لم أرها فى أول الأمر بل نشق أنفى عطرها فأنتبهت من غفوتى كانت تركع على الأرض، وتلقى سحائب شعرها الأسود على حافة الفراش. قلت لها بوله : شاهى .. أنت هنا؟ سحبتنى من يدى لتخرج من عتمة حجرتى كنت أشعر أن شحصا ما يشاركنى الغرفة أسمع همس أنفاسه فى ركن بعيد ولا أراه مرقنا من ابا الحجرة المتواضعة كنت أهمس فى أذنها : كيف لبنت القصور!! فوضعت إصبعين على فمى. الطاحونة ساكنة، والقمر يتستر خلف سحب خريفية هشة، يطل علينا بنصف عين قالت: أحبك قلت وأنا مخنوق بالبكاء: وأنا أعبدك. - أنت فارسى. - وأنت أميرتى. - خذنى بعيداً عن بؤس العائلة التى انمحى زمانها. وارتميت فى حضنها فلم ألمس شيئا مجسداً. قلت : هل هى بهذه الخفة. حاولت مرة أخرى فطارت كفراشة تحوم فى فناء الطاحونة. قلت لها:عودى كإنسية.. لا أريد أن أرى تحولاتك. درات حولى وأنا أئب للإمساك بها، حين أفلحت فى الإمساك بها استحالت إلى حامة بيضاء ضربت بجناحيها الهواء ارتفعت ثم هبطت اقتربت فارتفعت برشاقة، وقفت هناك لا تريد الهبوط وأنا أنادى باسمها.. أنادى باسمها وهى تهز رأسها الصغير ولا تجيب ثم ضربت الهواء ضربتين واختفت
يوسف أبو رية من مواليد يناير 1955 بمركز ههيا بمحافظة الشرقية وحصل على شهادته الجامعية في الاعلام من جامعة القاهرة وعمل في مركز البحوث كمدير عام. وكان امينا عاما لصندوق رابطة القلم المصرية طوال الاعوام الـ 13 الاخيرة من حياته.كما شارك في تظاهرات حركة كفاية المعارضة لاعادة انتخاب الرئيس المصري محمد حسني مبارك. وللراحل سبع مجموعات قصصية اولها "الضحى العالمي" التي نشرت في 1985. ومن مجموعاته ايضا "طلل النار" و"شتاء العري" و"عكس الريح" و"ترنيمة الدار". كما الف خمس روايات هي "ليلة عرس" و"صمت الطواحين" و"عطش الصبار" و"الجزيرة البيضاء" و"تل الهوى"، واربعة كتب للاطفال هي "خبز الصغار" و"اسد السرك" و"الايام الاخيرة للجمل" و"طفولة الكلمات"
تحاكي هذة الرواية الدورة الطبيعة للكون والحياة، وهي أن ليس هناك ثبات، وأن كل شيء إلى زوال، أكان حكاما، أو مالا، أو عيالا، أو صحة... إلخ أعجبتني كثيرا الرواية وأكثر شيء جميل فيها سرد يوسف أبو راية رائع للغاية لم أشعر للحظة واحدة بملل أثناء القراءة أعتقد أنها من أسرع الأعمال التي قرأتها في حياتي، واسرعها هذا العام، كان للمؤلف أن يقلل من حدة إدخال الفقرات الجنسية التي أقحم بها كثيرا في النص، وأعتقد التلميح يوصل المعني والمقصد المراد، ولكن ما علينا.. هذا عمل جيد وصف لنا فترة لا يكتب عنها كتاب هذة الأيام. قدره الكاتبعلى وصف الأحوال الداخلية للعائلات الريفية وكل ما يدور ما بين الأخوة وأبناء العمومة، وزوجاتهم، وطبيعة الحياة الريفية والتي أعتقد لم تختلف كثيرا عما نحن عليه الآن، لم تزل كما هي، برغم طفرة التكنولوجيا واستخدام الماكينات الأكثر حداثة. الدخول لمناطق وعرة بخصوص المشاكل الأسرية، وفكر الرجل الريفي والشهوة التي تكبل كل أعضاءه وفكره مع كل امرأة تراها عيناه فتعجبه ويشتهيها، وسهولة الزواج وغيرها. في الختام أحب أن أقول هو عمل جميل وممتع - باستثناء الإباحية المنفرة التي ملئته- وسرده غاية الروعة. تجربة أولى وجديدة مع عم يوسف أبو راية، هشوف له أعمال أخري لعلها تكون أقل وطأة في المشاهد الجنسية وبنفس مستوى السرد.
