات و الأهداف النهائية ، و رغم وقوع الاثنين في إطار السلفية الجهادية ، إلا أن هناك فارق شاسع بينهما في المنطلقات الفقهية فالقاعدة التي تنطلق من كتب سيد قطب و عبد الله عزام و أخيرا ابو مصعب السوري و تخالف ما تنطلق منه الدولة التي تعتمد بشكل أساسي على كتب ابو عبدالله المهاجر و ابو بكر ناجي و نتج عن هذا الاختلاف في المنطلقات ولادة جبهة النصرة والتي كانت نتاج ثمرة تعاون ما بين التنظيمين إلا أن ولادتها هي التي شكلت ظهور الخلاف التي وصل إلى حد الانفصال التام و الصراع على مشروعية التصدر باسم السلفية الجهادية
الكتاب يحتوي توثيق جيد جدا للاحداث و الافكار التي تحيط بتنظيم الدولة مستمدة من خطابات اعضاءه و كتبه الاساسية واهم الشخصيات فيه و هيكله التنظيمي و مصادر التمويل و بالمحصلة الكتاب يعطي القصة الاكثر واقعية عن نشأة التنظيم من مجرد اعتباره مؤامرة غريبة ,و العنوان الفرعي للكتاب حول الازمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية من اهم تحليلات الكتاب في فهم ظهور التنظيم و اكتسابه زخم و قوة متزايدة , لكن من الملاحظات عن الكتاب . أن المعلومات مكررة في اكثر من مكان يحتاج الكتاب لجزء اكبر من التحليلات اضافة الى اجابة اسألة اكثر حول التنظيم مثل سبب التحاق المقاتلين الاجانب , النظرة لاسرائيل , علاقة الاجهزة الامنية الغربية مع التنظيم
بالتالي كان واضحاً أن الكاتبان لا يملكان معلومات جديدة او مفاجئة إنما هي عملية تجميع مصادر دراسات وقليل من الإستنتاجات أعجبني أن الدراسة توصلت للسبب الذي يعتقده أي متابع لما يحدث في المنطقة الا وهو أن الإضطهاد وخصوصا للمكون السني في العراق كان سبب نجاح مثل هذا التنظيم وزاد الطين بله اجرام الطاغية بشار ثم الثورات المضاده في المتطقة العربية مما أدى الى انسداد أفق الإصلاح الأمر الذي أدى الى تدفق كثير من الشباب اليائس والهارب من نار الطائفية الى هذا التنظيم
لا أستطيع أن أزعم أنه أفضل كتاب يتناول ظاهرة تنظيم الدولة الإسلامية هذا الكيان الشبحي الذي أذهل العالم وانشغل بدراسته السياسيين، لكنني أجزم أنه أحد أفضل الدراسات لهذه الظاهرة. من شدة إعجابي بهذا الكتب كتبت تلخيصاً بسيطاً له وهي المرة الأولى التي ألخص فيها كتاباً. قبل أن تبدأ قراءته إن قررت ذلك من المفيد جداً أن تشاهد حفل توقيع الكتاب على اليوتيوب.
دراسة رصينة وهامة لكل من أراد أن يفهم طرفا من قصة (داعش) كيف وأين ولماذا تكونت؟
والأهم أننا من خلال فهم ملابسات ولادة هذا النموذج المتوحش للحركات المتطرفة سنستطيع أن نستوعب ماهي البيئة الجاذبة والخصبة لصناعة الإرهاب، بعيدا عن الأجوبة السهلة والاستنتاجات السطحية والاتهامات المعلبة التي نتقاذفها يمنة ويسرة ونوظفها في صراع التيارات الذي يموج به العالم العربي اليوم.
كتاب دقيق يبحث في نشأة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بدء من جذوره ومرورا صعوده في العراق وسوريا بالإضافة الى علاقته مع القاعدة وجبهة النصرة وانتهاء بهيكله التنظيمي والمؤسساتي.