بداية قوية في النصف الأول ، بضربات قلم سريعة محكمة ، ترسم أحداثاً تهادى سيرها في النص الثاني من النص ، فأكسبته بعض الفتور ، لم أستسغ فكرة منامات الأب والأعمام وفرج ، التي تُسارع الأحداث بتفسيرها على نحو ساذج مصطنع . رغم افتقاد قصة الحب بين شاهي وفرج لمبررات وضحة وعمق مطلوب ، كونها من خيوط النص الرئيسية وصاحبة حدثه الختامي ، إلا أن الخاتمة ذاتها أعجبتني ، تلك القفزة الواسعة بالزمن ، حتى صار فرج شيخاً يخطو نحو أعتاب الموت بثبات . وطلبه رؤية شاهي للمرة الأخيرة . أيضاً الفلاش باك الذي كان الكاتب يستخدمه من حين لآخر كان مستساغاً ، وأكسب السرد عمقاً وسلاسة . بالمجمل .. النص ليس فذاً ، ولكن لا بأس به .
يوسف أبو رية يمتلك أسلوب سرد جيد وبسيط لكنه لم يستطع ادخالى فى أجواء الرواية ربما بسبب سذاجه الحوارات بين الشخصيات او التشتت الذى شعرت به فى منتصفها وهى تشبه قصص خيرى شلبى عن القرى الريفية ومن قرأ لخيرى شلبى لن يحتاج لدخول عالم أبو رية
رواية كحكاية جميلة وبسيطة تدور احداثها حول عائلة ايام الملكية وبعد ايام الضباط الاحرار وعبد الناصر لكن يعيب الرواية السذاجة ف الحوار وايضا التناقل بين الاحداث الذى يصيب القارئ فى بعض الاحداث بالتوهان والحيرة وعدم اماكنية الربط بين الاحداث
لم افهم شئ من الرواية مرة رؤيا ابو المعاطى و معه نور و عليوة و مرة رؤيا ابو العلا و معه فرج و يونس و مرة رؤيا فرج نفسه .. تقييمي لهذه الرواية نجمة و نصف فقط .. المحزن انى قد قرأت ليلة عرس لنفس الكاتب و كانت جميلة لكنى لا اعلم لم هذه الرواية مبهمة
كاتب عذب , لكن الرواية تنتمي لهذا النوع من روايات هذه الأجيال المهووسة بالنصف الأسفل من الإنسان , و كأن العالم لا يوجد به إلا (حلاليف) مغرقون في نوع من أنواع الجنس البهيمي الذي لا يمت لرقة الحاشية بصلة !
أبطال الرواية من الذكور لا يكبحون جماح شهوتهم، ولا يحاولون، العاقل اللي فيهم يشتهي زوجة جاره وحاول اغتصاب زوجة ابنه، الابن فرج يتحرش بالسيدات زبونات الطاحونة ويمارس الزنا ويعتدي على أطفال القرية جنسيا، إمام الجامع زوجته تعمل بالدعارة تحت نظره وهو يتاجر في الحشيش، أسطى الطاحونة يقرص الزبونات من أجسادهن وهن لا يعترضن بل ويمازحنه، صبي الطاحونة قام باغتصاب فتاة في عز النهار وافتضح أمره في القرية فقال صاحب الطاحونة لأمها حقك عندي انا هاتصرف ولم يتصرف ولم يحدث شيء وظل الصبي يعمل بالطاحونة كأن شيئا لم يكن........ الرواية عبارة عن تحرش وزنا واغتصاب واشتهاء محارم... إلخ تحرك الأحداث.
البداية كويسة، بس بعد كدة دخلت في مناطق غريبة مكنتش أحسن حاجة لغة الكاتب جميلة، ووصفه للحياة في القرية وشغل الطاحونة كان متقن، بس معرفش يسيطر على تعدد الرواة في قصته، والفلاش باكات كانت بتربك القراية ساعات مفهمتش برضه الرؤى كانت ايه لازمتها في الحدوتة
تدور الرواية في قرية صغيرة يعيش فيها ويتحدث عن شخصيات "عليوة وأبوالمعاطي ونور وصراع أبوالمعاطي حتي يأخذ الطاحونة وتارة مايقفز حتي يتحدث عن أبيه وأمه ثم ابنه وأخوته الاثنين، فهنا الكاتب يتنقل بين الزمان والمكان بخفة رائعة دون أن يرهقك رغم إنه كان يقفز بفترات زمنية كبيرة ثم يعود الرجوع بفلاش باك وينهي الرواية بأجواء مأساوية وصراع الموت فالرواية بالغة العمق والبساطة .
...وبهدوء - من يمسك بسير الطلمبة الصغيرة التي تدفق الماء السخن في مجرى البئر - عصر الرأس بقوة حتى تخلص الثعبان من السم الذي يملأ جوفه، فصار رخوًا منتهك القوى كذكر مستنفد الشهوة...