اعجبني الجهد المبذول في تدعيم الكتاب بالمصادر الدقيقة ، عيبه الوحيد هو تكرار بعض المعلومات.
كتاب جيد يعطي فكره جيده عن تنظيم القاعده وداعش والسلفيه الجهاديه بشكل عام ينصح بقراءته لمن اراد ان يفهم الوضع على ارض الواقع لغته بسيطه وسلسه ومفهومه لغير المتخصصين
تم بحمد الله ترجمة هذا الكتاب إلی الفارسية بمساعدة الأستاذ الدكتور حسن بشير و طبع في طهران جامعة الإمام الصادق عليه السلام هذا العام. أتمنی أن يروق للباحثين الإيرانيين الذين يهتمون بقضية داعش.
الكتاب يتتبع مسار تنظيم الدولة الاسلامية وعلاقته بالتنظيمات الجهادية وعلى رأسها تنظيم القاعدة والمراحل التي مر بها والاسباب التي أدت الى صعوده من تنظيم مسلح بسيط الي دولة حقيقية لها حدود واجهزه امنيه واعلامية. كما يتناول الباحثان الخلاف بين تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة المركزي وتطور الخلاف الي صراع مسلح بين النصرة وداعش في سوريا ================================== من أين أتي تنظيم الدولة الاسلامية؟
بداية التنظيم كانت علي يد احمد فضيل الخلايلة(أبو مصعب الزرقاوي)الذي بني عقيدة تنظيمه القتالية ونهجه الفقهي علي مرجعية شيخه أبي عبد الله المهاجر خصوصا كتاب مسائل من فقه الجهاد المعروف بكتاب فقه الدماء والذي يعتبر دستور تنظيم داعش الحالي.
قام التنظيم فور تأسيسه بعمليات نوعية ضد القوات الامريكية والعراقية والمصالح الغربية في العراق كما قام بأستهداف المتعاونين مع القوات الامريكية وبحلول 2004 كان قد لمع أسم الزرقاوي وقام بمبايعة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في اكتوبر 2004 وتم تغيير أسم التنظيم ليصبح(قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين).كان هناك الكثير من الخلافات بين منهج الزرقاوي ومنهج القاعدة لكن تنظيم القاعدة قام بالتغاضي عنها في الوقت الحالي.
في عام 2006 تم الاعلان عن موت الزرقاوي عن طريق غارة أمريكية وتولي من بعده أبو عمر البغدادي قيادة التنظيم وبنهاية 2006 أعلن التنظيم عن حكومة لأدارة شئون المناطق السنية والمدن السنية وهي كركوك وصلاح الدين ونينوي وديالي بدعم من العشائر السنية التي عانت من التهميش بعد الاحتلال الامريكي.
في 2007 بدأت الخطه الامريكية لمكافحة الدولة الاسلامية بقيادة الجنرال ديفيد بترياوس التي تقضي بأنتشار اكثر من 30 الف جندي ودعم القوي السنية (الصحوات)بالمال والسلاح لقتال التنظيم وانهاء تمرد المدن السنية بحلوي عام2009 كانت الصحوات والقوي الامنية العراقية قد حققت انتصارات هائلة علي التنظيم الذي شهد تراجعا واضحا وعاني حالة من الضعف بعد فقدانه الحاضنة السنية.
في عام 2010 بدأ التنظيم يستعيد عافيته مره اخري واعلن عن تشكيل لدولتته بقياده أبي عمر البغدادي الذي قتل في أبريل 2010 مع وزير حربيته ليتولي أبي بكر البغدادي القيادة.
قام أبي بكر البغدادي بوضع استرتيجية جديدة للدولة الاسلامية بعد خروج الولايات المتحدة من العراق تتمثل في القضاء علي الصحوات وتوحيد جميع الفصائل والقوي السنية وأستهداف القوي الامنية بقوة ونشر الرعب في صفوف الشيعة وطمأنة المواطنين السنة عن طريق الحكم العادل في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم وبذلك عاد التنظيم للأحداث مرة اخري عن طريق أستغلال اخطاء المالكي وتهميشه للسنه وارتكابه مجازر بحق المتظاهرين المسالمين.
======================================= كيف ظهر تنظيم جبهة النصرة في سوريا؟
بعد قيام الثورة السورية بثلاثة أشهر تحول الثوار السوريين من التظاهر السلمي الي الكفاح المسلح وبدأت الجماعات الجهادية بالظهور واهمها كتائب عبد الله عزام وكتائب فتح الاسلام وجيش الصحابة وكتائب احرار الشام في ذلك الوقت أرسل المجلس العسكري لدولة العراق الاسلامية أبا محمد الجولاني مع ثمانية اخرين لتهيئة الارضية لتشكيل تنظيم جهادي يكون امتداد للدولة الاسلامية ولم يظهر التنظيم رسميا الا في 2012.
بدأ ظهورالخلاف بين جبهة النصرة وبين الدولة الاسلامية مع اصرار الجولاني علي مبايعة الظواهري وعدم تبعيته للتنظيم في العراق ويستمر الخلاف حتي يصل ذروته عند اعلان ابي بكر البغدادي في ابريل 2013 عن دمج النصرة مع دولة الاسلام ويرفض الجولاني الانضمام ويعلن التسمية الرسمية للتنظيم (جبهة النصره تنظيم قاعدة الجهاد في الشام) وبعدها دخل التنظيم في عدة معارك في سوريا مع الدولة الاسلامية أنتهت بسحق النصرة وانحصارها في الجنوب وأنشقاق الكثير من مقاتلين التنظيم وأنضمامهم للدولة الاسلامية عقب أعلان الخلافة في 2014
==================================== الخلافات بين القاعدة المركزية وداعش
ينتقل الباحثان لأسباب الخلاف بين تنظيم الدولة الاسلامية الذي تخذ من مؤلفات أبي بكر ناجي وأبي عبدالله المهاجر مرجعا له وتنظيم القاعدة الذي يتخذ من أطروحات أبي مصعب السوري مرجعا له وأهم هذه الخلافات أن تنظيم القاعدة لا يكفر عموم الشيعة ولايعتبر قتالهم ضرورة في الوقت الحالي حتي يقوم بتركيز جهوده علي الولايات المتحدة (العدو البعيد) بينما يهتم تنظيم الدولة بقتال الشيعه والحكومات العربية (العدو القريب والنقطه الثانية أن تنظيم القاعدة لا يهتم بأقامة دولة في الوقت الحالي الا بعد أبعاد الولايات المتحدة وحلفائها من المنطقة لأنهم الداعم الاساسي للحكومات العربية بينما يري تنظيم داعش أن أقامة دولة أسلامية في الوقت الحالي خطوة مهمة ستمكنهم في المستقبل من قتال العدو البعيد
==================================
في باقي الاجزاء يتناول الباحثان تمدد داعش والقتال بين الفصائل السورية المسلحة وغارات التحالف الدولي الحقيقة الكتاب رائع ومفيد لكل شخص راغب في فهم الصراع الحالي في الشرق الاوسط .
ربما هو أفضل الكتب في «حقل الدراسات الداعشية» عربياً، والکاتبان المخضرمان یعرفان جيداً عمّ يتحدّثان ،إلا أن تحرير الكتاب ضعيف، وفيه الكثير من التكرار والتوكيد على أفكار محدّدة كان يمكن اختصار الكتاب لولا التوكيد عليها
المقدّمة التاريخية في الفصل الأول هامة جداً، وتبيّن أن الصراع بين الدولة الإسلامية وتنظيمات القاعدة قديمة منذ أيام الزرقاوي وبن لادن، والخلاف الأساسي هو هل العدوّ الأولى بالمقارعة هو «البعيد» أي الغرب أم «القريب» أي الشيعة، وهل يجب إعلان دولة الآن أم يجب تأجيل ذلك، وما حدث في السنوات الأخيرة مجرد مرآة لذلك النقاش المكتوم منذ زمن. ثمة بقع معرفية غائمة تتعلق بالعلاقة الحقيقية بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية، حيث لم يتم التوسع بفكرة أن الجولاني هو بالأساس جندي من جنود البغدادي، ولا بملابسات الانشقاق كاملةً باستثناء ما هو معروف لأي مراقب قريب من الحدث. هناك أيضاً إشارات ينقصها التوسع بخصوص العلاقة بين تواطؤ النظام العراقي والنظام السوري مع توسّع الدولة. لكن تبقى التفاصيل الموردة عن هيكل القيادة في الدولة الإسلامية والأجنحة العسكرية والإعلامية والشرعية والأمنية، والتطورات التي زادت الثقل العراقي في التنظيم ولا سيما في شقّه الأمني، هي الأكمل تقريباً بين الأعمال العربية عن هذا التنظيم، بالإضافة للمقدّمة المختصرة عن تاريخ السلفية الجهادية وأبرز مفاصلها التاريخية وتقلّباتها الفكرية والسياسية
لکن المؤكد أن تقارير المخابرات الغربية والعربية فيها كل هذه المعلومات وأكثر، وبالتالي لا جديد على مستوى الداتا، أما على مستوى التحليل السياسي فأيضاً لا جديد: هناك معضلة على مستوى العرب السنة الذين هم أولى الناس بمحاربة الدولة الإسلامية، والأنظمة السياسية مسؤولة عن خلق هذا الشبح! مختلفناش يعني
مجهود رائع من الباحثان أبورمان وأبوهنية حول الحالة الطوائفية التي وصلت لها المنطقة .. وأعتقد من المهم جداً قراءة هذا الكتاب خصوصاً لمن يسكن المنطقة العربية أو الشرق الأوسط لما تحويه من أحداث وتنظيمات.
في حالة تأسيسة راسخة وواضحة .. يتم البحث في نشأة القاعدة العالمية ومن ثم تبعية تنظيم العراق لها وإعلان دولة العراق وعلاقتها مع الصحوات ودخول جبهة النصرة في الطريق ونهاية إلى إعلان الخلافة والدولة الإسلامية.
الكتاب يأخذك في رحلة من الأحداث التاريخية ما بين الجوانب الفكرية والمنهجية لكل تنظيم .. من أين انبثق وما يتبعه من مدارس فكرية وكيف تفاعل مع ما هو حوله وما المنهجيات التي يمشي عليها.
الفرق الأساسي ما بين منهجية العلاج من الداخل من شعب و حكومات أو مقاومة العدو الخارجي الغربي من أمريكا وإسرائيل بانت الفوارق الرئيسية في التنظيمات السلفية الجهادية مما أدت لخلافات مستمرة ولازالت .. أراقت الدماء وأنهكت الشعوب والدول.
وفي نظرة تحليلية للكاتبان .. يتفقان على نقطة رئيسية وهي أن المشكلة هوياتية لدى هذه التنظيمات مما انبثق عنها الكثير على الأرض.
يجب أن يصبح هذا الكتاب مرجعية رئيسية ومهمة لكل باحث عن حالة واقع اليوم أو محلل للمستقبل التنظيمي وحيثيات المنطقة.
قامت بنشره دار فيدريش ايبرت، دار ألمانية بمكتبها في عمان، دراسة مؤلفة من حوالي 270 صفحة،تشمل 6 فصول وخاتمة وملاحق، في فهرس المحتويات: الفصل الاول: تنظيم الدولة الاسلامية: الجذور، المسار والتحولات الفصل الثاني: جبهة النصرة: التأسيس، الصعود والازمة الفضل الثالث: الطريق إلى"إعلان الخلافة" الفصل ا��رابع: انشطار القاعدة: السجالات والتداعيات الفصل الخامس: الصراع على أيديولوجيا السلفية الجهادية الفصل السادس: تطور البناء الهيكلي لتنظيم"الدولة الإسلامية" خاتمة الكتاب: اليوم التالي: الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الملاحق: نبذة عن ابرز قياداة الدولة الاسلامية نبذة عن ابرز قيادات جبهة النصرة المراجع: عربية 36 كتاب انكليزية 2 دوريات:8 التقارير:14 المقالات:29 الوثائق والكلمات والبيانات: 96 الافلام المرئية: 15 دراسة علمية أكاديمية، وبحث مضني، وهذا عادة ما تحتفظ به الجامعات في أرشيفها ولا تنشره، خشية ادعاء أحد الدراسة وسرقتها كاملة، فتنشر فقط مقتطفات لتحميل الكتاب مجانا" من موقع دار النشر: www.fes-jordan.org
بالنسبة لمثل هذه الكتب والتي يشهد محتواها على الجهد الكبير والمهني المبذول فيه يجب أن تصنف ضمن مراجع الحركات الإسلامية ذات الميول الجهادي على الأراضي السورية والعراقية ..
بشكل عام يتحدث الكتاب عن النشأة للدولة الإسلامية وجبهة النصرة وجذورههما والواقع الحالي مع احتوائه عليى الكثير من الأحداث سواء الحديثة أو القديمة التي لم يتم التركيز عليها لنقل اعلامياْ ان صح التعبير وكيف ظهرت وأشرقت الشخصيات والقيادات التي نظرت وقادت هذا الحراك من العشوائية إلى التنظيم وإلى مابعد التنظيم قيام الدولة ..
برأيي توصيفه للدولة ودراستها وتحليلها بالشكل الدقيق المذكور يعطي أفضل صورة عن الدولة الموجودة بحيث لايتم الاستخفاف بها حالياً ولا يتم تصخيمها أكثر مما ينبغي ..فالحكم على الشيء فرع عن تصوره
خبرة ومعرفة الكاتبين سواء العملية أو العلمية هي التي أعطت النكهة السلسة لدراسة هذا الكتاب
وأخيراْ نتقدم بالشكر لمن ساهم في الأزمة السورية وأطال بعمر حكومتها وأمدها بقبلة الحياة لنتعرف عليهم أكثر ..
والحق هو الموفق لكل خير وهو مخزي الكافرين وأحفاد الخوارج
كتاب قيم جدا،خاصة لهؤلاء الذين يعتقدون ان تنظيم الدولة الإسلامية وليد لحظة وظهوره كان مفاجئاً، الكتاب يتحدث عن الزرقاوي كمؤسس وأب روحي للتنظيم فيستعرض تطور فكره والمشايخ الذين أثروا فيه وأهم الكتب التي تبناها كمنهج لتنظيمه،ثم يتتبع ولادة التنظيم وإلتباس العلاقة بينه وبين تنظيم القاعدة المركزي ، كما ويفصل في الاسباب التي جعلت ركيزة حرب هذا التنظيم مستندة على الطائفية ويناقش فكرة حرب القريب والبعيد الذي كانت محور الخلاف بين التنظيم والقاعدة. كذلك الامر بالنسبة لجبهة النصرة التي ولدت وهي ملتبسة الأفكار والاستراتيجيات وإعلانها عن انتماءها لتنظيم القاعدة اضطرار بسبب اعلان ضمها الى تنظيم الدولة في العراق قسراً. الكتاب سردي وتوثيقي ويستند الى مراجع عديدة ابتداء من ادبيات السلفية الجهادية وانتهاء بروابطهم على الانترنت وقد نجح الاستاذان بالتزام الحياد السردي والتأريخي وهذا ما يجعل القارئ مرتاحا ومنشغلا فقط بالاحداث دون ان يتسرع الى مرحلة تحليلها.